[ALIGN=CENTER] ابكي لكن قد يبكي
بشجى اعلى من ابكاني
قطعان الدمع بلادمــع
وتباكـى الابراج اغاني
هل اسكت جربت اتهمو
صمتي بمعان ومعــاني
هل أغشى الموت فمن يروي
اسرار الموت لـجيراني
----------------------
ليس بيني وبين شيء قرابه
عالمي غربة زماني غرابه
ربما جئت قبل اوبعدوقتي
او اتت عنه فترة بالنيابه
جاء من يسبحون في غير ماء
وعلى الماء يزرعون الكتابه
يا زمانا من غيرنوع تساوت
مهنة الموت واحتراف الطبابه
ها هنا تصبح الرفات بذورا
امطري أي بقعة يا سحــابه
-------------------
هذه مقطوعتين من قصيدتين للشاعر العربي المبدع الكبير
عبدالله البردوني من ديوانه (زمان بلا نوعيه) لاحظ غرابة العنوان
واختياره للاسم الم يأت عليك يوم وتحت أي فكرة اردت
ان تسمي هذا الزمن بهذا الاسم ولكنك لم تستطع التعبير بهذا اللفظ
ذلك الشاعر الذي الى اليوم لم يأخذ كل حقه لدى الجماهير المتذوقة
للشعر الذي يعطيك معان مختلفه فهو عندما يحدثك عن الحزن وعن الالم
ايا كان نوع الالم عندك او بأي درجة من الحزن تحس فانه سيرضيك
تماما ويرضيك الى آخر مدى وتعرف انه هذا ما تقصده بل وما تريده
وعندما يحدثك عن الفرح فانه يستهويك الى كل معنى وكلمه
اما اذا وصف الرجل او المرأة او الحبيبة او الحب فأنك ستصرخ وبمليء فمك
رائع.....رائع
وعندما يتلاعب بالكلمات والتعابير فستعلم انه لم يسبقه لذلك احد
وله قصائد وصفية وبلاغية وسياسية
لا بل وفلسفية مذهله
انه مثل الشاعر الشهير امل دنقل او انه يفوقه في بعض اشياء
ان الذي لم يقرأ للبردوني فانه لم يقرأ الشعر العربي المعاصر المتميز
انه شعر للصفوة في زمن الغثاء
وهو الشعر الذي يبين لك ان هذا الزمن (زمان بلا نوعيه)
ولنا عودة لشعره مرات ومرات فقط اقول ذلك لمتذوقي
الكلام الجميل ولمتذوقي الابداع
يقول في نفس الديوان.....يصف حبيبته او حبيبتي
كرائحة الصمت بعد الضجيج
كأغفاءة الحزن بعد النشيج
كأجمل من كل ما في الجمال
تجليت ذات مساء بهــيج
تضيئين تهمين لونا غريبا
تضيعين في مهـرجان الاريج[/ALIGN]