________________________
لي منزل في أحد المدائن
عشت فيه طفولتي وجزء من شبابي
هجرته ,,, لأن الحياة لاتستقيم على حال
ربما للتطور الجاري في حياتنا
ربما لما رسمته لي الأقدار
ربما لغريزة الإرتحال
أسباب كثيرة , عديدة
والنتيجة واحدة ,,,
إرتحال بطعم المرار ,,,
بين الفينة والفينة ,,,
تفصل بينهما سنين وأعوام
ويفصل بينها عمرُ تدرج بين طفل وشاب ورجل قد شاب !!!
أعود لبيتي
أدخله صامتاً
لئلا أزعج ذاكرة الأيام
أعرج على صالته
هنا كنا نتجمع للغداء
ونتحلق لرؤية التلفاز
على مسلسلة ليست تركية ولا أجنبية
بل عربية أو محلية
نتأثر بأفراحهم , نبكي معهم لهمومهم
ننقم على الشرير منهم
ونحب طيبهم
نرى فيهم أنفسنا
فهذا الأب الكادح
وهذه الأم المناضلة
وهذا الأخ الأكبر عماد البيت
وهذه الأخت الكبرى الحكيمة
وهذه الجدة وهذه الست الكريمة ,,,
ننام على وقع تتر المسلسل
نكمل مشاهده في أحلامنا
وننتظره مساء اليوم التالي
كما ننتظر المطر ,,, وكا أدراك ما حب المطر في قلوبنا ,,,
اتسحب بخطاي
للغرفة الموصولة بالصالة
هنا كان يجلس سيد البيت
أبي
يرتشف شاهيه قبل خروجه للعصر
تتلقف أمي الفرصة الهادئة
لتملي عليه بعض متطلباتها ,,, ومتطلباتنا ,,,
كم كانت يسيرة وبدون أي تعقيد ...
أخرج منها لأدخل غرفة أكبر
هذه الغرفة ... آآآآآآآه
هنا كنت أنام
جنباً إلى جنب أخي
وأختي
وأمي
ووالدي
نفترش الأرض
على فرش قطني يابس
ونلتحف الشراشف المبردة بقليل من رذاذ الماء ,,, صيفاً
ولازلت أذكر بطانيتي الملونة , شتاءاً
رافقتني سنوات سنوات ,,, أشم رائحتها حتى الآن !!!
أصعد لسطح بيتنا
هنا كنت ألعب الكرة ,,, عندما تحجرني أمي عن الخروج للشارع ,,,
وهنا كنت أربي الدجاج ,,, والحمائم ,,, ورأسين من البهائم ,,,
أقف بصمت يكاد ينطق بصخب تلك الأيام ,,,
هي وقفة حداد أم دقيقة صمت حزين ,,, لا أعرف ,,,
أخرج من هناك
مهموماً
أجرجر قدماي
ألملم ماتبقى من قلب ,,, ومن إحساس ,,,
وأعود أدراجي
ليومي البائس
وحيداً إلا من ,,, حنين قاتل ...
شارد الفكر
مشتت النظرات
والعمر يقترب من
وقت السكرات ,,,
___________________________
ياصاح
هي رحلة بدأت بحلقة
وتتبعها حلقات
إن راقت لك ,,, فتبسم ,,, لتؤجر
وقل ماشئت بينك وبينك
فما عاد شيئ إلا وسوف يُهجر ,,,
ومانحن إلا كبدو رحل ,,,
اليوم ماء وكلأ
وغداً أعزم وتوكل ,,,
__________________________
إشتقت لهذا المكان
فعدت إليه
وأكتشفت بأني أصبحت
من القلب ,,, خالي !!!
فلا تكترث ياصاح
بما أنثر
قد يكون من الأزهُر
وقد يخالطه شعور أمُر ,,,
فلاتكترث بما أنشر .
_________________
زادي