- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 40

الموضوع: *)(الإعجاز العلمي في القرآن الكريم)(*

العرض المتطور

  1. #1
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array

    *)(الإعجاز العلمي في القرآن الكريم)(*




    بسم الله الرحمن الرحيم

    تحية طيبة وبعد ..
    إن القرآن الكريم الذي هو وحي منزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم - إنما هو - كتاب جامع لكل معاني الحياة قاطبة في هذا الكون الفسيح
    في كل يوم وفي كل مرة يقف العلماء مبهورين عندما يجدون ما عكفوا على دراسته شهورا وسنوات - هو ها هنا - مدونا منذ أربعة عشر قرنا في هذا القرآن الكريم !!
    موضوعنا سيحاول تسليط الضوء على بعض الإعجازات العلمية التي زعزعت فكر بعض المتقولين الذين يدّعون أن هذا القرآن إنما هو من عند رسول الله , حاشا لله أن يكون محمدا صلوات الله وسلامه عليه أن يكون قد أتانا بهذا التبيان العظيم

    ملاحظة ..
    الرد في هذا الموضوع يجب أن ألا يكون مداخلة بشكر أو ثناء على الموضوع ..
    وإنما .. من لديه إعجاز علمي " ما " من القرآن الكريم يتفضل بوضعه هنا .. بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من هذه الإعجازات التي نتفاخر بها أمام الأمم بحكم ان هذا القرآن هو مصدر إلهامنا وإرشادنا ..
    ولكم جزيل الشكر

    ــــــــــــــــــــــــــــ


    إنشقاق القمر


    في حديث لـ ( داوود موسى بيسكوك ) رئيس الحزب الإسلامي البريطاني, يقول ..
    أن سبب إسلامه, أنه كان يستمع لمناظرة وقعت بين ثلاثة من علماء الفضاء الأمريكان مع مجموعة من العلماء البريطانيين .. وكانت هذه المناظرة على التلفزيون البريطاني ..
    قال البريطانيون للأمريكان : كم انفقتم من المليارات حتى وصلتم إلى القمر, وما الذي جئتم به ؟ جئتمونا بأحجار ؟ هذه الأحجار هل قيمتها تساوي المليارات التي انفقتموها ؟
    فخشي العلماء الأمريكان من تشويه سمعتهم أمام جمهورهم في أوروبا وأمريكا - عبر التلفزيون - , فقالوا : لا ,
    نحن لم نصعد إلى القمر لأجل هذا, وإنما صعدنا من أجل أن نحقق في ظاهره أذهلتنا, فقد وجدنا أن القمر مشقوق نصفين, وأن كل نصف ابتعد عن النصف الآخر وأنه عاد والتحم النصفان, وأن دليلنا على ذلك هو أن سلاسل الجبال التي كانت ملتحمة مع بعضها البعض .. لما عادت للالتحام حدث لها انزياح, فأصبح الجبل هذا يلتحم مع نصف الجبل الآخر, ونصف الجبل الآخر يلتحم مع نصف الجبل الآخر, وهكذا جميع الجبال .. فبدت سلاسل الجبال ملتحمة ولكن بها نقاط التحام واضحة في منتصف كل جبل على طول هذه السلاسل.
    وهذا دليل على أن القمر انشق ثم عاد للالتحام .. وهي معجزة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - سجلها القرآن في قوله تعالى ( اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ) سورة القمر
    سبحان الله

  2. #2
    الصورة الرمزية ألنشمي
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    رقم العضوية : 5557
    الاقامة : جـــ في احضان ــدة
    المشاركات : 16,959
    هواياتى : السفر 000 والسياحة
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 523
    Array



    [align=center]000
    00
    0


    ربي يعطيك العافية


    اخي الغالي الحبيب اسير



    وكتب الله لك الاجر والثواب



    ونفع بهالطرح القيم



    عن الاعجاز في القرآن الكريم



    حفظك الله

    [/align]
    [align=center]

    لزيارة موقعي اضغط على الصورة

    اللهم من أرادني بسوء فأشغله في نفسه، اللهم إني ادرأ بك في نحره واعوذ بك من شره ،
    اللهم إنك تعلم سرى وعلانيتى فأقبل معذرتي وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي،
    اللهم إنى أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني
    إلا ما كتبت لي وإن ما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني 0 [/align]

  3. #3
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألنشمي مشاهدة المشاركة
    000

    00
    0


    ربي يعطيك العافية


    اخي الغالي الحبيب اسير



    وكتب الله لك الاجر والثواب



    ونفع بهالطرح القيم



    عن الاعجاز في القرآن الكريم



    حفظك الله


    اخي الطيب المبارك
    ألنشمي
    اشكرك جزيل الشكر على تواجدك هنا

  4. #4
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    أهم اكتشاف في سنة 1929 كان وقعه كالقنبلة عندما نشر في الأوساط العلمية , حتى اللحظة كان الاعتقاد السائد أن المجرات تسير في حركة عشوائية تشابه حركة جزئيات الغازات بعضها في تقارب والبعض الآخر في تباعد ولكن هذا الاكتشاف قلب ذلك الاعتقاد رأسا على عقب , لقد اكتشف هابل أن كل هذه الملايين المؤلفة من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء وكذلك بالنسبة لنا فكل المجرات التى نراها حولنا - ما عدا الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة - في ابتعاد مستمر عنا . ولنا الآن أن نتساءل عن معنى هذا الاكتشاف . إذا كانت وحدات الكون كلها في ابتعاد مستمر عن بعضها فإن ذلك لا يعنى إلا شيئا واحدا وهو أن الكون في تمدد حجمي أو اتساع مستمر قال تعالى : ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) الضوء كما نعلم مركب من سبع ألوان وكل لون منهم له موجة ذات طول وذبذبة معينة وأقصر موجة أعلى ذبذبة هي موجة اللون الأزرق وأطولها أوطاها ذبذبة هي موجة اللون الأحمر وعندما حلل هابل الضوء الصادر من المجرات التي درسها وجد أنه في جميع الحالات - ماعدا في حالة الأندروميدا وبعض المجرات الأخرى القريبة يحدث إنزياح تجاه اللون الأحمر وكلما زاد مقدار الإنزياح الأحمر زادت بُعدا المجرات عنا وبعد اكتشاف هذا الأمر ظهرت دلائل كميات كبيرة من الفجوات المظلمة وخلف هذه الفجوات جاذب هائل يؤدي بنا إلى الانزياح الأحمر يتمدد الكون ويتسع من نقطة البداية إلى الإشعاع الأحمر .. قد تبدو الآن معاني الآية الكريمة قريبة إلى أذهاننا بعد توصل العلم الى حقيقة أن الكون له بداية يتسع منها ويتمدد ( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) يقول سبحانه إنا بنينا السماوات وإنا لموسعون قول لا يحتمل التأويل , وهذا ما يحدث للكون الآن بل ومنذ بلايين السنين إتساع وتمدد مستمر السماوات تتسع والكون يتمدد وكما لاحظنا أن هذه الحقيقة ليست قائمة على نظرية أو إفتراض أو نموذج فحسب ولكن المشاهدات قد أثبتت هذه النظرية وإتفاق التجارب التي قام بها الكثير من الفلكيون في أزمان وأماكن مختلفة قد جعلت من هذه النظرية حقيقة علمية , إذ لم يظهر حتى الآن ما قد يعارضها أو ينال من صحتها فأصبحت حقيقة اتساع الكون كحقيقة دوران الأرض حول الشمس أو كروية الأرض

    المصدر " آيات قرآنية في مشكاة العلم " د . يحيى المحجري

  5. #5
    الصورة الرمزية ألنشمي
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    رقم العضوية : 5557
    الاقامة : جـــ في احضان ــدة
    المشاركات : 16,959
    هواياتى : السفر 000 والسياحة
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 523
    Array



    [align=center]000
    00
    0


    ما شاء الله عليك



    ربي يسعدك اخي اسير



    وسبحان الله العظيم


    كل يوم اعجاز




    والى ان تقوم الساعة





    بورك بيمينك





    حفظك الله

    [/align]

  6. #6
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    يقول الله تعالى في سورة الأنعام:
    (الحمدلله الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) (الأنعام: 1)

    ـ يقول الطبري ـ رحمه الله ـ في تفسيره للآية الكريمة:
    الحمدلله الذي خلق السماوات والأرض, يعني الحمد الكامل لله وحده لاشريك له دون جميع الأنداد والآلهة والحمدلله الذي أظلم الليل وأنار النهار.. قال الظلمات ظلمة الليل والنور نور النهار.
    وقال أيضا، الحمدلله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور, أي إن الله تعالى خلق السموات قبل الأرض والظلمة قبل النور والجنة قبل النار... ولم يشر رحمه الله إلى سبب ذكر الظلمات بصيغة الجمع والنور بصيغة المفرد.
    ونجد في تفسير الجلالين مايلي:
    الحمد هو الوصف بالجميل ثابت لله، وهل المراد الإعلام بذلك للإيمان به أو الثناء عليه أو هما معا... احتمالات أفيدها الثالث.
    وقال (وجعل الظلمات والنور) أي كل ظلمة ونور وجمعها دونه لكثرة أسبابها وهذا من دلائل وحدانيته. (ثم الذين كفروا) رغم قيام هذا الدليل (بربهم يعدلون) أي يسوون غيره في العبادة.
    ويقول سيد قطب ـ رحمه الله ـ في ظلال القرآن: إن الآية الأولى من سورة الأنعام تذرع الوجود الكوني, والآية الثانية تذرع الوجود الإنساني... ثم تحيط الألوهية بالوجودين كليهما الآية الثالثة. ولم يشر أيضا ـ رحمه الله ـ إلى سبب ذكر الظلمات بصيغة الجمع والنور بصيغة المفرد.
    وأما سبب عدم قيام المفسرين ـ رحمهم الله ـ بذلك، فلأن الآية الكريمة تضم حقيقة كونية لم يتوصل إليها العلم إلا في القرن العشرين. ذلك أن المتمعن في ما توصل إليه العلماء في هذا المجال وفي تفسيرهم للنور والظلام سيجد العجب.
    الحقيقة العلمية:
    يقول العلماء: إن العالم الذي نعيش يشتمل على عدد هائل جدا من الموجات والذبذبات التي هي في الواقع موجات كهرومغناطيسية Ondeséléctromagnetiques, هذه الموجات تتميز بكونها مكونة من موجتين: موجة كهربائية وموجة مغناطيسية.
    الموجة الكهربائية متعامدة مع الموجة المغناطيسية أي إن بينهما زاوية 90 ْ وأنهما تتنقلان معا على شكل مستقيم.
    تتميزكل موجة كهرومغناطيسية بـ:
    طول الموجة، ويقاس بالمتر (Longueurdonde (mètre :m
    ترددها، ويقاس بالهرتز (HERTZ) Fréquencedelonde
    التردد هو عدد الموجات في الثانية الواحدة, وبالتالي كلما كانت الموجة قصيرة ارتفع ترددها.
    و هكذا نجد أنواعا متعددة من الموجات الكهرومغناطيسية، وكل منها يتميز بخصائص نلخصها في ما يلي:
    الموجات القصيرة جدا التي بقل طولها عن 10-13 m وتسمى الأشعة الكونية RAYONSCOSMIQUES وهي تستطيع اختراق المادة دون أن تتفاعل معها لذلك يصعب الكشف عنها. هذه الأشعة تستعمل للتعقيم STERILISATION وفي التصوير الطبي. وهي غير مرئية.
    نجد أيضا الموجات ذات الطول المحصور بين. 10-13 m و10-10 m وتسمى الأشعة GAMMA وهي أيضا غير مرئية.
    تأتي بعد ذلك الأشعة السينية RAYONSX. وطول موجتها يتراوح بين. 10-10 m و10-18 m وتستعمل في المجال الطبي لتصوير العظام والكسور وهي أيضا غير مرئية.
    أما في المجال 10-8 m و 4.10-7 m فهناك الأشعة فوق البنفسجية RAYONSULTRAVIOLETS (UV) التي تستعمل للتعقيم في غرف العمليات الجراحية وهي المسؤولة عن تغيير لون جلد الإنسان عندما يتعرض للشمس BRONZAGE كما أنها أيضا غير مرئية.
    أما المجالات الضوئية التي تستطيع العين البشرية رؤيتها فهي فقط التي تنتمي إلى المجال 4.10-7 m- 7.10-7 m وتكون الأشعة المرئية LUMIEREVISIBLE جميع الألوان المعروفة تنتمي إلى هذا المجال.
    تأتي بعد ذلك موجات غير مرئية طولها أكبر من 7.10-7 m واصغر من 10-4 m وتسمى الأشعة تحت الحمراء RAYONSINFRAROUGE (IR) وهي التي تكون الحرارة. هذه الموجات يمكن الكشف عنها بواسطة كاميرات خاصة تسمى الكاميرات الحرارية CAMERASTHERMIQUES
    أما الموجات ذات الطول المحصور بين 10-4 m و1m. فتكون الموجات القصيرة Micro-ondes. وهي تستعمل لطهي الطعام في بعض أنواع الأفران وإما لتوجيه الطائرات بواسطة الرادارات Radars.
    أخيرا نجد موجات الراديو ondesradio وطولها أكبر من 1 m وأصغر من 106 m هذه الموجات يعمل بها الراديو والتلفزيون وتستعمل كذلك للتنقل في المجال الجوي، وهي مثلها مثل باقي الموجات السابقة، غير مرئية ولا تستشعرها العين البشرية وتكون اللون الأسود.
    وهكذا يمكن أن يكون المجال المرئي في الكون الذي خلقه الله تعالى بقدرته وعلمه, يشير إلى النور (بصيغة المفرد) وهو لا يشكل إلا نسبة ضئيلة جداً من المجال غير المرئي الشاسع جدا والذي يظهر على شكل لون أسود وهو المعبر عنه بـ (الظلمات) (بصيغة الجمع).
    لذلك يمكن أن يكون النور الذي ذكره الله تعالى بصيغة المفرد والظلمات التي وردت بصيغة الجمع في كل آيات القرآن الكريم التي ورد فيها ذكر الظلمة والنور إشارة إلى المجال المرئي والمجالات غير المرئية للموجات الكهرومغناطيسية...
    والله أعلم.
    فسبحانك ربي كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
    قال الله تعالى:
    (الحمدلله الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُون) (الأنعام: 1).
    و قال تعالى :
    (لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (غافر: 57).

  7. #7
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    البحر المسجور واتساع قاع البحر

    يقول الله تعالى: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُور) (الطور: 6) وفي سنن أبي داود (لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز، فإن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً) الحديث.. وروى الإمام أحمد بسنده عن عمر بن الخطاب، عن رسول ـ الله قال: ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات يستأذن الله أن ينفضح عليهم فيكفه الله ـ عز وجل ـ وقال سعيد بن المسيِّب: قال علي ـ رضي الله عنه ـ لرجل من اليهود: أين جهنم؟ قال: البحر.. قال ما أراك إلا صادقا. وتلا: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُور). (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَت) (التكوير: 6).

    يقسم رب العالمين في كتابه المبين قائلا: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُور).. والقسم عظيم لأن المقسم هو الأعظم، لذا اختلف المفسرون في معنى قوله تعالىالْمَسْجُورِ) فقال بعضهم: المراد أنه يوقد يوم القيامة ناراً كقوله تعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)، وقال قتادة: المملوء، وقال مجاهد: الموقد, وقال الضحاك وشمر بن عطية ومحمد بن كعب والأخفش: بأنه الموقد المحمي بمنزلة التنور والمختلط فيه الماء العذب بالماء المالح.. والمتأمل يرى أن القسم يأتي في السياق القرآني مشيرا إلى صفة ملازمة للبحر وهي أنه مسجور. وأنواع المقسم عليه في صدر سورة الطور يدل على أنها واقعة في الحياة الدنيا، يقول تعالى: (وَالطُّورِ . وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ . فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ . وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ. وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ . وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) (الطور: 1 ـ 6).



