- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 40

الموضوع: *)(الإعجاز العلمي في القرآن الكريم)(*

  1. #16
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    المتألقه في سماء الدرر

    الساحره
    تشريفك هنا وسام فخر اضعه على صدري اخيتي

  2. #17
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    الزنك كعنصر نادر خطورة نقصه وسميّة زيادته
    د.فاتن عبد الرحمن خورشيد

    قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) سورة القمر (آية49). (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) سورة الفرقان( آية 2).
    فالزنك يحتاجه الجسم بكميات ضئيلة ولكن نقصه يسبب أعراضاً كثيرة كما أن الزيادة في أخذه تؤدي إلى التسمم به. ومن المرجح أن الصينيين هم أول من استخرج معدن الزنك، ومع ذلك فقد تم وصفه أولاً عام 1597م بواسطة الرحالة الغربيين في الهند. وبالرغم من أهمية وجود الزنك لنمو الكائنات الدقيقة كانت معروفة من قبل مائة سنة إلا أنه حتى عام 1934م لم تعرف أهميته في نمو الجرذان (Rats).
    وأهم الملاحظات التي ظهرت على الحيوانات المتغذية على وجبة ناقصة الزنك هي تأخر النمو، ضمور الخصيتين، تغيرات في الجلد، وفقدان الشهية. وفي عام 1961م تم التوصل إلى أن نقص الزنك قد يحدث للإنسان كما أكد هذا الاكتشاف عام 1963م في دراسات من إيران أثبتت بوضوح أن الزنك يعتبر عاملاً غذائياً أساسياً يجب أن يتضمنه (بقدر معين) غذاء الأطفال والمراهقين، وهذه الإثباتات فسرت لهم ظاهرة تأخر النمو المنتشرة هناك.
    وفي تقارير أخرى وُجد أن نقص الزنك في الإنسان واسع الانتشار في العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية مما دل على أن النقص لا يعود إلى التغذية فقط وإنما أيضاً إلى الظروف المحيطة بالإنسان والتي تؤدي إلى تعقيد الحالات المرضية. من ذلك كله نجد أن الزنك قد عُرف منذ أكثر من مائة عام كعنصر نادر أساسي ضمن غذاء الكائنات الحية، وعلى هذا فقد وضحت أهميته للنبات، وللنمو والأيض في الحيوان.
    كما تم التوصل إلى أن الزنك يحتل مكانة مرموقة بين العناصر التي تؤثر على صحة الإنسان، حيث يدخل في عدد من العمليات الحيوية. وقديماً كان الزنك يباع باسم سبيالتر(Spialter) والذي اشتق منه اسم الزنك الصناعي(Spelter) وهو مصطلح يطلق الآن على الزنك غير النقي. ويُقدر أن هذا العنصر يكّون حوالى 0.004% من قشرة الأرض، وهو يتميز بعدد ذري 30, ووزن ذري 65.38 كما أن له العديد من النظائر. وفي الطبيعة يوجد الزنك متحداً مع الكبريت أو الأكسجين.

    ويعتبر الزنك ذو الوزن الذري 65 (Zn65) هو من أكثر الأنواع إستخداماً في الدراسات الحيوية أما الزنك ذو الوزن الذري 63 (Zn65) فيشيع استعماله في الفحوصات الطبية.
    وقد تم التوصل إلى أهمية الزنك لنمو فطر الفطريات أيضاً مثل الأسبروجيرا (Aspergillus niger) وتم اكتشاف وجوده في المواد الحيوية وكذلك وجوده في كبد الإنسان. بعد ذلك دُرس توزيع الزنك في جميع أعضاء الجرذان والقطط وكذلك الإنسان. ولأهمية الزنك ودوره الرئيسي في عمليات الأيض والعمليات الحيوية فهو يحمي الإنسان والحيوان من التعرض لكثير من الأمراض.
    تتركز أهمية الزنك الحيوية في المقام الأول على الدور الذي يلعبه في نشاط الإنزيمات الحيوية. وقد وجد أنه ضروري لفاعلية أكثر من سبعين إنزيماً من الأنواع المختلفة والتي تشمل على الأقل واحداً من كل تقسيم رئيسي للإنزيمات مثل أنزيم الكربون اللامائي (carbonic anhydrase) والفوسفاتيز القلوي (Alkaline phosphatase) ونازعات الهيدروجين الكحولية والجلوتامية (Alcohol and glutamic dehydrogenases) وكذلك الببتيديز الكربوكسية (Carboxy peptidase) وبالإضافة إلى ذلك فإن للزنك دوراً فعالاً في أيض الأحماض النووية وتكوين البروتينات.
    وهناك علامات واضحة تدل على أن نقص الزنك يؤدي إلى نقص النمو والتطور سواءً قبل أو بعد الولادة في الإنسان والحيوان على حد سواء.
    فنقص الزنك قبل الإخصاب وفي الحمل المبكر يؤثر على عملية انغراس البويضة وكذلك على نمو الجنين فيؤدي إلى ارتفاع معدل امتصاص الجنين ثم ظهور العيوب الخلقية في الجنين في حالة تكونه. وفي الدراسات التي أجريت على أجنة الجرذان والقرود التي تعرضت لنقص الزنك قبل الولادة لوحظ تأخر نمو المخ وما يتبع ذلك من القدرة على التعلم وتطور التصرفات والسلوك. أما العلامات التي تظهر على الأجنة بعد الولادة نتيجة لنقص الزنك في الحيوانات الصغيرة فهي تشمل فقدان الشهية والتأخر في النمو كما تضعف استفادة الجسم من الطعام الممتص.
    وفي المراحل المتتالية من العمر يسبب نقص الزنك ضمور الغدد التناسلية وتأخر النضج الجنسي وهذا التأخر لا يرجع إلى تأثر الغدة النخامية بنقص الزنك لكنه يعود إلى فشل الخصيتين في تصنيع الهرمون الذكري التيستوستيرون Testosterone وهذا مما يوضح حاجة الذكور الصغيرة للزنك أكثر من الإناث. كذلك يعتبر الزنك ضرورياً أيضاً للتقرن الطبيعي (تكوين الكيراتين) Keratogenesis فالحيوانات ناقصة الزنك قد تظهر عليها أعراض سقوط الشعر(Alopecia) ومختلف الأمراض الجلدية الأخرى وتضعف أيضاً القدرة فيها على شفاء الجروح بسرعة.
    ومن الأعراض الأخرى لنقص الزنك ظهور تشوهات في الجهاز الهيكلي وسهولة وزيادة العدوى بالأمراض. وقد يشترك الزنك في تصنيع وتخزين وإفراز الأنسولين من خلايا بيتا في البنكرياس. بينما يختلف تأثير نقص الزنك على مستوى الأنسولين والجلوكوز في البلازما. ويؤدي نقص الزنك في الجرذان إلى انخفاض كمية أو إفراز فيتامين أ من الكبد وبذلك يقل مستوى هذا الفيتامين في مصل الدم.
    وكتلخيص لأهمية الزنك فإنه يعتبر من الأملاح المعدنية الهامة جداً لجسم الإنسان، حيث إنه يوجد في كل خلية فهو يؤثر على عمل حوالى 100 إنزيم تدخل في العمليات الحيوية للجسم.
    1- يعمل الزنك على رفع كفاءة الجهاز المناعي للجسم.
    2- يساعد الزنك على التئام الجروح ولكن لا يزيد معدل التئام الجروح مع زيادة نسبة الزنك عن المعدل الطبيعي لها.
    3- يشارك الزنك في الحفاظ على حاسة الشم والتذوق.
    4- يدخل الزنك في تركيب الحمض النووي للخلية.
    5- يعتبر عنصر الزنك هاماً جداً لنمو الأجنة والأطفال.
    6- يؤدي نقص الزنك إلى فقدان الشهية.
    7- وقد وجد أن زيادة نسبة الوفيات في الأعوام الأخيرة في الدول المتقدمة يعزى لنقص عنصر الزنك بسبب الوجبات السريعة مما يؤدي إلى زيادة معدل الإصابة بالالتهاب الرئوي والإسهال.
    8- وقد وجد أن للزنك تأثيراً مباشراً كمضاد لفيروسات البرد (Common cold viruses) خاصة (Rhinoviruses) حيث أيونات الزنك تلتصق بجدار الخلية وتمنع التصاق الفيروس بجدار الخلية.
    9- وقد وجد أن العلاج بالزنك قد اختزل نسبة الوفيات بمرض التهاب الجهاز التنفسي المفاجئ الحاد SARSSudden Acute Respiratory Syndrom ) )
    10- كذلك وجد أن وجود الزنك بمعدله الطبيعي يؤدي إلى الحماية من الكثير من الفيروسات وخاصة الفيروسات المسببة للحمّى.

    علاج نقص الزنك:
    يمكن علاج النقص الشديد للزنك بأخذ جرعات من كبريتات الزنك sulfate Zinc عن طريق الفم.
    كما أنه من السهل تصحيح أعراض نقص الزنك بإعطاء 15- 25ملجم زنك ذات الكثافة العالية في البلازما لدى الشباب المرضى والذين تم علاجهم بكمية من الزنك تصل إلى حوالى 160ملجم يومياً ويعتقد أن هذا النوع من الكوليسترول يقوم بحماية الجهاز الدوري من الأمراض. وقد تكون هذه النظريات نتيجة الدراسات على الحيوانات والملاحظات العامة عند تناول هذه الحيوانات كمية عالية من الزنك مع كمية معتدلة من النحاس فوجد أن هذا يؤثر عكسياً على أيض الكوليسترول.
    كما أوضحت التجارب التي أجريت على الماعز أن أخذ كمية عالية من الزنك أثناء الحمل تؤدي إلى الأضرار بالجنين ويحتمل أن هذا الضرر يحدث نتيجة التأثير على أيض النحاس.
    ولم يعرف إلى الآن إذا كان نفس التأثير يحدث في الإنسان أو لا. وبهذه الصورة فإن التأثيرات االعكسية المختلفة للزنك قد تكون غير متزنة عند الأشخاص الذين يعالجون أنفسهم ذاتياً بالزنك فالعلاج بالزنك لابد أن يتم تحت الإرشاد الطبي.

    سميّة الزنك:
    ولكن ماهي مخاطر زيادة الزنك على صحة الإنسان ؟
    - زيادة الجرعة من الزنك 150 – 450 مجم / يوم يؤدي إلى نقص النحاس وخلل في وظيفة الحديد، ونقص في المناعة وكذلك نقص في high- density lipoproteins (HDL( وهو الكوليسترول الحميد.
    ونوضح في هذا الجدول أعلى مستوى من الزنك يمكن أن يتعرض له الإنسان في مراحله المختلفة:
    العمرالحوامل والمرضعاتالذكور والإناثالرضع والأطفال0- 6 شهور 4 مجم7- 12 شهر 5 مجم1- 3 سنوات 7 مجم4- 8 سنوات 12 مجم9- 13 سنة 23 مجم14- 18 سنة34 مجم 34 مجمفوق 19 سنة40 مجم40 مجم

  3. #18
    الصورة الرمزية بلوتوث
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 4918
    الاقامة : جـ(رمش عيونك)ـدة
    المشاركات : 4,801
    هواياتى : السباحة ومتابعة افلام الآكشن >>> اجنبي اكيد
    My SMS : رحمكما الله يا احمد صالح ويا ابا عبدالرحمن
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 293
    Array



    [align=center]سبحان الخالق
    .
    .
    الله يجزاك بالخير أخوي الغالي
    .
    .
    [align=center].
    `•.¸
    `•.¸ )
    ¸.•
    (`'•.¸(` '•. ¸ * ¸.•'´)¸.•'´)


    .•:*¨`*:•.₪ أسير الأحزان ₪.•:*¨`*:•.

    (¸. •'´(¸.•'´ * `'•.¸)`'•.¸ )
    .•´ `•.¸
    `•.¸ )
    .
    [/align]
    .
    .
    وإلى الأمام
    .
    .
    تقبل تحياتي البلوتوثية
    [/align]
    [align=center][flash=https://dorarr.ws/forum/uploaded/Bluetooth.swf]WIDTH=300 HEIGHT=300[/flash]



    •:*¨`*:• BluetOOth-555 •:*¨`*:•



    [align=center]|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|أحـِبـّك كِثر مايرتاحَ عِـطّـربصدّر مـغـرُورة ...!! (المعنا)|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|[/align]

    [align=center]من روائع كتاباتي ..(( أجعليني قلماً )) ... حيـــWelcomeــــاكم[/align] [/align]

  4. #19
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    الغالي
    بلوتوث
    وجزاك الله كل خير على تواجدك هنا

  5. #20
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    معجزة النخيل . . بين العلم والقرآن
    طارق محمد عكاشة

