.
.


أقسى اللعنات ..
تقصد خيراً ..!
تتصرف معي بعضلات موجعه ..
بصفتي لا أحد ..!
بـ حِيَـلٍ تُبكيني ..
تسترخي فوقَ أنفي ..
دونَ أن تسألني إن كنتُ أطيق ..
تسفكُني ..
وتعوي حتى الصباحْ ..
أقسى اللعنات ..
قد لاتقصدُ شيئاً .!!


ورطة ..
حينَ أحكي لكَ عن الخواء في الخارج ..
عنْ رُكبتيه المُستقرّة في أحضانه ..
عن ُعودِه الذي يرتجّ ..
و أبوابهِ التي تفلتُ منه ..
عنْ فكرة أنه غبي ,
ومُتّسخ على الدوامْ ..
في حين أنه قادمٌ إلى بيتي .. يترنح ..!

..
لعنَه ..
أن يُطعمُني إياه بنفسه !
أن يمخرُ وجهي .. فأشبهه شكلاً ..
ويهبط في حلقي كالنّزع ..
كالعظم ْ ..
كثوْبٍ يقضي آخر ساعاته !
ويقودني للممنوع ..
وللجوع ..
للذي لاينساه الموتى أبداً , حين يموتون .

..
يقول أنهُ لابدّ من اجتيازي ..
وأنهُ جرحٌ صغير .. ودامٍ ..
لكن ! ..
مذاقهُ مقبولٌ ..
فأستحقّ .. كل ماأهدرته الحمّى عليّ ..
وكل الذي لمْ يُبقه الموت في جيب سُترته .. وأهداهُ إليّ ..
أستحق ..
الفرج الذي لمْ يأتِ ..
والمشهد الأخير .. في الروايات العظيمة ..
وكل لحظاتها ..
وفصولها ..
المذهله .. والحميمة .!

..
وأنتْ ..!

أنت ..
تتجشأ كثيراً ..!
أنتَ كصوْتِ الرّجال الضائعين ..
المنسييّن ..
أنتَ كالذينَ لمْ تلتقِ أعينهمْ في عيْنِ الحُبْ ..!
ها أنتَ قد اكتفيتْ !
نحّيتني على الأطراف ..
وخرجتَ مني ..!
منْ بابِ .. لاأعرفه ..
وبصمتْ لم أسمعه ..
لكنّك ماخرجتْ !
أشُمُّكَ في َِشَعري ..
وفي غضَبِي ..
والخواء الحارّ هُنا في فـمِي ..
في ثيابي ..
وأنا كالمنازل المريضة ..
يدوّخني الجُرح .. فأهذي ..
أتساقطُ عليه ..
كـ ُُفتاتٍ هادئ .. لايُحدث دوياً أبداً ..!!


أتدري ..!
عشراتٍ من الليمون أزهرتْ في جبهتي ..
ها هو الرّبيع الأسود ..
يأتِ أخيراً ..
ومع أوّل مطرٍ مكسور .. مَطعُونة و صفراء ..!!
يا لليمونْ !
كمْ يبدو قلقاً عليّ ..
يطوف في جسدي ..
يتسلل إلى أكمامي .. كدمِِ حامض .. ومُر ..
ترفضهُ البيوتْ !

وأنتْ ..
هل تحمل معي جنازة عُمْري بدونك !؟

.
.



" رَغــد "