قال:
ألم تحاولي الكتابة .. أفتقد قلمك

قلت:
قلمي تعب .. فما رأيك أنت

قال:
سيركض قلمك عندما يجد المساحة الروحية لذلك

قلت:
نعم .. هو كذلك

قال:
كلنا كذلك

قلت:
اشتقت لك

قال:
وانا ايضا

قلت:
اختلسك من ضجيج العالم لنكون معاً في هذا الليل

قال:
كم وقفت في مفارق الطرق التي تمرين بها شوقا ولكن ارتدت لهفتي ثورة على نفسي وعاقبتها بالهجرة الي غير هذه الشاشة

قلت:
حقاً .. لا تعاقبها مرة اخرى إذاً .. لأن عقابك لها سيكون عقابي انا

قال:
كيف هي ايامك الفائتة

قلت:
انت زمني .. ايامي الفائتة دونك ليس لها وجود .. وأعرف أن كل بلاغة الأبجديات تبقى مقصرة .. لحظة تكون معي

قال:
روحك تصنع ابعاد زمن للحريق .. والسفر معك لا يحتاج الي توقيت فالساعة تستحيل الي الصفر الزمني لحظة انبعاج البوح الحاني من العواطف .. نعم هي ساعة الصفر وما قبلها ملغيا كما ان ما بعدها غير مجازا للتدوين التاريخي .. فالتنفس لا يحتاج الي اضافة في مفكرة .. والسفر معك والاحتراق بين صدرك لا يحتاج الي تدوين

قلت:
الزمان ملغي من دفتر مواعيدنا .. كأنه يبتدي لحظة نلتقي .. حقاً .. كلي شوق لك

قال:
وحصاني يركض الي جوار حصانك دونما اتجاه محدد ..فقط ..اتجاة نحو الداخل العاطفي والروحي

قلت:
صرت اختلسك من وهدة الصمت من وادي النوم لأحيا بين يديك شجيرة ياسمين .. أختلسني .. من أسر الروح .. خذني من رحلة الهروب عنك لأهرب إليك .. أعدني إلى أعماقي لأكتشفك من جديد .. فأنا حقاً كلي شوق .. وأريد أن أبصر من خلالك كم أن العمر قصير .. وكم تطول الحكاية بين قلب يتقن الغناء وقلب يعشق الإصغاء

قال:
العمر زمن .. والزمن احساس داخلي ... يقصر عندما تتمدد روحك السكرى برحيق جميل في مساحته ..حينها يكون العمر مقياسا لما احس به .. كما احس بك الان حريقا زاحفا يفقدني القدرة على عمل شئ غير الارتماء بين احضانك

قلت:
انتظرني قليلاً اذاً ..
ما أقصر العمر والسنوات في عرف المسافة وما اكثر اتساع اللحظات التي لا أراك فيها .. ثمة ليل طويل يفصل بيننا .. ثمة مفردات تتوالد من الأنامل .. ثمة وشايات مخفية .. وأنا أحتاج إليك .. كلي يحتاج إليك .. أيها المتوغل في أعماقي

قال:
لنسرج الليل مصباحا لحنين داخلي .. ونفترش حروف الكلام لنعانق بعضنا

قلت:
إذن أجعل صورتي على صفحة الهواء .. وحدق بي .. فعيناك ستحملان روحك الشغوف باللهب .. وسأتحسس خطواتك في الأثير .. هيا .. قد خطواتك إلي حيث أكون .. أجعلني بوصلتك التي تأخذك دائماً إلى عناقي
وسأكون حتماً معك

قال:
انتي معي الان .. والساعة صفر .. ومساحات الفراغ تضج بانوثتك الضاربة في كل وريد وموضع مهتاج فيني...فانا احسك فحتما انتي معي

قلت:
أعرف أن عينيك تنبضان كقلبك .. وأن ملامحك تحمل سمات نبضك فأراك قلباً يمشي على قدمين .. وعيناك .. تراك كما أراك تراني حين اتأملك .. تراك تشعر بأجراس نبضي تتهواى من أعالي الشوق .. اشتاق للمساتك .. لدفئ أحسسته معك يوماً .. وأستنشق صوتك البعيد

قال:
كان وهجك ساطعا .. ولازال بنبض بالدفء وان اصابه شئ من الواقع المقلوب ...يا بعض واقعي وكل خيالاتي الجميلة

قلت:
اشتقتك حقا .. اكره هذا الفاصل بيني وبينك .. اكره هذه السواتر .. هي حاجز لروحي مع انها تنقل لك روحي

قال:
وانا اشتاقك أيضاً يا روحي .. واحس بحرارة انفاسك بالرغم منها
حبيبتي ..

قلت:
عيونها

قال:
انضرب موعدا للاحتراق غير هذه الساعة ...

قلت:
ما رأيك انت

قال:
نعم لنجعل يوماً آخر .. ليكون لنا .. فأنا مرهق ولكن شوقي لك كان اقوي من التعب فهزمه ..

قلت:
وانا لا اريد التعب لك

قال:
تصبحين على خيرٍ إذاً .. وسيكون موعدنا في ساعة صفرٍ أخرى

قلت:
ولك كل الخير وكل الشوق .. وتأكد بأن ساعة الصفر ستوقظني لأكون معك ولكل الوقت