بسم الله الرحمن الرحيم


طبعاً طريقه المسابقه راح انزل نبذه عن كتاب معين ..

وراح اسأل عنه اسأله

واللي يجاوب يرسل لي الأجابه رساله خاصه

واول اجابه توصلني صحيحه راح يكون هو الفائز


______________________________ __________________


[ALIGN=CENTER]معلومات عن الكتاب[/ALIGN]


تأليف : بول فندلي
الناشر : شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 21/11/2001
نوع التغليف: غلاف
عدد الأجزاء : 1
الرقم في السلسلة : 0
عدد الصفحات : 396
حجم الكتاب : 17 * 24 سم
التصنيف : العمليات الاجتماعية





نبذة عن الكتاب

تبدأ قصة تعرف المؤلف على العالم الإسلامي - وهو عضو الكونغرس الأمريكي - إلى رحلته إلى اليمن عام 1974 سعياً لاطلاق سراح مواطن أمريكي سجين هناك وتعرف خلال هذه الرحلة إلى الإسلام الحقيقي ، ومن ثم بدأ يتعرف على الأفكار النمطية المزيفة ، والصور المشوهة عن الإسلام والمسلمين ولا سيما في المجتمع الأمريكي .

إن هذا الكتاب - وقبله كتاب من يجرؤ على الكلام - هو إحدى ثمار عهد قطعه فندلي على نفسه بالعمل على كسر حاجز الجهل ، بتصحيح المفاهيم والصور الخاطئة ، وتفنيد الأضاليل التي تسكن أذهان العامة من الأمريكيين ، وفي هذا السياق يحث المسلمين على المزيد من التصدي المنظم لهذه الأفكار النمطية ، وعلى توسيع نطاق انخراطهم في العمل السياسي لتخطي الحواجز واحتلال المكانة التي يستحقونها في المجتمع الأمريكي .



الخلاصة


قراءة في الكتاب

أولا/التعريف بصاحب الكتاب :

يولي فندلي : عضو سابق في مجلس النواب الأمريكي ، قضى معظم حياته في ممارسة السياسة ، عاصر في بداية شبابه بعض مظاهر التميز العنصري ضد السود في أمريكا فأثار ذلك إنزعاجاً عنده ، اشترك في بعض الحرب العالمية الثانية عام1944 في الغزو الضخم الذي حرر جزيرة غوام من اليابانيين ، وعقب استسلام اليابان ، وبعد خمسة عشر شهراً قاد سيارة إلى مدينة ناغاساكي ، حيث ألقيت القنبلة الذرية ، ورأىآثار الدمار فيها ، شارك في عدة مجالس داخلية في أمريكا ، وكان في عام 1961 عضوا في مجلس النواب الأمريكي ، شرع في تحسين علاقة بلاده مع فرنسا وقاد حملات واسعة لتطبيع العلاقات مع الصين ، عين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ، زار مصر في عام 1972 وبدأ التعرف على حقيقة الصراع مع إسرائيل ، حيث عبر عن الأسف لإهمال محنة الفلسطينين ، وقاد حملة للدفاع عن حقوقهم ، مما أدى إلى خروجه عام 1982 من الكونغرس ، أصدر في عام 1985 كتاب من يجرؤ على الكلام يلقي أضواء كاشفة على القوى الصهيونية النافذة في الولايات المتحدة ، ومدى تأثيرها على صانعي القرار ، حيث أحتل هذا الكتاب المرتبة الأولى في أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة في ذلك العام ، وفي عام 1993 أصدر كتاب الخداع ،الذي يفضح الأساطير اليهودية الصهيونية ، ويفند أضاليل القادة الاسرائليين ،ويسلط الضوء على حقيقة العلاقات الأمريكية الإسرائلية ، مركزاً على الأضرار التي تلحق بالولايات المتحدة من جراء انحيازها لإسرائيل ، وقد ترجم الكتابان للعربية ، و نال المؤلف عددا من الجوائز .

ثانيا/أسلوب عرض الكتاب /



يعتمد المؤلف فيه على التحليل والمقابلات والرحلات ، والزيارات التي يقوم بها مع عدد من المسلمين في خارج الولايات المتحدة وفي داخلها .