    (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ) الآية 10 سورة ق.
    تفسير الآية: ذكر الطبري‏ - رحمه الله‏ - ما مختصره‏: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ):‏ طوالا‏,‏ والباسق هو الطويل‏, (لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ):‏ متراكب بعضه علي بعض‏.‏ وفي تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: النخيل الباسقات أي : الطوال التي يطول نفعها وترتفع الي السماء حتي تبلغ مبلغاً لا يبلغه كثير من الأشجار فتخرج من الطلع النضيد في قنانها ما هو رزق للعباد قوتاً وادماً وفاكهة يأكلون منه ويدخرون هم ومواشيهم، وفي تفسير الجلالين: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ)طولاً حال مقدرة. (لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ) متراكب بعضه فوق بعض.
    من الدلالات العلمية للآية الكريمة:
    أشارت هذه الاية الكريمة إلي النخل الباسقات‏,‏ وهو نوع خاص من النخل يتميز بطول ساقه‏ (جذعه‏)‏ حتي ليتجاوز الثلاثين مترا في الارتفاع‏,‏ علما بأن هناك من أنواع النخل القصير ما لا يتجاوز ارتفاع جذعه المترين‏,‏ وبذلك تتضح الحكمة من الإشارة إلي النخل الطوال في هذه الآية الكريمة‏,‏ ومن إتباع الوصف باسقات بقول الحق ‏ ‏:‏ لها طلع نضيد‏.‏
    وفي ذلك إشارة إلي القدرة الإلهية المبدعة التي تتجلي في خلق النخلة الباسقة‏,‏ بهذا الطول الفاره‏,‏ وإعطائها من القدرات البينة الظاهرة‏,‏ والخفية المستترة‏,‏ ما جعل من النخل مضرب المثل في القرآن الكريم الذي ذكره في عشرين موضعا‏,‏ وفضله دوما علي غيره من أنواع الزروع‏,‏ والفاكهة‏,‏ وجعله في مقابلة غيره من أنواع النباتات‏.‏ فمن القدرات الظاهرة للنخل ثباته في الأرض‏,‏ وارتفاعه فوق سطحها ومقاومته للرياح‏,‏ وتحمله للحرارة الشديدة والجفاف وقوته وتعميره‏,‏ ووفرة إنتاجيته تحت أقسي الظروف‏,‏ وتعدد أشجاره وثماره شكلا ولونا وطعما وحجما وفائدة‏,‏ وتعدد الفوائد المرجوة من كل جزء من أجزاء شجرته المباركة‏.‏
    ومن القدرات المستترة للنخلة تلك القدرات الفائقة التي وهبها الله إياها‏,‏ لتعينها علي القيام بكافة وظائفها الحياتية‏,‏ وفي مقدمتها القدرة علي الاستفادة بماء الأرض وعناصرها ومركباتها المختلفة‏,‏ والاختيار منها حسب حاجاتها‏,‏ ورفع العصارة الغذائية إلي قمتها‏,‏ وأوراقها وأزهارها وثمارها‏,‏ وإلي مختلف أجزائها مهما تسامقت تلك القمة‏,‏ وتباعدت تلك الأوراق والأزهار والثمار‏.‏ والعائلة النخيلية تضم حوالي المائتي جنس وأكثر من أربعة آلاف نوع من الأشجار‏,‏ والشجيرات‏,‏ والمتسلقات التي تنتشر أساسا في كل من المناطق الاستوائية والمعتدلة‏,‏ كما يكثر بعض أنواعها كنخيل البلح في البيئات الصحراوية القاحلة‏,‏ حيث تصل درجة حرارة الجو إلي ما فوق الخمسين درجة مئوية‏,‏ ودرجة حرارة سطح الأرض إلي تسعين درجة مئوية‏,‏ وتندر الأمطار‏,‏ ومن هنا كانت أهمية التهيئة الربانية للنخيل ـ خاصة نخيل البلح للاستفادة بأقل كمية من الماء‏.‏
    أهمية الماء في حياة النخيل:
    من المسلمات أن الماء سائل أساسي للحياة‏,‏ ولذلك يوجد بكميـات قد تصل إلي أكثر من ‏95%‏ من وزن بعض الكائنات الحية‏ (‏نباتية كانت أو حيوانية‏)‏ وذلك لأن للماء من الصفات الطبيعية والكيميائية ما وهبه بها الله قدرات فائقة علي إذابة العديد من الجوامد‏,‏ والغازات‏,‏ وعلي الاختلاط والامتزاج بالعديد من غيره من السوائل‏,‏ ولذلك أصبح الماء وسطا لازما لإتمام جميع العمليات الحيوية‏,‏ ولتلطيف درجة حرارة الأجساد الحية بتبخره منها‏.‏
    والنباتات بصفة عامة‏,‏ والنباتات الراقية بصفة خاصة‏,‏ والصحراوية منها بصفة أخص تحتاج إلي قدر هائل من الماء الذي تحصل عليه من الوسط الذي تحيا فيه‏,‏ بواسطة الجذور‏.‏
    والماء يوجد في التربة علي هيئة خيوط شعرية دقيقة تنتشر في المسافات البينية‏ (المسام‏)‏ الموجودة بين حبيبات التربة‏,‏ أو علي هيئة ملتصقة بتلك الحبيبات خاصة ما لها شراهة خاصة للماء منها مثل حبيبات الصلصال وفتات المواد العضوية‏.‏
    ويصل الماء الي التربة بعد سقوط الأمطار‏,‏ أو بواسطة الري‏,‏ أو من المخزون المائي تحت سطح الأرض‏,‏ ونظرا لندرة الأمطار في المناطق الصحراوية الحالية‏,‏ فقد زودها الله‏ ‏ ‏‏ بمخزون مائي كبير من أمطارغزيرة هطلت عليها قبل آلاف السنين من تعرضها لعملية التصحر‏.‏ ولذلك وهب الله تعالي للنخيل القدرة علي الوصول بجذوره العرضية الي أي قدر من الرطوبة الموجودة في الأرض‏,‏ وحمي جذوعه بأغطية من أعناق السعف‏ (‏تعرف الواحدة منها باسم الكربة‏)‏ وبما جعل للسعف عند اتصاله بجذع النخلة من أغماد ليفية خشنة تزيد من متانة الجذع‏,‏ وتحفظ الماء في خلاياه من البخر كما تحفظه من التغيرات المناخية ومن عوامل التعرية ومن التعديات الحيوانية عليه‏.‏
    كذلك جعل الله‏ ‏ وريقات النخل ‏(السعف‏)‏ من الخوص الجلدي المانع لتسرب الماء‏,‏ وجعلها علي هيئةرمحية مدببة الأطراف ومطوية بصورة مائلة علي محورها وعلي محور الورقة ‏(‏السعفة‏)‏ وحور بعض الوريقات علي هيئة أشواك لتقليل تسرب الماء منها بعملية النتح‏.‏ كذلك حمي الله‏ ‏‏ زهور النخلة بغلاف جلدي متين‏,‏ غير منفذ للماء مستدق الحواف يحيط بها احاطة كاملة‏,‏ ويغطي من الخارج بخملة حمراء اللون تساعد علي حفظ الماء الموجود في كل من الزهور والشماريخ‏,‏ وهي فروع متحورة لحمية غليظة تحمل الزهور علي هيئة نورة مركبة أو سنبلة‏,‏ وتعرف الشماريخ وماعليها من زهور باسم الأغاريض‏ (جمع اغريض‏).‏
    وينتقل الماء من التربة الي خلايا المجموع الجذري للنخلة المنغرسة في تلك التربة بفعل الفرق في جهد الماء بين محاليل التربة‏,‏ والعصارات المختزنة في الأوعية الخشبية للنخلة‏,‏ وهو مايعرف باسم الضغط الجذري‏,‏ ثم تتوالي حركة الماء من الجذور الي خلايا قشرة الساق حتي يصل الي الطبقة الداخلية منها‏,‏ ثم الي الأوعية الخشبية في قلب جذع النخلة عبر خلايا خاصة لمرور الماء وما به من عناصر ومركبات مذابة توجد في مواجهة الأوعية الخشبية مباشرة‏,‏ ويتحكم في حركة الماء هنا كذلك التدرج في قيمة جهده من خلية إلي أخري‏.‏ كذلك فقد أعطي الله ‏ ‏ للماء من الصفات الطبيعية ماجعله واحدا من أشد السوائل تماسكا وتلاصقا‏,‏ وأقواها بعد الزئبق علي تحقيق ظاهرة التوتر السطحي وذلك بسب ماوهبه الله ‏ ‏من خاصية القطبية المزدوجة التي جعلها الخالق ‏ ‏‏ مميزة لجزئ الماء‏.‏
    وبتعاظم التوتر السطحي للماء تتعاظم قدرته علي تسلق جدران الوعاء الذي يتواجد فيه‏,‏ خاصة إذا كان قطر هذا الوعاء صغيرا‏,‏ وكلما دق هذا القطر ارتفع فيه الماء بسرعة أشد‏,‏ ووصل الي مستويات اعلي‏,‏ وهذه الخاصية المائية المعروفة باسم الخاصية الشعرية هي التي تتيح للماء الذي تمتصه جذور النخلة من الوصول الي قمتها النامية وما حولها من أوراق وزهور وثمار بتدبير من الله‏ ‏ ‏,‏ وبذلك يبقي ماء الأرض وما به من عناصر ومركبات مذابة علي هيئة متصلة من قاعدة النبات إلي قمته‏,‏ ويعين علي هذا الاتصال المستمر قوة الشد الناتجة عن عملية النتح‏,‏ وهي عملية يطرد بها النبات الماء الزائد عن حاجته الي الغلاف الجوي المحيط به علي هيئة بخار الماء الذي يخرج من ثغور الأوراق والوريقات علي وجه الخصوص‏.‏ وتتأثر عملية النتح هذه بعدد وحجم وتوزيع الثغور علي جسم النبات ودرجات الحرارة والرطوبة النسبية في البيئة المحيطة‏,‏ وسرعة الرياح‏,‏ والتركيب الداخلي للأوراق والوريقات‏,‏ ويساعد عملية النتح في التخلص من الماء الزائد في داخل النبات عملية أخري تسمي عملية الادماع وتكثر في النباتات التي تحيا في المناطق العالية الرطوبة‏.‏
    وقد شاءت ارادة الخالق المبدع ‏ ‏ ان يجعل الأوعية الخشبية في قلب شجرة النخيل صغيرة الأقطار بشكل ملحوظ مما يساعدها علي رفع العصارة الغذائية بالخاصية الشعرية الي قمتها النامية والتي يصل ارتفاعها في بعض الأحوال الي أكثر من ثلاثين مترا‏.‏
    وبتضافر كل من الضغوط الجذرية‏,‏ والخاصية الشعرية‏,‏ وقوة الشد الناتجة عن عملية النتح ينشأ في داخل جذع النخلة قوة شد تصل الي عشرات الضغوط الجوية تعمل علي رفع العصارة الغذائية النيئة في الأوعية الخشبية ضد قوي الجاذبية من أسفل النخلة الي قمتها مهما بلغ ارتفاع تلك القمة‏,‏ بينما تهبط العصارة الغذائية الناضجة بعد تكوينها في الأوراق من قمة النبات الي جذوره خلال خلايا لحاء الشجرة بفعل الجاذبية الأرضية‏.‏
    الأجزاء الرئيسية للنخلة‏:‏
    نعرف من اجزاء النخلة الرئيسية مايلي‏:‏
    أولا‏:‏ المجموع الجذري‏:
    يبدأ المجموع الجذري لنخيل البلح في التكون بمجرد انبات النواة اذا كان التكاثر بواسطة زرع النواة‏,‏ وان كان التكاثر يمكن ان يتم بواسطة الفسائل‏,‏ أو باستخدام تقنيات استزراع الأنسجة‏,‏ وفي كل هذه الحالات تبدأ النبتة بتكون المجموع الجذري‏,‏ ويعرف المجموع الجذري الخارج من النواة النابتة باسم المجموع الجذري الوتدي‏,‏ ثم تبدأ هذه الجذور الأولية في التلاشي بالتدريج لتحل محلها جذور عرضية تنشأ من قاعدة البادرة‏,‏ وتأخذ هذه الجذور العرضية في الازدياد حجما وعددا مع زيادة نمو النبتة‏,‏ وهي جذور ليفية‏,‏ خالية من الشعيرات الجذرية‏,‏ وتقوم بامتصاص الماء والغذاء من التربة عن طريق خلايا السطح في هذه الجذور العرضية‏.‏ ويتميز النخيل بقدرته الفائقة علي سرعة تكوين الجذور وانتشارها في التربة‏ (خاصة التربة الرملية‏)‏ لتعين علي تثبيت النخلة في الأرض وعلي امكانية انتصابها قائمة لارتفاعات شاهقة‏.‏
    ثانيا‏:‏ المجموع الخضري ويشمل:‏
    جذع النخلة‏:‏ جذع النخلة اسطواني الشكل‏,‏ بقطر يتراوح بين‏40‏ سم‏,90‏ سم وارتفاع يتراوح بين أقل من مترين وأكثر من ثلاثين مترا‏,‏ وليست له فروع‏,‏ ومغطي بنوع خاص من الليف‏,‏ وبنهايات السعف القديم الذي تعرف الواحدة منه باسم الكربة وهي تقوي الجذع‏,‏ وتحميه من عوارض الجو‏,‏ ومن تعدي الحيوانات‏,‏ ومن بخر ما به من ماء‏,‏ وتعينه علي الانتصاب قائما لعشرات الأمتار فوق سطح الأرض‏.‏
    القمة النامية للنخلة‏:‏
    وتعرف باسم‏ (الجمارة‏),‏ وتحتوي علي البرعم القمي الوحيد الموجود في رأس النخلة‏,‏ وتختزن فيه كمية كبيرة من العصارة الغذائية الناضجة‏,‏ ويقوم هذا البرعم القمي الوحيد بعمليات النمو الرأسي فيؤدي الي استطالة الجذع‏,‏ وتكوين الأوراق عليه‏,‏ وتكوين كل من الزهور والثمار‏,‏ وبموت هذه القمة النامية تموت النخلة‏,‏ ولذلك احاطها الله‏ ‏ ‏ بغلاف عازل سميك‏,‏ مكون من قواعد السعف الملتفة والمتراصة لحمايتها من التغيرات المناخية والجوية‏.‏ وتنقسم هذه القمة النامية الي جزء سفلي يخرج منه السعف والليف ويعرف باسم قلب الجمارة‏,‏ وجزء علوي تخرج منه العذوق‏ (جمع عذق‏)‏ ويعرف باسم طلع الجمارة أو طلع النخلة وعود العذق‏ (العرجون‏)‏ أو القنو من النخل هو مابين الشماريخ الي منبته من النخلة‏,‏ والعذق هو حامل الشماريخ‏ (جمع شمراخ وشمروخ‏)‏ وهو العود الرفيع الذي عليه البسر ويسمي احيانا باسم العثكال‏.‏
    أوراق النخل‏ (سعف النخل‏):‏
    وهي أوراق مركبة‏,‏ ريشية الشكل‏,‏ طويلة جدا إذ يتراوح طولها بين حوالي الثلاثة والستة امتار تقريبا‏,‏ وتنتج النخلة الواحدة بين العشرة والعشرين سعفة في السنة بدءا من قمتها النامية‏ (الجمارة‏),‏ والورقة لها نصل‏ (عرق وسطي‏)‏ طويل‏,‏ مرن‏,‏ قوي‏,‏ متين‏,‏ يزيد عرضه عند اتصاله بالجذع‏,‏ ويتناقص في اتجاه طرفه‏,‏ ويتباين لونه من الأصفر الي الأحمر القاني الي البني‏,‏ ويحمل هذا النصل الوريقات‏ (الخوص‏)‏ التي يتراوح عددها بين‏240,120‏ وريقة‏ (خوصة‏),‏ وطولها بين‏15‏ سم‏,100‏ سم‏,‏ وعرضها بين‏6,1‏ سم.‏ هذا بالاضافة الي عدد من الأشواك في الجزء السفلي من السعفة‏,‏ وكل شوكة عبارة عن وريقة متحورة‏,‏ وقد تتواجد مفردة أو في مجموعات‏,‏ وتتصل الوريقة بالمحور الرئيسي للورقة بواسطة انتفاخ عند قاعدة الخوصة‏.‏ ويوجد لكل ورقة غمد يحيط بالساق‏,‏ وتنفصل منه المادة الليفية الحمراء التي تحيط بالجذع‏,‏ وتعمل علي زيادة متانته‏,‏ وقوته‏,‏ كما تعمل علي حمايته وعلي حفظ ما به من سوائل‏.‏
    ثالثا‏:‏ المجموع الزهري والثمري للنخلة‏:
    تخرج نورة النخلة من ابط الورقة‏,‏ والنورة عبارة عن اغريض مركب ومتفرع الي عدة أفرع‏ (شماريخ‏),‏ يحمل كل منها أزهارا أو منغرسة في الفرع المحمولة عليه‏,‏ والاغريض عبارة عن سنبلة مركبة تشمل الشماريخ والأزهار‏,‏ والشماريخ‏ (جمع شمراخ وشمروخ‏)‏ هي فروع متحورة‏,‏ لحمية‏,‏ غليظة تحمل الأزهار‏,‏ والأزهار وحيدة الجنس‏ (إما مؤنثة أو مذكرة‏)‏ منتظمة‏,‏ بدون عنق‏,‏ أي محمولة علي الشمراخ مباشرة‏,‏ وهناك مايقرب من العشرة آلاف زهرة علي الطلع الواحد‏,‏ ومن هنا كان التعبير القرآني‏:‏ لها طلع نضيد أي منضود ويحمل النورة محور يصلها برأس جذع النخلة‏,‏
    والأزهار المذكرة بيضاء اللون‏,‏ مائلة الي شئ من الصفرة‏,‏ وتوجد في فحول النخل أما الأزهار المؤنثة فهي صفراء اللون‏,‏ وهي أصغر حجما من الأزهار المذكرة‏,‏ وتوجد علي اناث النخل‏.‏
    وفي الحالتين يتركب الطلع من غلاف جلدي متين يحيط بالأزهار‏,‏ ويعرف باسم الجف‏,‏ ويعرف مابداخل هذا الغلاف من أزهار وعذوق وشماريخ باسم الأغاريض‏,‏ وتتميز الأغاريض المذكرة بقصر شماريخها‏,‏ وكثرة عذوقها‏,‏ وتحمل أزهارا متلاصقة‏,‏ أما الأغاريض المؤنثة فتحمل عددا أقل من الأزهار‏,‏ تتوزع متباعدة عن بعضها البعض علي شماريخ أطول وأدق‏.‏
    وعند حدوث التلقيح بين فحول النخل وإناثه إما تلقيحا طبيعيا أي فطريا‏ (بواسطة كل من الرياح والحشرات‏)‏ أو تلقيحا صناعيا‏ (يدويا أو آليا‏)‏ تتم عملية الاخصاب فتنتج الثمرة من أحد الكرابل الثلاث التي تكون الزهرة المؤنثة‏,‏ وتضمحل الكربلتان الأخريان وتسقطان علي الأرض‏.‏
    ويتكون المجموع الثمري للنخلة من الطلع‏ (الكفري‏),‏ والعذوق‏,‏ والشماريخ‏,‏ والثمار‏,‏ وثمرة البلح حسلية‏,‏ بداخلها نواة ذات فلقة واحدة تحتضن جنين النخلة بداخلها‏,‏ وتحيط به طبقة الاندوسبرم علي هيئة سويداء قرنية لحماية الجنين وتغذيته في فترة الانبات‏.‏
    وفي حالة عدم تلقيح الزهرة المؤنثة تستمر الكرابل الثلاث في النمو وتعطي ثمارا صغيرة بدون نوي‏,‏ ومجتمعه مع بعضها تحت قمع واحد‏,‏ وهي ثمار لا قيمة لها من الناحية الاقتصادية أو الغذائية‏.‏ ويزرع نخيل البلح لثماره التي تؤكل‏,‏ ولخشبه وجريده وخوصه‏,‏ وأليافه التي لها من الاستخدامات ما لا يتسع المقام لحصره‏.‏فسبحان الذي أنزل من قبل أربعة عشر قرنا قوله الحق‏:‏والنخل باسقات لها طلع نضيد
    ثم يأتي العلم الكسبي بعد أربعة عشر قرنا ليؤكد لنا روعة القوي التي وضعها الله‏ ‏ ‏‏ في النخلات الطوال كي تمكنها من رفع العصارة الغذائية من التربة إلي قمتها‏,‏ ويؤكد لنا حقيقة أن هناك ما يقرب من العشرة آلاف زهرة علي الطلع الواحد منضودة أي متراكبة بعضها فوق بعض فتأتي الثمار منضودة كذلك‏,‏ وهي حقائق لم تكن معروفة في زمن الوحي‏,‏ ولا لقرون متطاولة من بعده‏,‏ أبقاها الله‏ ‏ ‏‏ في محكم كتابه شاهدة له بأنه كلام الله الخالق‏,‏ وشاهدة للنبي الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة‏,‏ فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏,‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏
    وجه الأعجاز العلمي في الآية الكريمة والحديث الشريف:
    1. معروف أن الكون كله بما فيه من إنسان ونبات وحيوان في حالة اتزان وهذا يحدث مع النخيل الباسقات شديدة الطول فلولا هذا الاتزان الديناميكي الذي أودعه الله سبحانه وتعالي في هذا النوع من النخيل لسقط علي الأرض مع الرياح العاتية شديدة السرعة في الصحراء التي قد تصل إلي 90 - 120 كم / ساعة حيث تعمل النخلة كنوع من أنواع الروافع حيث يوجد بها قوة متمثلة في جزع النخلة ومقاومة في الوريقات (السعف) وهي مطوية بصورة مائلة علي محورها وعلي محور الورقة (السعفة). ومحور ارتكاز متمثل في مجموع جذري وتدي متميزاً هذا النوع تكوين الجذور العرضية بسرعة وانتشارها خاصة في التربة الرملية وهذا الشكل يعطى النخلة قوة تثبيت عالية في التربة.
    2. التربة الرملية نفسها لون حبيباتها أصفر وهو لون فاتح يعكس إشاعة الشمس فلا تخزن التربة مزيد من الحرارة وذلك يخفف من قسوة حرارة الصحراء علي النخيل أضف إلي ذلك أن حبيبات التربة الرملية كبيرة ومتباعدة فيسهل انزلاق جذور النخيل لمسافات بعيدة للبحث عن الماء وامتصاصه.

