يقولون في الأمثال: (ضربتين في الرأس توجع)، ولكن بعد غرق جدة للمرة الثانيةالأربعاء الماضي يبدو أن الوجع سيتحول إلى شعور مترف في هذه المدينة المسكينة، حيثسيتعود الناس عليه، وسيكون همهم في المستقبل كيفية توزيع الضربات الموسمية علىخريطة الرأس، بحيث لا تأتي الضربتان في نفس المكان، بل تبتعد كل ضربة عن الأخرىبمسافة كافية، فيصبح الرأس مثل شوارع جدة (حفره كبيرة.. حفرة وسط.. حفرة صغيرة.. حفرة نسوا يحفروها)!.
**
يقولون في الأمثال: (طفح الكيل)، وأخشى ما أخشاه أن أمانة جدة إذا سمعت بهذاالمثل سوف ترسل وايتا أصفر لشفط الكيل الذي طفح وصبه في أحد الأحياء السكنيةالمجاورة!.
**
يقولون في الأمثال: (بلغ السيل الزبى) لذلك سوف تنشئ الأمانة سدا منيعا علىغرار سد أم الخير الذي انهار بعد نصف ساعة من هطول الأمطار، وسيقوم شخص ما بتحويل (الزبى) إلى مخطط سكني يبلغ سعر المتر فيه ألفي ريال!.
**
يقولون في الأمثال: (اللي ضرب ضرب والليهرب هرب)، وفي جده تحول المثل إلى (اللي ضرب هرب واللي هرب رجع ثاني وضرب).
**
يقولون فيالأمثال: (اللي تلسعه الشوربة ينفخ في الزبادي)، ولكن في جدة لا أحد يستفيد منأخطاء الماضي، حيث اثبتت جامعة الملك عبد العزيز أنها لا تقرأ التاريخ حين أجبرتالطالبات على حضور الاختبارات رغم تحذيرات الدفاع المدني فعاشت أسرهن قلقا لا مثيلله، وكذلك الحال بالنسبة للمعلمات في المدارس اللاتي لم يعدن إلى بيوتهن إلا فياليوم التالي، ومن جانب آخر كان يوم الأربعاء الماضي هو (اليوم العالمي لغباءالمديرين والمديرات في القطاعين العام والخاص)، حيث لم يسمحوا للموظفين والموظفاتبالخروج في الوقت المناسب، فبقي بعضهم عالقا في الشوارع حتى منتصف الليل!.
**
يقولون فيالأمثال: (طباخ السم يذوقه) لذلك بقي موظفو أمانة جدة محاصرين في مبنى الأمانة حتىساعة متأخرة من الليل، بينما الشوارع المغمورة بالمياه تقول لهم مثلا مشابها: (طبخطبختيه يا الرفله أكليه)!.
**
يقولون في الأمثال: (اللي يعيش يا مايشوف) وفي جدة يوم الأربعاء تكررت مشاهد الناس الذين يؤشرون بأيديهم للطائراتالمروحية (.. ممكن توصيله!)، والعجائز المسكينات يعبرن بعباءاتهن البحيرات والرجاليتجولون في الشوارع بالقوارب المطاطية!.
**
يقولون في الأمثال: (كل على همه سرى).. ويوم الأربعاء الماضي تعطل كل شيء في جدة باستثناء نظام ساهر المروري!.
**
يقولون فيالأمثال: (لو خِلْيَت خربت).. وقد أثبت رجال ونساء هذه المدينة العظيمة معدنهم الأصيل،حين هب الكثيرون منهم لمساعدة المحتجزين في الشوارع وإيصال النساء العالقات فيالطريق إلى ذويهن، والتعاون مع رجال الدفاع المدني خلال عمليات الإنقاذ، وهكذا هوالذهب معدن يزداد لمعانه كلما كانت الطرقات أشد وأقسى.. تحية لأهل جدة وجموعالمتطوعين والمتطوعات فهذه (الفزعة) ليست غريبة عليهم.
**
يقولون في الأمثال: (من قدم السبت لقىالأحد)، ولكن في جدة: (لو قدمت كل الأيام.. بتغرق الأربعاء)!.
**
يقولون فيالأمثال: (إذا حلقت لحية جارك بلل لحيتك)، وما حدث في جدة يمكن أن يحدث في الرياضوالشرقية ومكة والطائف والباحة والمدينة وحائل وعرعر.. وسيكون أغبى شيء نفعله فيحياتنا هو أن نعتبر غرق جدة مسألة تعني أهل جدة وحدهم.
**
يقولون في الأمثال: (لا تشكي لي أبكي لك) .. هكذا يروي الناس في جدة قصص إحضارهم لبناتهم وزوجاتهم من الشوارع المغلقة، وقدوصلتني عشرات القصص المحزنة، ويؤسفني عدم نشرها لضيق المساحة، وأتمنى من «عكـاظ» وبقية الصحف السعودية أن تفتح صفحاتها لنشر هذه القصص، كما أتمنى من أصحابها أنينشروها أيضا على مواقع الإنترنت المتخصصة بكارثة جدة الثانية.
**
يقولون فيالأمثال: (جودي على أمي وأوخياتي الصغار) لذلك أتوقع أن تتم محاسبة السائق البنغاليالذي يقود وايت الشفط الأصفر لتسببه بكارثة جدة الثانية!.
**
يقولون في الأمثال: (أعمى قال لأطرش: خلينا نشوفك).. هذه هي خطة الطوارئ في جدة، وهذه هي درجة التنسيق بين الأمانةوالدفاع المدني والمرور والصحة!.
**
لا يوجد شيء يقهرني اليوم أكثر من الفيلمالوثائقي الذي يتحدث عن مشاريع جدة المستقبلية، حيث تظهر فيه جدة كمدينة تعتمد علىالمساحات الخضراء والمنتزهات العائلية المفتوحة والأبراج التجارية الشاهقة..
يقولونفي الأمثال: (مكسحة وتقول للصايغ عطني خلخال)!.
**
في كارثة جدة الثانية أبدع المسؤولون فيالتصريحات والتوجيهات.. لم نشاهد واحدا منهم في الميدان.. كل مسؤول يوصي مسؤولاأصغر منه، وهكذا إلى ما لا نهاية.. يقولون في الأمثال: (حاجة ما تهمك وصي عليها جوزأمك)!.
**
يقولون فيالأمثال: (دجاجتنا تكاكي عندنا وتبيض برا).. سوف نرى ما الذي سوف تفعله الجمعياتالخيرية ورجال الأعمال لفقراء جدة بعد كارثة الأربعاء .
**
يقولون في الأمثال: (الصرمه والقبقابصاروا أصحاب).. لذلك لا تفكروا في حلول قريبة.
**
يقولون في الأمثال: (باب النجار مخلع)،وهذا ما ورد في موقع الأرصاد أمس:
نأسف لعدم تحديثالمعلومات والبيانات بسبب تعطل الأنظمة وشبكة الاتصال الخاصة بتحديث هذا الموقعلتراكم مياه الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة جدة يوم الاربعاء الموافق 22صفر، وتود الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بأن تطمئن الجميع بأن الأحوالالجوية مستقرة للثلاثة الأيام المقبلة.
**
نأمل ونتمنى أن لا يتم الاستهتار بجراح أهل جدةوتصدر الأقاويل السخيفة التي تقول إن كارثة الأمطار بسبب معاصيهم.. يقولون فيالأمثال: (انت بس سيبني وخلي العفاريت تركبني)
منقول للكاتب خلف الحربي