ثالثا/عرض الكتاب :

يبدأ المؤلف كتابه بكيفية تعرفه على الإسلام ، وذلك بالرحلة التي قادته إلى عدن أيام الحكم الشيوعي ، لإطلاق سراح مواطن أمريكي ، فتعرف هناك على بعض الأخلاق الإسلامية التي عومل بها ، والتزام المسلمين ببعض تعاليم الإسلام .

وبعدها بدأ المؤلف الاهتمام بالإسلام والتعرف عليه ، حيث قاده ذلك إلى السفر إلى عدة دول إسلامية مثل السعودية ، والعراق ، الأردن ، اليمن ، الإمارات ، ومصر وسوريا ، ولبنان ، وغيرها ، إضافة إلى بعض الدول غير الإسلامية والتي التقى فيها عدداً من الدعاة والقيادات الإسلامية مثل جنوب أفريقيا وإنجلترا ، إضافة إلى موطنه الولايات المتحدة الأمريكية ،والحقيقة أن هذه الزيارات لتلك الدول وخاصة الدول الإسلامية جاءت بعد صدور كتابه الأول ، (من يجرؤ على الكلام) والذي انتقد تحيز الولايات المتحدة مع إسرائيل ، حيث دعي لإلقاء كثير من المحاضرات فيها ، فكانت فرصة للتعرف على المسلمين أكثر .

أسباب تشويه صورة الإسلام في الغرب :

نستخلص هذه الأسباب من كلام المؤلف ، ومرئياته وبعض الوقائع الحاصلة :

1- دور اللوبي اليهودي في إعطاءالصورة السيئة عن المسلمين، وتصوير إسرائيل أنها دولة ضعيفة ، وأن العرب والمسلمين يهددون وجودها .

2- الحديث عن الأخلاق اليهودية والمسيحية في المجتمع الأمريكي ، وأنها الأخلاق العالية المقبولة ، واستبعاد وعدم ذكر الأخلاق الإسلامية ، ويذكر المؤلف لذلك عدة قصص ، منها : ما كانت تحكيه لهم معلمته في صغره ، عن المحمديين (أي المسلمون ) وأنهم بدو قساة القلوب لا أخلاق لهم ، وبسبب إحجام المسلمين أو غيرهم عن تصحيح هذا التصور ، أصبحت اليهودية والمسيحية في نظر الأمريكي أنموذجاً للتقدم والحضارة والأخلاق ، وأصبح الإسلام أنموذجاً للقوة المتخلفة والخطرة في الشرق العربي .

3- ربط الغرب الإسلام بالإرهاب والتعصب ، وإستعباد المرأة ، وانعدام التسامح مع غير المسلمين ، والعداء للديمقراطية ، وعبادة إله غريب وانتقامي .

4- خوفهم من خطر إسلامي متنام ، وخوفهم من الحرب الإسلامية الغربية القادمة، وتغذية اليهود لهذا الخوف ، حتى لا ينقص الدعم لإسرائيل .

5- نظرة الغرب إلى (طالبان ) أنها دولة إرهابية لا تحترم حقوق الإنسان ، (وقد تأثر المؤلف بما تناقلته وسائل الإعلام الغربية حول طالبان ) .

6- دعوة بعض المسلمين إلى قتل الأمريكين باعتبارهم أعداء ، وقد أشار المؤلف إلى وجود حذف في البرنامج ، وحذف بعض الكلام ، حيث كان التهديد إلى الجسم العسكري الأمريكي وذلك لوقوف أمريكا مع إسرائيل ، وقصف أمريكا للسودان وأفغانستان 1998م .

وكان العداء قد إزداد من قبل في عام 1996م بعد أنفجار اكلاهوما ، رغم أن الذي قام به غير مسلم ، فإن وسائل الإعلام قد استغلت الحدث في تشويه صورة الإسلام ، وازداد هذا العداء في عام 1999م عندما جاءت بلاغات إدارة كلينتون التحذيرية حول هجوم محتمل قد يشنه إرهابي مسلم في رأس السنة الجديدة !!