  6. #21
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    الحشرات.. جند من أجناد الله

    د. عبدالوهاب عبدالمقصود إبراهيم

    حقــــــق الإنســــان في القــــرن الأخير تقدما علميا باهرا وتفوقا تكنولوجيا ظاهرا، مكنه من بسط سلطانه وفرض سيطرته على كافة أرجاء المعمورة واستخراج ثرواتها الظاهرة و الكامنة ثم استغلالها لتحقيق أمنه ورفاهيته، فها هو ذا يرسل السفن الفضائية والأقمار الاصطناعية، التى تجوب الكون، تسبر أغواره، وتستكشف أسراره، ها هو ذا يجلس متكئا على أريكته في قعر بيته، وبلمسة من أصبعه على جهاز التحكم عن بعد يرى ما يشاء، ويسمع ويتحدث ويتواصل مع من يشاء، وينعم بالدفء في البرد القارص وينعم بالنسيم البارد في الحر القائظ، ويغسل ثيابه ويفتح أبوابه.... وعلى الرغم من نجاح الإنسان الباهر في ترويض الوحوش الكاسرة والقضاء على الكثير من الأمراض الفتاكة، على الرغم من كل ذلك وقف هذا الإنسان بلا حول ولا قوة أمام الحشرات. كائنات صغيرة الحجم، لا تعرف الكسل ولا يصيبها الملل أو الوهن، تجوب العالم، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، دون أن تعترف بحدود إقليمية ولا تعبأ بموانع أو سدود أو جنسيات، منها ما يقطن الفيافي والقفار ومنها ما يمخر عباب عذب الأنهار وأجاج البحار.
    ومنها ما يمتطي ظهر الريح متى شاء وأنى شاء، ومنها ما يدب على سطح الأرض، ومنها ما يلج في باطنها، تجدها في السهول المنبسطة وعلى قمم الجبال الشاهقة وفى باطن الكهوف المظلمة، منها ما يسكن الحدائق الغناء بين الورود والرياحين ومنها ما يعيش في القبور المظلمة يقتات على جيف الإنسان والحيوان، ومنها ما يعيش في أنفاق داخل النباتات والأشجار ومنها ما يستطيع العيش في المناطق الشديدة البرودة، فقد وجد العلماء أكثر من 300 نوع منها في القطب الشمالي، ومنها ما يعيش في صحراء قاحلة مثل بعض مناطق الصحراء الليبية التي قد تجاوز درجة الحرارة فيها 60 درجة مئوية، كما وجد العديد من أنواعها في عيون المياه الحارة، بل وبرك النفط!! بل ووجدت منها بعض الأنواع التي تعيش بصفة دائمة على سطح الماء في المحيطات.
    لقد فاقت تلك الكائنات جميع المخلوقات في عدد أنواعها، إذ فاقت أنواعها المليون، وهي تمثل 76% من المجموع الكلي للملكة الحيوانية و51% من جميع أنواع الكائنات الحية. توشك أن تنظر إلى السماء وتخاطب الماء الذي في السحاب قائلة له: شرق أو غرب فإن لي من الخير الذي تفيض به نصيب. ولاشك أن هذا النجاح الساحق لهذه المجموعة من الكائنات وانتشارها الكبير له أسباب عديدة، فهي صغيرة الحجم، قليل من الغذاء يكفيها وشق صغير في الأرض يأويها، لها هيكل أقوى من العظام وعضلات مفتولة تستطيع بها أن تحمل أو تجر عشرات أضعاف وزنها،فهى بلا جدال بطلة العالم في حمل الأثقال وجر الأحمال، وتقفز للأعلى والأمام عشرات بل مئات أضعاف طولها، فهي بلا غرو بطلة العالم في الوثب العالي والطويل. فإذا كان بطل العالم في الوثب العالي يقفز لارتفاع لا يتجاوز مثلي طوله، فإن البرغوث الذي يبلغ طول رجله 1.3 مم يقفز لارتفاع قد يصل إلى 21 سم ولمسافة قد تصل إلى 34 سم، وإذا أراد الإنسان أن يجارى هذا البرغوث في البطولة فعليه أن يقفز لارتفاع 450 قدم ولمسافة 700 قدم، وأنى له أن يفعل. وتستطيع الخنفساء أن تسحب ثقلا يعادل ثقل جسمها 120 مرة، ولكي يبلغ إنسانا يزن 75 كيلوجرام شأوها فعليه أن يسحب ثقلا يبلغ 9 أطنان، وأنى له ذلك. لقد وهب الله هذه الكائنات قدرة فائقة على التكاثر وتحمل المشاق والصعاب.... وللكثير منها القدرة على الطيران الذي يساعدها في البحث عن الغذاء والهرب من الأعداء، ويمكنها من الوصول إلى الجنس الآخر في الوقت والمكان المناسب لإتمام التزاوج كما يساعدها في إيجاد المكان المناسب لوضع البيض. وتتميز هذه الكائنات بعناد شديد يمكنها دائما من الحصول على ما تريد وقتما تريد، والذباب خير مثال على ذلك، فقد اشتق اسمه من كونه إذا ذب عن الشئ آب. وللحشرات قدرة كبيرة على التخفي والمحاكاة، فبعضها يتلون بلون البيئة التي يعيش فيها، فلا يمكن للأعداء تمييزه عنها، وبعضها يتلون بألوان بعض الحشرات السامة، فيفزع منها الأعداء ويرهبون جنابها.
    وتمر الحشرات خلال حياتها بتغير كبير في الشكل، يسمى التحول، فمن يصدق أن الفراشات الرقيقة ذات الألوان البديعة، التي تكتفي بقليل من رحيق الأزهار كانت يوما بيوضا صغيرة لاتكاد تدركها العين ثم أصبحت ديدان شرهة تجول بين أوراق الأشجار فتقضي عليها، ثم تصبح عذارى لا تأكل ولا تتحرك يحسبها الرائي جمادا لاحياة فيه وهي تموج أثناء تحولها بتغيرات رهيبة فيتحول فمها من فم قارض إلى خرطوم لامتصاص رحيق الأزهار، ويتكون لها أجنحة وأعضاء تناسل، والعديد من التغيرات في الشكل والتركيب، ومن يصدق أن البعوض الذي يمتص الدماء ويطير في الهواء كان يوما دودة تسبح في الماء، ومن يصدق أن الذباب الذي لا يتغذي إلا على حلو الشراب وتعشق الضوء كان يوما ديدانا صغيرة تأكل القمامة والروث ولا تطيق أن ترى بصيص النور.
    عجبا لهذه الكائنات التى صارعت الإنسان وناوءته على مر الزمان، كم سببت من أضرار، وكم دمرت من مساكن، وكم أتلفت من أثاث، وكم قضت على حضارات. إنها تهاجم الزرع، تأكل جذوره وتنخر بذوره وتحفر سوقه و تقرض أوراقه، وتمتص عصاراته و تعيث فسادا في ثماره، إنها لا تكتفي باتخاذ الزرع غذاء ومأوى لها ولصغارها بل تضع فيه وعليه بيوضها وتنقل إليه الكثير من الأمراض البكتيرية والفيروسية والفطرية المهلكة. تلك الكائنات الصغيرة تحمل في جعبتها وعلى ضآلة شأنها الدمار الماحق للإنسان وحيواناته الأليفة، فبعض الحشرات تنقل مسببات العديد من الأمراض الفتاكة التى عاقت وما تزال تعوق تقدم الجنس البشرى في مناطق شاسعة من العالم.
    هذه ذبابة التسي تسي، إنها ليست أكثر من ذبابة ولكن اسمها يوحى لأكثر من نصف سكان إفريقيا بكابوس ثقيل يهدد حياتهم ويقضي على ماشيتهم بما تحمله من كائنات مجهرية تسبب مرض النوم القاتل، ففي مناطق السافانا المنتشرة في جنوب الصحراء الكبرى تهدد التسي تسي حياة أكثر من خمسين مليون أفريقى ينتمون لثماني وثلاثون دولة بالإضافة إلى مئات الملايين من الأبقار والأغنام والخيول. ويقال إن هذه الذبابة وقفت منذ حوالى ألف عام عائقا أمام المد الإسلامي في إفريقيا بعد أن قتلت الكثير من الدواب التى يمتطيها الدعاة ومعلمي الناس الخير عند وصولهم لتخوم المناطق الموبؤة.
    وهذه البعوضة، مخلوق صغير الحجم، عظيم القدر، بالغ الضر على من سلطها الله عليه من العباد، ورغم صغر حجمها وضآلة شأنها فإن الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناحها، ولو كانت الدنيا تساوى عند الله جناحها ما سقى الكافر منها شربة ماء ولذلك ضرب الله بها المثل في كتابه الحكيم قال الله تعالى : }إن اللهَ لا يَسْتَحى أن يَضَربَ مَثلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوقَهَا فأما الَّذيَنَ امَنُوا فَيَعْلمُونَ اَنَّهُ اْلَحُق مِنْ رَبّهِم وأما الَّذيَن كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أراد اللهُ بِهذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثيراً وَيَهدِى بِه كَثيراً وَمَا يُضِلُّ ِبِه إلا الفَاسِقيَن| (البقرة: 26).
    إن البعوض ليس إلا كتيبة من الجنود التي زودت إناثها بالأسلحة والمعدات وأجهزة الاستشعار عن بعد ومناظير الرؤية الليلية التي تمكنها من الاهتداء لعائلها ومص دمائه دون خلل أو فشل. إن أنثى البعوضة وفي الظلام الدامس تهتدي لهدفها بواسطة درجة الحرارة المنبعثة من بدنه وشم رائحة جسده وأنفاسه المميزة ثم تتخير مكان من الجلد غني بالأوردة الدموية، ثم وبخفة ومهارة ودقة بالغة تقوم بثقب الجلد بواسطة عدد من الإبر المسننة، ثم تقوم بإفراز مواد لعابية تحمل إنزيمات تمنع تخثر الدم وتعمل على سيولته وتزيد من توارده لمكان الثقب، وهنا تبدأ عملية مص الدماء. ولا تقتصر المشكلة على ما يسببه لدغ البعوض من حكة أو سلب دماء ولكن وأثناء صب اللعاب المانع لتخثر الدم، تنتقل العديد من مسببات الأمراض المهلكة للإنسان مثل الملاريا والفلاريا وحمى الوادي المتصدع وحمى الضنك وحمى غرب النيل والحمى الصفراء. وهناك جيوش أخرى من مصاصي الدماء مثل البراغيث التي تنقل مرض الطاعون والقمل الذي ينقل مرض التيفوس وذباب الرمل الذي ينقل مرض اللشمانيا. ألم تر كيف سلط الله بعض الحشرات لتصب العذاب على بعض المعرضين من عباده، ألم تر إلى النمروذ الذى حاج نبى الله إبراهيم عليه السلام في ربه وادعى أنه يحى ويميت فسلط الله عليه حشرة صغيرة فدلفت إلى رأسه تسومه سوء العذاب، فكان أكرم الناس عليه من يضربه بالنعال على رأسه. قال تعالى: }وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ|(المدثر: 31)
    وهاهو الجراد، يزحف بجيوشه إلى من شاء الله من خلق الله في أسراب وحشود منظمة تثير الرعب والفزع والذعر في قلوب المزارعين والمختصين، إنها تطير في تنظيم عجيب وسرب مهيب وتحط على كل أخضر خصيب فتحيله إلى صعيد، إن الجراد يطير لمسافات بعيدة، وبلا توقف فها هي أسرابه تعبر البحر الأحمر بانتظام (حوالي 300 كم) وقد تقطع الجرادة الواحدة 500 كيلومتر في اليوم الواحد، دون أن تحتاج للتوقف لملأ خزانات وقودها، وذلك بما لديها من قدرة عضلية تمكنها من الرفرفة بالجناحين لمدة تصل إلى ستة عشر ساعة في اليوم، فمن الذي أمدها بكل هذه الطاقة اللازمة لبذل هذا الجهد بلا توقف، إن جيوش الجراد الجرارة وغير العاقلة تتصرف بطريقة دقيقة في التجمع والتوجيه والحل والترحال، وكيف لا وهي من جيوش الحق وجنود الملك سبحانه وتعالى وصدق الله العظيم القائل: }فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ| (الأعراف: 133). إن الجرادة الصغيرة غير الناضجة تأكل قدر وزنها من النباتات الخضراء فإذا كانت هذه الحشرة تزن جرامين وإذا كانت جموع الجراد في بعض الأسراب تصل إلى 8 مليار جرادة، تزن حوالى 16000 طن فإنها تأكل في اليوم الواحد مايطعم 2.4 مليون رجل (من إحصائيات منظمة الأغذية والزراعه المسماة اختصارا باسم الفاو). وقد يتبادر إلى ذهن البعض أن استخدام القوة المفرطة من الرش بالمبيدات واستخدام الطائرات قادر على صد جيوش الجراد الجرارة، ولكن أنى له ذلك والجراد دائما يختار وقت ومكان المعركة ودون سابق إنذار، ثم إن ما يسلطه الإنسان على الجراد من مبيدات يرتد إليه في صورة ملوثات تهلكه وتفسد زرعة وضرعه. وإذا أردت أن تعرف الأثر المدمر لبعض تلك الكائنات فانظر إلى حشرات الحبوب المخزونة التي تأكل مايقرب من ثلث إنتاج العالم من الحبوب في الوقت الذي لا يجد فيه الملايين من البشر، وفى عصر التصحر والجفاف ما يسد رمقهم. وانظر إلى الأرضة (دابة الأرض)، أو ما يطلق عليه البعض النمل الأبيض، التي تحيل البيوت العامرة إلى أطلال خربة.
    وكما أن هناك جنودا من الحشرات تفتك بمن شاء الله من العباد، هناك من الجنود ما يحمل الخير، كل الخير لبني الإنسان. لقد لخص الأمام على كرم الله وجهه حقيقة هذه الدنيا عندما قال محقرا من شأنها (خير طعام بن آدم من رجيع نحلة (يقصد العسل) وخير لباسه من لعاب دودة (يقصد الحرير الذي تصنعه دودة القز)، أليس من العجب أن يكون أفخر لباس يزهو به بني آدم وأعظم طعام ودواء لبني آدم من صنع الحشرات. لقد أوحى الله إلى النحل فلبى أمر ربه فبنى بيوتا يضرب بها المثل في دقة التصميم وسرعة التنفيذ وسلك سبل ربه فأخرج شرابا فيه شفاء للناس، وقد ظن البعض أن خير النحل مقصور على ما يصنعه من العسل وأغفلوا الفوائد الجمة لما ينتجه النحل من غذاء ملكي، وسم، وعكبر وما يجمعه من حبوب اللقاح. والعجيب أن كل هذا الخير لا يقارن بالمكاسب الضخمة التي يجنيها المزارعون من تلقيح النحل لزروعهم ورفع انتاجها من الثمار أَضعاف المرات.
    ومنذ قديم الأزل وعى الإنسان أخطار هذه الحشرات ومضارها، فلم يهادنها، بل حاربها بكل ما تفتق عنه الذهن من وسائل وأنشأ من أجل ذلك المعاهد العلمية ومراكز الأبحاث، عله يفلح في القضاء عليها أو الحد من أخطارها، ولكنه وياللحسرة لم يفرق في حربه لها بين العدو منها والصديق، بين من يقدم له الغذاء ومن يدمر له الغذاء، بين من يلقح له النبات ومن يدمر له النبات، بين من يقدم له الشفاء والدواء ومن يصيبه بالداء، من يقدم له الحرير وهو أجمل وأنعم أنواع الكساء ومن يدمر له الرياش والكساء. فكان أن ارتدت أسلحة الإنسان إلى نحره وأصبح تدبيره تدميره فوقف حائرا مقهورا، فبعد أن أنفق المليارات من الدولارات وأفنى الوقت والجهد والعتاد في الحرب مع الحشرات بعد أن صور له خياله المريض ونهمه الجشع أنه سينعم بالسعادة والرفاهية إن هو أفناها، فأسرف في استخدام المبيدات ثم أفاق ولكن متى أفاق؟ لقد أفاق بعد أن غزت سموم المبيدات كبده وكليتيه وقلبه وسائر بدنه وأفسدت زرعه وأهلكت ضرعه، وزاد من حسرته أن الحشرات خرجت من هذه المعركة ظافرة، وفى كل مرة بعدما ينقشع غبار مبيداته، تلملم شتاتها وتنظم صفوفها ثم تهز قرون استشعارها وتمضى في سبيلها تنتظر ما يفعل الله بها، أليست خلقا من مخلوقاته وجندا من أجناده.

