[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ...،
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن أطيل عليكم
نعيش إزعاج مباريات كرة القدم في مصر فبين الوقت والآخر
تقوم فزعا من صراخ الجماهير التي تجمعت في البيوت وعلى المقاهي
لتشاهد الحدث العظيم
تلك الكرة المعجزة التي دوخت أكثر من عشرين شابا في رقعة واسعة من الأرض
لكنها دوخت الملايين بين متابع لها في المدرجات
ومتابع لها على المقاهي وفي البيوت
وبين محلل لحركتها في الصحف والجرائد والبرامج الرياضية
كيف ركلها فلان بقدمه الذهبية وكيف أمسكها علان ببديهته الألمعية
وأيا ما يكون الأمر فهناك تجمعات غفيرة وكبيرة لأجل هذا الغرض التافه

وإن تعجب فاعجب من حفلات الخلاعة التي يتجمع فيها الناس حول فاسق وساقطة
يصفرون ويصفقون ويرقصون ويمرحون وكأنهم عبدة شيطان مارد لا يرضى
منهم إلا التلوي حوله صلاتهم له مكاء وتصدية أخذتهم سكرة المجون ونشوة الشهوة
وصدق من قال لو كانت المرأة تحبل من الكلام لحبلت من الغناء

وبين هذا وذاك وعلى الرغم من شدة الوباء الذي صار الهاجس الأول في العالم
هذه الأيام والذي تم تضخيمه تضخيما فظيعا في الأيام السابقة

لم نسمع في بلادنا العربية والإسلامية من ينادي بمنع هذه التجمعات المشبوهة
بل إن الوقوف والتشجيع لهذه الأعمال البهلوانية هو قمة التحضر والوطنية
حتى رأيت شرطي المرور ترك عمله وذهب إلى جوار المارة والمواطنين
ليشاهد ويستمتع بكل حماس برؤية هذه المباراة على شاشة
المفسديون الذي وضعه أحد السكان على الرصيف وجمع الناس حوله
وهو يحمل علم مصر على راية ربطها بطريقة عجيبة خلف هذا الجهاز



وفي مقابل ذلك
ما أن صدرت تلك التحذيرات من تفشي مرض أنفلونزا الخنازير تلك
إلا وتسارعت العجلات الحكومية والأقلام الصحفية وشاركهم في ذلك
أقلام فقهية للأسف
تنادي بتعطيل موسم الحج خشية من تفشي الوباء
وخرجت أقلام مسؤولة في وزارات إسلامية تقول أنها لن تتورع عن تعطيل
صلاة الجمع والجماعات إذا وصلت درجة انتشار المرض إلى الدرجة السادسة

وأنا هنا لست بصدد تقرير جواز ذلك من عدمه
فقد ذكرت سابقا أن تعطيل مواسم الحج والعمرة والجمع والجماعات
بهذه الأشياء المظنونة غير جائز شرعا

لكنني أنظر من جهة جرأة الناس على شعائر الله فيعطلوها لأهون الشبه
بينما هم منهمكون في التجمع في الحرام المتيقن أو مستغرقون في
المباحات التي لا تخلو من الشبهة

ألا يعكس هذا مدى الاستهتار بحدود الله وعدم تعظيم شعائره سبحانه
خاصة عن رؤوس الناس من المسؤولين والصحفيين والإذاعيين
وغيرهم من الشرائح التي تسمع لهؤلاء

قال سبحانه
" ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا
وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا
وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا
واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير
واجعل الموت راحة لنا من كل شر
وارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت
شهادة وبعد الموت جنة ونعيما

المصدر انا المسلم
[/align]