من صور تشويه الإسلام في الغرب :

من الصور التي أوردها المؤلف في تشويه صورة الإسلام ، هو ربط الأعمال التي يقوم بها المسلمون بالإسلام ، حيث يورد المؤلف أن هناك العديد من المنافقين بين قادة المسيحيين، لكن الإسلام بخلاف الأديان الأخرى يربط في الأخبار والتقارير والمقالات بالعنف باستمرار ، حيث أنه من النادر ما تذكر ديانة الفاعلين عندما ترتكب أعمال مروعة على أيدي أناس ينتمون إلى ديانات أخرى ، فلم تنشر التقارير مثلاً عن المذابح المرتكبة ضد أبناء كسوفا بأنها أعمال أرتكبها الصرب الأرثوذكس ، وأن الفلسطينين يقتلون بأيدي اليهود. ومن تلك الصور ، إصدار بعض الأفلام عن الإرهاب وربطها بالإسلام مثل فيلم (الجهاد في أمريكا )، حيث كان هذا الفيلم خليطاً من التكهنات السوداء والغمز التحريضي ، ومشاهد خاطفة مقلقة لأناس غرباء مسعورين ينشدون الأناشيد الغريبة بصوت عال ، وقد نشر هذا الفيلم ضباباً من الرعب في أنحاء البلاد ، وولد عدم ثقة بمسلمي الولايات المتحدة .

الأسباب التي جعلت المؤلف يهتم بالإسلام :

من خلال استعراض الكتاب نجد أن المؤلف كانت له عدة أسباب للاهتمام بالإسلام وهي :

1- قضية فلسطين ، وصراع اليهود معهم ، وانحياز أمريكا مع إسرائيل ، وهجماتها ضد لبنان وإزداد هذا الاهتمام بعد كتابه (من يجرؤ على الكلام ) .

2- الافتقار إلى الحقائق عن الإسلام ، واعتماد الناس على حقائق مغلوطة عنه ، فهذا مما حدى بالمؤلف إلى مقابلة الشخصيات الإسلامية ، والتحادث معهم والتعرف على الإسلام عن قرب .

3- اهتمام المسلمين بشعائر دينهم خاصة الصلاة ، وقد ذكر المؤلف عدة قصص جذبته إلى التعرف على هذا الدين ، ومنها أنه لما كان ماراً بالقرب من مدينة الرياض عام 1988م شاهد راعياً يركع بمفرده مؤدياً صلاة الظهر ، ثم لاحظ داخل المدينة رجلاً يصلي صلاة العصر بمفرده داخل ورشته . وغيرها من القصص التي ذكرها .

4- لقاؤه برجال الأعمال المسلمين الذين كانوا محافظين على شعائرهم الدينية حتى داخل مكاتبهم ، وقد ذكر المؤلف عدة مواقف معهم في المملكة العربية السعودية.

5- اهتمام المسلمين بالقرآن الكريم وحفظه، بعكس المسيحية ، حيث شاهد عدة مسلمين يحفظون القرآن عن ظهر قلب ، بعكس المسيحيين أو حتى القساوسة الذي لا يحفظون الانجيل ، أو فصلاً من فصوله .

6- اعتراف المسلمين بالأديان الأخرى اليهودية والنصرانية .

7- انبهاره بما سمعه عن الحج ، وما فيه من تجربة المساواة بين الأجناس .

8- حسن الضيافة والكرم الذي يتمتع به المسلمون تجاه أضيافهم .

9- الترابط الأسري بين أفراد الأسرة المسلمة ، ورعايتهم لكبار السن وتكريمهم واحترامهم ، ومعارضة كثير من المسلمين ايداع آبائهم وكبار السن في دار الرعاية والعجزة ، بعكس المجتمعات الغربية .

من النتائج التي توصل إليها المؤلف :

لقد كتب المؤلف هذا الكتاب كما ذكر ليس من أجل هداية الكفار إلى الدين الإسلامي ، وليس إلى تصحيح فهم الدين الإسلامي فهماً صحيحاً ، ولكن الهدف منه إزالة الصورة المشوهة للإسلام لخلق تعاون وتفاهم وتسامح مع الأديان الأخرى ،ثم إن هناك أمراً مهماً نبه إليه الكاتب ، ونحن ننبه له أيضاً حتى لا يقع القارئ في لبس من بعض الأفكار التي يطرحها المؤلف ، وهذا التنبيه هو قوله (إنني أقدم الإسلام في هذا الكتاب كما يفهمه أولئك المسلمون العاديون ، في حين أنني أعرض فيه نقاط اختلافهم بشأن بعض مسائل العقيدة والممارسة ، أعرض وحدتهم حول المبادئ الأساسية التي تتقدم على كل ما عداها.)

