[ALIGN=JUSTIFY]



ليلة شتوية كهذه وحدها قادرة على استنطاق ماابتعلته الأيام من ذكرى ..وما صهره لهيب الصيف وكأبته ..
فالشتاء له طعم خاص ..بحميميته ..بطقوسه .. بدفئه ..
كل مابه يدعو للهمس والتجلي ..وانا هُنا أثرثر دون ترتيب لأفكاري ..ودون مسودة تفقد هذا التجلي دفئه .. وعفويته ..

عندما كنت صغيرة كان للشتاء طابع خاص .. اكتسبها من المدفئة الغاز التي كنا نتحلق حولها انا واخوتي ..وكانت تعلو اصواتنا ضجيجاً عندما يجور احد على حق الآخر ويصادر مكانه المتلصق بها ..

ورغم أني كنت احب الشتاء وبرودته التي تجعل من أصابعي.. أصابع بسكويت تتكسر حالما يلامسها شيء .... إلا أنني لم أكن أتعرف بالملابس الصوفية ..
فقد وجدت فيها إعاقه لحركة جسدي النحيل الذي لم يكن ليستقر في مكان..

اخواتي الكبيرات كن مُدمنات زعتر بشكل مُضحك :pوقتها لم يكن منتشر بشكل واسع كما الآن ..
ولأنني كنت الصغرى بين اربع فتيات كن يقُمن علي حصار صباح الخميس..لكي اجلب لهم مخدارتهم رغم البرد والمطر .. لم أكن أجد بُدأ من الذهاب لجارتنا الفلسطنية لاشتري منها الزعتر المنزلي..وايامها كان يطلقون عليه المناقيش
كنت أجلس معها قرب فرنها العربي .. واجد متعة وأنا أرى لهيب النار يتراقص على وجوهنا ..

ذات صباح ماطر كان علينا أن نذهب الى المدرسة سير على الاقدام .. الشارع كان ممتلئ بالمطر ..وعلينا العبور الى الشارع الآخر .. عبرت أنا على لوح خشب':
وتبعتني أختي الوسطى ': وعندما كان دور أختي الكبرى أنكسرت بها
جاهدت أختي للنهوض وسارت وهي مبللة ..ووصلنا إلى المدرسة لنجدها إجازة


هذا ليس نصاُ أدبي .. ولا أريده أن يكون كذلك .. لأنه فقط ثرثرة شتوية ..

ثرثرو هُنا .. عن شتائكم .. عن طقوسكم .. عن ذكرياتكم ..والمساحة مجانية لأجل هذا الشتاء الجميل ..



لكم الخير جميعاً ..
[/ALIGN]