    وقد أثبت العلم في سنة 1962 أن قاع البحر يتسع من منتصفه، واتساع البحر صفة تلازم بحار العالم اليوم، وأحدث محيط وهو البحر الأحمر الذي يسمى المحيط الوليد (Baby Ocean) يتسع قاعه منذ نشأته باستمرار، ويبلغ معدل اتساعه السنوي حاليا 4 ـ 6 سم. والمعروف بالمشاهدة أن الحمم تصعد، من تحت البحر، من عند الأماكن التي يتسع فيها البحر، وتبرد وتكون قاع البحار. ومن المؤكد أن تحت البحر ناراً كما أبلغ رسول الله . ومن المعلوم لدى علماء الجيولوجيا والبحار أن البحر الأحمر لم يكن له وجود في الزمن الماضي وكانت أرض العرب وأرض أفريقية قطعة واحدة تشكل يابسة تسمى الأرض العربية النوبية, ثم خسفت الأرض عبر الخط الذي يمتد بمحاذاة منتصف البحر الأحمر الحالي. ومدت الأرض من هذا الموضع، وتصدعت وأخذ الخسف يكبر شيئا فشيئاً، وصاحبه هبوط الأرض، واتصل جوفها بسطحها، وصعدت الحمم من باطن الأرض، وبردت الحمم لتكون أول جزء من قاع البحر، وكانت تلك اللحظة شهادة ميلاد البحر. ومنذ تلك اللحظة والبحر يتسع باستمرار من منتصفه، ومنذ تلك اللحظة لا يتوقف صعود الحمم، ويظل البحر مسجوراً بالنار من منتصفه. ومن الجدير بالذكر أن القرآن سبق العلوم الحديثة في التفرقة بين البحار والمحيطات والذي ماء كل منهما مالح. فالمحيط يقينا هو البحر المسجور الممتد قاعه من عند منتصفه. وبناء عليه فالبحر الأحمر هو أحدث محيطان الأرض تكونا لأنه مسجور, بينما البحر الأبيض المتوسط على سبيل المثال ليس محيطا لأنه ليس ممدودا من منتصفه. وهكذا يفتح باستمرار في أثناء نمو قاع البحر باب يصل بين جوف الأرض وسطحها، وما الباب إلا شق في وسط البحر.. ومنذ نشأة المحيط والشق يتسع بقدر, ولن يغلق ذلك الباب إلا إذا تقاربت حافتا ذلك الشق، ولذا فقد سبق الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ علماء اليوم حينما صدق على جواب اليهودي على: أن جهنم البحر حينما قال اليهودي البحر. ولن يتسع البحر إلا إذا كان مسجراً من منتصفه.. وحال البحر هو ما وصفه بعض المفسرين بأنه موقد محمي بمنزلة التنور المسجور. وتركيب صخور قاع البحر أشبه في بنائها بكفي اليد المبسوطتين المتباعدتين باستمرار، والفرجة بين الكفين المتباعدين تمثل المنطقة التي يتسع قاع من عندها البحر باستمرار.

    ولسوف تتضح تلك الإشارة العلمية للبحر المسجور في القسم القرآني بصدع الأرض. وقد أصاب مترجم معاني القرآن الكريم حينما ترجم (المسجور) بما يفيد التمدد في قوله تعالى: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ).



    الحقيقة المؤكدة أن قاع البحر مسجور، والدليل على ذلك حيد وسط المحيط (شكل: 1).


    وترجع قصة اكتشاف حيد أو حافة وسط المحيط إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تمكن دارسو المحيطات من قراءة خرائط تضاريس قاع البحر، وكم كانت دهشة العلماء وهم يكتشفون سلسلة جبال تمتد من شمال إلى جنوب المحيط الأطلسي بمحاذاة منتصف المحيط. وكان اكتشاف تلك السلسلة شيء غريب، فبينما كان من المتوقع أن يكون القاع أعمق ما يكون من عند منتصف قاع البحر،إذا بنا نجد القاع يحيد عن الانخفاض ويرتفع مكونا ما يشبه الدرع, وكان المثير حقا وجود تلك السلسلة الجبلية في جميع محيطات العالم، وأقرب تشبيه له أنه (مطب) يمتد عند منتصف مطب قيعان المحيطات، يحيط بالكرة الأرضية، ويزيد طول السلسلة تلك عن 80 ألف كيلو متر، وعرضه يزيد عن 1500كم، ويعلو قاع المحيط بمترين أو ثلاثة أمتار، ويغطي حوالي 20% من سطح الأرض في قيعان بحار اليوم. والأكثر عجبا أن تلك السلسلة يشطرها وادي خسيف عميق على شكل أخدود عمقه 1 ـ 2كم, وعرضه عدة كيلومترات. ولوحظ وجود شقوق في قاع ذلك الوادي الخسيف يفيض منه البازلت ويملأ قاع الوادي. ويمثل الوادي الخسيف حافة تباعد بين قطعتين (لوحين) من قطع الغلاف الصخري (شكل: 2).





    وعند المنطقة الناتجة من تباعد القطعتين المتجاورتين يسجَر قاع البحر بالنار (الحمم). ولا يكون البحر بحراً إلا إذا كانت حالته أنه مسجور. وسبحان من أقسم بالبحر واصفا إياه مُقسما }وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ| ولم يكتشف أن قاع البحر منشَطر من منتصفه بواسطة العلماء الفرنسيين والأمريكان إلا في سنة 1974م باستخدام غواصة أبحاث صغيرة تمكنوا من الغطس بها في وادي الخسف في المحيط الأطلسي. والآن لنتذكر حديث رسول الله (لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز، فإن تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً). حقا البحار مسجورة من منتصفاتها، ولكن بالقدر الذي يسمح لها بالوجود إلى أن يأتيها الأمر فتسجر وتفجر }وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ| (التكوير: 6)، (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) (الانفطار: 3). وحينئذ ستمد الأرض مداً من منتصفات قيعان البحار, وتصعد الحمم من عندها فتملأ البحر ناراً وحينئذ تسجر البحار، وتمد البحار من منتصفاتها فتخرج أثقال الأرض, وحينئذ تفجر البحار ويكون قد تحقق قوله تعالى: (وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ . وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ . وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ) (الانشقاق: 3 ـ 5).


  8. #8
    الصورة الرمزية بلوتوث
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 4918
    الاقامة : جـ(رمش عيونك)ـدة
    المشاركات : 4,801
    هواياتى : السباحة ومتابعة افلام الآكشن >>> اجنبي اكيد
    My SMS : رحمكما الله يا احمد صالح ويا ابا عبدالرحمن
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 293
    Array



    [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    .
    .
    يسعدلي صباحك أخوي الغالي والحبيب
    [align=center].
    `•.¸
    `•.¸ )
    ¸.•
    (`'•.¸(` '•. ¸ * ¸.•'´)¸.•'´)


    .•:*¨`*:•.₪ أسير الأحزان ₪.•:*¨`*:•.

    (¸. •'´(¸.•'´ * `'•.¸)`'•.¸ )
    .•´ `•.¸
    `•.¸ )
    .
    [/align]
    .
    .
    موضوع شيق ورائع كروعة كاتبه
    .
    .
    وفيه بحث ومراجعة معجازت القرآن الكريم
    .
    .
    مما يجعلنا نتأمل في هذا القرآن الكريم ومعجزاته
    .
    .
    والأعجاز العلمي في القرآن الكريم متنوع ومتعدد ومنها
    .
    .
    * إعجاز غيبي وتاريخي
    * إعجاز في جسم الأنسان
    * الإعجاز الطبي والدوائي
    * الإعجاز في الكائنات الحية
    * الإعجاز في النبات
    * الإعجاز التشريعي
    * الإعجاز اللغوي والبياني
    * الإعجاز في علوم الأرض
    * الإعجاز في الكون
    * آيات الله في الأفاق

    .
    .
    وغيرها من الأمور التي ليس لها حصر وعدد
    .
    .
    [bdr][/bdr]

    واليوم أبدأ في الإعجاز (( الغيبي والتاريخي )).
    .

    مراسي سفينة سيدنا نوح عليه السلام

    كاظم فنجان حسين الحمامي

    كان السومريون أول من دوَن أحداث ملحمة الطوفان, وجاء في خلاصة النصوص السومرية عند الدكتور أحمد سوسة في كتابه تاريخ وحضارة وادي الرافدين (( إن الآلهة هي التي أحدثت الطوفان نتيجة لفساد البشر وآثام الإنسان وخطاياه، فعزمت الآلهة على محوه من الوجود بإرسال طوفان كبير على هذه الأرض )) وذكر أيضاً أن حادثة الطوفان وقعت في العراق الجنوبي مع أواخر الألف الثالث قبل الميلاد... قال تعالى ( وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً) (الفرقان:37). في منتصف شهر ( أيار ) مايو من سنة ‏1948 ‏م اكتشف أحد رعاة الأغنام من الأكراد واسمه رشيد سرحان ‏(Reshit Sarihan)‏ سفينة سيدنا نوح عليه السلام وبقايا من أخشابها مطمورة في رسوبيات مياه عذبة‏ في قمة جبل (الجودي)‏., وكان الراعي رشيد من سكنة قرية Nisir "Nasar" التركية, والمدهش هنا أن اسم هذه القرية مطابق تماما للاسم البابلي للقرية العاصية التي كان يسكنها سيدنا نوح.





    وفي الأعوام التي تلت عام 1953 قامت عدة بعثات أثرية بزيارة موقع جبل الجوديَ Mt.Cudi (Judi) في تركيا, وعاينت الأخشاب المتحجرة للسفينة, وفحصتها بنظير الكاربون المشع للتعرف على عمرها الحقيقي, ووجدت أنها صنعت قبل حوالي 4500 سنة , وان هذا التقدير العمري المبني على قراءات أجهزة الفحص الفيزيائية يتطابق تماما مع ما ورد في المدونات السومرية. بيد أن الفضل الكبير في اكتشاف أسرار وخبايا الموقع الذي رست فيه سفينة نوح ( عليه السلام )NOAH'S ARK, والتوسع في شرح التفاصيل الدقيقة المتعلقة بتلك السفينة ورحلتها الأسطورية, يعزى إلى الباحثين ديفيد فاسولد David Fasold و رون وايت Ron Wyatt, ويعزى أيضا إلى جهود البروفسور التركي احمد ارسلان الذي تسلق جبل الجودي أكثر من 50 مرة على مدى 40 عام لاستطلاع موقع السفينة, حيث جاءت إحداثيات الموقع المكتشف تحت جبل الجوديّ مطابقة تماما للموقع الذي ورد ذكره في القرآن الكريم. قال تعالى (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ. ) (هود: 44).
    وكانت الصور التي رسمتها أجهزة الرادار على عمق خمسة وسبعين قدماً أسفل الجزء الخلفي من السفينة واضحة جداً لدرجة أنه يمكن عد أضلاع السفينة والتعرف على سطوحها وقواطعها الداخلية.

    المواصفات العامة لسفينة سيدنا نوح ( عليه السلام )

    الأبعاد التقريبية
    بوصة ( انج )
    قدم

    طول السفينة الكلي التقريبي
    6180.5" +/-4"
    515.0'

    أقصى عرض
    1663" +/-6"
    138.58'

    معدل العرض
    1029" +/- 6"
    85.7'

    عمق البدن
    612" +/- 6"
    51'

    المسافة من أقصى عرض إلى مؤخرة السفينة
    3819" +/- 6"
    318'

    المسافة من أقصى عرض إلى مقدمة السفينة
    2361" +/- 6"
    197'

    وقد تناول العلماء دراسة وفحص معظم أجزاء السفينة وتوصلوا إلى مجموعة من الحقائق المبنية على الأسس العلمية الصحيحة, إلا أننا سنتطرق هنا إلى موضوع المراسي (المخاطيف) التي استخدمت في السفينة. فقد كان السومريون أول من صمم المرساة البحرية, وأطلقوا عليها اصطلاح ( أنجر )، وكان الغرض من ابتكار المرساة تثبيت السفينة. وتلفظ الجيم فيه على أصلها السامي. وقد رصد الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري هذه اللفظة، وصرح بعراقيتها.
    قال: ( والأنجر مرساة السفينة، وهو اسم عراقي )، و يعود هذا اللفظ إلى الجذر( نجر)، ومعناه معروف. وقد فصل الخليل طريقة صناعة الأنجر واستخداماته، وزعم أن اللفظ عراقي بدليل على عدم سماعه له في غير العراق، ومعروف سكنى الخليل في البصرة، ومنها اطلع على كثير من الألفاظ العراقية التي رصدها في معجمه ( العين).
    وورد في معجم مختار الصحاح:-
    (( رَسَا الشيء ثبت وبابه عدا, و مَرْسىً أيضا بفتح الميم, و رَسَتِ السفينة وقفت على الأنجر وبابه عدا وسما , قال الأزهري في ( ن ج ر ) الأنجر مرساة السفينة وهو اسم عراقي )).
    وقد تبين لنا من خلال البحث في هذا الموضوع أن هذه التسمية لها جذور عميقة في اللغات العراقية القديمة الضاربة في عمق التاريخ, فهي من رواسب اللغات السومرية والاكدية والآرامية, إذ ورد في CAD (1) p: A18 & E11)) مادة Angurrum، وتلفظ Engurrum أيضا، وتعني الثقل الغاطس تحت الماء، ومما يقوي هذا الرأي ورودها في اللغة المندائية أيضا Angara، بمعنى الأنجر(M، p: 25).
    وقد تسرب اللفظ إلى الإنجليزية، بتغيير بسيط لا يكاد يذكر، فهم يطلقون على المرساة Anchor نقلاً عن العربية وتلفظ (أَنْكَرْ)(2), وتسربت قبلها إلى اللاتينية ومنها إلى اليونانية حيث يطلقون على المرساة " Ankara ", ولا ندري متى تسرب هذا اللفظ إلى كل لغات العالم المتحضر؟!, لكن الثابت لدينا أن هذه الكلمة مقتبسة من لغات حضارة وادي الرافدين (الميزوبوتيميا ), وهو المكان الذي صنعت فيه سفينة سيدنا نوح وانطلقت منه.

    أما الفعل (رسا), (يرسو), (رسوا), و(رسوا), فمعناه ثبت وقر, من مثل قولهم ( رست السفينة ), أي توقفت عن الحركة في الماء على الأنجر ( وهو مرساة السفينة ), وفي هذا المعنى يقول ربنا (تبارك وتعالى) في محكم كتابه:
    ( وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) " هود 41 ".






    وكان أَنْكَرْ السفينة يصنع في العراق وحوض الخليج العربي بأن تؤخذ خشبات يخالف بينها وبين رؤوسها وتشد أوساطها في موضع واحد، ثم يفرغ بينها رصاص منصهر, فيصير كأنه صخرة ورؤوس الخشب ناتئة, وهناك نوع آخر من مراسي السفينة يطلق عليه محليا ( السن ), وهو عبارة عن قطعة من الحجارة الصلبة, مثلثة الشكل يثقب طرفها المدبب لكي توضع فيه سلسلة حديدية قصيرة، كما تثقب قاعدته لكي توضع حديدة السن التي ترتفع قليلا عن سطحه من الجهتين لتمسك بقيعان البحر, ويربط السن بحبل طويل يعرف باسم ( الخراب ) لكي يمسك السفينة عندما تصل إلى المرسى. وقد تم العثور على عدد من هذه المراسي المصنوعة من الحجارة قرب موقع سفينة سيدنا نوح على جبل الجودي في تركيا, لكنها اكبر من حيث الحجم من النوع الذي استخدمته السفن الخليجية القديمة.

    كانت المرساة البحرية أول القطع التي اكتشفت على مشارف جبل الجودي. حيث عثر العلماء على عدد كبير من المراسي المصنوعة من الأحجار الكبيرة قرب قرية قازان التركية Kazan. وهذه القرية ( وتعني بالعربية الوعاء الكبير ) تقع شمال صخرة عملاقة يطلق عليها تسمية باللغة التركية ( مثوى الأبطال ), يعتقد بأنها استخدمت كمرسى مؤقت لسفينة سيدنا نوح بانتظار ظهور منطقة صالحة كمرفأ. في حين أكد الطوبوغرافيون إن قيام السفينة بإلقاء مراسيها قرب جبل الجودي Mt. Cudi (Judi), وعلى مقربة من الصخرة العملاقة, يمثل اقتراب موعد نهاية الرحلة الملحمية, ووصول السفينة إلى بر الأمان.