  7. #22
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    ذاكرة الإنسان.. إعجاز وبيان

    د. محمد السقا عيد

    الذاكرة هي الركيزة الأساسية للعقل، وعندما نفقد الذاكرة لا نعلم من نكون؟ ومنذ قدومنا للحياة فكل ما نحسه أو ندركه يُسجل في الذاكرة، قد يتوارى بسبب الغفلة والإهمال لكنه لا يُمحى، والذاكرة هي ركن التعلم، فاكتساب المعلومات وتخزينها واسترجاعها هي أعظم وظائف الدماغ.
    تعريف الذاكرة:

    البعض يُعرَّف الذاكرة بأنها العملية التي تحفظ المعرفة على مر الزمن. وهناك من يُقيِّم الذاكرة كوعاء حي، وتستقر المعلومة ـ التي يتعرف عليها العقل ـ في ذلك الوعاء الذي يسمى بالذاكرة (الحافظة)
    وقد اتفق العلماء على تعريف بسيط للذاكرة فقالوا:
    هي القدرة على تذكر التواريخ والوجوه والحقائق والمعلومات والأشكال والمعطيات.
    لذلك فإن الذاكرة العقلية مفيدة لك في كل الأحوال ليس فقط في تحصيل دروسك وأداء اختباراتك ولكن أيضاً في علاقاتك الاجتماعية ومواقفك في محيط العمل.
    وتقوم الذاكرة القوية بحفظ جميع المعلومات تماماً مثلما يقوم جهاز الكمبيوتر الشخصي بحفظ المعلومات المتاحة بأمان.

    فليس هناك ذاكرة ضعيفة كما يعتقد البعض بذلك، لكن في الحقيقة أن هؤلاء الأفراد يمتلكون ذاكرة غير مدربة.
    والذاكرة هي الركيزة الأساسية للعقل وتُكوِّن العمود الفقري لشخصية الإنسان. وهى شديدة الالتصاق بالمخ الذي هو أداة العقل في الحياة الدنيا. ولسنوات عديدة مضت راجت فكرة خاطئة تعتبر الذاكرة ككيان منفرد يمكن تعيينه في بنية بعينها، لكن الفكر السائد الآن هو أن الذاكرة تتألف من مقومات عديدة محملة على شبكة موزعة من الخلايا العصبية.
    وعندما تكون الذاكرة فارغة أو مفقودة يتعذر أن نعرف من نكون ونصبح تحت رحمة أي مؤثر خارجي. وفقدان الذاكرة يؤدي إلى تلاشي ذات الإنسان وتاريخ حياته وعلاقاته بمن حوله.
    الحقيقة المؤكدة أن ما تتلقاه الحواس هو أضعاف أضعاف ما يعيه العقل أو الذي يستقر فى الذاكرة. والرأي السائد هو أن كل ما نحسه أو ندركه يُحفر (يسجل) فى الذاكرة بكيفية لا نعرفها.
    ومن شهادات التسجيل بالذاكرة قولك: هذا مشهد لن أنساه. ولكن الحقيقة أنه لم يفقد بدليل أن صورته لو عرضت عليك ستتذكره، وأيضا ربما تحسب أن جملة ما قد ضاعت فى الذاكرة وإذا بها فى سياق الحديث تطفو على السطح وكأنها جاءت من سفر دون أن نستدعيها.
    وبغض النظر عن نوعية ما نتذكر فإن الإنسان يشعر بشيء من الرضا لمجرد قدرته على التذكر.
    كما يشعر بشيء من عدم السرور حين يشعر بأن ذاكرته قد بدأت تضعف ولا تسعفه رغم تأكده من وجود المعلومة المطلوبة بالذاكرة ويقول: سأتذكرها حتما.
    فالمعلومات التي يتذكرها الإنسان لا تُمحى لأنها شاهد له أو عليه ومرتبطة بسجل عمله الذي سيجده حاضرا يوم القيامة (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإنسَانُ مَا سَعَى) (النازعات: 35)
    وللعلم فإن المعلومات التي يبدو أن النسيان قد طوى صفحاتها هي في الحقيقة ما زالت موجودة بالذاكرة ولكن لكي تظهر يلزمها مساعدة إظهار (استرجاع).
    وهنا يمكن أن نميز ثلاث وظائف رئيسية للذاكرة:
    1. استقبال المعلومات.
    2. حفظ المعلومات.
    3. استرجاع المعلومات.
    أشكال الذاكرة:
    يقسم (برتراندرسل) في كتابه (تحليل العقل) الذاكرة إلى قسمين:
    1 ـ ذاكرة العادة Habit - memory

    والعادة هي الميل إلى أداء عمل من الأعمال نتيجة التكرار حتى يصبح هذا العمل آلياً كالمشي والكتابة وتناول الطعام وما إلى ذلك، ويتجه معظم علماء النفس المحدثين إلى إخراج هذه الأعمال الآلية من ميدان الذاكرة التي يقصرونها على الأمور التي ندركها مع شعور ومعرفة، إلا أن البعض الآخر قد عد هذه الأعمال العادية من جملة الذاكرة وفسروا اختلالها بالنسيان ولو أنه صادر عن اللاشعور.
    2 ـ ذاكرة المعرفة Knowledge - memory

    ويضيف بعض العلماء إلى هذا النوع نوعاً ثالثاً هو:
    3 ـ الذاكرة الوهمية:

    وهي التي تظهر عند الطفل في بداية شأنه وعند المريض الذي يهذي وعند النائم الذي يحلم، ذلك أن الصور التي تتتابع في الأحلام والهذيان تبعث مشاهد من الماضي ولكن صاحبها لا يراها قطعة من الماضي بل جزءاً من الحاضر لأنها بالنسبة له حين يهذي أو يحلم حاضر وواقع، ذلك أن الذاكرة في الحلم تعيش فيه كأنه هو الحقيقة. وقد يعمد الحالم في حلمه إلى حد يبعثه إلى الحركة فينهض من فراشه ويأتي أعمالاً كثيرة.
    وعلى أي حال فهناك تقسيم يقول إنه توجد ذاكرة نشطة ـ (عليا) أي تحتوي المعلومات الحاضرة والمهمة من وجهة نظر صاحبها وهي التي يرتكز عليها تعاملنا، وهى قريبة الشبه بالنافذة التي تتعامل مع العالم من خلالها أخذا وعطاء.
    وفى المقابل توجد ذاكرة للمعلومات الخاملة أو المتروكة.
    و(ذاكرات) بين ذلك كثيرة ومتفاوتة النشاط والحضور منها:
    الذاكرة الوسطى : أي التي تحتوى المعلومات والأحداث التي تتكرر أو سبق أن تكررت أو أثيرت كثيرا.
    ويوجد تقسيم أكثر قبولا أو شيوعا يصنف الذاكرة الصريحة إلى ثلاثة أنواع:
    ذاكرة فورية Immediate memory

    وهى الذاكرة المعنية بالأحداث التي تقع في المدن من عدة ثوان إلى ساعات أو أيام وهى التي تلتقط بها أو فيها الكلمات التي تقرأها الآن، فهي تتعامل مع الأحداث الجارية ويُحفظ فيها رقم التليفون الذي تلتقطه من الدليل لتطلبه الآن … وهذه الأشياء تُنسى بسرعة عادة خلال دقائق أو ثوان.
    ذاكرة متوسطة الأمد (المدى) short term memory

    وتتضمن الوقائع الجارية حتى يتم تثبيتها وتحويلها للذاكرة طويلة المدى.
    ذاكرة طويلة الأمد long term memory

    وتتضمن المعلومات المتعلقة بالماضي والماضي البعيد. وهى الأرسخ، وهى التي تقاوم وتعمل مع وجود تلفيات في المخ وتستمر طول الحياة.
    وهناك الذاكرة العاملة:

    وتحــدث فـى مكــــان مـــن الدمــــاغ يسمى الفص قبل الجبهى pre frontal lobe من القشرة المخية. ويحدث فى هذه الذاكرة التفاعل الفوري بين ما تستقبله الآن والمعلومات ذات الصلة التي تسترجع لحظيا للاستكمال أو المقارنة أو الربط لتوليد أفكار جديدة أو اتخاذ قرار فوري.
    ولذلك تعتبر الذاكرة العاملة ضرورية جدا لفهم اللغة والتعلم مما يجعل البعض يشبهها بالسبورة أي إنها (لوح كتابة) العقل.
    وهناك (الذاكرة الترابطية)

    وهي التي تقوم بتخزين البيانات لأمد بعيد دون تشغيل إلى حين يستدعيها العقل في عمليات حاضرة.
    الذاكرة البصرية... والذاكرة السمعية

    يمتلك بعض الأشخاص ذاكرة بصرية قوية حيث يمكنهم أن يتذكروا جيداً ما يرونه بأعينهم مجرد مرة واحدة.
    ويمتلك آخرون ذاكرة سمعية قوية حيث يتذكر الشخص منهم ما يسمعه جيداً.
    فإذا ما قرأ أحد شيئاً بصوت مرتفع على مسمع منه استطاع هذا الشخص حفظه وترديده في أي وقت.
    الذاكرة الشمية:

    وإلى جانب هذه القدرات هناك قدرات لأنواع مختلفة من الذاكرة تتوفر لدى هؤلاء الذين يمتلكون ذاكرة قوية للأشياء التي يشمون رائحتها فأنت تستطيع أن تحدد نوع الطعام الذي يطهى في المطبخ والمكونات التي تضاف إليه على الرغم من أنك تجلــس في حجرة المعيشــة وقد يكون ذلك أمرا طبيعيا ولكن من النادر أن يتوفر لدى الكثير من الناس، كهذه التي يتمتع بها العطار العجوز حيث يستطيع التعرف على مكونات أنواع البخور المختلفة بمجرد شم رائحتها وقد تصل بعض مكوناتها إلى عشرة أصناف ومن الواضح هنا ذاكرة العطار مرت بتدريبات طويلة.
    ومع ذلك فإن الذاكرة المتعلقة بالأنف عند بعض الكلاب أرقى بكثير منها عند الإنسان فنجاح كلب الشرطة في مطاردة اللصــوص وضبطهم يرجــع إلى حاسة الشم القوية لديهم وهناك ذاكرات قوية أيضاً بالنسبة لحواس أخرى يتمتع بها الإنسان مثل ذاكرة التذوق باللسان وذاكرة اللمس فالأشخاص الذين فقدوا حاسة البصر لديهم عادة حاسة اللمس قوية جداً ويعتمدون عليها اعتمادا كبيرًا في تحديد الأشياء والتعرف عليها.
    ذاكرة الحيوان والنبات:

    وتظهر الذاكرة مع أدنى الكائنات الحية وذلك لأن الكائنات النباتية والحيوانية الأولية تحتفظ بآثار التغييرات التي تؤثر فيها.
    فهناك زهور تتحرك مع الضوء في النهار فتظل حركتها بعض الوقت حتى بعد حلول الظلام, وتظهر بعض الحيوانات المائية على رمال البحر مع الجزر وتعود إلى الماء مع المد ,فإذا وضعت في إناء زجاجي استمرت تفعل الحركة نفسها الدورية عدة أيام.
    فقد درس الدكتور مارتن نوعاً من الديدان يعيش على شاطئ المانش يسمى (كونفولوتا) وأثبتت التجارب وجود هذه الدورات الحيوية واستمرارها حتى بعد انعدام المؤثر الذي يحدثها.
    وتتبع العلماء نشأة الذاكرة في أنواع الحيوان كالأسماك والطيور والثدييات المختلفة من حيث الحفظ والاكتساب كذلك.
    هل هناك ذاكرة ضعيفة وأخرى قوية؟

    ليست هناك ذاكرة قوية وأخرى ضعيفة كما يعتقد البعض لكن الحقيقة أن هؤلاء الأشخاص يملكون ذاكرة غير مدربة فالمعلومات التي يبدو أن الإنسان قد طوى صفحاتها ما زالت موجودة بالذاكرة ولكن لكي تظهر يلزمها إظهار (استرجاع)، وتتضمن المعلومات المتعلقة بالماضي والماضي البعيد؛ وهي الأرسخ وهي التي تقاوم وتعمل مع وجود تلفيات في المخ وتستمر طوال الحياة.
    الفرق بين الذاكرة و التخيل:

    تشمل الذاكرة الصور التي سبق إدراكها في الماضي واختزنتها الذاكرة كما تحتفظ الخزانة بالأشياء...
    فالتذكر في هذه الحالة واقع.
    أما التخيل فليس بواقع ونحن أحرار أن نتخيل ما نشاء.
    وفي ذلك يقول كانط: (إذا تخيلت منزلاً ففي إمكاني أن أتمثل السقف في أسفله والأثاث في الهواء؛ ولكن حين أتذكر منزلاً فأساسه دائماً أسفل وسقفه في الهواء) هذا هو الفرق.

