[ALIGN=CENTER]جاءت تسابق الريح تحلم بأن تسبق الزمن ...
جاءت بشوق كالجبال.....
جاءت ولاتدري ما تقول أو ما تفعل ...
جاءت بأحلى أمل....
رأته جالساً في نفس المكان
ينتظرها كما كان يفعل كل مرة
اقتربت بهدوء منه ووضعت كفيها على عينيه ككل مرة ...
ولكنه لم يدعي الدهشة ككل مرة
لم يحاول التخمين ككل مرة
لم يقف لها ككل مرة
لم تسمع ضحكته العذبة ككل مرة
لم يسحب لها المقعد ككل مرة
لم يسمعها بصوته العذب الشجي أحلى كلام ككل مرة
لم يقل لها وحشتيني ككل مرة
لم يمسك يدها ككل مرة
لم يطيل النظر صامتاً لعينيها ككل مرة
هذه المرة ليست حقاً ككل مرة...............
جلست وقالت له أحلى كلام الحب والشوق ككل مرة
رفع عينيه نحوها
وقال
الموضوع بإختصار أن مابيننا قد انتهى
سكتت
ثم ضحكت
ومدت يداها لتمسك يديه
سحب يده
وقال
الا تفهمين ؟؟؟
مابيننا قد انتهى.
أوشك قلبها أن يخرج من صدرها ولاتعلم لماذا تذكرت فجأة أباها الذي ما أحبت شيئاً كما أحبته
وهو يحتضر ويفارقها دون عودة ويموت.........
سألته بصوت متهدج موشكة على البكاء:
أتعلم ماتقول؟؟؟
فقال بصوت بارد:
قلت لك ان الذي بيننا قد انتهى هل اترجمها لك بلغة أخرى.......
لم تتمالك عينيها ولا دموعها وقالت متوسلة مترجية:
أنا لن أتوسل ولن أتذلل ولن أبكي ولن اشكي ولن أرمي نفسي تحت قدميك
(وبداخلها صوت عالٍ يصرخ ويقول أتوسل إليك أرجوك ...لاتفعل ..ابقى معى فأنا من دونك مجرد إنسان)
أنا فقط أريد أن أعرف السبب ؟؟
فبعدعشرة أيام غياب ومكالمات لاتتجاوز الثواني وأحوال لم أفهمها تأتي لتخبرني
أن الذي بيننا قد انتهى.....
هذا قرار أنت صاحب الحق في اتخاذه..
إلا أن لي الحق في معرفة السبب
لم يجبها واخرج ظرفاً ضخماً وقال لها:
كل مايخصك عندي قد وضعته في ذلك الظرف فخذيه ودعيني انصرف وأرجو أن يكون هذا اللقاء آخر لقاء أو حديث بيننا ...لو سمحتي
امسكت الظرف بيدها باكية ورفعته وقالت هل فعلاً كل مايخصني عندك هل وضعت فيه حبنا أحلامنا ذكريتنا ليالينا التي سهرنا فيه سوية ...هل وضعت فيه أمانينا هل وضعت فيه فعلاً كل مابيننا ....
ألم تنسى أن تضع فيه وعودك لي وعمرنا الذي قضيناه مع بعضنا ..هل وضعت فيه أحلامنا لتأثيث بيتنا ..هل وضعت فيه اسماء أولادنا التي اتفقنا عليها بعد أن نتزوج..........ألم تنسى شيء...........
نظر إليها نظرة باردة وقال:
أحلامكِ أنتِ ..أمانيكِ أنتِ .... أوهامك ِ أنتِ ..فأنا لاأتزوج بهذه الطريقة فما الذي يضمن لي أن مافعلتيه معي لم تفعليه مع غيري أو ستفعليه .....
رمت الظرف في وجهه وقالت بصوت يملأه البكاء والغضب:
اهذا أنا في تفكيرك ..وطالما أن هذا تفكيرك لماذا استمررت معي ؟؟لماذا وعدتني بالزواج؟
لماذا جعلتني اتعلق بك ؟ أتعلم مافعلته من أجلك ؟ أتعلم ماتعرضت له بسبك من همز ولمز وانتقاص وشك ومراقبة ؟ أتعلم ماذا كنت أفعل حتى ألتقي بك؟
احتملت كل ذلك على أمل أن تأتي ونبدأ حياتنا سوية ..وها أنت تملأ مسمعي بكلام تافه سخيف....
لم ينبس ببنت شفة بل أخرج سيجارته وأشعلها بكل هدوء ونفث دخانها من بين شفتيه وقال ببرود شديد:
والله لم أجبرك على شيء من هذا .... أنت التي فعلتِ بنفسك هذا ....
ضحكت ضحكة مفعمة بالأحباط وقالت:
صدقت..أنا التي فعلت بنفسي ذلك ..أنا التي برمجت حياتي عليك فما تحبه أحبه وماتكرهه أكرهه حتى أفكارك منطقك طريقة كلامك اصبحت أفكاري ومنطقي وطريقة كلامي ..........
اتعلم بأن كل ركن في غرفتي فيه شيء منك وكل جزء من ذاكرتي فيه شيء منك كل مكان يذكرني بك وكل أغنية سمعناها سوية قد حفظتها.....
قال وقد سحب نفساً من سيجارته :
كل ماقلتيه أو ما ستقوليه ليس له أهمية ولافائدة فقد مللت منك وماعدت أرغب في سماع المزيد أرجوك
ومابيننا قد انتهى ...... ولامزيد
لملمت اشتاتها واستعدت للرحيل وقالت:
كيف استطعت أن تخدعني أيها الحقير فوالله كل مالك من حب في قلب قد تحول لكره فلقد اصبحت أكره كل شيء يذكرني فيك كما أكرهك.....
وأثناء حديثها رن هاتفه فنظر للرقم ثم أغلق الجهاز.....
فقالت بغضب :
ألا ترد عليها فأنا أعلم أنك مافعلت ذلك إلا لأن فريسة جديدة قد وقعت تحت براثنك..
والله إن نجوت في الدنيا لن تنجو في الأخرة ....
وانصرفت باكية.....
عاد هو وفتح هاتفه واتصل على الرقم الذي لم يجبه .
ألودكتور أنا آسف كنت مشغول ولم استطع الإجابة.
بشر يادكتور هل عادت التقارير من المركز الأمريكي لبحوث السرطان؟؟
أرجوك يادكتور تكلم مهما كانت الإجابة ..
كنت أعلم أنهم سيخبرونك بذلك.فكما قلت أنت لاأمل وسأنتظر الموت وحيداً...
لابد أن أغلق الآن لو سمحت ....
أرجوك يادكتور سنتحدث فيما بعد
أرجوك
ثم أغلق الهاتف
ووضع يده في جيبه
وأخرج من محفظته صورة صغيرة لمحبوبته التي خرجت وهي كارهة له..
وقبلها ووضعها على صدره
وبكى.............[/ALIGN]
مع حبي
احمد النجار