    وعثر في قرية تركية يطلق عليها اسم ( قرية الثمانية ) على العديد من المراسي الحجرية مبعثرة على ارتفاع آلاف الأقدام فوق مستوى سطح البحر, وعلى بعد مئات الكيلومترات من اقرب ساحل بحري, وقد حفر على بعضها علامة الصليب ( ثمانية صلبان ), ويعود حفر علامة الصليب إلى الفترة البيزنطية والى فترة انتشار الديانة المسيحية في المنطقة للدلالة على أن اتباع السيد المسيح عليه السلام اكتشفوا هذه المراسي الحجرية وتعرفوا عليها في الحقبة التي سبقت ظهور الإسلام. (3)
    في البداية عثر الفريق الاستكشافي على 13 مرساة مبعثرة على امتداد خط افتراضي متجه إلى موقع سفينة سيدنا نوح ( عليه السلام ) مما يدل على أن سيدنا نوح باشر بتقطيع حبال المراسي والتخلص منها عندما أحس بانحسار الماء قبيل جنوح سفينته في الموقع الذي استقرت عليه, فقد أمر الله الأرض أن تبلع ماءها الذي نبع منها واجتمع عليها، وأمر السماء أن تُقلعَ عن المطر، ( وَغِيضَ الْمَاءُ ) أي:شرع في النقص، ( وَقُضِيَ الأمْرُ ) أي:فُرغَ من أهل الأرض قاطبة، ممن كفر بالله، لم يبق منهم دَيّار، (وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). وأبقى الله سفينة نوح، عليه السلام، على الجُودي عِبرة وآية للناس جميعا، وكم من سفينة قد أبحرت بعدها فهلكت، وصارت حطاما.

    وعلى مقربة من قرية الثمانية تقع قرية أخرى يترجم اسمها إلى ( لن يصمد الغراب ), تعقبها قرية أخرى يطلق عليها محليا اسم يترجم إلى ( هنا تم عكس المجاديف ), أن هذه القرى الثلاثة والتي تقع على امتداد الخط الواصل إلى موقع السفينة, والتي تحمل أسماء تاريخية توثق الوقائع التي حدثت على ظهر السفينة قبيل استقرارها على الجودي, تعتبر بمثابة دلائل أكيدة على خط سير السفينة قبيل جنوحها, فقد مرت السفينة من هنا واجتازت النقاط الثلاثة التي حملت توقيع ربان السفينة ( سيدنا نوح ), ويمكننا الاستنتاج أيضا أن السفينة بدأت بتخفيض سرعتها والاستعداد للجنوح الآمن على منطقة ملائمة لها تماما بإذن الله. (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) (سورة هود/48).


    [/align]

    كانت كل مرساة مثقوبة من الأعلى بطريقة تنم عن دراية ودقة في الصنع, ولا نعرف لحد الآن نوع التقنيات التي استخدمت في التثقيب.

    وعثر لحد الآن على 13 مرساة من اصل 24 مرساة يفترض العلماء وجودها على ظهر سفينة نوح ( عليه السلام ), أما مرابط المراسي الموجودة على السفينة فهي عبارة عن مقاطع اسطوانية مصنوعة من الحديد ثبتت على جسد السفينة في أماكن منتخبة بعناية, ويبدو أن المراسي الحجرية هي التي كانت سائدة في العصور القديمة, فقد تم العثور على مرساة حجرية فرعونية مرمية على الساحل اللبناني تزن 188 كيلو غرام ونصف الكيلو, وتعود إلى عام 2200 قبل الميلاد, وهذه المرساة الحجرية محفوظة الآن في المتحف الوطني ببيروت, وعثر على الكثير من المراسي الحجرية في مناطق متفرقة من سواحل البحر الأبيض المتوسط وكانت أوزانها تتراوح بين 700 – 500 كغم, ويتراوح ارتفاعها بين 1,1 – 1,2 متر, وتميزت المراسي البابلية القديمة بصغرها وشكلها المثلث, أما المراسي الفولاذية فلم يتم استخدامها إلا بعد عام 1200 قبل الميلاد, وتتناسب أوزان المراسي الحجرية تناسبا طرديا مع حجم السفينة, فكلما كانت السفينة اكبر حجما كانت مراسيها الحجرية اكبر وزنا.(4)

    لكن المراسي الحجرية التي تم العثور عليها في موقع سفينة نوح ( ع ) تضاهي من حيث الوزن والحجم جميع المراسي الحجرية التي عثر عليها لحد الآن, إذ يبلغ معدل ارتفاع مراسي سفينة نوح حوالي 2,5 متر, في حين تتراوح أوزانها بين 4 إلى 10 أطنان, ويؤكد الباحث ديفيد فاسولد, وهو من ابرز المستكشفين الذين تخصصوا في هذا الموضوع ,على أن هذه المراسي هي التي أشار إليها الله تعالى في محكم كتابه في سورة هود, وهي تمثل أحدى معجزات القرآن الكريم (5), ( وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) " هود 41 ".
    واقتصرت وظيفة المراسي الحجرية الثقيلة لهذه السفينة العملاقة على ضبط توازن السفينة, والمناورة الملاحية المحدودة, وضمان صمود السفينة بوجه الأمواج العاتية, وعلى الملاحة المتقاطعة مع التيارات العرضية. لكن الأسئلة المحيّر الذي اقَضَت مضاجع الباحثين, هي: كيف صنعت هذه المراسي الحجرية؟, وما هي الوسيلة المستخدمة في رفعها والتحكم بها؟؟, وكيف تم تجهيز السفينة بهذه الأحجار الصخرية الثقيلة, والتي لم تكن موجودة في جنوب وادي الرافدين؟؟؟, وما هي التقنية التي اعتمدت في تثقيبها ؟؟؟. ويأتي الجواب الالهي واضحا دقيقا في القرآن الكريم, اذ ينادي النبي الكريم نوح ربه فيأتيه الفرج " ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ، وفجرنا الأرض عيوناً ، فالتقى الماء على أمر قد قُدِرَ ، وحملناه على ذات ألواح ودسرٍ " وتصور معي بقلب بصيرتك كيف تدفق الماء من السماء بما لا يتخيله البشر ، وأن الأرض كلها تفجرت أنهاراً ضخمة تخرج ما في بطنها من ماء يعلو ويعلو .. إن أكبر السفن لتغوص ويبتلعها البحر مهما كانت ضخمة الحجم ومحكمة الصنع حين تتجاذبها أمواج كالجبال "وهي تجري بهم في موج كالجبال " ، بل تكسرها بلطمة من موجة عملاقة فتحطمها ، فكيف وأنهار بل بحارٌ من ماء السماء تتصل ببحار الأرض ؟!! وأنى لهذه السفينة البدائية إذا ما قورنت بسفن هذا العصر العملاقة أن تظل فوق الماء وبين الماء دون أن تتلاشى؟! ...إن رب الماء والأرض والسماء يقول : " فاصنع الفلك بأعيننا ووحينا " وقال في مسير الفلك بأمانه سبحانه " تجري بأعيننا " إنها رعاية الله وعنايته ورحمته بالمؤمنين (6).

    [bdr][/bdr]

    .
    .
    نسأل الله ان تعُم الفائدة للجميع
    .
    .
    وغداً بمشئية الله نكمل مابدأناه في معجزات القرآن العلمية
    .
    .

    تقبلوا تحياتي البلوتوثية
    [align=center][flash=https://dorarr.ws/forum/uploaded/Bluetooth.swf]WIDTH=300 HEIGHT=300[/flash]



    •:*¨`*:• BluetOOth-555 •:*¨`*:•



    [align=center]|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|أحـِبـّك كِثر مايرتاحَ عِـطّـربصدّر مـغـرُورة ...!! (المعنا)|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|[/align]

    [align=center]من روائع كتاباتي ..(( أجعليني قلماً )) ... حيـــWelcomeــــاكم[/align] [/align]

  9. #9
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    الحبيب والغالي
    بلوتوث
    بارك الله فيك فيما قدمت هنا وجعله ربي في موازين حسناتك

  10. #10
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    هل الخلايا الجذعية المسبب الحقيقي للسرطان؟ (1)
    MichaelF. Clarke - MichealW. Becker
    يتمثل الجانب المظلم للخلايا الجذعية ـ وهو إمكان تحولها إلى خلايا خبيثة ـ في كونها أصل عدد من السرطانات، وربما السبب في سرطانات أخرى كثيرة، ويمكن أن يعتمد الشفاء من هذا المرض على تعقب هذه الخلايا المحيرة القاتلة وتدميرها.
    نظرة إجمالية ـ الخلايا الجذعية السرطانية (2)
    غالباً ما ينظر إلى الخلايا السرطانية على أن لجميعها الإمكانية نفسها لتتكاثر ولتنشر المرض، ولكن في أنماط كثيرة من السرطان يوجد فقط مجموعة ضئيلة من الخلايا الورمية تمتلك هذه المقدرة.
    تتقاسم الخلايا المولدة للورم مع الخلايا الجذعية سمات أساسية، بما في ذلك مدى عمر غير محدود وقدرتها على توليد طيف متنوع من أنماط خلوية أخرى، لذا فقد اعتبرت هذه الخلايا المولدة للورم خلايا جذعية سرطانية.
    يعتقد أن هذه السليفات الخبيثة تنشأ نتيجة إخفاقات تنظيمية في الخلايا الجذعية التالفة أو لنسلها المباشر.
    ومن أجل استئصال شافة المرض، فإن على معالجات السرطان أن تستهدف الخلايا الجذعية السرطانية.
    بعد انقضاء أكثر من ثلاثين عاماً على الحرب المعلنة ضد السرطان، يمكن الادعاء أن انتصارات قليلة مهمة قد تحققت، مثل معدل للبقيا قدره 85 في المائة لبعض سرطانات الطفولة التي كان تشخيصها يمثل في ما مضى حكماً بالموت. كما أمكن لأدوية حديثة في حالات أخرى من السرطانات أن تعمل نوعاً ما على إحصار المرض، لتجعل منه حالة يمكن للمريض أن يعيش بها، ففي عام 2001م مثلاً، تمت المصادقة على العقار كليفك Gleevec لمعالجة ابيضاض الدم النقوي (النخاعي)(3) المزمن Chronicmyelogenousleukemia (CML). ولاقى العقار نجاحاً باهراً، ذلك أن عدداً كبيراً من المرضى هم حالياً في هدأة نتيجة المعالجة بالعقار كليفك، ولكن الأدلة توحي بقوة بأن هؤلاء المرضى لم يشفوا شفاء حقيقاً، ذلك أن مستودعاً من الخلايا الخبيثة مسؤولاً عن إبقاء المرض لم يستأصل بعد.
    ووفقاً لمعرفة تقليدية شائعة، فقد ظل الاعتقاد سائداً لفترة طويلة أن بقاء أي خلية ورمية في الجسم قد يجعل احتمال الإصابة بالمرض قائماً. لذا، فإن المعالجات الحالية تتركز على قتل أكبر عدد ممكن من الخلايا السرطانية. ولكن نجاحات هذه المقاربة لا تزال إلى حد كبير قيد الصواب والخطأ، كما يظل التكهن بالمرض ضعيفاً لدى ذوي الحالات المتأخرة من الأورام الخبيثة الصلبة الأكثر شيوعاً.
    فضلاً على ذلك، فلقد غداً واضحاً حالياً أنه في السرطان CML (ابيضاض الدم النقوي المزمن) وأنواع قليلة أخرى من السرطانات هنالك نسبة في غاية الضآلة من الخلايا الورمية تمتلك القدرة على إنتاج نسيج سرطاني جديد، وأن استهداف هذه الخلايا النوعية بغية تدميرها قد يمثل الطريقة الأكثر نجاعة للتخلص من المرض. وبالنظر إلى أن هذه الخلايا تعمل كمحرك يستثير نمو خلايا سرطانية جديدة، ويحتمل كثيراً أنها تشكل أصل الخباثة نفسها، فلقد عرفت بالخلايا الجذعية السرطانية ولكن يعتقد أيضاً ـ بموضوعية تامة ـ أن هذه الخلايا أو ذريتها غير الناضجة والتي خضعت لتحول سرطاني، كانت في وقت ما خلايا جذعية سوية.

