لم اعرفكم بنفسي .. وكان من دواعي الادب ان أفعل ... لكن شوقي للإنضمام لدرركم .. كان الدافع لان اتطاول على حسن الضيافة ,, واقفز للمشاركة ... دون تنيه بوجودي ..
انا .. كما يعرفني اخوتي في بلدي .. المزعج .. او كما يحب البعض ان يقول .. الإمبراطور .. لكني أرى نفسي ... التائه .. في بحر من الأسئلة .. والمعضلات .. ساعيا نحو شاطئ .. ورفقة ...
اعرفكم بنفسي ...
بفكرة .... بحالة .. بعيدا عن توابث التواريخ .. ومسلمات الأرقام .. بعيدا عن مساحة العمر و الشكل و اللون ...
اتقرب لكم .. بموقف .. بفكرة ... بموضوع للنقاش ..
كارثة هي عندما نكفر بالوطن ... عندما تتراجع كل انتمائاتنا وولائاتنا ... وتسقط كل الأقنعة التي نضعها يوما بعد يوم .. لنعبر عن زيف أو حقيقة حبنا أو كرهنا لما يمثله هذا الوطن .. او من يمثلون هدا الوطن ..
عندما يقف المواطن حائرا في مدى صحة اعتقاده .. وحتى في حقيقة وجوده والفائدة منها ...حينها ... يمكن للمواطن من ان يتنصل من كل المسؤوليات و الإلتزامات المناطة على كتفه .. ويصبح قانون الدولة هدفا مباحا للجميع لأنه يخدم الكل عدا الكل قد تسألون ما مقصدي ... وما هو الوجه الدي أريد أن اريه لكم من مجموع ؤدماون التي بحوزتي ...
أقرأ لكم جزئية من رواية مشهورة معظمنا نعرفها ... اذا لم يكن كلنا .. انها الرواية 1948 لجورج أورويل .
وهده الجزئية إخترتها لكم .. لانها تكاد تعبر تعبيرا يكاد يكون متماثلا لدرجة رهيبة مع كل وضع تعجيزي يمكن أن يصل فيه المواطن لدرجة ... أن يكفر بوطنه .
بطل الرواية .. أو بمعنى أصح ... ضحيتها .. هو ونستن سميث .. في مكتب التحقيق .. يحقق معه لإرتكابه .. جريمة التفكير .
..... الحرية هي حرية أن تقول 2+2=4
هكدا كتبت في مدكراتك ... يقول أوبرين المعدب ...
ويعرض اوبرين امام ونستون يده بعد أن أخفى الإبهام ... ويسأله ..
كم ترى إصبعا ؟
يجيب ونستون .. أربعة ..
ومادا لو قال الحزب أنها خمسة ... وليست أربعة ...
لكنها أربعة ... يقول ونستون ..
إنتهت كلماته بلهاث مؤلم .. ومؤشر القرص المدرج يرتفع فجأة الى 55 و تفجر كل عرق في جسده , بينما يندفع الهواء في رئتيه بسرعة ...
كم ترى .. يسأله اوبرين
كم ترى ؟
خمسة .. يصرخ
لا أنت تكدب .. انت ترى أربعة .. يجب أن تصدق انك ترى ما يقال لك ..
هكدا تستمر جلسة التعديب النفسي .. والجسدي .. حتى تصل لحظة ... يقتنع فيها بل يرى فيها ونستن خمسة اصابع ولكن اوبرين يصر ... انت لا ترى عدد الأصابع التي تريد .. قد تكون 4 و قد تكون 3 ... لست انت من يحدد من ترى .. الحزب يحدد لك كيف ترى .. ولمادا ..
الى اخر الرواية ... تدور الدوائر على مواطننا ونستن ... يدكرنا عندما تتوالى الاحدات .. بالكثير و الكثير ... من لحظات او لعلها سنوات حياتنا .. عندما يعيش المواطن التناقضات .. ويؤمن بالاكاديب التي تتحول الى حقائق ينكرها الجميع لكنها تبقى واقعا حتى يعلن غير دلك ...
ربما اكون وقعت في المحظور .. أو لعلني كنت مبهما في موضوعي هدا ...
لكني أردت أن اوصل فكرة .. عشتها ...
ويعيشها الكثيرون ..
هذا انا ....
مواطن من الدرجة الأولى .. في كل بلدان العالم ... لكن مساحة الزمن .. لم تستوعني .. الا .. في
ليبيا ...
انا الإمبراطور ..... اسال . .. قربكم ...