فمما تقدم من كلام المؤلف وبعد استعراض الكتاب ، نجد أن المؤلف قد يقابل بعض المسلمين أو كثيراً منهم ، ممن يفسرون بعض نصوص الشرع مع ما يواكب بعض المجتمعات الغربية ، أو محاولة انهزامية أمام بعض الدعاوى الغربية ، مثل قضية الحجاب ، والزواج من الأربع على ما سنعرضه في الملاحظات ، والمقصود أن المؤلف عرض الإسلام وأنصفه بصورته العامة أنه دين عظيم ودين رحمة ، ودفع عنه الاتهامات الباطلة التي وجهت إليه بصورة عامة ، وأنه قد يفسر بعض الأمور بأنها من الإسلام وهي في الحقيقة ليست من الإسلام بسبب تصرفات وعرض بعض المسلمين لها أنها من الإسلام ، مثل رؤيته لبعض المسلمات غير محجبات ، أو ما قيل له من بعض المتساهلين ، ثم إنه قد يدافع بشكل غير مباشر عن بعض القضايا التي تبناها الإسلام وتخلى عنها بعض المسلمين مثل الحجاب، والزواج بالأربع ، بأن ذلك كان موجوداً في الديانة النصرانية ، ولا تزال بعض الطوائف تعمل به ، وسوف نذكر في الملاحظات جملة من الأمور التي ذكرها ، أو عملها بعض المسلمين في أمريكا وغيرها ظناً منهم أنها دفاع عن الإسلام ، وفي حقيقتها أنها تنازلات .



وسوف نستعرض الآن بعض النتائج التي ذكرها المؤلف متناثرة في الكتاب بعد استخلاصها وترتيبها :

1- إن الإسلام دين متأصل في السلام والانسجام ، والمسؤولية العائلية ، واحترام الأديان والتواضع لكل البشر ، وإن الإسلام دين عالمي متعدد الثقافات والأعراق .

2- يرى المؤلف أن الإسلام الذي يجب أن يكون هو الإسلام (التنويري) الذي يمكن أن يتقارب مع الأديان السماويةالأخرى في العقيدة وغيرها ، والظاهر أن المؤلف قد يتبنى هذا الرأي ، وإزداد تنبيه بعدما وجد من بعض المسلمين الدعوة إلى التقريب بين الأديان .

3- من النتائج التي توصل إليها المؤلف من خلال دراسته للإسلام والتعرف عليه ، أن مبادئ الإسلام ومبادئ الحكم الإسلامي تعزز الدستور الأمريكي أكثر مما تهدده .

4- يرى المؤلف أن الإسلام يمكن أن يزدهر في الولايات المتحدة ، وذلك من خلال دستورها الذي يعين المسلمين على أداء شعائرهم ، وحرية العبادة ، بل حتى إنه يقول أن دستور الولايات المتحدة يحتوي على عناصر أساسية في نظام الدولة الإسلامية ‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‌‍‌‍‍‍‍‍‍.

5- إن الإسلام أعطى المرأة حقوقها ، ومعظم التمييز الناشئ إنما هو عن العادات الوحشية وعن الشوفينية الذكورية لا عن الكتاب والسنة ، وإن الإسلام أعطى المرأة حقوقها ، وجاء بتحريرها من عبودية الجاهلية .

6- إن الإسلام أعطىحق الطلاق (لزوجين غير مؤتلفين ) ،ويرى أنه أفضل من الاستمرار ، بعكس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية التي حرمت الطلاق على مدى القرون ، فأدى ذلك إلى أحد أعظم الانشقاقات في تاريخ المسيحية .