    إن هذا التصور في أن تجمعاً صغيراً من الخلايا الجذعية الخبيثة يستطيع أن يسبب السرطان ليس جديداً. ويعتبر أن أبحاث الخلايا الجذعية قد بدأت فعلياً في خمسينات وستينات القرن الماضي بدراسة الأورام الصلبة وسرطانات الدم، وتم الكشف عن عدد كبير من المبادئ الأساسية لتكوّن النسج السوية ولسيرورات التنامي بملاحظة ما يحدث عندما تخرج السيرورات السوية عن مسارها.
    واليوم تلقي دراسة الخلايا الجذعية الضوء على أبحاث السرطان، وفي السنوات الخمسين الفائتة زودنا العلماء بتفاصيل وافية عن الآليات الناظمة لسلوك الخلايا الجذعية السوية ولنتاجها الخلوي، وبدورها أدت هذه التبصرات الجديدة إلى اكتشاف سلسلة مماثلة بين الخلايا السرطانية ضمن الورم نفسه، لتضيف سنداً قوياً للنظرية التي ترى أن الخلايا الشبيهة بالجذعية والتي ضلت طريقها تمثل الجذر الذي نشأت عنه سرطانات عديدة، لذا فإن الاستهداف المجدي لهذه الخلايا الجذعية السرطانية بغية استئصال شأفتها يتطلب في المقام الأول فهماً جيداً للكيفية التي تتحول فيها خلية جذعية سوية إلى ضارة.
    سلوك منظم (4)
    وكما هو معروف فإن الجسم البشري يمثل (منظومة ذات أحياز غاية في التخصص)(5)، تتألف من أعضاء ونسج متفردة، يؤدي كل منها وظيفة أساسية للحفاظ على الحياة، ولكن الخلايا الإفرادية التي تؤلف هذه النسج غالباً ما تتميز بقصر أجلها، فالجلد الذي يغطي جسدك اليوم هو ليس حقيقة الجلد نفسه الذي كان لديك قبل شهر من الزمن، ذلك أن خلايا سطحه قد انسلخت، وتم استبدالها، كما أن بطانة المعى تستبدل كل أسبوعين تقريباً ويبلغ مدى عمر الصفيحات الدموية التي تساعد على تجلط الدم قرابة عشرة أيام.
    إن الآلية التي تبقى على مجموعة ثابتة من الخلايا العاملة في هذه النسج تكون متناغمة عبر الجسم كله، وهي في واقع الأمر مصانة في الأنواع المعقدة كافة، وتتمركز هذه الآلية في جمعية pool صغيرة من الخلايا الجذعية المديدة العمر، تعمل مصانع للإمدادات الجديدة من الخلايا الوظيفية، وتتبع هذه السيرورة التصنيعية خطى على درجة عالية جداً من التنظيم والانتظام، بحيث يصبح وفقاً لذلك كل جيل من ذراري(6) الخلايا الجذعية على درجة متزايدة من التخصص.
    ولعل عائلة نقي (نخاع) العظم المكونة للدم وللخلايا المناعية تشكل خير مثال لهذه المنظومة، فجميع الخلايا الوظيفية الموجودة في الدم واللمف تنشأ عن خلية والدية عامة واحدة، تعرف بالخلية الجذعية المكونة للدم hematopoieticstemcell (HSC)، تستوطن نقي العظم. وتمثل الخلية HSC في الغالب لا يزيد عن 0.01 في المائة من مجموع خلايا نقي العظم، ومع ذلك فإن كل خلية من هذه الخلايا النادرة تعطي عدداً كبيراً من الخلايا السليفة progenitorcells المتمايزة تمايزاً وسطاً (غير كاملة التمايز). وتنقسم هذه الخلايا بدورها، وتتمايز أكثر عبر عدة مراحل إلى خلايا ناضجة مسؤولة عن إنجاز مهام نوعية، تراوح بين الدفاع ضد العدوى (الخمج) وبين نقل الأكسجين إلى النسج (انظر الإطار في الصفحة المقابلة)، وفي اللحظة التي تصل فيها الخلية هذه المرحلة النهائية الوظيفية، تكون قد فقدت كلياً قدراتها على التكاثر أو على تغيير مصيرها وقدرها، فيقال عنها عندئذ إنها صارت كاملة التمايز.
    إن مقدرة الخلايا الحذعية على تجديد نفسها تضعها فعليا خارج قواعد اللعبة.
    أما الخلايا الجذعية نفسها فتبقى في غضون ذلك غير متمايزة: حالة يتم الحفاظ عليها من خلال قابليتها المتفردة للتجدد الذاتي(7). فلكي تشرع في إنتاج نسج جديدة، تنقسم الخلية الجذعية إلى خليتين اثنتين، ولكن خلية واحدة من الخليتين الابنتين(8) الناتجتين قد تواصل، عبر مسلك خاص، باتجاه زيادة النوعية(9)، أما الخلية الابنة الأخرى فقد تحتفظ، عوضاً عن ذلك، بهويتها كخلية جذعية، وهكذا، فإن العدد المجمل للخلايا لاجذعية في الجميعة الواحدة يبقى ثابتاً، في حين أن تكاثر الخلايا السليفة غير كاملة التمايز يتيح لتجمعات من أنماط نوعية من الخلايا المكونة للدم بأن تنتشر بسرعة كاستجابة للحاجات المتغيرة.
    وتعد قابلية الخلايا الجذعية لإعادة تخليق نفسها بالتجدد الذاتي هي الخاصة المميزة الأكثر أهمية، وهي التي تمنح هذه الخلايا الكمون لمدى عمر ولتكاثر في المستقبل غير محدودين، وبالمقابل، فإن الخلايا السليفة تمتلك بعض المقدرة على تجديد نفسها أثناء تكاثرها، ولكنها مقيدة بآلية ضبط داخلية لعدد محدد تماماً من الانقسامات الخلوية، ومع تزايد التمايز، فإن قدرة ذراري السليفات على التكاثر تتناقص تناقصاً مطرداً.
    ويمكن ملاحظة الدلالة العملية لهذه الامتيازات عندما يتم اغتراس الخلايا الجذعية المكونة للدم أو الخلايا المتحدرة عنها، فعندما يتم تشعيع نقي عظم الفأر بغية تخريب الجهاز الطبيعي المكون للدم في الجسم، يمكن للخلايا السليفة التي تم اغتراسها في وسط النقي أن تتكاثر وتجدد تكوين الدم مؤقتاً، ولكن بعد أربعة أسابيع إلى ثمانية، فإن تلك الخلايا ستموت، ومن جهة أخرى فإن اغتراس خلية جذعية واحدة فقط مكونة للدم، يمكن أن يجدد كامل الجهاز الدموي للحيوان طوال مدة حياته.
    لقد تم التوصل إلى فهم جيد لتعضي الجهاز المكون للدم قبل أكثر من ثلاثين عاماً، إلا أنه تم حديثاً تعرف سلسلة خلوية مماثلة في نسج بشرية أخرى، تشمل الدماغ والثدي وغدة البروستاتة (الموثة) والأمعاء الغليظة والدقيقة والجلد، كما أن مبادئ سلوك الخلايا الجذعية المنظمة تتشاركها أيضاً هذه النسج بما في ذلك آليات نوعية للتحكم في أعداد الخلايا الجذعية المنظمة تتشاركها أيضاً هذه النسج، بما في ذلك آليات نوعية للتحكم في أعداد الخلايا من الخلايا، فمثلاً هنالك جينات عديدة وشلال من الأحداث(10) تستثير فاعلية هذه الخلايا ـ تعرف بالمسارات الجينية ـ تؤدي دوراً حاسماً في تقرير مصير الخلايا الجذعية ووظيفتها، وتوجد بين هذه المسارات الجينية سبل تأشير(11) تضبطها الجينات Bmi-1 وNotch وSonichedgehog وWnt. ومع ذلك، لم يتم تعرف أغلب هذه الجينات للمرة الأولى بوساطة علماء يدرسون الخلايا الجذعية، بل من قبل باحثي السرطان؛ ذلك أن مسارات هذه الجينات متورطة أيضاً في تنامي السرطانات.
    وبالفعل، فقد تمت ملاحظة الكثير من أوجه التشابه هذه بين الخلايا الجذعية والخلايا السرطانية، وينطوي التعريف الكلاسيكي للسرطان نفسه على القابلية الظاهرية للخلايا السرطانية لتعيش وتتكاثر إلى ما لانهاية، وقدرتها على غزو النسج المجاورة وعلى الهجرة (الانتقال ****stasization) إلى مواقع بعيدة في الجسم، وفي الواقع إن التقييدات المألوفة التي تضبط بصرامة التكاثر الخلوي وهوية الخلايا السوية يبدو أنها قد رفعت عن الخلايا السرطانية.
    إن مقدرة الخلايا الجذعية على التجدد الذاتي أعفاها فعلاً من القواعد المقيدة لمدى الحياة وللتكاثر، التي يخضع لها معظم الأنماط الخلوية، كما أن قدرة الخلايا الجذعية على التمايز إلى أنماط خلوية واسعة الطيف أتاح لها تشكيل جميع العناصر المختلفة اللازمة لتكوين عضو أو نسيج، وبالمماثلة تتجسد السمة المميزة للأورام بتغاير الأنماط الخلوية التي تحويها هذه الأورام، وكأن الورم هو نسخة محورة مغرقة في الفوضى لكامل العضو، ولقد اتضح أن الخلايا الجذعية المكونة للدم تهاجر إلى أقسام بعيدة في الجسم استجابة لإشارات الأذى، تماماً كما تهاجر الخلايا السرطانية.
    أما في الخلايا الجذعية السوية فإن التنظيم الجيني الصارم يجعلها تحت السيطرة من النمو والتنوع غير المحدودين، إن إزالة آليات السيطرة تلك سينجم عنها ما يماثل كثيراً السرطان، وتوحي هذه القواسم المشتركة جنباً إلى جنب مع أدلة تجريبية متنامية، أن إخفاق تنظيم الخلايا الجذعية يمثل الكيفية التي تبدأ وفقاً لها أنماط خلوية عديدة بالتسرطن، وكيف تخلد هذه السرطانات نفسها، وكيف يمكن احتمالياً للسرطانات أن تنتشر.
    موطن الضعف(12)
    إن وجود الخلايا الجذعية في نسج معينة، وبخاصة تلك التي يكون معدل التحول الخلوي (الانقسام الخلوي) فيها عالياً كالمعى والجلد يبدو وكأنه منظومة شديدة التعقيد وغير كفؤة لتحل محل الخلايا التالفة أو الهرمة، أو لا يبدو أنه سيكون معقولاً أكثر في ما يتعلق بالكائن الحي إذا أمكن لكل خلية من خلاياه أن تتكاثر ببساطة، وكلما دعت الحاجة إلى ذلك، لتقدم خلايا بديلة عوضاً عن الخلايا المتأذية المجاورة لها، للوهلة الأولى، قد يبدو ذلك ممكناً ولكن هذا سيجعل من كل خلية في الجسم خلية سرطانية كامنة.
    الهرمية في الخلايا المكونة للدم(13)
    توضح الخلايا الجذعية في جهاز تكوين الدم hematopoieticsystem المبادئ التي تحكم أيضاً فاعلية الخلايا الجذعية في نسج أخرى، وتشكل مجموعة صغيرة من الخلايا الجذعية المكونة للدم hematopoieticstemcells (HSC) في نقي (نخاع) العظم مصدر معظم الأنماط الخلوية المختلفة الدموية منها والمناعية التي تجول في الجسم البشري وتستوطن الخلايا HSC في عش بيئي (14) خاص، محاط بخلايا من نسيج ضام تعرف بالخلايا السدوية (اللحمة) stromalcells، تزود الخلايا الجذعية بإشارات تنظيمه مهمة، فعندما تدعو الحاجة إلى خلايا دموية أو مناعية جديدة، تنقسم الخلية HSC لتنتج خلية ابنة تبقى في العش محتفظة بهويتها المديدة العمر، وخلية ابنة أخرى قصيرة العمر تعرف بالخلية السليفة المتعددة الإمكان (القوي) multipotentprogenitorcell (MPP)، وبدورها تنقسم الخلية MPP لتنتج سليفات تلتزم بتوليد خلايا في السلالات النقوية (الدموية) أو اللمفاوية (المناعية). وما أن يتزايد تخصص الخلايا المتحدرة من السليفات حتى تعاني انخفاضاً مبرمجاً في قدرتها على التكاثر حتى تتوقف عن الانقسام، فيقال عنها إنها في حالة تمايز نهائي، والخلايا الجذعية هي الوحيدة التي تحتفظ بكمون تكاثري غير محدود(15) عبر قدرتها على تجديد نفسها تجديداً لانهائياً بأن تنقسم من دون أن تتمايز.
    ويعتقد أن السرطانات تنشأ عندما تتراكم تغيرات (جينية ورمية) oncogenic، تتناول جينات أساسية داخل الخلية، وتؤدي إلى نمو وتحول شاذين لتلك الخلية، وتحدث الطفرات الجينية نمطياً عبر أذى مباشر، كتعرض الخلية للإشعاع أو للكيماويات، أو ببساطة عبر أخطاء عشوائية عندما يتم نسخ الجينة نسخاً خاطئاً قبل حدوث الانقسام الخلوي، وبالنظر إلى الخلايا الجذعية النادرة هي الخلايا الوحيدة المعمرة في الأعضاء حيث تتنامى معظم السرطانات، فهي تمثل مستودعاً كمونيا أصغر بكثير من أن يتراكم فيه التالف الجيني الذي قد يؤدي في النهاية إلى السرطان، ولكن مما يؤسف له أنه بسبب كون الخلايا الجذعية معمرة، فإنها تصبح أيضاً المخزن الأكثر احتمالاً لمثل هذا التلف.وبالفعل، فإن طول عمر الخلايا الجذعية نفسه يفسر لماذا يتنامى الكثير من السرطانات بعد عقود من تعرض النسيج للتشعيع، وقد لا تكون الأذية البدئية سوى الأولى في سلسلة من الطفرات الضرورية لتحول خلية سوية إلى خلية خبيثة، وإضافة إلى تكديسها واحتفاظها بهذه الندب الجينية الورمية، فإن القدرة التكاثرية المذهلة للخلايا الجذعية تجعلها هدفاً مثالياً للخباثة (للسرطان). وبالنظر إلى أن التجدد الذاتي للخلايا يكون منظماً صارماً، فإن مجموعة خلوية تمتلك تلك القابلية ستحتاج لكي تصبح سرطانية إلى طفرات إضافية أقل مما تحتاج إليه الخلايا التي لا تمتلك تلك القابلية.
    وإذا ما أخذنا هذه الاعتبارات في الحسبان فستصبح مسارات ممكنة كثيرة للسرطان جلية، ففي أحد الطرز تحدث الطفرات في الخلايا الجذعية نفسها، مما يتسبب في فقدها السيطرة على قرارات التجدد الذاتي منتجة جميعة من الخلايا الجذعية مؤهلة للإصابة بالسرطان. إن أحداثاً جينية ورمية إضافية تالية تحفز تكاثر الخلايا الخبيثة (السرطانية) داخل ورم ما، قد تقع في الخلايا الجذعية أو في الخلايا المتحدرة منها، أي في المجموعة الخلوية السليفة المتورطة، ويعتقد في طراز ثان أن الطفرات الجينية الورمية تحدث في البدء في الخلايا الجذعية، لكن الخطوات النهائية في التحول إلى خلايا سرطانية تحدث فقط الخلايا السليفة المتورطة، وسيتطلب هذا السيناريو أن يعاد بطريقة ما تفعيل القدرة على التجدد الذاتي التي فقدتها السليفات.
    وتدعم الأدلة الحالية كلا الطرازين إنما في سرطانات مختلفة، ويوجد مثال واحد على الأقل لكلتا السيرورتين اللتين تؤديان دوراً معيناً في مراحل مختلفة للمرض نفسه، فابيضاض الدم النقوي المزمن (CML) هو سرطان الخلايا الدموية البيض، وينجم عن اندماج خاطئ لجينتين اثنتين. إن غرز الجينة المندمجة الناتجة سيحول خلية جذعية مكونة للدم سوية إلى خلية جذعية لابيضاض (السرطان) الدم. إن مرض CML الذي ترك من دون معالجة يتطور إلى شكل حاد يعرف ببحران(17) (عصف) ابيضاض الدم النقوي المزمن CMLblastcrisis. إن الأحداث الجينية الإضافية النوعية المسؤولة عن هذا الشكل المحور الأكثر ضراوة للمرض قد منحت خلايا سليفة معينة القدرة على التجدد الذاتي.
    معسى مطرد(18)
    خلال العقد الماضي رسخ دليل على أنه يمكن للخلايا الجذعية أن تصبح خبيثة، وإن خلايا سرطانية معينة فقط تتقاسم تنوعاً من السمات مع الخلايا الجذعية، رسخ الفكرة أن الباعث الأساسي لنمو الورم قد يكون مجموعة صغيرة من الخلايا السرطانية الشبيهة بالجذعية، ومع أن لهذه النظرية تاريخاً طويلاً، فإن التقانة لم تكن متوافرة في الماضي للبرهان عليها.
    وفي ستينات القرن الماضي بدأت فعلاً قلة من العلماء بملاحظة أن مجموعات من الخلايا داخل الورم نفسه قد اختلفت في قدرتها على إنتاج نسيج ورمي جديد. وفي عام 1971م، برهن (C.H بارك) وزملاؤه في جامعة تورنتو على أن الخلايا في مزرعة خلوية مصدرها ورم نقوي أصلي أو أولي (سرطان يصيب خلايا بلازمية Plasmacells في نقي العظم) أبدت اختلافات ذات دلالة في قدرتها على التكاثر، ولم يكن بإمكان مجموعة (بارك) إيجاد تفسير قاطع لهذه الظاهرة، ذلك أن تعليلين ممكنين على الأقل كانا قد اقترحا حينئذ، قد تكون الخلايا جميعها قد امتلكت القدرة على التضاعف في الزرع، ولكن بالمصادفة بعضها فقط تضاعف، أو أن تسلسلاً خلوياً يوجد في الورم، وأن الخلايا الجذعية السرطانية ستعطي خلايا غير مكونة للورم أو غير قادرة على التكاثر.
    وفي عام 1967م برهن فعلاً (J.P فيالكو) من جامعة واشنطن على أن طراز الخلايا الجذعية هو احتماليا الطراز الصحيح لابيضاض الدم، فباستعماله بروتينا واسما على غشاء الخلية، يعرف بالرمز G-6-PD، يمكنه تعرف السلالة الخلوية، برهن (فيالكو) على أنه في بعض المصابات بابيضاض الدم نشأت الخلايا المكونة للورم وأيضاً سليفاتها غير المكونة للورم والأكثر تمايزاً كليهما من الخلية الوالدية نفسها.
    وكانت هذه الدراسات المبكرة حاسمة في تطوير نموذج الخلايا الجذعية للسرطان، ولكنها ظلت مقيدة بعدم قدرة الباحثين على عزل الجمهرات الخلوية المختلفة الموجودة داخل ورم وفحصها، ولذا، فإن الحدث الرئيسي في بيولوجيا الخلايا الجذعية كان في المتاحية (المستفادية) التجارية، بدءاً من سبعينات القرن الماضي، لجهاز يعرف بمقياس الجريان الخلوي flowcytometer الذي يستطيع آلياً أن يفرز الجمهرات الخلوية الحية المختلفة بناء على الواسمات السطحية المتفردة التي تحملها.
    وتمثل الحدث الحاسم الثاني حول تطور دراسات الخلايا الجذعية السرطانية في تطوير اختبارات حاسمة للتجدد الذاتي في تسعينات القرن الماضي، ولم تتوافر المقايسات(19) التي تؤكد التجدد الذاتي في الخلايا البشرية إلا عندما طور كل من (وايزمان) من جامعة ستانفورد و (J.E. ديك) من جامعة تونتو طرائق أتاحت للخلايا الجذعية البشرية السوية أن تنمو في الفئران، فباستعمال مقياس الجريان الخلوي(20) ونموذج الفأر الجديد هذا، شرع (ديك) في عام 1994م في نشر سلسلة من التقارير التي أثرت في تطور هذا المجال في المستقبل، أوضح من خلالها كيف تعرف خلايا جذعية سرطانية في ابيضاض الدم، وفي عام 2003م تعرف (R جونز) في جامعة جونز هوبكينز مجموعة من الخلايا الجذعية السرطانية في الورم النقوي (المييلوم) المتعدد multiplemyeloma.
    وفي وقت مبكر من العام نفسه (2003) نشرت مجموعتنا (من جامعة ميتشكان في آن أربر) الدليل الأول على وجود الخلايا الجذعية السرطانية في الأورام الصلبة. فباغتراس مجموعة خلوية من أورام الثدي البشرية في الفئران، كان باستطاعتنا أن نؤكد أنه ليس لجميع خلايا سرطان الثدي البشرية القدرة نفسها على توليد نسيج ورمي جديد. كانت هنالك مجموعة صغيرة واحدة فقط من الخلايا قادرة على إعادة تخليق الورم الأصل في البيئة الجديدة، عندئذ قارنا الطراز المظهرية، أو السمات الفيزيائية لتلك الأورام الجديدة من عينات المرضى فوجدنا أن سمات الأورام الجديدة تستعيد سمات الأصل، وتدل هذه النتيجة على استطاعة الخلايا المكونة للورم المغترسة أن تجدد نفسها وأن تنشئ أيضاً جميع المجموعات الخلوية المكونة للورم المختلفة الموجودة في الورم الأصل، بما في ذلك الخلايا غير المكونة للورم.
    لقد وثقت دراستنا صحة وجود هرمية خلوية (سلسلة من الخلايا) داخل سرطان الثدي تماثل تلك التي تعرفها في سرطانات الدم، ومنذ ذلك الحين، شهدت أبحاث بيولوجيا الخلايا الجذعية السرطانية توسعاً هائلاً، حيث تستمر المختبرات عبر العالم في العثور على مجموعات خلوية صغيرة مماثلة مكونة للورم في أشكال أخرى من السرطان، فمثلاً في عام 2004م تعرف مختبر (P ديركس) من جامعة تورنتو خلايا من أورام أولية في الجهاز العصبي المركزي للإنسان تمتلك القدرة على تجديد كامل الورم في الفئران، إضافة إلى ذلك وجد هذا الباحث عدداً كبيراً من الخلايا الجذعية السرطانية في واحد من أسرع أشكال سرطان الدماغ البشري نمواً، ونعني بذلك الورم الأرومي اللبي medulloblastoma، وذلك إذا ما قورن بخلايا مكونة للورم أقل عدداً بكثير، وتوجد في أنماط ورمية دماغية أقل ضراوة.

