[c]
(( عــروس البحــر 1..-3..))
[c]
**الجزء الثاني**
[/c]
مرت ساعات وهو يحاول إرخاء الحبل لذلك الحمل الثقيل ..بينما يمسك بقوة على الحبل . حتى خط الدم خطوط في كفيه ..وأجهز الحمل الثقيل على باقي قواه ..وعند ساعات الفجر الأولى ..
-يبدو أن السمكة الكبيرة بدأت تتعب ..هاهي حركتها تثقل ..ولم تعد تقوى شد الحبل ..
- هل استسلمت يا عزيزتي..؟؟
-لكن ماذا لو قفزت الآن وسحبتني معها ماذا سأفعل ؟؟
- ماذا لو كان وحش من الوحوش التي لا تظهر إلا بالليالي المقمرة..؟؟
- لا سبيل إلا بربط الحبل بالناحية الأخرى من المركب ..!
-متى تشرق الشمس حتى أتمكن من اصطيادها ..؟؟
- يالها من سمكة عنيدة وقوية ..لكن لا تبالي كثيراً ..أنا من سيربح في النهاية..
انتهت مقاومة حمل الشبكة نهائيا ..وهمَّ الصياد بسحب الشبكة بحذر .. ويداه تنزف دما ..سحب وسحب وقاربت الشبكة أن تكون وجها لوجه أمام الصياد ..
كاد أن يفلت الحبل من يده بعدما لاحظ بان الحمل لم يكن على هيئة سمكة ..شيء بداخلها غريب الشكل ..ملوّن بألوان مبهجة شيء قد تكور فلم يعد يميز ما هو بسبب الظلام ..
ارتعد خائفا وتراجع إلى الخلف وهو مذهول..
-ما هذا ..رباااه ..أ أحلم..أم لم أعد ابصر ؟؟
وضع يده على جسد ذلك الشيء .كان دافئ .جزء من ذلك الجسد ناعم ..والجزء الأخر ملوّن ..وشعر غجري ناعم غطى أجزاء من جسد ذلك الشيء..
تعاقبت عليه جل الانفعالات ..فرحها ..وحزنها ..خوفها ..وامانها ..
- آآآه..
- لا لست احلم انه بشر ..لكن هل هي من كنت انتظرها ؟؟
- متى تشرقين أيتها الشمس ..لم اعد احتمل ..ولم اعد أقوى صبرا اكثر ..
ظل متأمل ذلك الشيء إلى ساعات الفجر الأولى ..كلما كادت عيناه تغفو بدل من هيئة جلسته ليعود يتأمل صيده ..
وبدأت أشعة الشمس تعانق وجه الصياد..وبدأ دفء الشمس ينساب إلى جسده البارد..وفي لحظة إمعان ..همس في روحه المتعبة .
- أي معجزة أرى ..؟؟
- عروس البحر ؟؟
-نعم إنها هي ..وأنا لا احلم ..هاهو الأمل العتيق بات حقيقة وواقع ..
نظرت عروس البحر إليه مباشرة والدموع في عيناها ..وكتفها ينزف دماً..وعيناها اتشحت بالخوف والألم والدموع .
اقترب منها ببطئ ..واخذ يرفع خصلات من شعرها المنسدل على أكتافها ووجهها .
-
رباه أنك تنزفين..!
حاولت عروس البحر أن تتفوه بشيء من الكلمات ..لكن محاولاتها كانت عبثاً..
بحث الصياد في القارب عن قطعة قماش يوقف فيها نزفها .. اقترب منها ليضمد جراحها ..
نظر إلى عينها الباكية ..كانت دموعها تلهب قلبها المنتظر منذ زمن ..
- هل تتألمين ..؟؟
لكنها أجابته بحركة من رأسها بالإيجاب ..
مسح دمعة احتارت في خجل أتسقط أم تتوارى ..
- تباً لي ماذا فعلت بك ؟؟
- انتظرتك عمري بأكمله وما أن حصلت عليك حتى آذيتك وأدميتك بكل قسوة ..
اغفري لي يا عروسي ..اغفر لي ..وإلا لن اغفر لنفسي رعونتها ..
جثى أمامها حزينا على ما اقترفته يداه ..وإذا بالأقدار كعادتها تكون الفيصل بينهم.
[c]
**نهاية الجزء الثاني **
[/c]
[/c]