[ALIGN=CENTER]يسعد أوقاتكم بكل خير أحبتي...
قضيت 6 أيام أتسول داخل الحرم النبوي وحطمت قيودي بمساعدة أحد الأشخاص وقبض علي وأنا أتنزه
* * *
المريض محمد بابا داخل غرفته في الحجر بعد القبض عليه
المدينة المنورة: علي الزيد، خالد الجهني
تقرر ترحيل المعتمر النيجيري المصاب بـ"الإيدز" خلال اليومين المقبلين، بعد أن تمكنت الجهات الأمنية مساء أول من أمس من القبض عليه بعد هروبه من الحجر الصحي بمستشفى الميقات العام في المدينة المنورة.
والتقت "الوطن" بالمريض محمد بابا "20 سنة"، داخل مستشفى الميقات العام في الغرفة ذات الـ4 أسرة، والتي تضم محمد فقط، مطوقا بحراسة مشددة، حيث روى تفاصيل هروبه من المستشفى حتى تم القبض عليه بعد مرور 6 أيام قضاها داخل الحرم النبوي. وقال إنه تابع أخباره عقب يومين من هروبه، عن طريق إحدى الصحف الصادرة بالإنجليزية، إلا أن ذلك، حسب تعبيره "زاد الخوف في داخلي".
ويضيف محمد الذي بدا عليه الهدوء: هروبي من المستشفى لم يستغرق سوى دقائق معدودة، حيث لاحظت أن مساحة فتحة التهوية في دورة المياه رغم صغرها كافية لكي أخرج منها فأغلقت الباب وتسلقت مواسير الصرف الصحي العمودية على الحائط الخلفي للمستشفى، ومنها إلى الخارج حيث طلبت من قائد مركبة عابرة نقلي إلى المسجد النبوي ومكثت داخل المسجد طوال الأيام التي استنفرت فيها الدوريات الأمنية في البحث عني. وأضاف: "كنت أطلب المال من المحسنين، وأشتري به الطعام، وأنام داخل المسجد نهارا وأتجول ليلا في محيطه"، وأسدلت ثوبي على القيود المحكمة في كلتا قدمي بعد أن رفعتها إلى منتصف القدم حتى لا تلفت انتباه أحد إلى إنني متهم أو هارب من الشرطة، وتخلصت من تلك القيود في اليوم التالي لهروبي بمساعدة أحد الأشخاص. واستطرد: كنت أمشي بهدوء، ولم ألحظ أي نظرات مريبة نحوي.
وعن ظروف القبض عليه، أوضح بابا أنه نودي من قبل أحد رجال الأمن، أثناء تجوله ليلا في أسواق المنطقة المركزية المحيطة بالحرم، في وقت متأخر من مساء أول من أمس، مما جعله يلوذ بالفرار، وسرعان ما قبض عليه.
وحول ما إذا كان قد اختلط، بأي شكل، بآخرين خلال تأديته العمرة، أوأثناء فترة هروبه، قال محمد بنبرة حازمة "أبدا... بل حرصت على ألا أختلط مع الناس حتى في الطعام .. كنت أتناول طعامي وأنام وحيدا، ولا أحب أن أسبب الأذى لغيري". وكرر:"جئت بهدف العمرة، وأظنها العمرة الأخيرة، وقد حققت ذلك بحمد الله وأتمنى أن أعود إلى الديار".
وكشف محمد بابا الهزيل البنية عن علمه بإصابته بالمرض الخطير، قبل حضوره إلى الأراضي المقدسة، وهي الحقيقة التي سجلتها "الوطن" أثناء حديثها مع مشرفة التمريض، قبل دخولها إلى قسم العزل، حيث أوضحت الممرضة أن الشاب كان على علم مسبق بإصابته، وأن ذلك كان سببا في الضغط على نفسيته، وتفكيره المستمر في العودة إلى بلاده. وعن ذلك، قال محمد، في معرض الإجابة عن سؤال حول سبب إصراره على الهروب: "أتمنى فقط أن أعود إلى عائلتي. واستطرد الشاب الذي يتحدث الإنجليزية بلكنة بريطانية واضحة "علمت بإصابتي بداية عام 2002، وعندما تأكدت من ذلك، قررت الاستعجال في أداء العمرة التي أتمنى أن تكون خاتمة أعمالي، بعد أمنيتي العودة إلى الوطن".
واستأذنت "الوطن" المريض في الحديث عن حياته الخاصة، قبل قدومه إلى العمرة، فرحب بذلك بطريقة مهذبة وملفتة. قائلاً: أصبت بالعدوى بسبب المخدرات، المنتشرة بين الشباب في بلادي، عن طريق الحقن المتعددة الاستخدام" .. ولمحمد، الذي يلحق باسمه لازمة "بابا"، عائلة مكونة من 5 أخوة ووالدتهم، يعملون جميعهم في الزراعة؛ ووالده متوفى منذ أعوام.
من جهته، أوضح مصدر طبي بمستشفى الميقات العام، أن حالة المريض النيجيري مطمئنة، ومستقرة، مرجعاً ذلك إلى صغر سنه وحداثة إصابته بالفيروس. ودعا المصدر إلى توخي الدقة والوعي عند التعامل مع أخبار يمكن أن تسبب حالة قلق غير منطقية بين الناس، موضحا أن انتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة لا يحدث نظير أي احتكاك خارجي مع المريض.
* * * *
عافانا الله وإياكم وشفى عن كل مريض..[/ALIGN]