    تضييق الخناق على الخلايا الجذعية السرطانية (21)
    لقد قادت تقنيات فرز الخلايا السرطانية الحية، وكذلك تقنيات تحديد فيما إذا كانت هذه الخلايا تمتلك القدرة على التجدد الذاتي، إلى التعرف الإيجابي للخلايا الجذعية السرطانية داخل مجموعات خلوية سرطانية كبيرة، وقد أوضحت أنماط السرطان المجدولة في الأسفل أن الخلايا الجذعية الخبيثة لديها القدرة على التجدد الذاتي، وأنها تستطيع أن تنشئ المزيج الكامل لأنماط الخلايا التي كانت توجد في الورم الأصل، وتعني هاتان الخاصيتان أن بإمكان عدد ضئيل من الخلايا الجزعية السرطانية أن تجدد الورم بكامله وبإمكانها أيضاً أن تستكمل باستمرار مجموعتها (جمهرتها) الخلوية الأكثر ضخامة ـ حيث يكون معظم الخلايا غير مكون للورم ـ وأن تعيد تشكيل السرطان الأصلي حتى لو تم تدمير معظم الورم أو كله، إن استئصال شأفة المرض سيتطلب إذاً معالجات تستهدف بنجاعة الخلايا الجذعية السرطانية.
    نمط السرطان (السنة التي تم فيها تعرف الخلايا الجذعية السرطانية)
    ابيضاض الدم النقوي المنشأ الجاد (1994)
    ابيضاض الدم بأرومة اللمفاوية الحاد (1997)
    ابيضاض الدم النقوي المزمن (1999)
    الثدي (2003)
    الورم النقي المتعدد (2003)
    الدماغ (2004)

    البروستاته (الموثة) (2005)
    ويقدم أيضاً حقل له صلة بأبحاث مكثفة حديثة دعماً لطراز الخلايا الجذعية السرطانية، وتظهر بيئة التأشير التي توجد بها الأورام أنها تؤثر بقوة استهلال الخباثة وبقائها، وفعلاً أثبتت الدراسات على خلايا الجسم السوية، وكذلك على الخلايا الجذعية، الدور الأساسي للإشارات الصادرة عن النسيج المحيط، وعن المطرس(22) خارج الخلايا extracellularmatrix في الإبقاء على هوية نمط خلوي معين وفي توجيه سلوكه، فمثلاً تميل الخلايا السوية التي أزيلت من بيئتها الطبيعية في الجسم إلى فقدان بعض خصائصها الوظيفية التمايزية، وبالمغايرة فإنه يتعين زرع الخلايا الجذعية في وسط يزودها بإشارات تنبئها بالبقاء في حالة غير متمايزة، وإلا فإنها ستشرع بسرعة في التكاثر والتمايز في ما يبدو أنه تعبير عن فقدانها لسلوكها المبرمج، وإشارات العش (البيئة المحيطة) هي وحدها التي تبقيها مقيدة.
    وتكون بيئة الخلايا الجذعية في الجسم (على شكل غير محدد) محاطة بأنماط خلوية نوعية كالخلايا السدوية التي تكون النسيج الضام في نقي العظم، وبصرف النظر عن استثناءات قليلة فإن الخلايا الجذعية تبقى دائماً في العش وأحياناً تتصل فيزيائياً بها عن طريق جزيئات التصاق ومن ناحية أخرى، تهاجر الخلايا السليفة مبتعدة عن العش، وغالباً ما تكون برفقة خلايا حارسة، حيث ستصبح أكثر تمايزاً.
    إن أهمية التأشير الصادر عن العش في الإبقاء على الخلايا الجذعية بحالة غير متمايزة، وفي الحفاظ عليها هاجعة quiescent حتى تتم دعوتها إلى إنتاج خلايا جديدة، توحي بأنه يمكن لهذه الإشارات البيئية الموضعية أن تمارس ضبطاً تنظيمياً مماثلاً على الخلايا الجذعية السرطانية، فمثلاً أوضحت تجارب مثيرة للاهتمام أنه عند زرعها في بيئة جديدة فإن الخلايا الجذعية المؤهبة للخباثة (للسرطنة) بسبب الطفرات الورمية تفشل رغم ذلك في إنتاج ورم، وعلى العكس من ذلك فإن الخلايا الجذعية السوية التي اغترست في بيئة نسيجية سبق أن تضررت بالتشعيع كانت باعثاً على تكوين أورام.
    إن كثيراً من المسارات الجينية ذاتها التي تم تعرفها بالتأشير بين الخلايا الجذعية وبين عشها قد ترافقت مع السرطان، مما يوحي أيضاً بوجود دور للعش في التحول النهائي إلى الخباثة، فمثلاً إذا ما احتجزت الخلايا الجذعية الخبيثة مقيدة في العش، ولكن تم بطريقة ما تحوير هذا العش وتوسيعه، فستجد جميعة الخلايا الجذعية الخبيثة متسعاً تنمو فيه، وهناك احتمال آخر في أن طفرات جينية ورمية معينة داخل الخلايا الجذعية السرطانية سمحت لهذه الخلايا بالتلاؤم مع عش مختلف، ومرة ثانية تتركها تزيد في أعدادها وتوسع حيز وجودها، ويبقى بديل ثالث يتمثل في احتمال أن تكون الطفرات قد سمحت للخلايا الجذعية السرطانية أن تصبح مستقلة كلياً عن إشارات العش كافة، لاغية أشكال الضبط البيئي على كل من التجدد الذاتي والتكاثر.
    تقارب الاتجاهات (23)
    إن تضمينات طراز الخلايا الجذعية للسرطان فيما يتعلق بالطريقة التي نفهم بها ونعالج أيضاً وفقاً لها الخباثات جلية ودرامية، وتستهدف المعالجات الحالية أنواع الخلايا الورمية جميعها، ولكن دراستنا ودراسات أخرى أوضحت أن جزءاً ضئيلاً فقط من الخلايا السرطانية لديه القدرة على إعادة الإنشاء وعلى دوام الخباثة، وإذا كانت المعالجات التقليدية تسبب انكماش الورم ولكنها تخطئ تلك الخلايا، فإن السرطان سيعود على الأرجح، أما المعالجات التي تستهدف نوعياً الخلايا السرطانية الجذعية فقد تدمر المحرك الدافع للمرض، تاركاً أيا من الخلايا المتبقية غير المكونة للورم لتموت في النهاية موتاً ذاتياً.

    وفي الممارسة الطبية يوجد فعلاً دليل ظرفي يدعم هذه المقاربة، فمثلاً بعد إجراء المعالجة الكيميائية لسرطان الخصية، يفحص ورم المريض لتقييم تأثير المعالجة،فإذا ما احتوى الورم على خلايا ناضجة فقط، فإن السرطان عادة لا يعود، ولن تكون هنالك حاجة إلى معالجات إضافية، أما إذا كان هنالك عدد كبير من الخلايا التي تبدو غير ناضجة ـ أي إنها ليست متمايزة تماماً ـ موجود في عينة الورم، فإن السرطان سيعود على الأرجح، وأن الإجرائية (البروتوكول) المعيارية تستدعي معالجة كيميائية إضافية، ولكننا مازلنا نفتقر إلى البرهان على أن هذه الخلايا غير الناضجة هي نسل حديث يدل على وجود خلايا جذعية سرطانية، ولكن ترافق هذه الخلايا مع التكهن بالمرض أمر واجب.
    بيد أنه لا يمكن تعرف الخلايا الجذعية بناء على مظهرها فقط، لذا فإن تطوير فهم أفضل للخصائص النوعية المتفردة للخلايا الجذعية السرطانية سيتطلب في المقام الأول تقنيات محسنة لعزل هذه الخلايا النادرة ودراستها، وما إن نفهم الخصائص المميزة لها، يمكننا استعمال هذه المعلومات لاستهداف الخلايا الجذعية السرطانية بمعالجات صممت لها خصوصاً، وإذا كان على العلماء مثلاً أن يكتشفوا الطفرة أو العامل البيئي المسؤول عن منح القدرة على التجدد الذاتي لنمط خاص من الخلايا الجذعية السرطانية، فإن ذلك سيصبح هدفاً واضحاً لتجريد تلك الخلايا المكونة للورم من خباثتها.
    وقد تم إيضاح هذه الإستراتيجية الواعدة بأمثلة مشجعة قدمها كل من (C.T جوردان) و (M.L كوزمان) من جامعة روشستر، ففي عام 2002 تعرف هذان الباحثان سمات جزيئية متفردة لخلايا جذعية سرطانية يعتقد أنها تسبب ابيضاض الدم النقوي الحاد AcuteMyeloidLeukemia (AML)، وأوضحا أنه بالإمكان استهداف الخلايا الجذعية السرطانية استهدافاً تفضيلياً بعقاقير نوعية، وفي عام 2005م نشرا اكتشافهما مركبا مشتقا من نبات الأقحوان Feverfew، يستحث الخلايا الجذعية المصابة بالابيضاض AML على الانتحار، في حين أنها لا تؤثر في الخلايا الجذعية السوية. وتأمل بعض المجموعات البحثية في تدريب الخلايا المناعية لتتعرف الخلايا السرطانية وتسعى إليها، كما أن بعضها الآخر يستكشف استعمال العقاقير الموجودة لتحوير تأشير العش (البيئة) على أمل حرمان الخلايا الجذعية السرطانية من العوامل التي تساعدها على النماء، وإضافة إلى ذلك هنالك فكرة هي حالياً قيد الاستقصاء، تتمثل في إمكان تطوير عقاقير لإجبار الخلايا الجذعية السرطانية على التمايز، وهذا يجردها من القدرة على التجدد الذاتي. ويتمثل الأمر الأكثر أهمية في أن الباحثين في نطاق السرطان هم حالياً في عنق قارورة الارتياب، فبمقاربات تضامية(24) غرضها استهداف مسارات جينية وحيدة في حفاظها على الخلايا الجذعية السرطانية، وفي تعطيلها للغة المتبادلة بين الخلايا الورمية وبيئتها، نأمل أن نستطيع في القريب العاجل العثور على المتهم الحقيقي في السرطان وكبح نشاطه.
    المؤلفان:
    MichaelF. Clarke - MichealW. Becker
    عملا معاً في مختبر (كلارك) بجامعة ميتشيكان، حيث تم عام 2003م أول مرة عزل الخلايا الجذعية لورم الثدي. و(كلارك) هو حالياً مدير مساعد وكذلك أستاذ بيورلوجيا السرطان والطب في معهد استانفورد للخلايا الجذعية والطب التجديدي (التخليقي)، ويستمر في عمله على تعرف الخلايا الجذعية السرطانية وعلى الآليات التي تتجدد وفقاً لها هذه الخلايا وكذلك الخلايا الجذعية السوية، وأما (بيكر) فهو أستاذ مساعد في قسم علم الدم وعلم الأورام في المركز الطبي التابع لجامعة روشستر. إن بؤرة أبحاث (بيكر) هي تعرف خصائص الخلايا الجذعية لابيضاض الدم، وتتركز أعماله السريرية (الإكلينيكية) على الدم السطحي (المحيطي) Peripheral وعلى اغتراس نقي العظم.
    الهوامش:
    (1) StemCells: TheRealCulpritsincancer?
    (2) Overview/CancerStemCells
    (3) Myelogenous: ينشأ في نقي (نخاع) العظام.
    (4) OrderlyConduct
    (5) Highlycompartmentalizedsystem
    (6) جمع ذرية
    (7) Self-renewal
    (8) Daughter
    (9) Specificity
    (10) Cascadesofevents
    (11) Signalingpathways
    (12) AchillesHeel أو المقتل.
    (13) HierarchiyinBlood-FormingCells
    (14) Environmentalnicke
    (15) Unlimitedproliferativepotential
    (16) Committedprogenitors
    (17) هو التغير الذي يحدث دفعة في الأمراض الحادة.
    (18) SteadyPursuit
    (19) Assays
    (20) Flowcytometry
    (21) CorneringCancerStemCells
    (22) المطرس (الأمهة) خارج الخلايا: هو المادة بين الخلوية، أي التي تحيط بالخلايا في بعض النسج، وتفرز هذه المادة الخلية نفسها ـ أو مجموعة الخلايا. والأمهة matrix نحت من الأم mater، وix تفيد تأكيد التأنيث.
    (23) Closingin
    (24) Combination
    نقلاً عن مجلة العلوم المجلد 23 العددان 2/3 فبراير/ مارس 2007

  11. #11
    الصورة الرمزية الساحره
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22882
    الاقامة : في مدرسة الحب
    المشاركات : 1,175
    هواياتى : القراءة..السباحة.
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 165
    Array



    أعجازات ربانية يختص بها خالقنا العظيم
    .
    .
    ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
    .
    .
    يعطيك العافية أخي أسير الأحزان على الموضوع الرائع
    .
    .
    ولأخي بلوتوث على الأضافاااات الرائعة
    .
    .
    تقبلوا مروري وتحياتي السحرية...ودمتم,,


    [align=center] |557| [/align]

  12. #12
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    الزنك كعنصر نادر خطورة نقصه وسميّة زيادته
    د.فاتن عبد الرحمن خورشيد

    قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) سورة القمر (آية49). (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) سورة الفرقان( آية 2).
    فالزنك يحتاجه الجسم بكميات ضئيلة ولكن نقصه يسبب أعراضاً كثيرة كما أن الزيادة في أخذه تؤدي إلى التسمم به. ومن المرجح أن الصينيين هم أول من استخرج معدن الزنك، ومع ذلك فقد تم وصفه أولاً عام 1597م بواسطة الرحالة الغربيين في الهند. وبالرغم من أهمية وجود الزنك لنمو الكائنات الدقيقة كانت معروفة من قبل مائة سنة إلا أنه حتى عام 1934م لم تعرف أهميته في نمو الجرذان (Rats).
    وأهم الملاحظات التي ظهرت على الحيوانات المتغذية على وجبة ناقصة الزنك هي تأخر النمو، ضمور الخصيتين، تغيرات في الجلد، وفقدان الشهية. وفي عام 1961م تم التوصل إلى أن نقص الزنك قد يحدث للإنسان كما أكد هذا الاكتشاف عام 1963م في دراسات من إيران أثبتت بوضوح أن الزنك يعتبر عاملاً غذائياً أساسياً يجب أن يتضمنه (بقدر معين) غذاء الأطفال والمراهقين، وهذه الإثباتات فسرت لهم ظاهرة تأخر النمو المنتشرة هناك.
    وفي تقارير أخرى وُجد أن نقص الزنك في الإنسان واسع الانتشار في العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية مما دل على أن النقص لا يعود إلى التغذية فقط وإنما أيضاً إلى الظروف المحيطة بالإنسان والتي تؤدي إلى تعقيد الحالات المرضية. من ذلك كله نجد أن الزنك قد عُرف منذ أكثر من مائة عام كعنصر نادر أساسي ضمن غذاء الكائنات الحية، وعلى هذا فقد وضحت أهميته للنبات، وللنمو والأيض في الحيوان.
    كما تم التوصل إلى أن الزنك يحتل مكانة مرموقة بين العناصر التي تؤثر على صحة الإنسان، حيث يدخل في عدد من العمليات الحيوية. وقديماً كان الزنك يباع باسم سبيالتر(Spialter) والذي اشتق منه اسم الزنك الصناعي(Spelter) وهو مصطلح يطلق الآن على الزنك غير النقي. ويُقدر أن هذا العنصر يكّون حوالى 0.004% من قشرة الأرض، وهو يتميز بعدد ذري 30, ووزن ذري 65.38 كما أن له العديد من النظائر. وفي الطبيعة يوجد الزنك متحداً مع الكبريت أو الأكسجين.

