كيف اندلعت الثورة في سوريا



قام بعض طلاب إحدى المدارس في محافظة درعا جنوب سوريا بكتابة شعارات على جدران المدرسة و أحد المنازل تنادي بإسقاط النظام



طبعا هؤلاء الأولاد لم يعوا تماما ماهية ما كتبوه



كتبوا: الشعب يريد إسقاط النظام و(جاييك (بمعنى جاءك) الدور يا دكتور )بما أن الرئيس السوري طبيب عيون



فما كان من الأمن السوري إلا أن قام باعتقال هؤلاء الأولاد و بعمل اللازم لهم على طريقته



فقام بضربهم ضربا مبرحا و اقتلع أظافرهم الصغيرة الطاهرة



و عندما جاء الأهالي للتوسل و استرجاع أبنائهم أهانهم الأمن بطريقة سيئة للغاية



فما كان من الأهالي إلا أن اعتصموا بالمسجد العمري في درعا



و بلمح البصر طوق الأمن و الشرطة المسجد و انتشر القناصة على سطوح المنازل المجاورة و قتلوا بعض المحتجين



و اشتعلت الاحتجاجات في درعا و انتقلت بعدها لتعم أغلب المحافظات السورية



و النظام السوري عموما غير معتاد على هذه الظاهرة، بمعنى آخر لم يعتد أبدا على سماع كلمة معارضة



و كعادته المعهودة لجأ إلى أسلوبه الذي لطالما نحن كسوريين عهدناه : ألا و هو القتل و التنكيل و الإهانة



فقتلوا المتظاهرين في كل أنحاء سوريا و قاموا في بعض الأماكن بإهانة الشعب الأعزل



قاموا في أكثر من منطقة بتجميع العديد من الشباب و الرجال و تقييدهم ثم بالدوس عليهم بأقدامهم و شتمهم و ضربهم



و هم يتلذذون بهذه الأمور فقاموا بتصوير بعضهم البعض و هم يدوسون على ظهور الرجال



و اجتمعوا بعد ذلك في إحدى الساحات و غنوا أغنيتهم المعهودة: يا بشار لا تهتم نحنا رجالك نشرب دم



و فعلا شربوا دماءنا و لا زالوا يشربون.



مع ذلك لم تتوقف الاحتجاجات بل اتسعت رقعتها ، عندها أدرك النظام الحاكم ما يجب عليه فعله حتى يقمع شعبه



قام باستخدام الدبابات ... نعم فعل ذلك .. فنحن - الشعب- الآن عدوه



ضربنا بالرصاص الحي و استخدم القناصة و قام باستخدام الدبابات و المدرعات الثقيلة



و الآن بدأ يعتمد سياسة محاصرة المدن و القرى واحدة تلو الأخرى و يبدأ بالإبادة



و أمام المسرح الدولي يبرر استخدامه لهذه السياسة بحجة محاربة الجماعات المسلحة الإرهابية



من هم العصابات المسلحة التي يحاربها النظام السوري ؟



على حد زعمه، فهو يلاحق الإرهابيين المسلحين الذين يخربون أمن الوطن و يقومون بقتل الأهالي الأبرياء



(و هنا نتذكر المثل القائل: يقتل القتيل و يمشي بجنازتو )



و هؤلاء الإرهابيون هم جماعات سلفية تريد إقامة إمارة إسلامية و بث الفتنة الطائفية



(طبعا بنظرهم نحن المسلمون السنة إرهابيون لذلك يقومون بتضييق الخناق علينا)



نظام طائفي بحت




آل الأسد هم من الطائفة العلوية و هذه الطائفة لا تصلي و لا تصوم و لا ترتدي نساؤها الحجاب و الخمر عندهم غير محرم



و هذا بنظرهم هو الإيمان يعني لا مسيحي و لا سني و لا أي طائفة أخرى



و هم بطبعهم يكرهون السنة و هذا بسبب تعصبهم الطائفي



في أيام حافظ الأسد كان الحجاب في المدارس ممنوعا و بعد عدة سنوات سمحوا به



النقاب في الكليات الآن ممنوعا منعا باتا و في الدوائر الرسمية كذلك



في المساجد يقوم خطيب المسجد بتسجيل خطبة الجمعة على شريط حتى تستمع لها فيما بعد اللجان المختصة



و من غير المسموح توزيع أي مادة تتعلق بنشر الدين مثل الكتب أو الأشرطة أو الأقراص الليزرية حتى في المساجد



و طبعا الوظائف و الأولويات لهم بالدرجة الأولى حتى و إن لم يكونوا من حملة الشهادة الجامعية



أما نحن السنة ... لله وحده المشتكى



و نحن كمحجبات لا نعامل من قبلهم معاملة محترمة أبدا فكله نظرات تحقير و استخفاف



فإذا ما مرت فتاة محجبة من أمام جماعة منهم يبدؤون بالضحك بصوت عال و الإشارة عليها و الهمس



ونحن و الحمد لله نؤمن بكتاب الله و كتابه الكريم ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون* و إذا مروا بهم يتغامزون*و إذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين*و إذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون*و ما أرسلوا عليهم حافظين *فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون*على الأرائك ينظرون* هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون *)



و الحمد لله على نعمة الإسلام



صور من ولاء الطائفة العلوية لآل الأسد :



في مظاهرات التأييد للنظام يقوم بعض الشبان بوضع صورة بشار الأسد و السجود له



اتصل أحدهم ذات مرة بالقناة الإعلامية السورية الرسمية وألقى قصيدة مديح للرئيس السوري و اختتمها بقوله:



أنا ديني البعث و ربي بشار الأسد



و في إحدى مظاهرات التأييد على زمان حافظ الأسد نادى المؤيدون بكلمات كلها إلحاد و كفر (و أعتذر لذكرها لكن فقط لتكتمل عندكم الصورة)



(يا الله حلّك حلّك يقعد حافظ محلك ) و معناه بأنه يتوجب على الله ترك مكانه ليستلمه حافظ الأسد



فتعالى الله ربنا عما يصفون




وضع سوريا الآن



الحدود عليها رقابة شديدة و طبعا ليس لحفظها بل لقتل السوريون الذين يحاولون الخروج إلى الدول المجاورة



الأمن و الشرطة -طبعا مسلحين- يتمشون بالشوارع بكل حرية



الدبابات و المدرعات منتشرة بكثرة في كل مكان حتى أننا اعتدنا على رؤيتها



الاتصالات مقطوعة في مناطق عدة الجوالة و الأرضية و كذلك الانترنت



(و الحمد لله تكرموا علينا فقط بالاتصالات الأرضية فقدرت أن أطرح هذا الموضوع)



الاعتقالات مستمرة و جواسيسهم منتشرة في كل مكان




و لا تزال حرب الإبادة مستمرة ....