7- تميز المسلمون عبر الزمن بالحفاظ على تقاليدهم وأصالتهم السابقة ، رغم التطور الحضاري والانفتاح ، بعكس الغربيين الذين تخلوا عن كثير من تقاليدهم ومبادئهم .

8- من استنتاجات المؤلف حول دول المسلمين في أمريكا ، وتأثيرهم على نتائج الانتخابات الداخلية ، والانتخابات النيابية والرئاسية ، حيث أظهر مدى فعالية الجالية الإسلامية في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة ، ونقل عن بعض المحليين أن المسلمين الناخبين ، إذا أظهروا إنضباطاً في مثل هذه الانتخابات المتقاربة ، وجعلوا طائفتهم تقبل على الانتخابات ، ثم صوتوا ككتلة واحدة ، وأعلنوا عن تصويتهم ، فإن الولايات المتحدة لن تكون أبداً هي نفسها التي تعرفها اليوم ، ويمكن أن يمارسوا ضغطا سياسا مستقبليا ، وعرض المؤلف أنه بعد الخطوات التي أدت إلى تنسيق موقف المسلمين ككتلة واحدة ، أورد تحليلاً من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية مفاده (أن جميع المرشحين الذين انشغلوا بمهاجمة المسلمين في حملاتهم الانتخابية منوا بالهزيمة ، وكان للمسلمين الفضل في صعود الرئيس (بوش الابن ) إلى الرئاسة ، وأن فارق أصواتهم في ولاية فلوريدا هي التي أنقذت الرئيس من الهزيمة ، وكان هذا كله نتيجة العمل المضني في السنوات السابقة بتوحيد تكتل المسلمين من قبل قيادات الاتحادات الإسلامية ، وخلص المؤلف إلى أن المد الإسلامي سيكون أكبر في الانتخابات المقبلة إذا راعينا نسبة المواليد عند المسلمين التي تفوق المعدل .

9- عرض المؤلف بصورة منصفة وحيادية ، أن الحكام المسلمين لم يمارسوا من الاضطهاد الديني ، في وقت من الأوقات ، ما يقارب المعاناة المريعة التي قاساها غير المؤمنين في محاكم التفتيش المسيحية ، ولا ارتكب الحكام المسلمون ما يشبه المجازر الجماعية التي ارتكبها الصليبيون المسيحيون بحق المسلمين ، ولم تشهد عهود الإسلام أي سلطة إسلامية دينية تنظر في إيمان المرء وتمحص في التفاصيل التافهة كما تجرأت على فعله محاكم التفتيش المسيحية .

10- من أسباب بقاء الأنماط المعادية للإسلام في أمريكا هو واقع المسلمين الأمريكيين الذين مازالوا غير منظمين إلى حد بعيد ، ولم تتبلور قياداتهم الوطنية إلا مؤخراً .

11- ومن أسباب ذلك أيضاً : أن المسلمين ليس لهم تأثير يذكر في قررات تغطية الأخبار بأي وسيلة من وسائل الإعلام ، وقلة الناطقين بإسم الإسلام ، حيث أن الأمر يكيين لا يعرفون إلا زعيم (أمة الإسلام) مع أن كثيراً من المسلمين لا يعتبرونه كذلك .

وصايا عملية وجهها المؤلف : وجه المؤلف نصائح عملية للمسلمين في مواجهة التحدي الذي يلاقونه في الولايات المتحدة وهذه الوصايا :

أ‌- على المسلمين الإعلان جهراً عن هويتهم الإسلامية ، والبحث عن وسائل تمكنهم من عرض حقيقة دينهم على غير المسلمين ، وفي خطوة أولى لابد لهم من أن يجاهروا بإسلامهم مجاهرة يكون سلوكهم الحسن ، وانجازاتهم المجدية ، سبيلاً للتعرف على الإسلام ، ويردون على الذين يسيئون إلى الإسلام من خلال أعمالهم .

ب‌- عليهم أن ينخرطوا في السياسات الحزبية ، حتى يزيلوا تلك التصورات الخاطئة .