    ويعتبر الزنك ذو الوزن الذري 65 (Zn65) هو من أكثر الأنواع إستخداماً في الدراسات الحيوية أما الزنك ذو الوزن الذري 63 (Zn65) فيشيع استعماله في الفحوصات الطبية.
    وقد تم التوصل إلى أهمية الزنك لنمو فطر الفطريات أيضاً مثل الأسبروجيرا (Aspergillus niger) وتم اكتشاف وجوده في المواد الحيوية وكذلك وجوده في كبد الإنسان. بعد ذلك دُرس توزيع الزنك في جميع أعضاء الجرذان والقطط وكذلك الإنسان. ولأهمية الزنك ودوره الرئيسي في عمليات الأيض والعمليات الحيوية فهو يحمي الإنسان والحيوان من التعرض لكثير من الأمراض.
    تتركز أهمية الزنك الحيوية في المقام الأول على الدور الذي يلعبه في نشاط الإنزيمات الحيوية. وقد وجد أنه ضروري لفاعلية أكثر من سبعين إنزيماً من الأنواع المختلفة والتي تشمل على الأقل واحداً من كل تقسيم رئيسي للإنزيمات مثل أنزيم الكربون اللامائي (carbonic anhydrase) والفوسفاتيز القلوي (Alkaline phosphatase) ونازعات الهيدروجين الكحولية والجلوتامية (Alcohol and glutamic dehydrogenases) وكذلك الببتيديز الكربوكسية (Carboxy peptidase) وبالإضافة إلى ذلك فإن للزنك دوراً فعالاً في أيض الأحماض النووية وتكوين البروتينات.
    وهناك علامات واضحة تدل على أن نقص الزنك يؤدي إلى نقص النمو والتطور سواءً قبل أو بعد الولادة في الإنسان والحيوان على حد سواء.
    فنقص الزنك قبل الإخصاب وفي الحمل المبكر يؤثر على عملية انغراس البويضة وكذلك على نمو الجنين فيؤدي إلى ارتفاع معدل امتصاص الجنين ثم ظهور العيوب الخلقية في الجنين في حالة تكونه. وفي الدراسات التي أجريت على أجنة الجرذان والقرود التي تعرضت لنقص الزنك قبل الولادة لوحظ تأخر نمو المخ وما يتبع ذلك من القدرة على التعلم وتطور التصرفات والسلوك. أما العلامات التي تظهر على الأجنة بعد الولادة نتيجة لنقص الزنك في الحيوانات الصغيرة فهي تشمل فقدان الشهية والتأخر في النمو كما تضعف استفادة الجسم من الطعام الممتص.
    وفي المراحل المتتالية من العمر يسبب نقص الزنك ضمور الغدد التناسلية وتأخر النضج الجنسي وهذا التأخر لا يرجع إلى تأثر الغدة النخامية بنقص الزنك لكنه يعود إلى فشل الخصيتين في تصنيع الهرمون الذكري التيستوستيرون Testosterone وهذا مما يوضح حاجة الذكور الصغيرة للزنك أكثر من الإناث. كذلك يعتبر الزنك ضرورياً أيضاً للتقرن الطبيعي (تكوين الكيراتين) Keratogenesis فالحيوانات ناقصة الزنك قد تظهر عليها أعراض سقوط الشعر(Alopecia) ومختلف الأمراض الجلدية الأخرى وتضعف أيضاً القدرة فيها على شفاء الجروح بسرعة.
    ومن الأعراض الأخرى لنقص الزنك ظهور تشوهات في الجهاز الهيكلي وسهولة وزيادة العدوى بالأمراض. وقد يشترك الزنك في تصنيع وتخزين وإفراز الأنسولين من خلايا بيتا في البنكرياس. بينما يختلف تأثير نقص الزنك على مستوى الأنسولين والجلوكوز في البلازما. ويؤدي نقص الزنك في الجرذان إلى انخفاض كمية أو إفراز فيتامين أ من الكبد وبذلك يقل مستوى هذا الفيتامين في مصل الدم.
    وكتلخيص لأهمية الزنك فإنه يعتبر من الأملاح المعدنية الهامة جداً لجسم الإنسان، حيث إنه يوجد في كل خلية فهو يؤثر على عمل حوالى 100 إنزيم تدخل في العمليات الحيوية للجسم.
    1- يعمل الزنك على رفع كفاءة الجهاز المناعي للجسم.
    2- يساعد الزنك على التئام الجروح ولكن لا يزيد معدل التئام الجروح مع زيادة نسبة الزنك عن المعدل الطبيعي لها.
    3- يشارك الزنك في الحفاظ على حاسة الشم والتذوق.
    4- يدخل الزنك في تركيب الحمض النووي للخلية.
    5- يعتبر عنصر الزنك هاماً جداً لنمو الأجنة والأطفال.
    6- يؤدي نقص الزنك إلى فقدان الشهية.
    7- وقد وجد أن زيادة نسبة الوفيات في الأعوام الأخيرة في الدول المتقدمة يعزى لنقص عنصر الزنك بسبب الوجبات السريعة مما يؤدي إلى زيادة معدل الإصابة بالالتهاب الرئوي والإسهال.
    8- وقد وجد أن للزنك تأثيراً مباشراً كمضاد لفيروسات البرد (Common cold viruses) خاصة (Rhinoviruses) حيث أيونات الزنك تلتصق بجدار الخلية وتمنع التصاق الفيروس بجدار الخلية.
    9- وقد وجد أن العلاج بالزنك قد اختزل نسبة الوفيات بمرض التهاب الجهاز التنفسي المفاجئ الحاد SARSSudden Acute Respiratory Syndrom ) )
    10- كذلك وجد أن وجود الزنك بمعدله الطبيعي يؤدي إلى الحماية من الكثير من الفيروسات وخاصة الفيروسات المسببة للحمّى.

    علاج نقص الزنك:
    يمكن علاج النقص الشديد للزنك بأخذ جرعات من كبريتات الزنك sulfate Zinc عن طريق الفم.
    كما أنه من السهل تصحيح أعراض نقص الزنك بإعطاء 15- 25ملجم زنك ذات الكثافة العالية في البلازما لدى الشباب المرضى والذين تم علاجهم بكمية من الزنك تصل إلى حوالى 160ملجم يومياً ويعتقد أن هذا النوع من الكوليسترول يقوم بحماية الجهاز الدوري من الأمراض. وقد تكون هذه النظريات نتيجة الدراسات على الحيوانات والملاحظات العامة عند تناول هذه الحيوانات كمية عالية من الزنك مع كمية معتدلة من النحاس فوجد أن هذا يؤثر عكسياً على أيض الكوليسترول.
    كما أوضحت التجارب التي أجريت على الماعز أن أخذ كمية عالية من الزنك أثناء الحمل تؤدي إلى الأضرار بالجنين ويحتمل أن هذا الضرر يحدث نتيجة التأثير على أيض النحاس.
    ولم يعرف إلى الآن إذا كان نفس التأثير يحدث في الإنسان أو لا. وبهذه الصورة فإن التأثيرات االعكسية المختلفة للزنك قد تكون غير متزنة عند الأشخاص الذين يعالجون أنفسهم ذاتياً بالزنك فالعلاج بالزنك لابد أن يتم تحت الإرشاد الطبي.

    سميّة الزنك:
    ولكن ماهي مخاطر زيادة الزنك على صحة الإنسان ؟
    - زيادة الجرعة من الزنك 150 – 450 مجم / يوم يؤدي إلى نقص النحاس وخلل في وظيفة الحديد، ونقص في المناعة وكذلك نقص في high- density lipoproteins (HDL( وهو الكوليسترول الحميد.
    ونوضح في هذا الجدول أعلى مستوى من الزنك يمكن أن يتعرض له الإنسان في مراحله المختلفة:
    العمرالحوامل والمرضعاتالذكور والإناثالرضع والأطفال0- 6 شهور 4 مجم7- 12 شهر 5 مجم1- 3 سنوات 7 مجم4- 8 سنوات 12 مجم9- 13 سنة 23 مجم14- 18 سنة34 مجم 34 مجمفوق 19 سنة40 مجم40 مجم

  13. #13
    الصورة الرمزية بلوتوث
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 4918
    الاقامة : جـ(رمش عيونك)ـدة
    المشاركات : 4,801
    هواياتى : السباحة ومتابعة افلام الآكشن >>> اجنبي اكيد
    My SMS : رحمكما الله يا احمد صالح ويا ابا عبدالرحمن
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 293
    Array



    [align=center]سبحان الخالق
    .
    .
    الله يجزاك بالخير أخوي الغالي
    .
    .
    [align=center].
    `•.¸
    `•.¸ )
    ¸.•
    (`'•.¸(` '•. ¸ * ¸.•'´)¸.•'´)


    .•:*¨`*:•.₪ أسير الأحزان ₪.•:*¨`*:•.

    (¸. •'´(¸.•'´ * `'•.¸)`'•.¸ )
    .•´ `•.¸
    `•.¸ )
    .
    [/align]
    .
    .
    وإلى الأمام
    .
    .
    تقبل تحياتي البلوتوثية
    [/align]

  14. #14
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    معجزة النخيل . . بين العلم والقرآن
    طارق محمد عكاشة

