[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي ..
يظل الحياء سمة من السمات المحببة التي
تضيف على علاقاتنا طابعاً خاصًا يسمح بـ التعامل
المثمر بين أفراد المجتمع خاصة في ظل الوضع الذي
نعيشه ومتداعياته ...
وبالطبع سنبقى نستقي من الرسول الاعظم
خصاله الحميدة ونطمح في التحلى بها..
قال صالح بن عبد القدوس:
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ** ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
حياءك فاحفظه عليك وإنما ** يدل على فعل الكريم حياؤه
قال أبو الحسن الماوردي في كتابه " أدب الدنيا والدين "
الحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه:
أحدها: حياؤه من الله تعالى.
والثاني : حياؤه من الناس .
والثالث: حياؤه من نفسه.
فأما حياؤه من الله تعالى فيكون بامتثال أوامره والكف عن زواجره...
روى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" استحيوا من الله عز وجل حق الحياء, فقيل يا رسول الله
فكيف نستحي من الله عز وجل حق الحياء ؟ قال:
من حفظ الرأس وما وعى, والبطن وما حوى
وترك زينة الحياة الدنيا, وذكر الموت والبلى:
فقد استحيا من الله عز وجل حق الحياء "
وهذا الحديث من أبلغ الوصايا.
وأما حياؤه من الناس:
فيكون بكف الأذى وترك المجاهرة بالقبيح
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" من تقوى الله اتقاء الناس "
وروى أن حذيفة بن اليمان أتى الجمعة فوجد الناس قد انصرفوا
فتنكب الطريق عن الناس, وقال:
لا خير فيمن لا يستحي من الناس.
وأما حياؤه من نفسه, فيكون بالعفة وصيانة الخلوات..
وقال بعض الحكماء:
ليكن استحياؤك من نفسك أكثر من استحيائك من غيرك..
وقال بعض الأدباء:
من عمل في السر عملاً يستحي منه في العلانية, فليس
لنفسه عنده قدر.
* * *
:: أقوال في الحياء ::
قال بعض الحكماء: من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
قال بعض البلغاء: حياة الوجه بحيائه كما أن حياة الغرس بمائه.
قال بعض البلغاء العلماء: يا عجباًَ ! كيف لا تستحي من كثرة
ما لا تستحي, وتتقي من طول مالا تتقي ؟!
قال الفضيل بن عياض: خمس علامات من الشقوة:
القسوة في القلب
وجمود العين
وقلة الحياء
والرغبة في الدنيا
وطول الأمل...
وقال يحيى بن معاذ:
من استحيا من الله مطيعا استحيا الله منه وهو مذنب.
وأيضاً قال :
سبحان من يذنب عبده ويستحي هو...
/
عابده[/align]