[align=center]البحر
قصة
محسن يونس

.............................. ..............
[/align]

كذب رجل كذبتين ، إحداهما كبيرة ، والأخرى صغيرة ، الغريب أن الكذبة الكبيرة مضت بلا عواقب حيث ماتت بفعل البشر أنفسهم الذين كانوا يتصورون ساعتها أن البحر يغرق ، والصبر مغارة ، والفكرة حجرة ، والهموم رسم غائر على صخر أسود ، كما أن الفرحة ثوب يأرجحه الهواء مليا .. !!
أما الكذبة الصغيرة فهى التى قطعت كثيرا من الكيلومترات ، ودخلت عدة بيوت مختلفة ، ونامت على أسرة متعة ، وأسرة أخرى تنام عليها خواطر منكسرة ، وأسرة ثالثة بلا غطاء يدفئها، كانت الكذبة الصغيرة تركب عدة مواصلات من حافلات إلى سيارات أجرة ، وقطارات، وسفن ، وطائرات ، كان نفس البشر يتصرفون بشكل آخر معها .. انتعشت الكذبة الصغيرة وزاد حجمها حتى أن طول ثلاثين ذراعا ممدودة على آخرها لا يمكن أن يحيطوا بها ، ربما كان طولها أيضا قد جاوز مبنى من خمسين طابقا ، بينما كانت الدماء تغادر نعاسها الآمن منفجرة فى ومضة سكين ، أو سيف أو قبضة يد بلحمها وعظامها ، أو نبوت أو رصاصة ، كانت الكذبة التى أصابتها الآن الشيخوخة تقف أمام البحر متأملة سطحه ، صاحت فجأة : " البحر يجدد نفسه !! "
تمتمت الكذبة تحدث نفسها : " هذا اكتشاف !! "
فجأة صرخت الكذبة : " سآخذ به .. سآخذ به "