خلاصة فهم المؤلف عن الاسلام : ختم المؤلف كتابه بملحق بعنوان- رسالة ودية من جارك المسلم - لخص فيها ما فهمه عن الإسلام وذلك من خلال لقاءاته بالمسلمين على اختلاف أصنافهم ، على ما في رسالته من ملاحظات ، ولكن هذا ما فهمه عن المسلمين أنفسهم . كما بينا سابقاً ، وإليك نص هذه الرسالة .

" رسالة ودية من جارك المسلم :
يملك المسلمون والمسيحيون واليهود كثيراً من النقاط المشتركة . فهم جميعاً يعبدون الإله الواحد خالق الكون ،( الله ). ويعتبر المسلمون والمسيحيون واليهود أنفسهم ابناء الروحيين ، وهم يتعهدون ، كالمسيحيين واليهود ، بالصلاة والسلم والعدل والتآلف والتعاون ،والرحمة، والإحسان ،والمسؤولية العائلية ،والتسامح تجاه معتنقي الأديان الأخرى ، كما يحترمون البيئة.

انتشرت هذه الأديان الثلاثة في أنحاء العالم . وبسبب من الانتشار الجغرافي نشأت طوائف متعددة في الدين الواحد . كل طائفة منها على شيء من الاختلاف مع سواها في تفسيرها الخاص للسياسة والعائلة والملبس والحياة الاجتماعية .

نحن المسلمين نريدكم أن تعلموا :

أن الإسلام والديموقراطية متوافقان ومتكاملان . فكلاهما يقوم على المحاسبة والمشورة والنقاشات المفتوحة والتفويض والإجماع . فمقدمة إعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية تعبر عن مشاعر إسلامية عميقة .

ويجل المسلمون الأنبياء المذكورين في التوراة ،ويخصون يسوع المسيح وأمه مريم العذراء بكل تقدير . ويعترفون بقدسية الأقوال التي أوحي بها إلى موسى والمسيح ، أي التوراة والإنجيل .

إن المسلمين موحدون في الإسلام ، الذي يعني الطاعة والسلام . والخضوع لمشيئة الله ،وعمل الخير يحددان التقوى والإحسان . والقرآن آخر وحي إلهي أنزل ، وهو بمنزلة مرشد متكامل لسلوك الإنسان . وقد أوحي بنصه إلى النبي محمد صلى الله عليه سلم ما بين العام 610و632 للميلاد . ومع أن المسلمين يبجلون محمداً صلى الله عليه وسلم بكونه خاتم الأنبياء ، فإنهم لا يعبدونه .

وللمرأة في الإسلام مثل ما للرجل : لها الحق في تحصيل العلم وامتلاك الممتلكات ومزاولة العمل التجاري وغيرها من المهن ، وخوض معترك الحياة العامة . واحتراماً للأخلاق العامة يرتدي المسلمون والمسلمات ثياباً محتشمة . وإن مارست بعض المجتمعات القمع والتمييز ضد المرأة ، فإن ذلك يكون مخالفة للإسلام ، وليس عملاً به .

ويتولى الزوج المسلم المسؤولية الأولى لتأمين عيش العائلة ، فيما تتولى الزوجة شؤون المنزل والأولاد . والطلاق في الإسلام غير محبذ ، وقد تختلف إجراءاته بين بلد وآخر ، ولكن يمكن للزوج أو الزوجة التماس الطلاق . أما تعدد الزوجات الذي كان يمارس على نطاق واسع في العهود التوراتية ، فإنه موضع قيود محددة بأحكام في القرآن ، وقلما يمارس اليوم ، بل ونادراً ما يمارس إذا شكل انتهاكاً للقانون العام ، كما هو الحال في أميركا .

ويتولى المسلمون الاهتمام شخصياً بأقاربهم و المعوزين . والنساء في الإسلام ، أو المسنون ، ليسوا ملزمين أبداً على العيش وحدهم .

ويلتزم المسلمون القواعد المفروضة عليهم . ولكن مما يؤسف أن بعضهم ممن يدعون الإسلام ، ينتهكون هذه القواعد وينتهكون حقوق الآخرين انتهاكاً فاضحاً ، شبيهين في ذلك ببعض أدعياء المسحية واليهودية . ومن الخطأ تسميتهم بالمسلمين الأصوليين . فهذه تسمية لا يعرفها الإسلام ، وتستخدم في معظم الحالات لبلورة الأفكار المنمطةو المزيفة .