    (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ) الآية 10 سورة ق.
    تفسير الآية: ذكر الطبري‏ - رحمه الله‏ - ما مختصره‏: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ):‏ طوالا‏,‏ والباسق هو الطويل‏, (لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ):‏ متراكب بعضه علي بعض‏.‏ وفي تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: النخيل الباسقات أي : الطوال التي يطول نفعها وترتفع الي السماء حتي تبلغ مبلغاً لا يبلغه كثير من الأشجار فتخرج من الطلع النضيد في قنانها ما هو رزق للعباد قوتاً وادماً وفاكهة يأكلون منه ويدخرون هم ومواشيهم، وفي تفسير الجلالين: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ)طولاً حال مقدرة. (لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ) متراكب بعضه فوق بعض.
    من الدلالات العلمية للآية الكريمة:
    أشارت هذه الاية الكريمة إلي النخل الباسقات‏,‏ وهو نوع خاص من النخل يتميز بطول ساقه‏ (جذعه‏)‏ حتي ليتجاوز الثلاثين مترا في الارتفاع‏,‏ علما بأن هناك من أنواع النخل القصير ما لا يتجاوز ارتفاع جذعه المترين‏,‏ وبذلك تتضح الحكمة من الإشارة إلي النخل الطوال في هذه الآية الكريمة‏,‏ ومن إتباع الوصف باسقات بقول الحق ‏ ‏:‏ لها طلع نضيد‏.‏
    وفي ذلك إشارة إلي القدرة الإلهية المبدعة التي تتجلي في خلق النخلة الباسقة‏,‏ بهذا الطول الفاره‏,‏ وإعطائها من القدرات البينة الظاهرة‏,‏ والخفية المستترة‏,‏ ما جعل من النخل مضرب المثل في القرآن الكريم الذي ذكره في عشرين موضعا‏,‏ وفضله دوما علي غيره من أنواع الزروع‏,‏ والفاكهة‏,‏ وجعله في مقابلة غيره من أنواع النباتات‏.‏ فمن القدرات الظاهرة للنخل ثباته في الأرض‏,‏ وارتفاعه فوق سطحها ومقاومته للرياح‏,‏ وتحمله للحرارة الشديدة والجفاف وقوته وتعميره‏,‏ ووفرة إنتاجيته تحت أقسي الظروف‏,‏ وتعدد أشجاره وثماره شكلا ولونا وطعما وحجما وفائدة‏,‏ وتعدد الفوائد المرجوة من كل جزء من أجزاء شجرته المباركة‏.‏
    ومن القدرات المستترة للنخلة تلك القدرات الفائقة التي وهبها الله إياها‏,‏ لتعينها علي القيام بكافة وظائفها الحياتية‏,‏ وفي مقدمتها القدرة علي الاستفادة بماء الأرض وعناصرها ومركباتها المختلفة‏,‏ والاختيار منها حسب حاجاتها‏,‏ ورفع العصارة الغذائية إلي قمتها‏,‏ وأوراقها وأزهارها وثمارها‏,‏ وإلي مختلف أجزائها مهما تسامقت تلك القمة‏,‏ وتباعدت تلك الأوراق والأزهار والثمار‏.‏ والعائلة النخيلية تضم حوالي المائتي جنس وأكثر من أربعة آلاف نوع من الأشجار‏,‏ والشجيرات‏,‏ والمتسلقات التي تنتشر أساسا في كل من المناطق الاستوائية والمعتدلة‏,‏ كما يكثر بعض أنواعها كنخيل البلح في البيئات الصحراوية القاحلة‏,‏ حيث تصل درجة حرارة الجو إلي ما فوق الخمسين درجة مئوية‏,‏ ودرجة حرارة سطح الأرض إلي تسعين درجة مئوية‏,‏ وتندر الأمطار‏,‏ ومن هنا كانت أهمية التهيئة الربانية للنخيل ـ خاصة نخيل البلح للاستفادة بأقل كمية من الماء‏.‏
    أهمية الماء في حياة النخيل:
    من المسلمات أن الماء سائل أساسي للحياة‏,‏ ولذلك يوجد بكميـات قد تصل إلي أكثر من ‏95%‏ من وزن بعض الكائنات الحية‏ (‏نباتية كانت أو حيوانية‏)‏ وذلك لأن للماء من الصفات الطبيعية والكيميائية ما وهبه بها الله قدرات فائقة علي إذابة العديد من الجوامد‏,‏ والغازات‏,‏ وعلي الاختلاط والامتزاج بالعديد من غيره من السوائل‏,‏ ولذلك أصبح الماء وسطا لازما لإتمام جميع العمليات الحيوية‏,‏ ولتلطيف درجة حرارة الأجساد الحية بتبخره منها‏.‏
    والنباتات بصفة عامة‏,‏ والنباتات الراقية بصفة خاصة‏,‏ والصحراوية منها بصفة أخص تحتاج إلي قدر هائل من الماء الذي تحصل عليه من الوسط الذي تحيا فيه‏,‏ بواسطة الجذور‏.‏
    والماء يوجد في التربة علي هيئة خيوط شعرية دقيقة تنتشر في المسافات البينية‏ (المسام‏)‏ الموجودة بين حبيبات التربة‏,‏ أو علي هيئة ملتصقة بتلك الحبيبات خاصة ما لها شراهة خاصة للماء منها مثل حبيبات الصلصال وفتات المواد العضوية‏.‏
    ويصل الماء الي التربة بعد سقوط الأمطار‏,‏ أو بواسطة الري‏,‏ أو من المخزون المائي تحت سطح الأرض‏,‏ ونظرا لندرة الأمطار في المناطق الصحراوية الحالية‏,‏ فقد زودها الله‏ ‏ ‏‏ بمخزون مائي كبير من أمطارغزيرة هطلت عليها قبل آلاف السنين من تعرضها لعملية التصحر‏.‏ ولذلك وهب الله تعالي للنخيل القدرة علي الوصول بجذوره العرضية الي أي قدر من الرطوبة الموجودة في الأرض‏,‏ وحمي جذوعه بأغطية من أعناق السعف‏ (‏تعرف الواحدة منها باسم الكربة‏)‏ وبما جعل للسعف عند اتصاله بجذع النخلة من أغماد ليفية خشنة تزيد من متانة الجذع‏,‏ وتحفظ الماء في خلاياه من البخر كما تحفظه من التغيرات المناخية ومن عوامل التعرية ومن التعديات الحيوانية عليه‏.‏
    كذلك جعل الله‏ ‏ وريقات النخل ‏(السعف‏)‏ من الخوص الجلدي المانع لتسرب الماء‏,‏ وجعلها علي هيئةرمحية مدببة الأطراف ومطوية بصورة مائلة علي محورها وعلي محور الورقة ‏(‏السعفة‏)‏ وحور بعض الوريقات علي هيئة أشواك لتقليل تسرب الماء منها بعملية النتح‏.‏ كذلك حمي الله‏ ‏‏ زهور النخلة بغلاف جلدي متين‏,‏ غير منفذ للماء مستدق الحواف يحيط بها احاطة كاملة‏,‏ ويغطي من الخارج بخملة حمراء اللون تساعد علي حفظ الماء الموجود في كل من الزهور والشماريخ‏,‏ وهي فروع متحورة لحمية غليظة تحمل الزهور علي هيئة نورة مركبة أو سنبلة‏,‏ وتعرف الشماريخ وماعليها من زهور باسم الأغاريض‏ (جمع اغريض‏).‏
    وينتقل الماء من التربة الي خلايا المجموع الجذري للنخلة المنغرسة في تلك التربة بفعل الفرق في جهد الماء بين محاليل التربة‏,‏ والعصارات المختزنة في الأوعية الخشبية للنخلة‏,‏ وهو مايعرف باسم الضغط الجذري‏,‏ ثم تتوالي حركة الماء من الجذور الي خلايا قشرة الساق حتي يصل الي الطبقة الداخلية منها‏,‏ ثم الي الأوعية الخشبية في قلب جذع النخلة عبر خلايا خاصة لمرور الماء وما به من عناصر ومركبات مذابة توجد في مواجهة الأوعية الخشبية مباشرة‏,‏ ويتحكم في حركة الماء هنا كذلك التدرج في قيمة جهده من خلية إلي أخري‏.‏ كذلك فقد أعطي الله ‏ ‏ للماء من الصفات الطبيعية ماجعله واحدا من أشد السوائل تماسكا وتلاصقا‏,‏ وأقواها بعد الزئبق علي تحقيق ظاهرة التوتر السطحي وذلك بسب ماوهبه الله ‏ ‏من خاصية القطبية المزدوجة التي جعلها الخالق ‏ ‏‏ مميزة لجزئ الماء‏.‏
    وبتعاظم التوتر السطحي للماء تتعاظم قدرته علي تسلق جدران الوعاء الذي يتواجد فيه‏,‏ خاصة إذا كان قطر هذا الوعاء صغيرا‏,‏ وكلما دق هذا القطر ارتفع فيه الماء بسرعة أشد‏,‏ ووصل الي مستويات اعلي‏,‏ وهذه الخاصية المائية المعروفة باسم الخاصية الشعرية هي التي تتيح للماء الذي تمتصه جذور النخلة من الوصول الي قمتها النامية وما حولها من أوراق وزهور وثمار بتدبير من الله‏ ‏ ‏,‏ وبذلك يبقي ماء الأرض وما به من عناصر ومركبات مذابة علي هيئة متصلة من قاعدة النبات إلي قمته‏,‏ ويعين علي هذا الاتصال المستمر قوة الشد الناتجة عن عملية النتح‏,‏ وهي عملية يطرد بها النبات الماء الزائد عن حاجته الي الغلاف الجوي المحيط به علي هيئة بخار الماء الذي يخرج من ثغور الأوراق والوريقات علي وجه الخصوص‏.‏ وتتأثر عملية النتح هذه بعدد وحجم وتوزيع الثغور علي جسم النبات ودرجات الحرارة والرطوبة النسبية في البيئة المحيطة‏,‏ وسرعة الرياح‏,‏ والتركيب الداخلي للأوراق والوريقات‏,‏ ويساعد عملية النتح في التخلص من الماء الزائد في داخل النبات عملية أخري تسمي عملية الادماع وتكثر في النباتات التي تحيا في المناطق العالية الرطوبة‏.‏
    وقد شاءت ارادة الخالق المبدع ‏ ‏ ان يجعل الأوعية الخشبية في قلب شجرة النخيل صغيرة الأقطار بشكل ملحوظ مما يساعدها علي رفع العصارة الغذائية بالخاصية الشعرية الي قمتها النامية والتي يصل ارتفاعها في بعض الأحوال الي أكثر من ثلاثين مترا‏.‏
    وبتضافر كل من الضغوط الجذرية‏,‏ والخاصية الشعرية‏,‏ وقوة الشد الناتجة عن عملية النتح ينشأ في داخل جذع النخلة قوة شد تصل الي عشرات الضغوط الجوية تعمل علي رفع العصارة الغذائية النيئة في الأوعية الخشبية ضد قوي الجاذبية من أسفل النخلة الي قمتها مهما بلغ ارتفاع تلك القمة‏,‏ بينما تهبط العصارة الغذائية الناضجة بعد تكوينها في الأوراق من قمة النبات الي جذوره خلال خلايا لحاء الشجرة بفعل الجاذبية الأرضية‏.‏
    الأجزاء الرئيسية للنخلة‏:‏
    نعرف من اجزاء النخلة الرئيسية مايلي‏:‏
    أولا‏:‏ المجموع الجذري‏:
    يبدأ المجموع الجذري لنخيل البلح في التكون بمجرد انبات النواة اذا كان التكاثر بواسطة زرع النواة‏,‏ وان كان التكاثر يمكن ان يتم بواسطة الفسائل‏,‏ أو باستخدام تقنيات استزراع الأنسجة‏,‏ وفي كل هذه الحالات تبدأ النبتة بتكون المجموع الجذري‏,‏ ويعرف المجموع الجذري الخارج من النواة النابتة باسم المجموع الجذري الوتدي‏,‏ ثم تبدأ هذه الجذور الأولية في التلاشي بالتدريج لتحل محلها جذور عرضية تنشأ من قاعدة البادرة‏,‏ وتأخذ هذه الجذور العرضية في الازدياد حجما وعددا مع زيادة نمو النبتة‏,‏ وهي جذور ليفية‏,‏ خالية من الشعيرات الجذرية‏,‏ وتقوم بامتصاص الماء والغذاء من التربة عن طريق خلايا السطح في هذه الجذور العرضية‏.‏ ويتميز النخيل بقدرته الفائقة علي سرعة تكوين الجذور وانتشارها في التربة‏ (خاصة التربة الرملية‏)‏ لتعين علي تثبيت النخلة في الأرض وعلي امكانية انتصابها قائمة لارتفاعات شاهقة‏.‏
    ثانيا‏:‏ المجموع الخضري ويشمل:‏
    جذع النخلة‏:‏ جذع النخلة اسطواني الشكل‏,‏ بقطر يتراوح بين‏40‏ سم‏,90‏ سم وارتفاع يتراوح بين أقل من مترين وأكثر من ثلاثين مترا‏,‏ وليست له فروع‏,‏ ومغطي بنوع خاص من الليف‏,‏ وبنهايات السعف القديم الذي تعرف الواحدة منه باسم الكربة وهي تقوي الجذع‏,‏ وتحميه من عوارض الجو‏,‏ ومن تعدي الحيوانات‏,‏ ومن بخر ما به من ماء‏,‏ وتعينه علي الانتصاب قائما لعشرات الأمتار فوق سطح الأرض‏.‏
    القمة النامية للنخلة‏:‏
    وتعرف باسم‏ (الجمارة‏),‏ وتحتوي علي البرعم القمي الوحيد الموجود في رأس النخلة‏,‏ وتختزن فيه كمية كبيرة من العصارة الغذائية الناضجة‏,‏ ويقوم هذا البرعم القمي الوحيد بعمليات النمو الرأسي فيؤدي الي استطالة الجذع‏,‏ وتكوين الأوراق عليه‏,‏ وتكوين كل من الزهور والثمار‏,‏ وبموت هذه القمة النامية تموت النخلة‏,‏ ولذلك احاطها الله‏ ‏ ‏ بغلاف عازل سميك‏,‏ مكون من قواعد السعف الملتفة والمتراصة لحمايتها من التغيرات المناخية والجوية‏.‏ وتنقسم هذه القمة النامية الي جزء سفلي يخرج منه السعف والليف ويعرف باسم قلب الجمارة‏,‏ وجزء علوي تخرج منه العذوق‏ (جمع عذق‏)‏ ويعرف باسم طلع الجمارة أو طلع النخلة وعود العذق‏ (العرجون‏)‏ أو القنو من النخل هو مابين الشماريخ الي منبته من النخلة‏,‏ والعذق هو حامل الشماريخ‏ (جمع شمراخ وشمروخ‏)‏ وهو العود الرفيع الذي عليه البسر ويسمي احيانا باسم العثكال‏.‏
    أوراق النخل‏ (سعف النخل‏):‏
    وهي أوراق مركبة‏,‏ ريشية الشكل‏,‏ طويلة جدا إذ يتراوح طولها بين حوالي الثلاثة والستة امتار تقريبا‏,‏ وتنتج النخلة الواحدة بين العشرة والعشرين سعفة في السنة بدءا من قمتها النامية‏ (الجمارة‏),‏ والورقة لها نصل‏ (عرق وسطي‏)‏ طويل‏,‏ مرن‏,‏ قوي‏,‏ متين‏,‏ يزيد عرضه عند اتصاله بالجذع‏,‏ ويتناقص في اتجاه طرفه‏,‏ ويتباين لونه من الأصفر الي الأحمر القاني الي البني‏,‏ ويحمل هذا النصل الوريقات‏ (الخوص‏)‏ التي يتراوح عددها بين‏240,120‏ وريقة‏ (خوصة‏),‏ وطولها بين‏15‏ سم‏,100‏ سم‏,‏ وعرضها بين‏6,1‏ سم.‏ هذا بالاضافة الي عدد من الأشواك في الجزء السفلي من السعفة‏,‏ وكل شوكة عبارة عن وريقة متحورة‏,‏ وقد تتواجد مفردة أو في مجموعات‏,‏ وتتصل الوريقة بالمحور الرئيسي للورقة بواسطة انتفاخ عند قاعدة الخوصة‏.‏ ويوجد لكل ورقة غمد يحيط بالساق‏,‏ وتنفصل منه المادة الليفية الحمراء التي تحيط بالجذع‏,‏ وتعمل علي زيادة متانته‏,‏ وقوته‏,‏ كما تعمل علي حمايته وعلي حفظ ما به من سوائل‏.‏
    ثالثا‏:‏ المجموع الزهري والثمري للنخلة‏:
    تخرج نورة النخلة من ابط الورقة‏,‏ والنورة عبارة عن اغريض مركب ومتفرع الي عدة أفرع‏ (شماريخ‏),‏ يحمل كل منها أزهارا أو منغرسة في الفرع المحمولة عليه‏,‏ والاغريض عبارة عن سنبلة مركبة تشمل الشماريخ والأزهار‏,‏ والشماريخ‏ (جمع شمراخ وشمروخ‏)‏ هي فروع متحورة‏,‏ لحمية‏,‏ غليظة تحمل الأزهار‏,‏ والأزهار وحيدة الجنس‏ (إما مؤنثة أو مذكرة‏)‏ منتظمة‏,‏ بدون عنق‏,‏ أي محمولة علي الشمراخ مباشرة‏,‏ وهناك مايقرب من العشرة آلاف زهرة علي الطلع الواحد‏,‏ ومن هنا كان التعبير القرآني‏:‏ لها طلع نضيد أي منضود ويحمل النورة محور يصلها برأس جذع النخلة‏,‏
    والأزهار المذكرة بيضاء اللون‏,‏ مائلة الي شئ من الصفرة‏,‏ وتوجد في فحول النخل أما الأزهار المؤنثة فهي صفراء اللون‏,‏ وهي أصغر حجما من الأزهار المذكرة‏,‏ وتوجد علي اناث النخل‏.‏
    وفي الحالتين يتركب الطلع من غلاف جلدي متين يحيط بالأزهار‏,‏ ويعرف باسم الجف‏,‏ ويعرف مابداخل هذا الغلاف من أزهار وعذوق وشماريخ باسم الأغاريض‏,‏ وتتميز الأغاريض المذكرة بقصر شماريخها‏,‏ وكثرة عذوقها‏,‏ وتحمل أزهارا متلاصقة‏,‏ أما الأغاريض المؤنثة فتحمل عددا أقل من الأزهار‏,‏ تتوزع متباعدة عن بعضها البعض علي شماريخ أطول وأدق‏.‏
    وعند حدوث التلقيح بين فحول النخل وإناثه إما تلقيحا طبيعيا أي فطريا‏ (بواسطة كل من الرياح والحشرات‏)‏ أو تلقيحا صناعيا‏ (يدويا أو آليا‏)‏ تتم عملية الاخصاب فتنتج الثمرة من أحد الكرابل الثلاث التي تكون الزهرة المؤنثة‏,‏ وتضمحل الكربلتان الأخريان وتسقطان علي الأرض‏.‏
    ويتكون المجموع الثمري للنخلة من الطلع‏ (الكفري‏),‏ والعذوق‏,‏ والشماريخ‏,‏ والثمار‏,‏ وثمرة البلح حسلية‏,‏ بداخلها نواة ذات فلقة واحدة تحتضن جنين النخلة بداخلها‏,‏ وتحيط به طبقة الاندوسبرم علي هيئة سويداء قرنية لحماية الجنين وتغذيته في فترة الانبات‏.‏
    وفي حالة عدم تلقيح الزهرة المؤنثة تستمر الكرابل الثلاث في النمو وتعطي ثمارا صغيرة بدون نوي‏,‏ ومجتمعه مع بعضها تحت قمع واحد‏,‏ وهي ثمار لا قيمة لها من الناحية الاقتصادية أو الغذائية‏.‏ ويزرع نخيل البلح لثماره التي تؤكل‏,‏ ولخشبه وجريده وخوصه‏,‏ وأليافه التي لها من الاستخدامات ما لا يتسع المقام لحصره‏.‏فسبحان الذي أنزل من قبل أربعة عشر قرنا قوله الحق‏:‏والنخل باسقات لها طلع نضيد
    ثم يأتي العلم الكسبي بعد أربعة عشر قرنا ليؤكد لنا روعة القوي التي وضعها الله‏ ‏ ‏‏ في النخلات الطوال كي تمكنها من رفع العصارة الغذائية من التربة إلي قمتها‏,‏ ويؤكد لنا حقيقة أن هناك ما يقرب من العشرة آلاف زهرة علي الطلع الواحد منضودة أي متراكبة بعضها فوق بعض فتأتي الثمار منضودة كذلك‏,‏ وهي حقائق لم تكن معروفة في زمن الوحي‏,‏ ولا لقرون متطاولة من بعده‏,‏ أبقاها الله‏ ‏ ‏‏ في محكم كتابه شاهدة له بأنه كلام الله الخالق‏,‏ وشاهدة للنبي الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة‏,‏ فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏,‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏
    وجه الأعجاز العلمي في الآية الكريمة والحديث الشريف:
    1. معروف أن الكون كله بما فيه من إنسان ونبات وحيوان في حالة اتزان وهذا يحدث مع النخيل الباسقات شديدة الطول فلولا هذا الاتزان الديناميكي الذي أودعه الله سبحانه وتعالي في هذا النوع من النخيل لسقط علي الأرض مع الرياح العاتية شديدة السرعة في الصحراء التي قد تصل إلي 90 - 120 كم / ساعة حيث تعمل النخلة كنوع من أنواع الروافع حيث يوجد بها قوة متمثلة في جزع النخلة ومقاومة في الوريقات (السعف) وهي مطوية بصورة مائلة علي محورها وعلي محور الورقة (السعفة). ومحور ارتكاز متمثل في مجموع جذري وتدي متميزاً هذا النوع تكوين الجذور العرضية بسرعة وانتشارها خاصة في التربة الرملية وهذا الشكل يعطى النخلة قوة تثبيت عالية في التربة.
    2. التربة الرملية نفسها لون حبيباتها أصفر وهو لون فاتح يعكس إشاعة الشمس فلا تخزن التربة مزيد من الحرارة وذلك يخفف من قسوة حرارة الصحراء علي النخيل أضف إلي ذلك أن حبيبات التربة الرملية كبيرة ومتباعدة فيسهل انزلاق جذور النخيل لمسافات بعيدة للبحث عن الماء وامتصاصه.

