[ALIGN=CENTER]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني أخواتي الكرام
تحية طيبة ومزيداً من الإحترام

أما بعد
خطرَ في بالي أن أكتبَ لكم شيئاً ممَّ أعرفه ويجهله’
غيري ، آملاً أن يزيدني علماً وينورني من يعرف’ أكثرَ مني ، فنحن’ ما زلنا تلاميذ’’ في هذا المجالّ ، وما زلنا نحتاج’ الكثير الكثير ، وما نعرفه’ إلا قليلَ القليل ، ولهذا وددت’ أن أفيد
وأستفيد ، في هذا المجال .


كيفَ تحول نثركَ إلى شعراً
----------------------------



القصيدة !!
-------------
هيَّ نوعان : القصيدة العامودية والقصيد الحرّ (( قصيدة التفعيلة )) ، أما القصيدة العامودية : هيَّ ما تأتي شطر’’ بشطر ، على أن يكون هناك رابط’’ بين الشطرين ، فإن لم يوجد هذا الرابط مات الشطر’ الأول .

مثال :
------------
تقول’ هلا كتبتَ بيّ *** مزنَ القلوبِ حتى الصباح

** هنا وجد الرابط بين البيتين وهو ماذا تريد’ بكَ أن تكتبَ بها ، على أن يكون الشطر الثاني بنفس الوزن ، والأجدر بمن هوَّ يكتب’الشعر أن يدرس العروض الشعريه ، حتى يعرف مداخلها ومخارجها .

القصيد الحر
وهوَّ نوعان
------------

أ : القصيدة الحرة :
--------------------

** هيَّ التي لا تنتهي مقاطعها بنفس التفعيلة ، بل ينتقل’ الكاتب’ من مقطع إلى مقطع بتفعيلات’’ مختلفة ، متنقلاً من بحرٍ إلى بحر بنفس الموسيقى ، لأن القصيدة الحرة متى ما فقدت موسيقاها ، أصبحتْ نثراً ومات جمالها .

ب : قصيدة التفعيلة :
-----------------------

** هيَّ ما تنتهي مقاطعها بنفس التفعيلة ، تلتزم بكل شروط القصيد الحر ، ينتقل فيها الكاتب’ من بحرٍ إلى بحر ، بنفس الموسيقى ، فهيَّ دوماً أجمل’ وأقوى من القصيد الحرْ .

** كما يستطيع الكاتب أن يبدل القافية في كلِ مقطع ، بشرط أن تتكرر القافية المستبدلة، فحين ينتقل’ من بحرٍ إلى بحر يكون على نفس القافية المستبدلة حتى إنتهاء المقطع .


كما هو الحال في هذه القصيدة ( قصيدة التفعيلة ))
---------------------------------------------
يوتوبيا



سيدتي أيتها المسافـــــــرة’ في الجسمِ
أيتها المعجونة’ في الدمِ واللحمِ
أيتها المرسلـــــــة كالبطاقـة فـي الوريــد
أيتها النابضة’ في صندوقِ البريد
أيتها00 العالم’ من جديد
سيدتــي أنتــي نجمـة’’ وأنا محتاج’’ للوصــول
وتعاليم’’ وفنّ’ الأصول
وأنتي المسيطرة’ في جميع الفصول
فما منْ حلول
فما لي منْ حلول
فلمسة’’ منكِ تكفي بي أن أطير
فطفل’’ من عطفِ حنانيكِ صار يطير
فزهرة’’ ماتتْ من جاذبيةِ شفتيكِ وتحدد المصير
فما من حرٍطليقٍ وصارَ جماد
وما من نجمٍ بعيدٍ وردَ وعاد
فالثلج’ في العشقِ تحولَ وصار رماد



ما يجب عليك أيها الكاتب’ هنا
----------------------------------

1- يجب على الكاتب أن ينتقل من بحرٍ إلى بحر بنفس الموسيقى ، مبتعداً عن كثرة الكلام ، لأن كثرته’ يجعل’ القصيدة’ نثراً وليس شعر ، وعليهِ أن يلتزم بنفس الموسيقى التي ابتدأ بها ، لأن القصيد الحر من شروطه حتى يصبح شعراً، أن تكون موسيقاه واحده ، مبتعداً عن النشاز .

مثال
-----------

لو قلنا :
تعالي هنا لأقول’ لكِ شيئاً
في خاطري ، أتذكرين الكلام الذي قلته’ لكِ
بأن البناتَ كلها خدم’’عندكِ
لا لا لا
ليسَ هنَّ ؟
كلَّ اللواتي التي قلت’ لكِ يوماً ،
عنهنَّ وصيفات .
أتذكرين ؟
حدقي اليوم
هنَّ لكِ جواري ..

** لو قلنا هذا المقطع بهذه الطريقة أصبح نثراً جميلاً .

*********

** ولكن لو قلناه’ بهذه الطريقة :

حبيبتي حينَ أحبكِ
وحين أهمس’ لكِ
تتساقط’ الأوراق’ خيفةً
تهرول’ حبيباتِ الرملِ ريبةً
تتصحر’ الأنهر’
تتساقط’ المجرات
تتوالد’ الضبا
ذعراً
حين أناديكِ ودادي

***

تعالي لأخبركِ بشيء’’
خدم’’ عندكِ
لالالا
كلَّ اللواتي قلت’ لكِ عنهنَّ وصيفات
حدقي اليوم
جواري ..


هنا يصبح’ شعراً
إنتقلَ الكاتب’ من بحرٍ لبحر على نفس الموسيقى ، مختصراً كلامه’ ’ لأن كثرت الكلام تحول الشعر إلى نثر .

2- من الأفضل للكاتب ، أن ينهي كل مقطعه بنفس القافية ، هذا أفضل له’ وللقصيدة ، حتى تكون’ موسيقاها واحدة ، وهنا
تسمى (( قصيدة التفعيلة )) ، فإذا لم يلتزم سمية بالقصيد الحرّ .

ما يجب عليك أيها الكاتب الإبتعاد عنه
--------------------------------------------

أولا : يجب على الكاتب أن يبتعد عن تكرار نفس المفردة ما بين مقطع ومقطع ، لأن هذا دليل’’ على ضعف الشاعر وقلة مفرداته .

ثانيا : الإبتعاد عن كثرة الواو بالقصيد ، لأن كثرتها تقلل من قدر القصيد ، سواء’’ بالقصيدة العامودية ، أو القصيد الحر (( قصيدة التفعيلة )) .

ثالثا : الإبتعاد عن كثرة الكلام ، (( فخير’ الكلامِ ما قلَّ ودل )) ، الشعر إحساس ، وخيال ، ومفردات ، يستطيع الكاتب أن يعبر من خلال أحاسيسه عما يجيش’ في خافقه ، بكلام مختصر وكلام مفيد ، لأن كثرة الكلام تحول الشعر نثر .

ما هيَّ مقومات القصيدة
------------------------------

القصيدة : هيَّ موضوع ومفردة وخيال ، وأن لا يطغى الخيال في القصيد ، حتى لا يذهب بروح الموضوع ، فهناك قصائد تقرأها لا تفهم عليها شيء .




أرجو أن تعذروني ما هذا إلا إجتهاد’’ ، وددنا أن نضعه’ ما بين أيادي كل شخصٍ ، لديه رغبة التعلم ، آملين أن نفيد وأن نستفيد ، من غيرنا ، والذين هم سبقونا في هذا المجال .

تقبلوا فائق إحترامي [/ALIGN]