بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الرحمن
أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) سورة الفرقان
نعم جزاء عباد الرحمن الجنة ففي غرفها يجلسون و على سررها يتكئون ، و تحت ظلالها يسيرون و فيها ينعمون ، و هم فيها خالدون.
و عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه و سلم قال : الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلا، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت و لا إذن سمعت و لا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم : ** فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة عين}
و عنه أيضا رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها و لا يتخوطون و لا يمتخطون.
آنيتهم فيها الذهب أمشاطهم من الذهب و الفضة، و مجا مرهم الألوة و رشحهم المسك و لكل واحد منها زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن ، لا اختلاف بينهم و لا تباغض قلوبهم واحد يسبحون الله بكرة و عشيا.
و عنه أيضا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، و الذين على أثرهم كأشد كوكب اضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم و لا تباغض
و عن أنس رضي الله عنه قال : اهدي للنبي صلى الله عليه و سلم جبة سندس و كان ينهي عن الحرير فعجب الناس منها، فقال و الذي نفس محمد بيد ؛ المناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا
و عن سهل بن الساعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم موضع سوط في الجنة خير من الدنيا و ما فيها
و عن انس بن مالك رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها منه عام لا يقطعها
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لغاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب
و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قلا : إن أهل الجنة يتراءون الكوكب الذري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم ، قالوا يا رسول الله ! تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال بلى و الذي نفس محمد بيده رجال آمنوا بلله و صدقوا المرسلين
فهذه الجنة و هذه طريقها فسارعوا إليها قبل فوات الأوان ...
قبل ان يدرككم الموت ، فتقولون : ربنا أرجعنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ، فلا يسمع لكم و لا يجاب طلبكم و ابدؤوا طريقكم هذا بتوبة نصوح، و اقبلوا على الله بصدق و إخلاص فان الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار و يبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها
و اعلموا عباد الله إن الجنة ليست بالشيء الهين اليسير ، إنما هي سلعة غالية ...
فهذا نبينا صلى الله عليه و سلم ينادينا ألا إن سلعة الله غالية ، ألا أن سلعة الله الجنة
فالجنة تحتاج إلى الجهاد ...... جهاد طويل و الصبر و مثابرة و الصدق و إخلاص و علم و عمل فهيا إلى الطريق....
و الله معكم
و صلى اللهم على محمد و على آله و صحبه و سلم
رواه مسلم و الترميذي