  8. #23
    الصورة الرمزية ألنشمي
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    رقم العضوية : 5557
    الاقامة : جـــ في احضان ــدة
    المشاركات : 16,959
    هواياتى : السفر 000 والسياحة
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 523
    Array



    [align=center]000
    00
    0





    سبحان الله



    مشكور اخي اسير


    بارك الله بجهودك



    حفظك ربي

    [/align]
    [align=center]

    لزيارة موقعي اضغط على الصورة

    اللهم من أرادني بسوء فأشغله في نفسه، اللهم إني ادرأ بك في نحره واعوذ بك من شره ،
    اللهم إنك تعلم سرى وعلانيتى فأقبل معذرتي وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي،
    اللهم إنى أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني
    إلا ما كتبت لي وإن ما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني 0 [/align]

  9. #24
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    الغالي
    النشمي
    بارك الله فيك على تواجدك

  10. #25
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    الإعجاز العلمي في قوله تعالى: تُـثِير سَحَـاباً

    أ.د. سلامه عبد الهـادي

    جاء في كتاب الحق في آيتين منفصلتين في سورتي (فاطر والروم) أن الله يرسل الرياح فتثير سحابا، وهذه الكلمات لهـا مدلول علمي معجز يمكن أن نفطن إليه عندمـا نراجع قوانين الديناميكا الحرارية للهواء الرطب أو مخلوطات الهواء والماء (مرجع 1)، والتعرف على ظاهرة تشبع الهواء ببخار الماء (مرجع 2) عند مروره على سطح الماء، وهذه العملية هي الأساس في معظم عمليات تكييف الهواء، وكذلك في الطرق الحديثة لتحلية مياه البحر، وفي هذا المقال نرى كيف تنبهنا هذه الكلمات المعجزة من أن حركة الرياح هي المثير الرئيسي لأن يطلق البحر بخار الماء المكون للسحاب، وكيف جاء هذا المعنى العلمي الذي ذكرته هذه الآيات الكريمة بأدق الألفاظ والكلمات.
    تغطي محيطات المياه المالحة حوالى ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية، أي حوالى 361 مليون كيلو متر مربع، وتصل أعماق معظم هذه المياه إلى بعد يزيد عن 3000 متر، وتصل ملوحة مياه المحيطات في المتوسط إلى 35 جزء في الألف، بينما تتراوح ملوحة مياه البحار بين 31 ـ 38 جزء في الألف، وتعمل هذه الأملاح على حفظ الماء دون أن يفسد في هذه الأعماق السحيقة للمحيطات، ففي هذه الأعماق يظل الماء ساكنا لفترات طويلة، ولولا هذه الدرجة من الملوحة العالية والتي تتدرج في زيادة التركيز من السطح إلى الأعماق لفسدت مياه البحار، وهكذا يحفظهـا خالقهـا ومدبر أمرهـا من التعطن والتعفن لو كانت بدون أملاح خلال الملايين التي انقضت من عمر الأرض، وإلى الملايين القادمة التى يشاء الخالق أن تحياهـا الأرض.
    وقد قدر الخالق أن تكون هذه البحار المالحة مخزنا دائما للمياه العذبة المطلوبة للبشر وجميع الأحياء على وجه الأرض، حيث لا يمكن تخزين المياه عذبة لفترات طويلة، وإلا أصابهـا العفن وأفسدتهـا أنواع كثيرة من البكتيريا والطفيليات.
    عمليات تشبع الهواء ببخار الماء:

    طبقا للنظريات الحديثة للديناميكا الحرارية، فإنه عند مرور الهواء الجاف على أسطح المياه المالحة، شكل رقم (1)، فإن هذا الهواء الجاف يثير هذه المياه كى تطلق كمًّا من بخار الماء العذب، فيعلو سطحهـا كمًّا من البخار حتى يصبح الهواء المار على أسطح المياه هواءً مشبعاً بالبخار أو تسمى الرطوبة، والرطوبة هي بخار الماء العذب، وعند تشبع الهواء يصل إلى درجة من الاتزان تسمى الاتزان الديناميكي، عندهـا لا يستطيع الهواء تحمل كمًا آخر من البخار، بحيث إنه في هذه الحالة يتعادل ما يتبخر من البحر مع ما يتكثف من البخار الموجود في الهواء، وفي الشكل رقم (1) يدخل الهواء الجاف في اتجاه السهم، وعند مروره على سطح الماء يثيره فيخرج منه بخار ماء حتى يصل الهواء الخارج إلى حالة التشبع ببخار الماء، ويمثل السهم الموجود في الخريطة بالشكل رقم (2) اتجاه تشبع الهواء ببخار الماء حتى يصل إلى نسبة من الرطوبة 100%، عندها لا يمكن لسطح المياه أن يطلق كمًا آخر من بخار الماء ولا توجــد فرصة أمام هذه العملية من أن تتجدد إلا أن يأتى هواء جاف جديد كي يعيد إثارة المياه حتى تطلق كما آخر من بخار المـاء.

    شكل رقم (1) شكل رقم (2)
    تكوين السحاب:

    وخلال الدورة التي يطلق عليهـا العلماء دورة المياه في الأرض، تتسلط أشعة الشمس على البحار المالحة، فيتصاعد بخار الماء العذب، وتستقبله طبقة الهواء الملامسة لسطح البحر، والتي تستوعب قدرا محدودا من هذا البخار، حتى يصل هذا الهواء إلى التشبع والبخار، أو حالة الاتزان الديناميكي، حيث تتعادل كمية البخار الصاعد من سطح الماء أو المحيطات المالحة مع كمية تكثف بخار الماء في الهواء الملامس لسطح البحر، وتزيد قدرة الهواء على امتصاص كمية بخار الماء عند درجة التشبع بزيادة درجات الحرارة، ولهذا يزيد البخر عند سطوع أشعة الشمس.
    وعندما يرسل الحق الرياح لتجوب أسطح المحيطات، تزيل الرياح هذه الطبقة من الهواء المشبع بالبخار والملامسة للبحار وتحملهـا معهـا، ونظرا لأن كثافة هذا الهواء المشبع تكون أقل من كثافة الهواء الجاف (مرجع رقم 3)، فإن هذا الهواء المشبع بالبخار يتصاعد بتأثير الرياح إلى طبقات الجو العليا حيث تقل درجات الحرارة، وفى هذه الارتفاعات يتكثف بخار الماء (مرجع رقم 4)، ويتجمع على شكل قطرات من الماء مكونة السحاب المعلق بين الأرض والسماء، وعندما تدفع الرياح هذه الطبقات المشبعة والملامسة لأسطح البحار والمحيطات على مدى هذه المساحات الشاسعة لهذه الأسطح، يحل محلهـا بفعل الرياح هواء جاف أي غير مشبع بالبخار، وهنا تثار أسطح البحار والمحيطات بهذا الهواء الجاف مرة أخرى وتدفع بكميات أخرى من الماء على شكل بخـار ليتشبع الهواء الملامس لأسطح البحـار مرة أخرى ليصل مرة أخرى إلى الاتزان الديناميكي، وهذا البخار يرتفع مرة أخرى بفعل الرياح ليستمر تكوين السحاب، وهكذا بتكرار هذه الدورة مرات ومرات، ينشأ السحاب الثقال الذي يسبب المطر من هذا البخار الذى تثيره حركة الرياح الدائمة، ففي كل مرة تحدث إثارة الرياح لأسطح البحار لتصنع هذا السحاب.
    الآيات الكريمة:

    تكررت هذه الكلمتان: (تثير سحابا) في آيتين كريمتين: الأولى: }الله الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا| (الروم: 48).. والثانية: }وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا|(فاطر: 9), ومما تقدم يتضح أن تكوين السحاب ينشأ من عملية إثارة دائمة لمحيطات وبحار ماء مالحة، تبدأ بنزع طبقة الهواء المشبعة ببخار الماء والملامسة لسطح مياهها، فتضطر هذه البحار إلى دفع كمًا آخر من الماء العذب على هيئة بخار ماء يتصاعد ليتشبع به الهواء حتى تأتى رياحا أخرى فتتكرر هذه الإثارة، وإذا تخيلنا أن كل متر مربع يمكن أن يتبخر منه في أشعة الشمس كجم في اليوم الواحد على أقل تقدير، فإن جملة ما يمكن أن تحمله الرياح يصل إلى ملايين الأطنان كل يوم من هذه الإثارة الدائمة.
    السند اللغوى:

    ولعلنا نكرر في لغتنا العربية كلمة أن الريح تثير غبارا، عندما تهب الرياح على أرض صحراوية، فيقال إن الرياح أثارت غبارا من الأرض.
    أوجه الإعجاز:

    من كان يدرى في عصر رسول الله أن الله يرسل الرياح فتثير سحابا أي بخار ماء عذب من مياه البحار المالحة، وأن كل ما يأتينا من ماء عذب إلى الأرض ينشأ من إثارة هذه الرياح للبحار والمحيطات المالحة عندما تنزع عنهـا طبقة الهواء المتشبعه ببخارها والمتزنة بدرجة محددة من التشبع، فتأتى الرياح بهواء جاف متجدد لتثير البحار كى تطلق كمًا آخر من بخار عذب يصنع السحاب، فسبحان الله رب العالمين في آياته التي فصلت من لدن حكيم عليم.
    المراجع:

    1. K. Wark: Thermodynamics, pp: 415 - 417, McGraw-Hill, New York (2006)
    2. K. Wark: Thermodynamics, pp:418 - 422, McGraw-Hill, New York (2006)
    3. K. Wark: Thermodynamics, pp: 461 - 464, McGraw-Hill, New York (2006)
    4. K. Wark: Thermodynamics, pp: 474 - 478, McGraw-Hill, New York (2006)

  11. #26
    الصورة الرمزية أبو الخنساء
    تاريخ التسجيل : Sep 2003
    رقم العضوية : 1803



    [align=center]

    [grade="00008B 00BFFF 008000 4B0082 00BFFF"]جزاك الله خيرا اخي في الله اسير الاحزان على طرحك الرائع وحرصك على بيان ما يتظمنه كتاب الله من اعجاز وبيان عظيم

    لكن اخي في الله تكلم اهل العلم في موضوع الاعجاز العلمي في القرآن وبينوا المنهج الصحيح في ذلك
    حيث وضعو قواعد يمكن الرجوع اليها عند طرح مثل هذا

    لعلك تسمح لي ان انقل بعضا منها هنا لتعم الفائدة ولنسير على منهج سليم عند القراءة في هذا الموضوع

    هذا مقال نشر في موقع المسلم في ركن المقالات الشرعية لسامي العبد اللطيف بعنوان وقفات مع الإعجاز العلمي أحسب أنه عالجه معالجةً جيدة [/grade]


    [grade="00008B FFA500 008000 4B0082 FFA500"]* وقفات مع الإعجاز العلمي *[/grade]


    لفتت نظري و أنا أقرأ في الركن الإعلامي لأحد المؤسسات التربوية الميمونة صفحةٌ عن الإعجاز العددي حول العدد " سبعة " من سورة الفاتحة ، فدارت في نفسي خواطر أحببت أن أبثها إليكم عسى الله أن يُحِلَّ فيها البركة.
    قال الرب - تعالى – " تبارك الذي نزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا " و قال المولى - جلَّ في علاه – " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدَّبَّروا آياته و ليتذكَّر أولوا الألباب ".

    إذن التدبر من أعظم مقاصد إنزال هذا الكتاب المجيد، و لكن هل التدبر ينصرف ابتداءً إلى الإعجاز الرقمي أو التقني؟ ، أم إلى ما هو ظاهر و معلوم في كل زمان و مكان ؟.
    إن من منهج القرآن - أيها النبلاء - الاقتصارَ على المفيد في كل حادثة ، فلا نجده يوغل في ذكر تفاصيل لا جدوى منها ، تأمل معي قوله تعالى في قصة موسى " و جاء رجل من أقصا المدينة يسعى " مَن هذا الرجل ؟، و مِن أي القبائل ؟ و ما دينه ؟ و هل له أولاد؟ و هل هو نفسه الرجل المؤمن الذي كان يكتم إيمانه أم غيره ؟ و هل كان من بني إسرائيل أم من الأقباط ؟.
    كلُّ هذه أسئلة لو كانت مهمًّة لما أحْوجنا الله إلى أن نبحث عنها ، و لو كان في معرفتها فائدة لما أخفاها الله عنًّا، و لو كانت من دين الله لكان ناقصا ؛ لأنا لا نعلمها – و العياذ بالله - ، و لو كانت من شريعة الله لكان رسول الله - صلى الله عليه و سلم - أحقَّ الناس بمعرفتها، و قدحُكي عن الإمام مالك أنه قال " شرُّ العلم الغريب" ، و ما ذاك إلا لكونه يثير الناس و يستهويهم من دون ما كبير فائدة .
    و الإجابة عن هذه الأسئلة من فضول العلم الذي ربما كان ضرره أكثر من نفعه ، و يحصل لمن يسلك هذه السبيل من التخبط ما الله به عليم ، كما قرر ذلك المحققون من أهل العلم المفسرين من آخرهم ابن سعدي - رحمه الله –.
    لكن انظر لقوله – سبحانه - في الآية " من أقصا المدينة " و التي دلَّت على صدق ذلك الرجل في النصح لموسى ، و تجشمه الصعاب كونَه أتى من أقصاها ساعيا لما كانت مهمةً ذكرها الله – تعالى – .
    و بالجملة فكل ما كان منه فائدة فقد ذكره القرآن ، و ما لا طائل تحته فلا يذكره .
    و من الظريف هنا ما ذكره شيخ الإسلام في مقدمة التفسير من اختلاف بعض العلماء حول " أسماء أصحاب الكهف و لون كلبهم و عدَّتهم ، و عصا موسى من أيِّ الشجر كانت ؟ و أسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم ، و تعيين البعض الذي ضُرب به القتيل من البقرة ، و نوع الشجرة التي كلم الله عندها موسى، إلى غير ذلك مما أبهمه الله مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم و لا دينهم " ..
    و هذه القاعدة من أنفس قواعد التفسير بَلْهَ العلم كله ، و حقيقٌ أن تُكتب بماء العين .
    ذكر ابن عطية - رحمه الله - عند تفسيره لسورة القدر قولَ بعض المفسرين أن ليلة القدر هي ليلة سبع و عشرين ، و من أدلتهم أن كلمة
    " هي " من الآية "سلام هي حتى مطلع الفجر " رقمها سبع و عشرين ، ثم علق رحمه الله بقوله " هذا من مُلَح العلم و ليس من متينه" .
    و من أكبر مشكلات طلاب العلم في الآونة الأخيرة عدم التفريق بين متين العلم و لطيفه و لا بين عُقَدِهِ و مُلَحِه .
    إن المحزن حقيقةً أن نغفل عن إعجاز سورة الفاتحة في هدي
    " إياك نعبد و إياك نستعين " إلى نتف من العلم لا يُدرى على أي أساس أقيمت .
    كلما يطرح هذا الموضوع و أمثاله أتذكر مشهد تلك العجوز التي رأت رجلاً يزدحم عليه الناس فقالت من هذا ؟ فقيل لها هذا العالم الفلاني الذي أتى بمئة دليل على وجود الله !!. فقالت و الله لو لم يكن عنده مئة شك ما أتى بكل هذا !!. أيحتاج هذا إلى إثبات أصلاً .تنكر عليه هذا التمحُّل.
    كثيرة هي الأمور التي تُضخم لنا أو نسهم في تضخيمها و في حقيقتها خواء .
    و مع يقيننا بحسن نيات من اهتم بأمر الإعجاز و نبل مقاصدهم ، إلا أن ذلك لا يعني صواب ما يقولونه ولا عدم استدراك ما يكون في هذا العلم مما ينُدُّ عن جادَّة السلف، و هناك جُمْلةٌ من الإشكالات في تفسير القرآن بالإعجاز أو البحث عن الإعجاز في القرآن من أهمها ما يلي :

    أنه تفسير بالرأي ، و له قواعد معلومة قد لا تتوفر في كثير من تلك التفاسير ، بل قد يكون في بعضها مخالفة لتفسير مأثور أو غيره من قواعد التفسير ، و قد يتولى القول به من لا علم له بالتفسير .
     جمعٌ من المهتمين بالإعجاز يرصد أدنى شيء له تعلق باكتشاف جديد، فيحمل معنى الآية عليه " و صدَّقَ ما يعتادُهُ من توهمِ "
     فيه إشغال للناس بالغرائب عن المقصود من إنزال القرآن و هو تدبره و العمل به ، و مخالفة لمنهج السلف كما كان طوائف منهم يقولون :
    " كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نَعْلَمَها و نعملَ بها و نُعَّلِّمَها " و هذا الإعجاز و إن كان ناتجا عن تدبر إلا أنه ليس بالتدبر الذي سار عليه السلف .
     قد يُجزم فيه بأمور تكون محل نظر ، و يتبين فيما بعد عدم صحتها فيكون كتاب الله – تعالى – محلا للتَّنَدُّر و السخرية و قابلا لأن يُحْكم عليه بالصحة و الخطأ – عياذا بالله –
     من المؤسف أن كثيرا ممن تصدى لهذا العلم ليس لديه بضاعة تُسْعِفُه ، و من ثَمَّ كان اجتهاده مذموما، و هو ما يقابل الاجتهاد المحمود ممن ملك آلته ، و قد قيل " من تكلم في غير فَنِّه أتى بالعجائب ".
     التكلف الظاهر و ليُّ أعناق النصوص من أجل إثبات إعجازٍ حديثٍ أو حقيقةٍ علمية .
     جعلوا القرآن يُحْتَجُّ له بدلا من تحكيمه و هيمنته على غيره و الاحتجاج به ، قُلِبَت الموازين ، و ما ذاك فيما أُرى إلا من الهزيمة النفسيَّة ، و المسايرة غير الواعية للتقدم و الله المستعان .
     إن الإعجاز العلمي يرسخ مفهوم التبعية من غير قصد لكل ما يأتي به الغرب و مايتوصل إليه من علوم حياتية ، و ينمي القيل و القال بدلا من العمل .أليس الأولى أن تسخر الأمة طاقتها للعمل و التقدم في العلوم الحياتية التي بها تكون متبوعة لا تابعة ؟.
     فَهْمٌ غير سوي لقوله تعالى " ما فرطنا في الكتاب من شيء "فهم يفهمون أن القرآن حوى كلَّ دقيق و جليل من علوم الدارين بتفاصيلها، و من وفقه الله أطلعه عليه ، و هذا ليس بصحيح ، بل معنى الآية قيل في معنى الكتاب " الكتاب و السنة " و قيل بل في الدلالة على كلِّ شيء ووضع منهج الحياة ، هذا على فرض أن المراد بالكتاب القرآن و إلا فقد قيل إن المراد بالكتاب هنا اللوح المحفوظ ، و كتاب الله يُنَزَّه عن القول بأنه حوى كل أمر تفصيلي على هذا الفهم ، و أما قوله تعالى " و كلَّ شيء فصلناه تفصيلا " فمعناه بيناه تبيينا و كذا قوله " تبيانا لكل شيء " .
     الدافع لكثير ممن تصدى لهذا العلم أمور منها ( إثبات عظمة القرآن – مسايرة التقدم التقني – إسلام عدد من الكفار بسبب هذه التفاسير )
    و لا ريب أن كلام الله عظيم و فيه من المعجزات ما تفنى دون تحصيله الأعمار، و قد وصفه العظيم بأنه عظيم قال سبحانه " و لقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم " ، فهل تبقى بعد ذلك حاجة إلى إثبات العظمة بأفضل من هذا الطريق؟! " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد " .
    و هل مسايرة التقدم التقني و الحضارات الغربية و إسلام عدد من الكفار تُسوِّغ لنا أن نستجيب لما يريدون و إن كان ذلك لا يتوافق مع مبادئنا؟ . و ما نسبة أولئك الذين أسلموا بسبب الإعجاز بالنسبة إلى من أسلم بغير هذا السبب ؟ .
    باتت قضيَّة الإعجاز العلمي من القضايا الساخنة في الأوساط العلمية ما بين مد و جزر حتى في تسميته بالعلميّ إلا أن هناك من وضع له ضوابط من أبرزها :
     عدم مخالفته لتفسير السلف
     عدم مخالفته للغة العرب
     عدم مخالفته لسياق الآيات
    و لو سَلِم الإعجاز العلمي من كل هذا فإنه يظل مرتبةً متأخرة ، و من المقرر عند علماء الأصول أن حملَ النص العام على ما كان عاما في كل زمان و مكان = أولى من قصره على زمان أو مكان معيَّن أو على قليلٍ من أفراده ؛ لأنه يخالف معنى العموم ، و المهتمون بالإعجاز و إن لم يقولوا بتخصيص النص بما ظهر من الإعجاز إلا أن عددا منهم يقدمونه على المعنى الذي يمكن تعميمه ، و ربما أوَّلوه ليستقيم لهم أمر الإعجاز .
    و من المصادفات الجميلة أني عثرت على نص ثمين للإمام ابن سعدي - رحمه الله – بعدما كتبت هذا المقال حول البحث عما تقل فائدته أو تكون معدومة أو ربما كان من الضرر الخوض فيه فقال في تفسيره صدرَ سورة يوسف عند قول الله – تعالى
    " نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن " : " و اعلم أن الله ذكر أنه يقص على رسوله – صلى الله عليه و سلم – أحسن القصص في هذا الكتاب ، ثم ذكر هذه القصة ، و بسطها و ذكر ما جرى فيها ، فعُلم من ذلك أنها قصةٌ تامةٌ كاملةٌ حسنةٌ ،فمن أراد أن يكملها أو يحسنها بما يذكر في الإسرائيليات التي لا يعرف لها سندٌ و لا ناقل ، و أغلبها كذب ، فهو مستدرِكٌ على الله ، و مكمل لشيء يزعم أنه ناقص و حسبك بأمرٍ ينتهي إلى هذا الحد قبحاً ، فإن تضاعيف هذه السورة قد مُلِئت في كثير من التفاسير من الأكاذيب و الأمور الشنيعة المناقضة لما قصَّه الله تعالى بشيء كثير ، فعلى العبد أن يفهم عن الله ما قصَّه ، و يدع ما سوى ذلك مما ليس عن النبي – صلى الله عليه و سلم – يُنقل "ا.هـ .
    هكذا أنظر إلى الإعجاز العلمي ، و ربما كنت هنا ممن يمثل المنطقة السوداء في نظر البعض ،و أنا أطلب ممن يهتم بقضية الإعجاز العلمي أن يتأمل في كيفية التعامل معه و يعيد النظر في ذلك .
    و على كل حال فليست الآراء حكرا على أحد فمن رأى أن الإعجاز باب يخدم الدين من خلاله فليعمل على مايراه و من لم ير ذلك فليخدم دين الله بما في وسعه ،و لا بأس بطرح القناعات و تداولها و مناقشتها في جو هادئ ، و إنما هذه خواطر وردت للخاطر آثرت أن تخرج إلى فضاء القراء .
    و لا يفوتني في الختام أن أحيل القارئ إلى عدة مقالات كتبها د.مساعد الطيَّار حول هذا الموضوع بعناوين مختلفة في كتابه ( مقالات في علوم القرآن و أصول التفسير ) فقد استفدت منه كثيرا ..
    و الله الهادي ..


    [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]هناكـ فتاوى لعلماءنا الأجلاء في هذا الموضوع ::
    أقوال العلماء في تفسير القرآن بالإعجاز العلمي والنظريات التجريبية[/grade]


    السؤال : ماحكم الشرع في التفاسير التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ ومامدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الامور العلمية التجريبية فقد كثر الجدل حول هذه المسائل ؟؟


    [color=#000000]الجواب : إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى [/color](أو لم يرى الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي ) بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءً منها ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حاراً وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس – إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها .
    وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى
    ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ) على دوران الأرض وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه وتخضع القران الكريم لما يسمونه نظريات علمية وانما هي ظنيات أو وهميات وخيالات .
    وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها اصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة لما فيها من القول على الله بلا علم .
    و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم .
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
    عضو عضو نائب رئيس اللجنة رئيس اللجنة
    عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    فتاوى اللجنة الدائمة
    : 4\145.


    سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين : هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟فأجاب بقوله: تفسير القرآن


    بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك، لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزل القرآن عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى )يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33) لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذا فسرت القرآن بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها.
    ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى:
    : ()كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)( الرحمن الايات 26 - 28 )
    فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟
    الجواب: لا، والله يقول: (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض) .
    ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟
    والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نُحرِّف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
    المرجع : كتاب العلم للعلامة ابن عثيمين رحمه الله .* * *



    وقال العلامة ابن عثيمين عند المسائل في كتاب التوحيد :
    باب قول ماشاء الله وشئت .الثانية : فهم الإنسان إذا كان له هوى . أي : إذا كان له هوى فهم شيئاً ، وإن كان هو يرتكب مثله أو أشد منه ، فاليهود مثلاً أنكروا على المسلمين قولهم : " ما شاء الله وشئت " وهم يقولون أعظم من هذا ، يقولون : عزير ابن الله ، ويصفون الله تعالى بالنقائض والعيوب .
    ومن ذلك بعض المقلدين يفهم النصوص على ما يوافق هواء ، فتجده يحمل النصوص من الدلالات ما لا تحتمل .
    كذلك أيضاً بعض العصريين يحملون النصوص ما لا تحمله حتى توافق ما اكتشفه العلم الحديث في الطب والفلك وغير ذلك .
    كل هذا من الأمور التي لا يحمد الإنسان عليها ، فالإنسان يجب أن يفهم النصوص على ما هي عليه ، ثم يكون فهمه تابعاً لها ، لا أن يخضع النصوص لفهمه أو لما يعتقده ، ولهذا يقولون : استدل ثم اعتقد ، ولا تعتقد ثم تستدل ، لأنك إذا اعتقدت ثم أستدللت ربما يحملك اعتقادك على أن تحرف النصوص إلى ما تعتقده كما هو ظاهر في جميع الملل والمذاهب المخالفة لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ، تجدهم يحرفون هذه النصوص لتوافق ما هم عليه ، والحاصل أن الإنسان إذا كان له هوى ، فإنه يحمل النصوص ما لا تحتمله من أجل أن توافق هواه .
    القول المفيد2/347.




    [grade="00008B 00BFFF 008000 4B0082 00BFFF"]مقصودي من نقل المقال والفتاوي ان نتوسط في النظر لموضوع الاعجاز العلمي وان يقبل بشروطه الشرعية التي لاتحمل النص مالا يحتمل

    اشكرلك هذا الجهد الرائع واسأل الله ان يزيدك علما وتقوى وصلاح ويبارك في جهودك ويجعلك مباركا اين ما كنت[/grade][/align]








  12. #27
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    الغالي والحبيب
    ابا الخنساء
    بارك الله فيك فيما قدمت هنا وماتفضلت به من اقوال العلماء بهذا الخصوص
    فجزاك الله عنا خير الجزاء

  13. #28
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    أضرار الخمر على القلب والأوعية الدموية

    د. شبيب الحاضري

    لنتعرف قليلا على بديع الباريء جل في علاه في القلب هذا العضو الذي أودع الله فيه من أسرار خلقه ما يجعل الإنسان يقف خاشعا أمام عظمة الخالق العظيم لا يملك إلا أن يقول: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} (النمل: 88)، وأسوق هنا بعض الحقائق عن القلب بالأرقام حتى يتبين لنا عظم صنع الخالق العظيم، وتتجلى مقدرته، قال تعالى: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} (الذاريات: 21)
    ويبلغ طول القلب (12,5) سنتيمترا، وعرضه (8,5) سنتيمترا. ويبلغ وزنه عند الولادة (25.20) جراما، ويصل في الذكر عند البلوغ إلى (310) جراما وفي الأنثى نحو (225) جراما.
    ـ يضخ القلب في الدقيقة الواحدة خمس لترات من الدم من خلال سبعين نبضة في الدقيقة، ويصل مجموع ما يضخه في اليوم الواحد (7200 لتر) من خلال (100,000 نبضة) وبحسابات بسيطة نستطيع القول: إن الإنسان الذي يبلغ من العمر (75) سنة يكون قلبه قد قام بنحو (3) مليارات نبضة، ضخ خلالها كمية من الدماء تصل إلى (200) مليون لتر.. فسبحان الخالق العظيم.
    يوجد في المتحف البريطاني بلندن نموذج فريد للقلب، يوضح المسار الذي يقطعه الدم خلال الأوعية الدموية من جراء ضخ القلب له، حيث تصل تلك المسافة إلى ما يعادل (100,000 كيلومتر) يوميا. يستغرق الدم في قطع المسافة من القلب إلى الرئة ثم إلى القلب زمنا يقدر بست ثوان، بينما يقطع الدم المسافة إلى الدماغ ثم إلى القلب مرة أخرى في ثماني ثوان، في حين أن الدم يقطع المسافة من القلب إلى أصابع القدم ثم العودة إلى القلب في ثماني عشرة ثانية.
    وكلها أرقام محددة وموزونة، قال تعالى: {إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَر} (القمر: 49)، فلا طبيعة ولا صدفة، بل إله بديع خالق حكيم مدبر ـ جل جلاله ـ.
    هذا العضو الحساس في جسم الإنسان ـ والذي أودع الله فيه من أسرار خلقه ما شاء سبحانه ـ لا يسلم من شر ذلك السم الخبيث (الخمر) الذي يؤدي إلى تعطيل وظيفته وإصابته إصابات بالغة، والمعلوم أن أي عطب ولو كان بسيطا في هذا العضو قد يؤدي إلى الوفاة.
    إن كل قطرة من الكحول يحتسيها الشارب تمر عن طريق القلب، ومع هذا الاجتياز يزداد تأثر القلب، فيزداد نبضه ليعمل فوق طاقته، مما يؤدي في النهاية إلى إرهاقه وتعبه.
    ولقد كان الاعتقاد السائد إلى عهد قريب أن الخمر تنفع في علاج بعض أمراض القلب مثل الذبحة الصدرية (خناق الصدر) (Angina pectoris) وارتفاع الضغط وغيرها. ولكن بفضل الله بدأ يتكشف زيف تلك الأوهام مع تطور الأبحاث الطبية الحديثة، ففي القرن الماضي بدأت تتكشف العلاقة الوطيدة بين الإدمان على الكحول والإصابة بأمراض القلب المختلفة. وقد كان العالم (وود) (wood) في عام 5581م هو أول من أثبت أن الكحول يعتبر عاملا رئيسيا في الإصابة بهبوط القلب، وهكذا توالت الأبحاث إلى أن ظهر في عام 1960م مرض جديد يعرف باعتلال عضلة القلب الكحولي (Alcoholic cardiomyopathy) كأحد الأمراض الناتجة عن الإدمان على تعاطي الخمور.
    فكيف يؤثر الكحول على الوظائف الحيوية للقلب؟

    يظهر تأثير الكحول على عضلة القلب من خلال عدة عوامل مجتمعة منها:
    1. التأثير السمي المباشر للكحول على عضلة القلب.
    2. تزامن الإدمان على الكحول مع الإفراط في التدخين.
    3. تأثيره على تغذية المدمن وعمليات الاستقلاب.
    4. نمط الحياة الذي يعيشه المدمنون، حيث تجدهم لا يعيرون اهتماما كبيرا لصحتهم ولغذائهم ولا للعلاج الذي يعطى لهم.
    إن تناول الكحول يتسبب في إحداث تغيرات في الوظائف الميكانيكية والخواص الكهربائية والكيميائية للقلب.
    أما ما يحدثه الكحول من تغيرات في الوظائف الميكانيكية للقلب فتبرز من خلال الأمور التالية:
    1. تأثير الكحول على الاستقلاب في القلب:

    أ ـ تأثيره على استقلاب الدهون:
    أثبتت التجارب العلمية بأن تعاطي الكحول ولو لمرة واحدة يؤدي إلى زيادة فورية في محتوى خلايا القلب من الجليسرين (Glyceride)، والتي تمر بعدة مراحل: حيث يبدأ القلب أولا باستقطاب الدهون ثلاثية الجليسرين (Triglycerides) من الدم، ثم تحفز خلايا القلب لتكوين هذا النوع من الدهون بنفسها فيكثر بذلك مخزون القلب من الدهون.
    كما وجد أن الكحول يساعد على امتصاص الدهون من الأمعاء فترتفع بذلك نسبتها في الدم وخصوصا الكوليسترول (Cholestrol). وكل تلك العوامل تساعد على تصلب الشرايين، حيث تتجمع الدهون وبخاصة الكوليسترول على جدران الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تصلبها ومن ثم تضيقها وتكون جلطة دموية (Thrombus)، والتي تؤدي إلى فقدان العضو لكمية الدم التي يحتاجها فيصاب بالاحتشاء ثم الموت (Necrosis).
    ويحتج بعضهم بأن الكحول يزيد من نسبة الدهنيات عالية الكثافة في الدم (High Density Lipoproteins) (HDL)، والتي تقلل من نسبة الإصابة بفقر التروية القلبية (Ischemic heart disease)، إلا أن المخاطر الجمة التي تتعرض لها بقية أعضاء الجسم ومن بينها القلب نتيجة للتأثير السمي الكحولي تجعل من عدم الحكمة أن يوصف الكحول كعلاج وقائي من الإصابة بفقر التروية القلبية.
    ب ـ تأثيره على استقلاب المعادن في القلب:
    إن تعاطي الكحول ولو لمرة واحدة يؤدي إلى انسحاب عنصري البوتاسيوم والفوسفات من خلايا عضلة القلب، كما يزداد تركيز الصوديوم داخل هذه الخلايا مما يؤدي لاختلال في وظيفة القلب، وكل تلك الاضطرابات تعود غالبا لحالها الطبيعي بمجرد الإقلاع عن شرب الخمر.
    كما وجد أن الإدمان على الكحول يتسبب في نقص عنصر الزنك مما يؤدي إلى اختلال في وظيفة القلب كذلك.
    جـ ـ تأثيره على استقلاب البروتينات:
    بالرغم من التأثير المباشر للكحول على المصورة الحيوية (الميتوكوندريا) مما يؤدي إلى تحطيمها ومن ثم إحداث خلل كبير في عمليات الاستقلاب، إلا أن تأثير الكحول على الحزمة المحفزة لانقباض العضلات (Excitation contration couping) والبروتينات التي تساعد في عملية انقباض عضلة القلب (Contractile proteins) يؤدي إلى إصابتها إصابة بالغة كذلك، ويرجع سبب ذلك إلى تأثير الكحول وخصوصا مادة الاسيتالدهايد (Acetaldehyde) الناتجة عنه على عملية تكوين البروتينات مما يؤدي إلى نقص البروتين عن هذه العضلات الانقباضية.
    2. تأثير الكحول على وظائف القلب وخصائصه:

    أ ـ تأثيره على قدرة القلب على الانقباض (القدرة الميكانيكية):
    لقد ظهر من خلال العديد من الدراسات أن الكحول يحدث خللا في قدرة القلب على الانقباض ومن ثم انخفاض معدل ضخه للدم حتى في حالة عدم وجود أي أعراض مرضية في القلب. وهذا التأثير التثبيطي (depressant effect) يزداد إذا صاحبه وجود اعتلال في عضلة القلب وخصوصا فقر التروية القلبية.
    وقد قام العلماء بدراسة مستفيضة لمعرفة دور الكحول في التأثير على عضلة القلب، ومن ذلك ما وجده بعض الباحثين من أن شرب كمية قليلة من الويسكي (أوقيتين إلى ثلاث أوقيات) تؤدي إلى انخفاض كمية الدم التي يضخها القلب في الضربة الواحدة (Stroke volume) مع انخفاض إجمالي لكمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة الواحدة (Cardiac output) وخصوصا عند المصابين باعتلال عضلة القلب. يقول الدكتور (برون وولد): (يتسبب الكحول في تثبيط قدرة عضلة القلب على الانقباض بشكل حاد أو مزمن حتى لو أخذ بكميات معتدلة).
    ب ـ تأثير الكحول على منعكسات القلب (Cardiovascular reflexes):
    لقد أجريت تجارب على متطوعين أصحاء، طلب منهم شرب كمية من الكحول ثم قام الأطباء بتعريضهم لأنواع من التوترات (Stress) حتى يتعرفوا على مدى تأثير منعكسات القلب، فكانت النتيجة ارتفاع معدل ضربات القلب وانقباض شديد في الأوعية الدموية الطرفية بزيادة ملحوظة تفوق استجابة غيرهم من الذين لا يشربون الخمور.
    وقد يعتبر هذا الأمر بالنسبة للأصحاء غير ذي بال، إلا أن خطورته تزداد عند الذين يعانون من اعتلال في قلوبهم.
    جـ ـ تأثير الكحول على الخواص الكهربائية للقلب:
    من المعلوم أن فاعلية القلب الكهربائية يمكن تسجيلها بشكل رسم بياني على ورق من نوع خاص يتحرك بسرعة محددة وثابتة فتحصل على مخطط كهربائي لهذه الفعالية، وهذا ما يعرف بتخطيط القلب الكهربائي (E. C. G,).
    ويؤدي تناول الكحول إلى اضطرابات في نظم القلب (Dysrrhythmias) قد يكون بعضها مميتا. كما أنها تعتبر من أهم أسباب موت الفجأة عند شاربي الخمر.
    وقد قام (اتينجر وزملاؤه) بدراسة نوبات الاضطرابات في نظم القلب لدى (42) مدمنا على الكحول، والتي تكثير في العطل الأسبوعية حيث يكثر تعاطي الخمور، لذا أطلق عليها متلازمة إصابة القلب في أيام العطل (Heart Syndrome The Holiday)، ومن تلك الاضطرابات: تسارع النظم الأذيـني الاشتدادي (Paroxysmal Atrial Tachycardia)، وخوارج الانقباض الأذينية والبطينية المنشأة (Atrial & Ventricular Ectopic Beats)، وتسارع النظم الجيبي (Tachycardia Sinus)وتسارع النظم البطيني (Ventricular Tachycardia)، والرجفان الأذيني (Atrial Fibrllation) وهذا الأخير يكثر حدوثه عند شاربي الخمور حيث يشعر المريض بخفقان شديد وعدم انتظام في ضربات القلب قد يكون سببا في هلاكه.
    كما وجد أن للكحول تأثيرا مثبطا للتوصيل الكهربائي للقلب (Conductive system) والذي يزداد حدة إذا كان المدمن يعاني من اعتلال في عضلة القلب. ويؤكد الدكتور (سيجل وزملاؤه) بأن الدراسات قد أثبتت أن تعاطي الكحول ولو لمرة واحدة تحدث خللا في ميكانيكية القلب وخواصه الكهربائية. وقد لا يكون ذلك الخلل بتلك الدرجة من الخطورة عند شاربي الخمور الذين لا يعانون من أمراض أخرى في القلب، إلا أنه دون شك يكون خطيرا عند أولئك المصابين باعتلال في قلوبهم. وقد وجد العلماء أن الإنسان إذا تناول ست أوقيات من الكحول في خلال (42) ساعة فإن عدد دقات قلبه تزيد عن المعدل الطبيعي بمقدار اثني عشرة دقة في الدقيقة.. وهذا العمل الإضافي الذي يؤديه القلب لابد وأن يضعفه على مدى الأيام، ويؤثر على عضلته وفي أعصابه، الأمر الذي يؤدي ـ إن عاجلا أو آجلا ـ إلى عدم قدرة القلب على مقاومة أي جهد زائد عن المعتاد، مما يؤدي في النهاية إلى استرخاء تلك العضلة وتمددها، ومن ثم عدم قدرتها على الضخ، فتقل بذلك كمية الدم التي يحتاجها كل عضو من أعضاء الجسم.
    اعتلال العضلة القلبية الكحولي: (Alcoholic Cardiomyopathy):

    وهو مرض خطير يكثر عند الرجال المدمنين على شرب الكحول لفترات طويلة تمتد من (10) إلى (15) سنة، ويمثل الإفراط على تعاطي الكحول نحو (20٪) من الأسباب المؤدية للإصابة باعتلال عضلة القلب.

    اعتلال عضلة القلب الكحولي.. ويظهر تضخم جدران حجرات القلب

    وقد وجد الباحثان (ألدرمان) و(كولتارت) في عام 1982م، أن تناول نصف قارورة من الويسكي يوميا ولعدة أشهر يؤدي إلى اعتلال القلب عند أولئك الذين لا يعانون من أمراض سوء التغذية. كما لاحظ الباحثون في كندا في عام 1960م انتشار نوع من اعتلال عضلة القلب عند مدمني شرب البيرة (Beer drinker's cardiomyopathy)، ويعود ذلك لما يضاف إلى البيرة من مواد للتثبيت مثل الكوبلت.
    كما وجد أن بعض المشروبات الكحولية مثل شراب (Moon shine) تؤدي إلى الإصابة باعتلال عضلة القلب نظرا لاحتوائها على الرصاص الذي يضاف عادة إلى هذا المشروب. وتصاب عضلة القلب في هذا المرض بالضعف والاسترخاء فتتوسع حجيرات القلب وخصوصا البطين الأيسر مما يؤدي إلى انخفاض قدرته على ضخ الدم إلى بقية أجزاء الجسم، فيصاب المريض بالإعياء الشديد، ويفقد القدرة على الحركة البسيطة. كما يشعر بضيق في التنفس وأحيانا بآلام في الصدر، وقد تضطرب ضربات قلبه، وقد تكون النهاية بإصابة القلب بما يعرف بالهبوط الاحتقاني (Congestive heart failure)، فتتجمع السوائل في رئتي المريض ويكبر حجم كبده وتتورم قدماه.
    والعاقبة في هذا المرض وخيمة خلال أيام معدودات إذا لم يتوقف العاصي عن شرب الخمر ويعطى العلاج المناسب.
    وقد وجد أن نحو (80٪) من المرضى قد توفوا في خلال ثلاث سنوات من بدء اكتشاف المرض إذا هم أصروا على الاستمرار في تعاطي الخمور. وعند تشــريح قلوب المصـابين بهذا المرض بعد الوفاة، وجد أن حجــرات القلب كلها تتسع بينما يزداد سمك البطين الأيسر، كما تتكــون جلطات (Thrombi) على جدار القلب، مما يكون له أعظم الخطر إذا انفصل جزء من هذه الجلطة وسار إلى أماكن من الجسم وخصوصا الدماغ. فإنها حينذاك تسد الأوعية الدموية ومن ثم يقل إرواء ذلك العضو من الدم فتكون العاقبة وخيمة.
    مرض بري بري (Beri beri):
    يكثر هذا المرض عند مدمني الخمور، ويعود سبب هذا المرض إلى ما يحدثه الكحول من نقص في فيتامين (ب1) المعروف بالثيامين (Thiamine)، والذي يوجد بكثرة في قشر القمح والأرز كما يوجد في الحليب واللحوم وبعض الخضروات والفواكه. والكحول شره في استهلاك هذا الفيتامين في الجسم، حيث وجد أن احتراق جرام واحد من الكحول يحتاج إلى ثمانية ملليجرامات من هذا الفيتامين الحيوي، مما يؤدي إلى نقصه من جسم شارب الخمر، أضف إلى ذلك سوء التغذية التي غالبا ما يعاني منها مدمنو الخمر.
    أما نقص هذا الفيتامين فيؤدي إلى ما يلي:
    1. عدم قدرة الخلايا على استخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة. وأكثر الأجهزة تأثرا هو الجهاز العصبي حيث إن الجلوكوز يمثل بالنسبة له المصدر الوحيد للطاقة، فلذا يصاب المدمن بحالة من الهذيان وفقدان التركيز والترنح وغيرها. وهذا ما يعرف بداء فيرنيكيه (Wernickes encephalopathy). كما تصاب الأعصاب الطرفية بالاعتلال (Peripheral Neuropathy).
    2. تتراكم كمية كبيرة من حامض البيروفيك (Pyruvic acid) وزيادة في ضخ الدم من القلب بكميات كبيرة مما يؤدي إلى إرهاق القلب وفي الأخير هبوطه (Heart failure).
    الأوعية الدموية

    ويقصد بها الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية.. وهي شبكة المواصلات المعقدة في الجسم حيث يصل طولها إلى نحو (000000, 1) كيلو متر، ويتم بواسطتها إيصال الأكسجين والغذاء المحمول في الدم إلى جميع أجزاء الجسم. وكما علمنا سابقا من تأثير الكحول على دهنية الدم، فإن هذه الأوعية تصاب بالتصلب والضيق نتيجة لتراكم الدهون عليها فتفقد بذلك مرونتها التي وهبها الله إياها فتصبح جدرانها كثيفة وصلبة وقابلة لأن تنقصف لأول وهلة، كما يحدث للأنابيب المطاطية عندما تجمد وتجف. كما يسبب الكحول ارتفاعا في ضغط الدم، وقد تم تفصيل ذلك في فصل تأثير الخمر على الجهاز البولي.

  14. #29
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    قبل الثورة المحمومة في مجال العلوم التجريبية وتوفر الأدوات اللازمة لم يكن لبشر المعرفة بآلية الوظائف العقلية العليا التي تميز الإنسان عن الحيوان وتحديد مواقعها بالمخ, وشيئا فشيئا اكتُشفت المناطق المتعلقة بالحواس والكلام والحركة وبدأت تتضح معالم المنظومة العاطفية والأنشطة اللاإرادية والأساس الكيميائي للنشاط العصبي وأصبح في الإمكان تسجيل كهربية المخ من الخارج باستخدام جهاز رسم المخ والتصوير الإشعاعي لكشف تراكيبه وأمكن تصور آلية بعض الوظائف العليا كالتذكر والتعلم, والاكتشاف المذهل هو التعرف على مراكز بالمخ تنشط بالإيمان والعبادة لتستعيد توازن وظائف النفس والبدن مقرةً لمبدأ الخلق بأن الإيمان فطرة مغروسة بالنفس وفي نشاطها بالخشوع شفاء للنفوس والأبدان بآليات تبدو وشيكة الاكتشاف, وهكذا تفاجئنا الأبحاث العلمية اليوم بأن الإيمان بالله تعالى وعبادته نزوع فطري لها آلياتها ومراكزها بالمخ وإذا لم يحسن الإنسان توظيفها فقد أهم ما يميزه عن الحيوان وتعرض لفقدان التوازن النفسي والبدني, والعجيب أن توظيف تلك الآليات يتفق مع التوجيهات الدينية ممثلة في أتم وأشمل وأنقى صورها في تعاليم القرآن الكريم كمنهج حياة فضلا عن تضمنه لكثير من الحقائق المكتشفة حديثا.

  15. #30
    الصورة الرمزية عمر باعقيل
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    رقم العضوية : 2302
    الاقامة : جــــدة
    المشاركات : 11,830
    هواياتى : الانترنت - الرسم
    My SMS : تدري وش معنى كرامه .. ؟ يعني انسان يترك انسان من اجل حبه واحترامه..!! تدري وش ذل الكرامه ...؟ انك تخ
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 552
    Array



    التَطَوّر . . بـين أسـباب الماضي والحاضر

    أ.د. عبدالإله بن مصباح

    إذا أردنا أن نزن التطور بميزان الزمن الجيولوجي الذي يُعد بملايين السنين، كان لا بد لنا من إلقاء الضوء على مبدأ السببية من خلال مقارنة تحليلية بين أسباب الماضي الجيولوجي وأسباب الحاضر. لأنه إذا كان المنطق الدال على ترابط الأسباب بمسبباتها يقضي بأن لكل سبب مسبب وأن نفس الأسباب في نفس الظروف تؤدي إلى نفس الغايات، فإننا بفعل تدخل البعد الزمني سنجد أنفسنا أمام إشكالية: هل يحق لنا أن نعتبر أن الأسباب التي تحكمت في ماضي الأشياء هي التي تتحكم في حاضرها، أم أن هناك تطورا في الأسباب يقف ضد إسقاط أسباب الحاضر على وقائع الماضي ويمنعنا بالتالي من تفسير آثار الماضي بمعطيات الحاضر؟
    هذه إشكالية تطرح نفسها بإلحاح في جميع الدراسات المهتمة بتحديد علاقة الكائن بمحيطه والقائمة على مقارنة الماضي بالحاضر وخاصة المتعلقة منها بالحقب الزمنية المتقادمة في عمق التاريخ. فإعادة تقويم هذه العلاقة ارتكازا على الميكانيزمات المتحكمة في مثيلاتها الحالية غالبا ما يوقع البحث في منزلقات تفضي به إلى استنتاجات خاطئة.
    فلو رجعنا إلى أطوار التكوين فسنجد أن الأسباب تدرجت مع الزمن في تسلسل متتابع غايته تهيئة الأرض لاستقبال الإنسان الموكل إليه خلافة الأرض، بحيث اتضح علميا بما لا يتعارض مع كتاب الله ميلاد الكون من دخان ثم انتظامه في مجرات ثم تموضع الأرض في مدارها فإفراز بخار الماء من جوفها وتكون غلاف جوها الذي مهد لظهور الحياة بإنزال المطر على سطحها وتفتيت صخرها ثم تحليل مركباته التي توضعت فيما بعد لتكون أولى الطبقات الرسوبية التي عليها ستدب الحياة.
    في هذه المحطة الأخيرة التي لعبت دورا أساسيا في تهيئة السطح لاستقرار الحياة، نجد أن عملية الترسيب التي جاءت كنتيجة حتمية لتسطيح الأرض، لم تجر وفق نفس الإيقاع عبر الزمن الجيولوجي. فقد أنتجت الأرض في فتراتها الأخيرة الممتدة من الزمن الجيولوجي الأول إلى الرابع والمقدرة بخمسمائة مليون سنة أضعاف ما أنتجته من الرواسب في فتراتها المتقدمة الممتدة على طول العصر ما قبل الكمبري المقدر بأربعة ملايين سنة، وذلك راجع إلى تطور وجه الأرض من سطح بركاني صلد عند بدء التكوين إلى طبقات رسوبية توضعت مع الزمن انطلاقا من تحليل صخور هذا السطح لتشكل فيما بعد موردا تزايد إنتاجه للرواسب بوتيرة متصاعدة بفعل آليات التفتيت الميكانيكي والتحليل الكيميائي التي تصاعدت حدتها مع ظهور الحياة على سطح الأرض.
    هذا التطور الذي تظهر بصماته في مكنونات الطبقات الصخرية المتراكبة عبر الأزمنة الجيولوجية يطرح جدلا واسعا بخصوص مسألة المنهجية المتبعة في التحاليل الجيولوجية ويضطرنا حتما إلى تحديد المعايير المعتمدة في معالجة وتفسير أسباب الماضي الجيولوجي وميكانيزمات التطور . فإذا كانت آليات العمل في البيئات الجيولوجية الحالية تشكل أدوات ملموسة لفهم توازنات الطبيعة الحالية، فهي تبقى من حيث معالجة الماضي مجرد نماذج للاستئناس ولا ترقى إلى مستوى النماذج الأساسية لتفسير وقائع الماضي وإلا فسيقع البحث في مغالطات نظرا لكون الوقائع المرسخة في الطبقات القديمة قد تكون نتجت عن أسباب قديمة مختلفة تماما عن الأسباب الحالية.
    ففي كثير من الدراسات الجيولوجية بينت التشكيلات الرسوبية أن علاقة الارتباط القائمة بين الكائن البيولوجي ومحيطه الترسيبي التي عليها تتأسس معالم التطور في البيئات الطبيعية المعينة بالزمان والمكان لم تتحدد بين الماضي والحاضر بنفس الأسباب رغم وجود قواسم مشتركة بين مكونات وعناصر حاضر البيئات وماضيها. وهذا ما أدركناه، مثلا في الطبقات الرسوبية لمنطقة سفوح الريف الجنوبية بالمغرب حيث اتضح لنا أن المنطقة شهدت في العصر الجوراسي الأوسط أي قبل ما يناهز 180 مليون سنة ترسبات بحرية ترتبت فيها الطبقات الكلسية والطينية في تتابع مستمر سمحت شروطه الترسيبية بتواجد ثلاثة أصناف من الحيوانات القوقعية (Trigonia-Astarte-Pholadomya) في نفس الطبقة الرسوبية مما يعني أنها تعايشت في نفس الوسط المائي المحدد آنذاك بخصائصه المتميزة، مع العلم أن الدراسات الاستكشافية للبيئات البحرية الحالية تفيد أن صنف Trigonia يعيش في المياه الحارة لسواحل استراليا وصنف Astarte في المياه الباردة بينما يتواجد صنف Pholadomya في أعماق المحيطات.
    ومن المفارقات العجيبة التي شكلت لغزا محيرا في تاريخ الأرض ظهور حيوانات عملاقة ثم انقراضها قبل ملايين السنين من مجيء الإنسان إلى الأرض. فقد دلت حفريات عديدة في مناطق مختلفة من العالم على وجود آثار وبقايا لمخلوقات ضخمة عرفت باسم الديناصورات منها من يمشي على الأرض ومنها من يطير في السماء. كما اكتشف باحثون في منطقة دمنات بالمغرب(1) بالإضافة إلى بقايا عظام ضخمة هيكلا عظميا لواحد من هذه الكائنات العملاقة سُمي Cetiosaurus maghrebiensis ووُجدت بصمات أقدام لهذه المخلوقات محفوظة في منطقة إلوغمان شمال منخفض آيت عتاب فوق سطح طيني أحمر يعود لبيئة قارية قديمة. ويصل أثر حجم القدم من 20 إلى 80 سنتمتر وعمقه إلى 15 سنتمتر داخل الطين مما يبين مدى ضخامة أجسام هذه المخلوقات وكيف كانت تتلاءم مع بيئات الأرض آنذاك حيث وُجد أن منها من يتغذى على العشب فيلتهم غابات بأكملها. وسادت هذه الكائنات الأرض زهاء 165 مليون سنة إلى أن حدث طارئ أدى إلى تغيير مفاجئ لبيئات الأرض وانقراض هذه الأشكال المهولة قبل 65 مليون سنة من زماننا.
    ومما حير الباحثين في هذا المجال، الشكل المفاجئ الذي تم به انقراض هذه الأصناف الغريبة والذي يعتبر إلى يومنا هذا لغزا غامضا. فمن جملة التفسيرات التي أُعطيت لهذا الحدث هناك على العموم توجهان رئيسيان : التوجه الأمريكي والتوجه الفرنسي.
    أما الأمريكيون (Alvarez & al.)(2) فيفسرون ذلك بنظرية النيزك التي تفيد أن القضاء على الديناصورات حدث عقب كارثة بيئية أصابت الأرض بعد اصطدامها بنيزك. وعللوا ذلك بوجود مادة الإرديوم في أماكن مختلفة من الأرض داخل صخور يرجع تاريخ تكوينها إلى 65 مليون سنة قبل زماننا. واعتبروا هذه المادة التي توجد مركّزة في النيازك و المذنبات دليلا على تعرض الأرض في هذه الحقبة لانفجار هائل أحدثه وقع النيزك على سطحها.
    وأما الفرنسيون (Courtillot & al.)(2) فقد أرجعوا حادثة انقراض الديناصورات إلى كارثة بركانية حدثت قبل 65 مليون سنة ولم تشهد الأرض مثيلا لها بعد ذلك. حيث اكتشفوا وجود حمم بركانية هائلة عند سفوح جبال التبت دلت تحليلاتها على حدوث انفجارات بركانية هائلة في سطح الأرض على امتداد خمسمائة ألف كلم أدّت إلى تدفق بحر من الحمم غطت مساحات شاسعة على سمك يقارب ألفي متر وتسببت في إفراز غازات سامة كغاز الكربون والكبريت والكلور والفليور شكلت سحابا هائلا حجب أشعة الشمس عن الأرض وأدّى إلى تجميد المياه وتغيير التوازن البيئي لكوكب الأرض مع انقراض معظم أصناف المخلوقات.
    وهكذا فرغم تباين النظريتين في الشكل فإنهما يتوافقان في المضمون حيث يستفاد من سياق الأحداث أن انقراض هذه العماليق المرعبة يعبّر عن قطيعة تاريخية بين وضع بلغ ذروته وآخر يبحث عن نفسه، مما يوحي بأن هناك مركز تدبير فائق يعمل على تهيئ الأسباب لإيجاد التوازنات وخلق البيئات الملائمة لكل وضع آتي. فيقضي على الذي طغى ويهيئ الأرض لمن سيأتي حتى لا يختل ميزان التطور الذي أقره الله في خلقه، وإلاّ فما كان سيكون مصير الإنسان لو وُجد قبل أوانه مع تلك المخلوقات الرهيبة. فكما حدث هذا قبل 65 مليون سنة وانقرض من الأرض زهاء ثلثي كائناتها الحية فكذلك حدث من قبل انقراض تسعة أعشار الكائنات ما بين العصر الجيولوجي الأول والثاني أي قبل 250 مليون سنة. ثم استمرت الحياة وتكاثرت الخلائق بتعاقب الأزمنة وتغيّر بيئاتها فتفرّعت أصناف الخلق وتشعّبت أمما حتى توّجت بمجيء الإنسان صاحب الفكر والروية كما نستشف ذلك من قول الله تعالى: }الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسَانِ مِن طِينٍ| (السجدة: 7).
    هذا التغير في الأسباب الذي هو أساس عامل التطور يمكن استنباطه من حديث لرسول الله أكد فيه مبدأ التحول في بيئات الأرض عبر الزمن وذلك من خلال وصفه لما ستؤول إليه بيئة الجزيرة العربية في زمن لاحق حيث قال : (لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجا و أنهارا) (رواه مسلم في صحيحه ـ كتاب الزكاة ح60 ج7 : 97 وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج2 : 370 ـ 417). فهذا الحديث الشريف ينص على أن بيئة الجزيرة العربية التي هي الآن عبارة عن صحراء قاحلة ستصير في آخر الزمان كما كانت عليه من ذي قبل مروجا وأنهارا. وهو ما يمكن الوقوف عليه من خلال معاينة نتائج الدراسة التي قام بها عالم الرواسب الفرنسي B.H. Purser (1983)(3) لمنطقة الخليج المحاذية للجزيرة العربية حيث استنتج أن التحرك المستمر لصفيحة شبه الجزيرة العربية يؤدّي إلى تغيير البيئات الطبيعية للمنطقة. ويقترن ذلك مع انفتاح البحر الأحمر على حساب انغلاق الخليج. فلقد تم اكتشاف آثار أودية في عمق 120 متر بخليج عُمان بيّنت تحليلاتها الرسوبية أن الخليج كان قبل عشرين ألف سنة عبارة عن أرض يابسة تخترقها أنهار ووديان كثيرة تصب مباشرة في المحيط الهندي. لكن بعد الحقبة الجليدية الأخيرة أدّى ذوبان الثلوج إلى طغيان مياه المحيط الهندي الذي غمر المنطقة في وقت وجيز قُدّر فيه اجتياح المياه بمعدل 100 إلى 120 متر في السنة فتكوّن بحر الخليج وانعزل عن المحيط بشكله الخاص وخصائصه التي تختلف تماما عن خصائص سلفه المحيط الهندي.
    أما الترسبات التي يتلقاها الخليج فهي ناتجة عن تعرية جبال زاكروس الإيرانية الغنية بالمواد السليكونية وتوضع الرواسب الكلسية المحملة من هضاب الجزيرة العربية بالإضافة إلى زحف الرواسب من جهة الشمال عبر نهري دجلة والفرات اللذين يلتقيان عند المصب في شكل دلتا ويُلقيان بكميات كبيرة من الرواسب في الخليج، حيث ُيحتمل حسب نفس الدراسة أن يسجل الخليج نظرا لامتلائه بالرواسب انخفاضا موازيا لمنسوب المياه ينذر بتراجع بحر الخليج وظهور أراضي يابسة تذكّر بالحالة التي كانت عليها المنطقة قبل الحقبة الجليدية الأخيرة.
    وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الأرض تشهد تسلسلا محكما لأطوارها وأنّ تدرج المخلوقات عبر هذا التسلسل يجري في سياق يتناسب مع التطور العام لبيئات الأرض. فقد دلت دراسة الحفريات وبقايا الأصناف الغابرة على أن مخلوقات انقرضت بينما أخرى ظهرت. وبينت مقارنة الخصائص الوراثية لأنواع معيّنة من الخلق أن الأصل ثابت وأن التغييرات لا تشمل إلا الصفات الظاهرة والسلوك الذي يربط الكائن بمحيطه حيث يتغيران مع ظروف البيئة بحدوث بعض التنقيحات في مواصفات الكائن بما لا يتعارض مع مشيئة الله كما نص كتابه على ذلك في قوله تعالى: }يَزِيدُ فِى الخَلْقِ مَا يَشَاءُ| (فاطر: 1). وهذه التغييرات التي تلعب في اتجاهات متشعبة ليست وليدة الصدفة أو من عمل الطبيعة كما يزعم الفكر المادي، ولكنها من صنع موجد الوجود الذي خلق فقدّر وانتقى ما شاء واختار مصداقا لقوله ـ عز وجل: }وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ| (القصص: 68) ولقوله أيضا: }وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا| (الفرقان: 2).
    أما ما ذهب إليه الغير في مفهوم التطور من معتقدات جعلتهم يتصورون انحدار جميع المخلوقات من أصل واحد، وما أحدثته الأفكار الداروينية حول أصل الأنواع والانتقاء الطبيعي من تأثير على مسار الفكر العلمي، فإن التجارب بينت فيما بعد أن كل ذلك ما هو إلا محض افتراء لأن تغيير صفة معيّنة في أي كائن لا ينتقل بالضرورة عبر الوراثة إلى الأجيال المنحدرة منه، وإذا قبلنا بفكرة التغيّر النوعي استجابة لظروف البيئة باكتساب خصائص تتلاءم مع تلك البيئة ثم تنقّلها وراثيا إلى السلالات اللاحقة، فكيف نفسر بقاء حيوانات ونباتات بدائية رغم تطور بيئاتها. ولذلك ونظرا لعدم وجود المعطيات الدقيقة الكافية في علم الوراثة زمن داروين، حيث لم يستند في بحوثه حول العلاقات الوراثية عند الإنسان على أية آليات جينية تبرر نظريته، فإن هذه الأخيرة بقيت محل جدال ويُطرح حولها أكثر من سؤال.
    ولذلك ينبغي على العاقل أن يدرك أن الذي أوقع هذا التطور وتحكم في أسبابه أجراه بإحكام تام يتوافق ومتغيرات الزمان والمكان دون أن يعتري قانون الطبيعة خلل أو أن يمس نظامها عطب على عكس ما يتصور الفكر المادي من احتمال الخطأ في الطبيعة أو فعل الصدفة في مجريات أحداثها. فالخالق ـ سبحانه ـ لما خاطبنا بقوله تعالى: }مَّا تَرَى فِى خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ| (الملك: 3) لمح لنا من خلال الخطاب أنه ـ عز وجل ـ رتب الخلق ترتيبا زمنيا يتدرج بتناغم بديع مع تطور الوجود بحيث هيأ الأسباب بشكل يتناسب وظروف الفترة التي ستوجد فيها الخليقة معينة بأجلها المحدد الذي لا ينبغي لها أن تسبقه أو تتأخر عنه بحكم قوله ـ سبحانه وتعالى: }مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ| (الحجر: 5). وهذا الحكم ينطبق على سائر الخلائق كما نستشف ذلك من قوله ـ عز وجل: }وَمَا مِن دَابَّةٍ فِى الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِى الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ| (الأنعام: 38). فقدر ـ سبحانه ـ الأسباب بآجالها وطبع كل فترة بأمر موقوف عليها. وكل أمر مقدر حدده في وقته المعلوم وصرف ما شاء إلى أجل مسمى عنده، فقال وهو أصدق القائلين: }يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ| (الرعد: 39). وفي تفسير هذه الآية يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ: (أي لكل مدة مضروبة كتاب مكتوب بها وكل شيء عنده بمقدار. ويعني أيضا لكل كتاب أجل أي مدة مضروبة عند الله ومقدار معين). ويقول القرطبي ـ رحمه الله: (أي لكل أمر كتبه الله أجل مؤقت ووقت معلوم. والمعنى لكل مدة كتاب معلوم وأمر مقدر). وعنه ـ رحمه الله ـ أن عليا ابن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ قال: (يمحو الله ما يشاء من القرون كقوله }أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ القُرُونِ| (يس: 31) ويثبت ما يشاء منها كقوله: }ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ| (المؤمنون: 31) فيمحو قرنا ويثبت قرنا). ثم أضاف ـ رحمه الله ـ أن (لا تبديل لقضاء الله وهذا المحو والإثبات مما سبق به القضاء لأن من القضاء ما سيكون واقعا محتوما وهو الثابت ومنه ما سيكون مصروفا بأسباب وهو الممحو والله أعلم).
    وهكذا فمن سياق هذا التوجيه الرباني يبدو أن هناك ثوابت تدير العلاقة الأزلية القائمة بين الأسباب وظرفيتها الزمانية والمكانية لا تسمح بأي تقديم أو تأخير في آجالها. فإذا نحن أسقطنا أسباب الواقع الحالي على مجريات الماضي لفهم هذا الماضي وإعادة تقويمه فسنكون قد استعملنا الاستنتاجات التي كان من المفروض أن نصل إليها عن طريق الاستدلال مكان الوسائل المعتمدة في البرهنة والإثبات. وهذا ما لا يصح باعتبار أن البيئات القديمة هي نتاج توازنات معقدة لنظم مختلفة عن الحالية تداخلت فيما بينها في فترات محددة من تاريخ التطور اللارجعي للأرض وطبعت كل فترة بأسباب زمكانية موقوفة عليها. وبما أن المكان لا يصير له مدلول إلا بمعالجته من زاوية الزمان، وحيث إن الباحث يجد نفسه أمام أحداث مضت وكائنات انقرضت ولم يعد لها مثيل في الواقع الحالي، فإن منهجية البحث في هذا الميدان تستدعي اعتماد وسائل خاصة تمكن من إدراك الأسباب القديمة انطلاقا من ثوابت التفاعلات التي تشهد بها الآثار الراسخة في مخلفاتها وليس من خلال نقل الخصائص الوظيفية المتعارف عليها حاليا واعتمادها كنماذج جاهزة لتفسير الماضي. فمنطق الإنسان القائم على الفهم والقياس والاستدلال قد يكون مخطئا وقد يكون صائبا، الشيء الذي يستدعي مراجعة موقع الفكر الإنساني من متغيرات الطبيعة باعتبار الإنسان متفاعلا معها تخضع قياساته لمرجعية نسبية محددة بأبعاد الكون الزمانية والمكانية. وهذا ما يضفي على العلم البشري صفة الإدراك النسبي المرتبط بتطور الفهم وتراكم المعرفة ويجعل السالك لا يرقى في أسباب الكمال إلا من خلال استتبابه للدور الاستخلافي الذي أناطه الله به دون سواه من الخلائق. فإن هو استلهم هذا المغزى تجلى له ذلك السر الكامن خلف كل موجود الدال على وحدانية الموجد وأزلية ربوبيته المحيطة بكل أبعاد الوجود. وذلك مبلغ علم الإنسان ومآل يقينه أنه مهما تنوعت الأسباب واختلفت الغايات فكل شيء يبقى مقدر وفق سنة لا تتبدل ولا تتغير مصداقا لقول الله ـ عز وجل: }فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً|(فاطر: 43).

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كيف حالكم مع كلام ربكم ؟؟!!!
    بواسطة كن مع الله في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-09-2007, 09:42 PM
  2. أخبار القرآن الكريم
    بواسطة orabe في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-08-2007, 03:39 AM
  3. موااااقف مؤثره من حياة الصالحات ..
    بواسطة إيمان في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 01-04-2007, 01:07 PM
  4. العلاج بسماع القرآن بقلم عبد الدائم الكحيل
    بواسطة إسلام في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 27-02-2007, 03:48 PM
  5. يا أهل القرآن.. لستم على شيء حتى تقيموا القرآن..!!
    بواسطة ابوالخير في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-11-2006, 10:36 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط