تاريخ التسجيل :
Jul 2003
رقم العضوية : 1644
الاقامة : مدينة القصة ـ بلاد الأدب
المشاركات : 57
هواياتى : القراءة-الفلك-الشطرنج-التاريخ
MMS :
الحالة
غير متصل
معدل تقييم المستوى : 21
Array
منطق الست نانسى !!
لخّصت نانسى عجرم " الحكاية " فى كلمات قليلة .. وأوجزت " الرواية " فى جمل قصيرة معدودة .. وطرحت " منطقها " الجرئ فى وضوح وجسارة ! ، ومع دندناتها السريعة المتلاحقة ورقصاتها المثيرة الساخنة " فرقعة " الأغنية مثل القنبلة الموقوته ودوى صوتها فى أرجاء الدنيا وتناشرت شظاياها هنا وهناك ، لتصبح الطالبة الصغيرة التى بلغت لتوها عامها العشرين نجمة الموسم الصيفى بلا منازع ، وليتسيد منطق الست نانسى الموقف ويصير تكنيك أخاصمك أه أسيبك لا مبدأ تعتنقه حواء وإسلوبا تحتذى به وأيضا نغمات يتردد صداها هنا وهناك ...
( وفكرة المراوغة ) ( وسياسة ) العقاب ثم الصفح .. وأسلوب الإختفاء والظهور .. ( وتكنيك ) العنف ثم اللين ( وإستراتيجية ) حرب الأعصاب ( ومنطق ) التأديب ثم الغفران ( وطريقة ) شد الحبل ورخيه .. جميعها أساليب وتقنيات نسائية ابتدعتها حواء منذ قديم الزمان من أجل أن تقبض بكلتا يديها على رقبة أدم المسكين كى توثق إحكام الحبل حول عنقه .. ومن أجل أن توقعه فى شباكها وتضمن بقاؤه حبيسا فى القفص الذهبى مكتفيا بالتحليق فى أرجاء مملكتها الخاصة دونما عبور لحدودها ، وتخطى لأسوارها ...
ولإن أدم بطبعه " عينه زايغة وفارغة وتندُب فيها رصاصة " ، دأب بكل الطرق وشتى الوسائل على الهروب والتملّص و " الفلفصة " من سجن حواء وإبتكر مختلف الوسائل من أجل أن ينفد بجلده .. لكن من يهرب من أقداره !! ، ومن يفر من نصيبه !!
حواء بالطبع لم تسكت ، فقد إبتدعت كل الحيل والشراك اللازمة لإجل الإستحواذ على العصفور الهارب .. وأرى أنها نجحت ، بفضل شئ من الذكاء والدهاء والكثير من الدأب المتواصل والسعى المستمر والإحساس الدائم بأنها طائر مهيض الجناح عليه دوما أن يناضل ويكافح كى يحظى بعش هادئ أمن ..
وقد تكون الطرق التى سلكتها حواء فى كثير من الأحيان ملتوية وغير مشروعة ، يشوبها الغموض وتتخللها الأكاذيب والحيل ، ويعتريها الإصطناع والتكلف ويسودها الشد والجذب ، لكنها رغم ذلك تعتبر ( كروت ) مسموح اللعب بها طالما أننا نتحدث عن العلاقات غير المتكافئة فى مجتمعات غير متوازنة !
وفى قاموس الطب النفسى وفى عرف الدوائر السيكولوجية تنجح الشخصية المراوغة فى الحياة بوجه عام وتنال حقوقها وتحظى بالمراكز والمناصب المهمة ، لكنها تظل مع ذلك تعيش حالة قلق دائم وخوف مستمر وإضطرابا نفسيا ، وعدم إستقرار حياتى ، وهى وإن بدت سعيدة ومبتهجه بحصادها الوفير فى الحياة إلا أن الخوف الذى يسكنها والقلق الذى لا يفارقها يجعلها عرضة للسقوط ... ولأن مجتمعاتنا كافة تعانى صعوبات جمة ، فإن فريق المراوغين يزداد وينتشر نشاطه فى كل مكان ، وتشهد الست نانسى على ذلك !!
وفــى دنيا السياسة وعالم الدبلوماسية ودائرة العلاقات الخارجية ، تكاد الدول الكبرى والبلدان العظمى وعلى رأسها بالطبع بلاد العم سام تتبع نهج " الغندورة " ناسى .. فتراها تكاد تردد مفردات وكلمات أغنيتها ، وتكاد تسير على خطى مبدؤها ( أى والله ) ، نفس المنطق .. نفس السياسة .. نفس التكنيك والخطة .. خذ مثلا ( أمريكا ) حينما تغضب من حليف لها أو من دولة صديقة مقربة إلى قلبها أو حتى من دولة ( خادمة ) تعمل فى محرابها ، وتؤدى فروض الطاعة والولاء ..
ماذا تفعل الست نانسى ( أقصد أبلة أمريكا ) ؟ تكشر عن أنيابها فيتجهم وجهها وتطل أمارات الحنق ثم توقع عقوبة رادعة تعبر من خلالها عن إستيائها وموقفها الرافض ، وإذا ما تحقق مأربها ، نراها وهى تعاود إستمالة الدولة ثانية ، وتخطب ودها لتعود المياه إلى مجاريها مرة أخرى ... هذه هى سياسة تمليص الأذن التى تتبعها ( أمريكا ) تماما كما تفعل ( الأنسة عجرم ) مع حبيبها !! ..
وقد فعلتها الولايات المتحدة يوما مع فرنسا ، حينما أعربت الأخيرة عن رفضها القاطع للحرب على العراق ، فما كان من أمريكا إن أن ملصت أذنيها رافضة شراء حصتها من النبيذ وسائر المنتجات الفرنسية لكنها أبدا لم تهجرها وظلت تستميلها إلى صفها لتعود إلى حظيرة شمال الأطلنطى ... وقد كان !!