أما الجهاد ، فله معنيان : الأول أنه كفاح غير عنيف بين المرء ونفسه من أجل حياة فاضلة ، والثاني يعني القتال من أجل العدالة ، وهو من أسمى التعاليم الإسلامية . ويمتدح الإسلام الاعتدال ، وينهى عن التطرف والإرهاب والتعصب والقمع والإخضاع .

ويفتخر المسلمون بأنهم أميركيون ، ويأملون أن يكونوا مواطنين وجيراناً صالحين ، بممارسة التزامهم السماح والإحسان والعمل والتعاون والنشاطات المعززة للتفاهم بين الأديان ، من أجل مجتمع أفضل ".

ملاحظات حول بعض القضايا المطروحة :

سبق أن ذكرنا أن المؤلف ، خرج بتصوره عن الإسلام من خلال المسلمين الذين قابلهم ، وللأسف كان بعض المسلمين يتحدث عن بعض القضايا بصورة دفاعية هزيلة ومنهزمة ، فمن تلك القضايا المثارة أن بعضهم حاول طرح قضية التقارب بين الأديان بل ويسعى إليها انظر (ص47،56 ) ومعلوم موقف الإسلام الصحيح من قضية التقارب ، ويمكن أن نشير إلى أن بديل ذلك هو الحوار وفق المنهج الشرعي الصحيح ، ومن القضايا المطروحة أن بعضهم حاول عرض قضية الزواج من الأربع بأنها حالة استثنائية ، أوأنها توافق واقعا معيان أو غير ذلك انظر (ص168 ) ، والواقع المعروف أن الزواج باربع له فوائد اجتماعية مثل أنه يحد من ظاهرة العنوسة وغيرها مما شهد به الأعداء ، بل إن المؤلف قد أقر بوجود هذا الزواج في بعض طوائف المسيحيين ، أما مسألة ختان الأنثى ، فقد صوره بعض المسلمين بأنه مناف لحقوق المرأة وفيه هضم لحقها ، انظر (ص177)،و معروف أن ختان المرأة محل خلاف بين الفقهاء وهو مشروع ، لكن القصص التي ذكرها المؤلف عن بعض النساء المختونات وما تعرضن له من حرج راجع إلى كيفية الختان والمبالغة التي حصلت من الخاتن ،وليس إلى أصل مشروعيته ، أما مسألة الحجاب فمحل اتفاق بين أهل العلم والخلاف في وجه المرأة، ومعروف أن من قواعد الشريعة الحفاظ على المرأة ودرء الفساد عنها، أو أن تفسد غيرها ، ومما يؤسف له أن المؤلف كان قد قابل عددامن قيادات النساء المسلمات وهن غير محجبات، أو اللاتي يغطين رأسهن فقط، بل إن بعضهن قلدن الغربيات في لباسهن، مما حدى بالمؤلف أن يتصور أن الحجاب ليس مفروضاً فرضاً تاماً وإنماهو راجع إلى اختيار المرأة نفسها . أما مصافحة المرأة للرجل الأجنبي فقد عبرعنه بعض المسلمين بأنه لا حرج فيه، و النهي الوارد في ذلك معروف في الشرع، ولو دافعوا عن ذلك بأنه إكرام للمرأة ومحافظة عليها، وبينوا مفاسد المصافحة لكان أفضل من أن يغيروا حقائق الشرع لخوفهم من اتهام الإسلام بالرجعية والتطرف .

وفي نهاية هذا العرض للكتاب نستخلص أن المؤلف قد نظر إلى الإسلام نظرة حيادية ،وكانت كتاباته منصفة حول الإسلام ، مع بعض الملاحظات التي ذكرناها ، ولو قدر للمؤلف أن يلتقي بالشخصيات العلمية التي تعرض له الإسلام بشكل صحيح بعيداً عن التنازلات، لكان عرضه للإسلام أكثر إنصافاً ، ولكان إلى الإسلام أقرب ، ولا يستبعد أن يدخل في الإسلام ، وما ذلك على الله بعزيز .

والله أعلم وصلى الله على محمد