( نَثَرِ حِبرَ القَلَمِ الثَمِينَ )

جَنَا اللْيَلُ بِسِترِهِالأَسَودُ .. وَدَبَّ السْكُونَ في أَرَجَاءِ المَكَانْ ..
أَخَذْتُ بِتَرتِيبَ صَفَحَات أوَرَاقِي ..
وأَجُرَّقَلمَِي ليَخُطّ حِبرَهُ على كُرَّاسِي..
ببضعِ أحَرِفٍ قدّ أَنشُدُ بها بَغِيّتِي..

ومْا أوقفتني إلا فِكَرَةٌ جَالَتَ في خَاطِرِي..
كَمْ مِنَّا خَطّ الخْطُوطَ .. وكَتََبَ الأحَرِفَ وهُو في غَفَلْةٍعنْ أمرٍ قدْ
يكُون جَالَ في نَفَسِ القليل مِنّا ؟؟

كمْ مِنّا مَنْ خَطّ الخَطّ بيَمِينِهِ..أحَرِفٍ..
ما مرّ في البَالِ أنِي سَأسَألُ
عنْ كُلِ حَرفٍ..
وهلْ أنْا سَأفرَحُ بِنَثرِقَلْمِي..
أم سَتَسْوَّدُ مِنهُ الصّحَائِفَ..

أليَسَ مِنْ الرَجَاحَةِ..
أنْ اظَفَرَبِقلَم ٍ..
يكُون مصَدَرِ سعَادةٍ وفخَرٍ لي دُنيَا ودِينْ..

فلأِنُفِضَ عنْ قلَمِي كُلَّ حَرفٍ قَبيحٍ..
لا يَسْترّعِي عُرفاً ولا دِينْ..

وأجَعَلُ أحَرِفَهُ كَدُرَرْالزَّبرجدَ..
تُسِرُّ وتُبْهِرْ كُلَّ قارِئٍ لها..
وكُلّمَا مَرّ الزَمْانُ عليها ..أصَبَحَتَ أثمَنُ .. وأكَثَرُ بَرِيقًا..
وهي لِكُلِ زَمْان نَفْعٌ كَالْكَنَز الدَّّفين..

ولا أجَعَلُ أحَرُفَهُ..
كنَسِيمَ الصَباحَ سُرُعَانْ ما يَزُول .. ويُضجِرَنا بَعَدَهُ شَمسُ الظَهِيرةِ..

بلّ كَالغَيّثِ يَنْبُتُ الزَرَعَ في أرضٍ جَرَدَاءَ مِنْ طُولِ الزَماْن..
وكَأرِيجَ الزُهُورِ لا تمَلُّ النَفسَ مِنْ استِنشَاقِهَا..

واجَعَلُ مِنْ حُرُوفَهُ ..نَفعٌ تَتَغذَّى مِنهُ كُلُّ نَفَسٍ تَمُرُّ به..
وتَطَرَبُ الرُوحُ بِشَغَفٍ لِلُقيَاهُ..

وإنْ كَابَرتُ وقُلْتُ أَنْ في العُمِرِفُسَحَةٌ..
ومَازِلتُ الفَتَاةُ الصَغِيرة..
ومَا هيَ إلا خَرابِيشَ أخُطُّهَا مِن حِين إلى حِين..
لا بأسَ .. فأنْا لا أقَتُلُ أحَدًا..

مِسْكِينةٌ، ما غَرّ الفَتَاةَ ..
سِوى بَرِيقَ زَيفِ فِتْنِ الدُنيْا..
وعُنفِوَان الشّبَابَ..
وليَسَ هُناكَ مَنْ أشّدُ مَنْ قَتَل الفِكَر .. والعقوُل..
فما نَفَعُ العقوُلِ .. إنْ أُغْوِِيَتْ وغَوَتْ
ودَسم السِّم في أفكَارٍ..

فكَفَاك غُرُورًا .. وتَبَجُحاً..
كُلُّ قَولٍ أو فِعلٍ .. لدينا رقيبٌ عتِيد
مَنْ مِنّا مُعَمِّرٌ .. ؟؟

مِسكِينةٌ أَنْتِ أمْا عَلِمتِ
أَنْ قدُوم المَنَايا..لا يُفَرِقُ بَينْ الرَضِيع..
و كَهَلٍ هرمٍ كبَِير..

وليَسَ هُنَاكَ مِنْ خَفَاَيا..
تُخفِيهَا بَينْ أوْرَاق الكَرَارِيس..
أو قِرِطَاسٍ تَدُسُّهُ في ذَاكَ المَكَانْ..

فَعَلَّامِ الغيُوبِ … يعَلَمُ مْا تُسِرّ وتُعُلِنْ مِنْ خَفَايَا النِفُوس..
أَستَذِكِرُ حُفرَةٍ كُلٌ واَرِدُهَا..
ومْا مِنّا مَنْ سَوفَ يَحِيد ..مِنْ ذَاْكَ المَصِير..
فهَذَا حَقٌ كُلٌ ذَائِقَهُ مِنْ إنسٌ وجَانّ..

فَكُنّ قِدوَتُكَ عُلَمَاءَ خَطّ الزمَاَنْ نَثِر حِبرِ قَلَمَهُمُ الثَمِينَ..
عَلى صَفَحَاتِهِ .. يُنْهَلْ مِنّهُ .. في كُلِّ الزَمَاَنْ..

فَرَحِمَ اللهُ كُلَّ مَنْ كَانْ..
نَثَرَحِبرَ قَلَمِهِ الثَمِينَ
نوُرٌ يُنْهَلُ مِنّهُ .. وَيُنِير الدُرُوبَ دُنْيَا وَدِينْ..
ونَفَعَ بهِ السَلَفَ والَخَلَفَ..

نُثِرَ بِقَلَمِ .. ورودالريــــم ..