[ 1 ]
.
.
ثمة تنهدات ساخنة اجترحت هدأة المساء الشفيف
وخضّبت المكان بوخزٍ موجع حتى الثمالة !
طوحت برأسها على المخدة
قبل أن تتحسس بأصابع يمناها أثر الصفعة على خدّها المحمّر !
سرت رعشة ألمٍ في جسدها !
آه .. ما أقواها من صفعة !
حاولت أن تبحث عن سبب !
أي سبب !
ولم تجد !
انداحت في ذاكرتها صور عديدة
مرت عليها كشريط سينمائي
لمخرج بالغ في تسليط الضوء على الزوايا المعتمة !!
صورته حينما كان يمسك بها
يحملها بين ذراعيه
ثم يرفعها عالياً
وهي تضحك بشغب
وتحرك قدميها بخوف ممتزج بدلال !
ترجوه أن ينزلها
فيفعل
ثم يضمها ويقبّلها
وهي تطوق رقبته بذراعيها
في نشوة بالغة !
وصورتها حينما أصرت عليه أن يأخذها ليقصّر شعرها المنسدل على كتفيها بنعومة
تذكرت رفضه , وبكاؤها
ثم استسلامه لدموعها
وفرحها بهيئتها الجديدة الصبيانية !!
ابتسمت لما تراءت أمام ناظريها
صورته حينما عاد بعد غياب
وانطلقتْ لترتمي في حضنه
لكنها بكتْ لما وجدت نفسها في حضن غيره
بالخطأ !!
قفزت من بين الصور صورة قاتمة !
قاتلة !
لطالما حاولت تناسيها
لكن أنّى لها ذلك ؟!!
قبل أن تصطبغ السماء بكحل الظلام
تبعته دون أن يدري
إلى هناك !
طفحت عيناها بالدموع لما رأته
حاولتْ أن تصرخ فيه : لمَ فعلتَ هذا ؟!
لمَ ............. ؟!!!
لمَ هشمتَ الكيان الجميل بفعلتك ؟!!
لم سحقتَ براءتي بمنظرك وأنت .......؟!!
وقفتْ بعيدة تتأمل !!
ولما تنبّه .. صرخ في وجهها
فسارت لا تدري إلى أين
اقتعدتْ أمام بوابة كبيرة
حتى عاد !
لم تنظر إليه !
لم تطوق رقبته بذراعيها !
لم تقبّله !
قذفتْ بسؤال بريء : ليه ؟!!
أمسك بمعصمها
وضغط عليه بقوة
نشبت آهة في صدرها ..
ولم تع ِ مما قال شيئاً
لكنها أدركت ـ من نظراته ـ
أن البوحَ بأمره
يعني الموت !
ولا شيءَ غير الموت !!!
اقتلعت من صدرها زفرة حرّى
وكان الليل قد أوغل في صمته .. بعد جدلٍ ملأ الأشداق
[ !! ]
.
.
.
.
شادن الألم