  15. #15
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    الحشرات.. جند من أجناد الله

    د. عبدالوهاب عبدالمقصود إبراهيم

    حقــــــق الإنســــان في القــــرن الأخير تقدما علميا باهرا وتفوقا تكنولوجيا ظاهرا، مكنه من بسط سلطانه وفرض سيطرته على كافة أرجاء المعمورة واستخراج ثرواتها الظاهرة و الكامنة ثم استغلالها لتحقيق أمنه ورفاهيته، فها هو ذا يرسل السفن الفضائية والأقمار الاصطناعية، التى تجوب الكون، تسبر أغواره، وتستكشف أسراره، ها هو ذا يجلس متكئا على أريكته في قعر بيته، وبلمسة من أصبعه على جهاز التحكم عن بعد يرى ما يشاء، ويسمع ويتحدث ويتواصل مع من يشاء، وينعم بالدفء في البرد القارص وينعم بالنسيم البارد في الحر القائظ، ويغسل ثيابه ويفتح أبوابه.... وعلى الرغم من نجاح الإنسان الباهر في ترويض الوحوش الكاسرة والقضاء على الكثير من الأمراض الفتاكة، على الرغم من كل ذلك وقف هذا الإنسان بلا حول ولا قوة أمام الحشرات. كائنات صغيرة الحجم، لا تعرف الكسل ولا يصيبها الملل أو الوهن، تجوب العالم، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، دون أن تعترف بحدود إقليمية ولا تعبأ بموانع أو سدود أو جنسيات، منها ما يقطن الفيافي والقفار ومنها ما يمخر عباب عذب الأنهار وأجاج البحار.
    ومنها ما يمتطي ظهر الريح متى شاء وأنى شاء، ومنها ما يدب على سطح الأرض، ومنها ما يلج في باطنها، تجدها في السهول المنبسطة وعلى قمم الجبال الشاهقة وفى باطن الكهوف المظلمة، منها ما يسكن الحدائق الغناء بين الورود والرياحين ومنها ما يعيش في القبور المظلمة يقتات على جيف الإنسان والحيوان، ومنها ما يعيش في أنفاق داخل النباتات والأشجار ومنها ما يستطيع العيش في المناطق الشديدة البرودة، فقد وجد العلماء أكثر من 300 نوع منها في القطب الشمالي، ومنها ما يعيش في صحراء قاحلة مثل بعض مناطق الصحراء الليبية التي قد تجاوز درجة الحرارة فيها 60 درجة مئوية، كما وجد العديد من أنواعها في عيون المياه الحارة، بل وبرك النفط!! بل ووجدت منها بعض الأنواع التي تعيش بصفة دائمة على سطح الماء في المحيطات.
    لقد فاقت تلك الكائنات جميع المخلوقات في عدد أنواعها، إذ فاقت أنواعها المليون، وهي تمثل 76% من المجموع الكلي للملكة الحيوانية و51% من جميع أنواع الكائنات الحية. توشك أن تنظر إلى السماء وتخاطب الماء الذي في السحاب قائلة له: شرق أو غرب فإن لي من الخير الذي تفيض به نصيب. ولاشك أن هذا النجاح الساحق لهذه المجموعة من الكائنات وانتشارها الكبير له أسباب عديدة، فهي صغيرة الحجم، قليل من الغذاء يكفيها وشق صغير في الأرض يأويها، لها هيكل أقوى من العظام وعضلات مفتولة تستطيع بها أن تحمل أو تجر عشرات أضعاف وزنها،فهى بلا جدال بطلة العالم في حمل الأثقال وجر الأحمال، وتقفز للأعلى والأمام عشرات بل مئات أضعاف طولها، فهي بلا غرو بطلة العالم في الوثب العالي والطويل. فإذا كان بطل العالم في الوثب العالي يقفز لارتفاع لا يتجاوز مثلي طوله، فإن البرغوث الذي يبلغ طول رجله 1.3 مم يقفز لارتفاع قد يصل إلى 21 سم ولمسافة قد تصل إلى 34 سم، وإذا أراد الإنسان أن يجارى هذا البرغوث في البطولة فعليه أن يقفز لارتفاع 450 قدم ولمسافة 700 قدم، وأنى له أن يفعل. وتستطيع الخنفساء أن تسحب ثقلا يعادل ثقل جسمها 120 مرة، ولكي يبلغ إنسانا يزن 75 كيلوجرام شأوها فعليه أن يسحب ثقلا يبلغ 9 أطنان، وأنى له ذلك. لقد وهب الله هذه الكائنات قدرة فائقة على التكاثر وتحمل المشاق والصعاب.... وللكثير منها القدرة على الطيران الذي يساعدها في البحث عن الغذاء والهرب من الأعداء، ويمكنها من الوصول إلى الجنس الآخر في الوقت والمكان المناسب لإتمام التزاوج كما يساعدها في إيجاد المكان المناسب لوضع البيض. وتتميز هذه الكائنات بعناد شديد يمكنها دائما من الحصول على ما تريد وقتما تريد، والذباب خير مثال على ذلك، فقد اشتق اسمه من كونه إذا ذب عن الشئ آب. وللحشرات قدرة كبيرة على التخفي والمحاكاة، فبعضها يتلون بلون البيئة التي يعيش فيها، فلا يمكن للأعداء تمييزه عنها، وبعضها يتلون بألوان بعض الحشرات السامة، فيفزع منها الأعداء ويرهبون جنابها.
    وتمر الحشرات خلال حياتها بتغير كبير في الشكل، يسمى التحول، فمن يصدق أن الفراشات الرقيقة ذات الألوان البديعة، التي تكتفي بقليل من رحيق الأزهار كانت يوما بيوضا صغيرة لاتكاد تدركها العين ثم أصبحت ديدان شرهة تجول بين أوراق الأشجار فتقضي عليها، ثم تصبح عذارى لا تأكل ولا تتحرك يحسبها الرائي جمادا لاحياة فيه وهي تموج أثناء تحولها بتغيرات رهيبة فيتحول فمها من فم قارض إلى خرطوم لامتصاص رحيق الأزهار، ويتكون لها أجنحة وأعضاء تناسل، والعديد من التغيرات في الشكل والتركيب، ومن يصدق أن البعوض الذي يمتص الدماء ويطير في الهواء كان يوما دودة تسبح في الماء، ومن يصدق أن الذباب الذي لا يتغذي إلا على حلو الشراب وتعشق الضوء كان يوما ديدانا صغيرة تأكل القمامة والروث ولا تطيق أن ترى بصيص النور.
    عجبا لهذه الكائنات التى صارعت الإنسان وناوءته على مر الزمان، كم سببت من أضرار، وكم دمرت من مساكن، وكم أتلفت من أثاث، وكم قضت على حضارات. إنها تهاجم الزرع، تأكل جذوره وتنخر بذوره وتحفر سوقه و تقرض أوراقه، وتمتص عصاراته و تعيث فسادا في ثماره، إنها لا تكتفي باتخاذ الزرع غذاء ومأوى لها ولصغارها بل تضع فيه وعليه بيوضها وتنقل إليه الكثير من الأمراض البكتيرية والفيروسية والفطرية المهلكة. تلك الكائنات الصغيرة تحمل في جعبتها وعلى ضآلة شأنها الدمار الماحق للإنسان وحيواناته الأليفة، فبعض الحشرات تنقل مسببات العديد من الأمراض الفتاكة التى عاقت وما تزال تعوق تقدم الجنس البشرى في مناطق شاسعة من العالم.
    هذه ذبابة التسي تسي، إنها ليست أكثر من ذبابة ولكن اسمها يوحى لأكثر من نصف سكان إفريقيا بكابوس ثقيل يهدد حياتهم ويقضي على ماشيتهم بما تحمله من كائنات مجهرية تسبب مرض النوم القاتل، ففي مناطق السافانا المنتشرة في جنوب الصحراء الكبرى تهدد التسي تسي حياة أكثر من خمسين مليون أفريقى ينتمون لثماني وثلاثون دولة بالإضافة إلى مئات الملايين من الأبقار والأغنام والخيول. ويقال إن هذه الذبابة وقفت منذ حوالى ألف عام عائقا أمام المد الإسلامي في إفريقيا بعد أن قتلت الكثير من الدواب التى يمتطيها الدعاة ومعلمي الناس الخير عند وصولهم لتخوم المناطق الموبؤة.
    وهذه البعوضة، مخلوق صغير الحجم، عظيم القدر، بالغ الضر على من سلطها الله عليه من العباد، ورغم صغر حجمها وضآلة شأنها فإن الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناحها، ولو كانت الدنيا تساوى عند الله جناحها ما سقى الكافر منها شربة ماء ولذلك ضرب الله بها المثل في كتابه الحكيم قال الله تعالى : }إن اللهَ لا يَسْتَحى أن يَضَربَ مَثلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوقَهَا فأما الَّذيَنَ امَنُوا فَيَعْلمُونَ اَنَّهُ اْلَحُق مِنْ رَبّهِم وأما الَّذيَن كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أراد اللهُ بِهذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثيراً وَيَهدِى بِه كَثيراً وَمَا يُضِلُّ ِبِه إلا الفَاسِقيَن| (البقرة: 26).
    إن البعوض ليس إلا كتيبة من الجنود التي زودت إناثها بالأسلحة والمعدات وأجهزة الاستشعار عن بعد ومناظير الرؤية الليلية التي تمكنها من الاهتداء لعائلها ومص دمائه دون خلل أو فشل. إن أنثى البعوضة وفي الظلام الدامس تهتدي لهدفها بواسطة درجة الحرارة المنبعثة من بدنه وشم رائحة جسده وأنفاسه المميزة ثم تتخير مكان من الجلد غني بالأوردة الدموية، ثم وبخفة ومهارة ودقة بالغة تقوم بثقب الجلد بواسطة عدد من الإبر المسننة، ثم تقوم بإفراز مواد لعابية تحمل إنزيمات تمنع تخثر الدم وتعمل على سيولته وتزيد من توارده لمكان الثقب، وهنا تبدأ عملية مص الدماء. ولا تقتصر المشكلة على ما يسببه لدغ البعوض من حكة أو سلب دماء ولكن وأثناء صب اللعاب المانع لتخثر الدم، تنتقل العديد من مسببات الأمراض المهلكة للإنسان مثل الملاريا والفلاريا وحمى الوادي المتصدع وحمى الضنك وحمى غرب النيل والحمى الصفراء. وهناك جيوش أخرى من مصاصي الدماء مثل البراغيث التي تنقل مرض الطاعون والقمل الذي ينقل مرض التيفوس وذباب الرمل الذي ينقل مرض اللشمانيا. ألم تر كيف سلط الله بعض الحشرات لتصب العذاب على بعض المعرضين من عباده، ألم تر إلى النمروذ الذى حاج نبى الله إبراهيم عليه السلام في ربه وادعى أنه يحى ويميت فسلط الله عليه حشرة صغيرة فدلفت إلى رأسه تسومه سوء العذاب، فكان أكرم الناس عليه من يضربه بالنعال على رأسه. قال تعالى: }وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ|(المدثر: 31)
    وهاهو الجراد، يزحف بجيوشه إلى من شاء الله من خلق الله في أسراب وحشود منظمة تثير الرعب والفزع والذعر في قلوب المزارعين والمختصين، إنها تطير في تنظيم عجيب وسرب مهيب وتحط على كل أخضر خصيب فتحيله إلى صعيد، إن الجراد يطير لمسافات بعيدة، وبلا توقف فها هي أسرابه تعبر البحر الأحمر بانتظام (حوالي 300 كم) وقد تقطع الجرادة الواحدة 500 كيلومتر في اليوم الواحد، دون أن تحتاج للتوقف لملأ خزانات وقودها، وذلك بما لديها من قدرة عضلية تمكنها من الرفرفة بالجناحين لمدة تصل إلى ستة عشر ساعة في اليوم، فمن الذي أمدها بكل هذه الطاقة اللازمة لبذل هذا الجهد بلا توقف، إن جيوش الجراد الجرارة وغير العاقلة تتصرف بطريقة دقيقة في التجمع والتوجيه والحل والترحال، وكيف لا وهي من جيوش الحق وجنود الملك سبحانه وتعالى وصدق الله العظيم القائل: }فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ| (الأعراف: 133). إن الجرادة الصغيرة غير الناضجة تأكل قدر وزنها من النباتات الخضراء فإذا كانت هذه الحشرة تزن جرامين وإذا كانت جموع الجراد في بعض الأسراب تصل إلى 8 مليار جرادة، تزن حوالى 16000 طن فإنها تأكل في اليوم الواحد مايطعم 2.4 مليون رجل (من إحصائيات منظمة الأغذية والزراعه المسماة اختصارا باسم الفاو). وقد يتبادر إلى ذهن البعض أن استخدام القوة المفرطة من الرش بالمبيدات واستخدام الطائرات قادر على صد جيوش الجراد الجرارة، ولكن أنى له ذلك والجراد دائما يختار وقت ومكان المعركة ودون سابق إنذار، ثم إن ما يسلطه الإنسان على الجراد من مبيدات يرتد إليه في صورة ملوثات تهلكه وتفسد زرعة وضرعه. وإذا أردت أن تعرف الأثر المدمر لبعض تلك الكائنات فانظر إلى حشرات الحبوب المخزونة التي تأكل مايقرب من ثلث إنتاج العالم من الحبوب في الوقت الذي لا يجد فيه الملايين من البشر، وفى عصر التصحر والجفاف ما يسد رمقهم. وانظر إلى الأرضة (دابة الأرض)، أو ما يطلق عليه البعض النمل الأبيض، التي تحيل البيوت العامرة إلى أطلال خربة.
    وكما أن هناك جنودا من الحشرات تفتك بمن شاء الله من العباد، هناك من الجنود ما يحمل الخير، كل الخير لبني الإنسان. لقد لخص الأمام على كرم الله وجهه حقيقة هذه الدنيا عندما قال محقرا من شأنها (خير طعام بن آدم من رجيع نحلة (يقصد العسل) وخير لباسه من لعاب دودة (يقصد الحرير الذي تصنعه دودة القز)، أليس من العجب أن يكون أفخر لباس يزهو به بني آدم وأعظم طعام ودواء لبني آدم من صنع الحشرات. لقد أوحى الله إلى النحل فلبى أمر ربه فبنى بيوتا يضرب بها المثل في دقة التصميم وسرعة التنفيذ وسلك سبل ربه فأخرج شرابا فيه شفاء للناس، وقد ظن البعض أن خير النحل مقصور على ما يصنعه من العسل وأغفلوا الفوائد الجمة لما ينتجه النحل من غذاء ملكي، وسم، وعكبر وما يجمعه من حبوب اللقاح. والعجيب أن كل هذا الخير لا يقارن بالمكاسب الضخمة التي يجنيها المزارعون من تلقيح النحل لزروعهم ورفع انتاجها من الثمار أَضعاف المرات.
    ومنذ قديم الأزل وعى الإنسان أخطار هذه الحشرات ومضارها، فلم يهادنها، بل حاربها بكل ما تفتق عنه الذهن من وسائل وأنشأ من أجل ذلك المعاهد العلمية ومراكز الأبحاث، عله يفلح في القضاء عليها أو الحد من أخطارها، ولكنه وياللحسرة لم يفرق في حربه لها بين العدو منها والصديق، بين من يقدم له الغذاء ومن يدمر له الغذاء، بين من يلقح له النبات ومن يدمر له النبات، بين من يقدم له الشفاء والدواء ومن يصيبه بالداء، من يقدم له الحرير وهو أجمل وأنعم أنواع الكساء ومن يدمر له الرياش والكساء. فكان أن ارتدت أسلحة الإنسان إلى نحره وأصبح تدبيره تدميره فوقف حائرا مقهورا، فبعد أن أنفق المليارات من الدولارات وأفنى الوقت والجهد والعتاد في الحرب مع الحشرات بعد أن صور له خياله المريض ونهمه الجشع أنه سينعم بالسعادة والرفاهية إن هو أفناها، فأسرف في استخدام المبيدات ثم أفاق ولكن متى أفاق؟ لقد أفاق بعد أن غزت سموم المبيدات كبده وكليتيه وقلبه وسائر بدنه وأفسدت زرعه وأهلكت ضرعه، وزاد من حسرته أن الحشرات خرجت من هذه المعركة ظافرة، وفى كل مرة بعدما ينقشع غبار مبيداته، تلملم شتاتها وتنظم صفوفها ثم تهز قرون استشعارها وتمضى في سبيلها تنتظر ما يفعل الله بها، أليست خلقا من مخلوقاته وجندا من أجناده.

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كيف حالكم مع كلام ربكم ؟؟!!!
    بواسطة كن مع الله في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-09-2007, 09:42 PM
  2. أخبار القرآن الكريم
    بواسطة orabe في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-08-2007, 03:39 AM
  3. موااااقف مؤثره من حياة الصالحات ..
    بواسطة إيمان في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 01-04-2007, 01:07 PM
  4. العلاج بسماع القرآن بقلم عبد الدائم الكحيل
    بواسطة إسلام في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 27-02-2007, 03:48 PM
  5. يا أهل القرآن.. لستم على شيء حتى تقيموا القرآن..!!
    بواسطة ابوالخير في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-11-2006, 10:36 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط