______________
لأول مرة أكتب القصة القصيرة , وأرجو أن تنال الإستحسان ,,,
يهمني نقدكم الأدبي لها ,,, مع خالص شكري لكم ,,,
( الفصل الأول )
كانت تفتح دولابها أكثر من عشر مرات في يومياً ,,,
بل أحياناً كثيرة تترك درفة الدولاب مواربة أثناء الليل ,,,
ليطل عليها فستانها ,,, فستان فرحها ,,,
الذي أبدعت في إختيار موديله وحددت هويته على ذوقها ,,,
قاسته عشرات المرات ,,,
أصبحت تحب غرفتها أكثر من أي مكان آخر في البيت ,,,
تضع فستانها على سريرها الوثير ,,,
تتمعن النظر إليه ,,, وبعين من يبحث عن أدنى ملاحظة ,,,
تكلمه ,,, تناجيه ,,,
كيف سترتديني ؟؟؟ هل ستبدوا أجمل مني ؟؟؟
أم هل سأكون أنا التي تظهر مفاتنك ؟؟؟
ترى ,,, ماذا سيقول عنك وعني ,,, صديقاتي ؟؟؟
أسئلة تدور في محيط رأسها الصغير ,,,
كلما وقعت عيناها على فستانها الأبيض الجميل ,,,
إرتادت الأسواق كثيراً ,,, حتى عثرت على المكملات اللائقة بهذا الفستان البهيج ,,,
طرحةٌ تزيد عن الخمسة أمتار طولاً ,,,
حذاء لايليق إلا بأقدام ملكات الجمال ,,,
وأخيراً ,,, تاجاً يصورها كأميرة من أميرات أوروبا في القرون الوسطى ,,,
أصبحت سماح ,,, سندريلا عصرها وزمانها ,,,
أصبح دولابها لايسع فرحتها بفستانها ولواحقه ,,,
أصبح شغلها الشاغل ,,, بروفات إرتدائه ,,,
وإتيكيت المشي به وهي ممسكةً في يد ,,, فارس ,,,
وخلفها الأطفال يزهون بلباس راقصات ( البالية ) ,,,
ينثرون عليها الورود ,,,
ترتسم على ثغرها إبتسامةً بريئةً كبراءة عينيها ,,,
كلما أغرقت نفسها في تأمل ليلة الحدث السعيد ,,,
تناديها أمها وهي واقفةً على باب غرفتها ,,,
ــــ سماح ,,, سمـــــاح ,,,, سمـــــــــــاح !!!
يظهر عليها بعضٌ من إرتباك ,,,
ــــ نعم ,,, نعم يا أمي !!!
تبتسم أمها إبتسامةً طاهرةً تحنوا بها على مشاعر إبنتها ,,,
ــــ مابالك يا ابنتي ,,, أين وصلتي ؟؟؟
ــــ لاشيئ أمي ,,, لاشيئ ,,, فقط كنت أرتب دولابي !!!
إتسعت رقعة الإبتسامة على وجه الأم ,,,
ــــ ومنذ متى تقومين بترتيب دولابك أكثر من عشر مرات في اليوم ؟؟؟
قالتها وإنتقلت من الإبتسام إلى الضحك الخفيف ,,,
ردت عليها سماح بإبتسامة خجلى وعينان حائرتان ,,,
ــــ أمـــــــــــي !!!
ــــ لاعليك يا ابنتي ,,,
أتمنى من الله أن يسعدك وأن أراك حليلةً لرجل صالح ,,,
وأن يمن عليك بالخلفة الطيبة ,,,
قالتها , وضمت سماح إلى صدرها وقبلتها على ناصية شعر رأسها ,,,
وإنتظرت برهة من الوقت كي تجف دمعةً قفزت من عينيها ,,, فجأةً !!!
______________________________ _
[/B]
( الفصل الثاني )
فارس ,,, شاب إقترن إسمه بالكفاح والعصامية ,,,
شب على حسن خلق وتربية إسلامية صحيحة ,,,
أعياه الإغتراب والترحال خلف طموحه ,,,
تحقق الكثير له ,,, بفضل جده وإجتهاده ,,,
أصبح ممن يشار لهم بالبنان ,,,
من بين أفراد طاقم عمله بالشركة الكبرى التي يعمل بها ,,,
أشارت عليه والدته بسماح ,,,
فهي شابة متعلمة مثابرة ومثقفة ,,,
من عائلة طيبة العرق والنسب ,,,
تدرس في آخر سنة لها بكلية الطب ,,,
ومن رقة عينيها ,,, إختارت العيون تخصص لمستقبلها العملي ,,,
بارك والده هذا الإختيار وسعى إلى خطبتها من والدها أبا سماح ,,,
وكان الرضى والقبول ,,, ورآها لأول مرة ,,,
فما فارقت عيناه صورتها الملائكية ,,,
وإنكب تقبيلاً على يدي أمه ,,, إمتناناً لها على هذا الإختيار ,,,
وحُدد موعد الزواج في أواسط الصيف القادم ,,,
كي تكون الفرحة فرحتان ,,,
فرحته بالزواج من سمـــــــــاح ,,,
وفرحته بالطبيبة ,,, سمـــــــــــــاح ,,,
وبمساعدة أمه الطيبة ,,, إستطاع في فترة وجيزة , أن يؤثث عش الزوجية ,,,
الذي كان اشبه بجنة صغيرة ,,, تنتظر البلابل لتبدأ الشدو ,,,
بلحن السعــــــــادة ,,,
_______________________
( الفصل الثالث ـ الأخير )
كما هي عادة الشباب في بعض المناطق ,,,
دعا فارس أصدقاؤه للإحتفال بوداع وتطليق العزوبية ,,,
دعاهم إلى ( طلعة ) بأحد الشاليهات على البحر ,,,
وكان ذلك قبل زواجه بأسبوعين ,,,
إلتم الأصدقاء على هذه الدعوة ,,,
وكانت فرصة رائعة لهم بالإلتقاء ببعضهم ,,,
وكان عريسنا المحتفى به ,,, نجم ذلك اليوم ,,,
الكل , مباركاً مهنئاً ومتوعداً بالسير على نفس النهج والمنوال ,,,
بالإضافة إلى ( القفشات ) التي لاتخلوا منها مثل هذه الجمعات ,,,
قام الشباب بإعداد طعام الغداء ,,,
وبدأو يتحلقون حول الطاولة التي كانت تحوي مالذ وطاب ,,,
وبينما هم على وقفتهم هذه ,,,
هز مسامعهم صوت إمرأة تستغيث بالخارج ,,,
" يا ألله ,,, ياناس ,,, النجدة ,,, إبناي " !!!
هب الجميع إلى خارج الشالية بمواجهة البحر ,,,
ليروا إمرأة وقد بدأت أمواج البحر تسرقها من على حافة الشاطئ شيئاً فشيئاً ,,,
وهي تصيح بهستيرية بنداءآت الإستغاثة وطلب النجدة ,,, وبأسماء طفليها ,,,
عرف الجميع خلال لحظة ,,, أن هناك طفلان يغرقان ,,,
فجرى خالد وأحمد إلى البحر ,,,
ورمى فارس بالطبق الذي بيده وخلع فانلته وهو يجري صوب البحر ,,,
وإنقض سابحاً على أمواجه في منظرٍ مهيب ,,,
عاد أحمد بأم الطفلين إلى الشاطئ وهو يهدئ من روعها ,,,
ويطمئنها على أن ولداها سينقذان ,,, وهي تكاد تنهار المسكينة ,,,
من الألم الذي يضرب في أعماق أمومتها ,,,
وصل خالد أولاً لأحد الطفلين ,,,
تمكن من رفعه ومن ثم الدفع به نحو الشاطئ ,,,
وفيما كان فارس يحاول أن يجد الآخر ,,,
كان يغوص ويطفوا ليأخذ جرعةً من الهواء ,,,
إلى أن وجد الطفل الآخر ,,,
عالقاً من عرقوبه بحبال شباك صيد قديمة ,,,
ولازال يصارع المياه بما حباه الله من حب الحياة ,,,
إستطاع فارس بعد جهد جهيد تخليصه ,,,
ورفع به إلى سطح الماء ,,, وكان منهكاً جراء هذا الجهد ,,,
أما الطفل فقد أوشك على الهلاك بعد أن تجرع الكثير من الماء ,,,
وفي هذه اللحظات يتدخل القدر ليفرض حكمه ,,,
فمع الإعياء الشديد الذي أصاب فارس ,,,
شعر بتصلب عضلي يمسك بساقه الأيمن وتشنجت قدمه ,,,
فما كان منه إلا أن حاول الطفو على سطح الماء , دون فائدة ,,,
خاصةً وأن حمل الطفل أصبح ثقيلاً عليه ,,,
فنزل الأثنان ببطء في ظل مقاومة فارس ,,,
وأيقن فارس بدنو النهاية ,,, وهو يصارع الألم والموت ,,,
إلى الحد الذي لم يستطيع معه الإحتفاظ ببعض أنفاسه في صدره ولو لبعض الوقت ,,,
فلفظها ,,, ولفظ معها ,,,
سمـــــــــــــــــــــاح ,,,
أشهد أن لاإله إلا الله ــــــ وأشهد أن محمداً رسول الله ,,,
____________________________
ولك عزيزي القارئ ,,, أن تكمل القصة بما يتيحه لك الخيال ,,,
وتذكر بأنها المحاولة الأولى لي في هذا المجال ,,,
فأعذر تقصيري ,,,
ولك كل محبتي ,,,
________________zadi