هو الرائع الشاعر المصري امل دنقل في قصيدة من اروع ما كتب في الشعر السياسي تصور حالة البلبله و الانكسار التي يحياها المتخاذلون
لا تصالحلا تصالحولو منحوك الذهبأترى حين أفقأ عينيكثم أثبت جوهرتين مكانهما..هل ترى..؟هي أشياء لا تشترى ..ذكريات الطفولة بين أخيك و بينكحسّكما – فجأة – بالرجولةهذا الحياء الذي يكبت الشوق حين تعانقهالصمت – مبتسمين – لتأنيب أمكماو كأنكما ما تزالان طفلينتلك الطمأنينة الأبدية بينكماأن سيفان سيفكصوتان صوتكانك إن متللبيت ربوللطفل أبهل يصير دمى بين عينيك ماء ؟أتنسى ردائي الملطختلبس فوق دمائي ثيابا مطرزة بالقصب.إنها الحربقد تثقل القلبلكن خلفك عار العربلا تصالحولا تتوخ الهربلا تصالح على الدم … حتى بدملا تصالح…. ولو قيل رأس برأسأكل الرؤوس سواء ؟!أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!أعيناه عينا أخيك؟!وهل تتساوى يد سيفها كان لكبيد سيفها أثكلك ؟!سيقولون: جئناك كي تحقن الدمجئناك – كن يا أمير – الحكمسيقولون: ها نحن أبناء عمقل لهم انهم لم يراعوا العمومة فيمن هلكواغرس السيف في جبهة الصحراءإلى أن يجيب العدمإنني كنت لكفارساوأخاوأباوملكلا تصالحولو حرمتك الرقادصرخات الندامةوتذكّر(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)أن بنت أخيك " اليمامة "زهرة تتسربل في سنوات الصبابثياب الحدادكنت إن عدتتعدو على درج القصرتمسك ساقي عند نزولىفارفعها وهى ضاحكةفوق ظهر الجوادها هي الآن صامتهحرمتها يد الغدر من كلمات أبيهاارتداء الثياب الجديدةمن أن يكون لها ذات يوم أخمن أب يتبسم في عرسهاوتعود إليه إذا الزوج أغضبهاوإذا زارهايتسابق أحفاده نحو أحضانهلينالوا الهداياويلهوا بلحيته –وهو مستسلم –ويشدوا العمامةلا تصالحفما ذنب تلك اليمامةلترى العش محترقا … فجأةوهى تجلس فوق الرماد.لا تصالحولو توّجوك بتاج الإمارةكيف تخطو على جثة ابن أبيك ؟وكيف تصير المليكعلى اوجه البهجة المستعارةكيف تنظر في يد من صافحوكفلا تبصر الدمفي كل كفإن سهما أتاني من الخلفسوف يجيئك من ألف خلففالدم – الآن – صار وساما و شارةلا تصالحولو توجوك بتاج الإمارةإن عرشك سيفوسيفك زيفإذا لم تزن-بذؤابته-لحظات الشرفواستطبت الترف.لا تصالحولو قال من مال عند الصدامما بنا طاقة لامتشاق الحسامعندما يملا الحق قلبكتندلع النار إن تتنفسولسان الخيانة يخرسلا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلامكيف تستنشق الرئتان النسيم المدنس؟كيف تنظر في عيني امرأةأنت تعرف انك لا تستطيع حمايتها؟كيف تصبح فارسها في الغرام؟كيف ترجو غدا …لوليد ينامكيف تحلم أو تتغنى بمستقبل لغلاموهو يكبر بين يديك بقلب منكّس؟لا تصالحولا تقتسم مع من قتلوك الطعاموارو قلبك بالدموارو التراب المقدسوارو أسلافك الراقدينإلى أن تردّ عليك العظام.لا تصالحولو ناشدتك القبيلةباسم حزن" الجليلة "أن تسوق الدهاءوتبدى – لمن قصدوك – القبولسيقولون:ها أنت تطلب ثأرا يطولفخذ الآن ما تستطيعقليلا من الحقفي هذه السنوات القليلةانه ليس ثأرك وحدكلكنه ثار جيل فجيلوغداسوف يولد من يلبس الدرع كاملةيوقد النار شاملةيطلب الثأريستولد الحقمن أضلع المستحيللا تصالحولو قيل إن التصالح حيلةانه الثأرتبهت شعلته في الضلوعإذا ما توالت عليها الفصولثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)فوق الجباه الذليلة.لا تصالحولو حذرتك النجومورمى لك كهانها بالنبأكنت اغفر لو أنني متما بين خيط الصواب وخيط الخطألم اكن غازيالم اكن أتسلل قرب مضاربهمأو أحوم وراء التخوملم أمد يدا لثمار الكرومارض بستانهم لم أطألم يصح قاتلي بي : انتبهكان يمشى معيثم صافحنيثم سار قليلاولكنه في الغضون اختبأفجأةثقبتنى قشعريرة بين ضلعينواهتز قلبي –كفقاعة-وانفثأوتحاملت حتى احتملت على ساعديفرأيت ابن عمى الزنيمواقفا يتشفى بوجه لئيملم يكن في يدي حربةاو سلاح قديملم يكن غير غيظي الذي يتشكّى الظمأ.لا تصالحإلى أن يعود الوجود إلى دورته الدائرةالنجوم لميقاتهاوالطيور لأصواتهاوالرمال لذراتهاوالقتيل لطفلته الناظرةكل شئ تحطم في لحظة عابرةالصبا..بهجة الأهل..صوت الحصان..التعرف بالضيف..همهمة القلب حين يرى برعما في الحديقة يذوى..الصلاة لكي ينزل المطر الموسمي..مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرةكل شئ تحطم في نزوة فاجرةوالذي اغتالني ليس رباليقتلني بمشيئتهليس أنبل منى ليقتلني بسكّينتهليس امهر منّى ليقتلني باستدارته الماكرةلا تصالحفما الصلح إلاّ معاهدة بين ندّين(في شرف القلب)لا تنتقصوالذي اغتالني محض لصسرق الأرض من بين عينيّلا تصالحولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخوالرجال التي ملأتها الشروخهؤلاء الذين يحبون طعم الثّريدوامتطاء العبيدهؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهموسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخلا تصالحفليس سوى أن تريدأنت فارس هذا الزمان الوحيدوسواك …. المسوخلا تصالحلا تصالح.