السلام عليكم ورحمة الله
أسعدني جداً عودة الدرر الحمد لله على السلامة
قيمة الألم:
أحاسيس عظيمة طاغية تثور في نفس الإنسان فتطحنه وتسحقه تبدد ذاته ذرات مهما حاول بعدها أن يتصلب .... يتماسك .... يلملم شتات نفسه الضائعة تظل جهوده هباء... في هباء.
ولكن...........
يبقى هناك تساؤل يظل معلقاً في الذهن عن ماهية الألم؟
كيف يفعل فعله هذا في الإنسان ؟
كيف يفتك به كيف يفترسه حتى لا يكاد يبقى منه شيئاً ؟
كيف يكبله ويقيده ويجعله غير قادر على العمل والعطاء؟
وهنا...........
يطل التساؤل برأسه ثانية.... ترى ماهية الألم؟
أن الألم الذي أتكلم عنه أعزائي ليس الألم الجسدي الذي ينبهنا لوجود مرض في الحسم فنندفع لعلاجه املاً في الشفاء:EN:
وأنما هو الألم النفسي الذي ينبهنا إلى عيوبنا فنندفع لإصلاح أخطائنا ,ربما بدافع من الأحساس يالندم أو عذاب الضمير
هذا هو الألم بمعنى الاحساس السامي الذي يميزنا عن الآخرين
ذلك الألم هو النار التي تصقلنا ..... النار التي تجعلنا أكثر صفاء .... النار التي تحول رماد الفحم داخلنا الى ماس لامع براق.
هذه هي قيمة التألم
أما هؤلاء فاقدي الإحساس بالالم عديمي الشعور بالعذاب المجردين من نعمة القدرة على (التألم) ما تلبث أن تحولهم نار الألم الى رماد لا قيمة له .
باختصار شديد:
الألم هو تلك القوة المبهمة التي تنبهنا إلى حقيقة أنفسنا هو الأداة التي تفتح عيوننا الى بشاعة أخطائنا(أن وجدت) فنعمل جاهدين على التخلص منها
وهو القوة المحركة التي تجعل عقولنا تسيطر على أنفسنا فتجعلنا نتراجع ونفكر ونتصرف بطريقة صافية ونقية.
ومن هنا تنبع السعادة الحقيقية فنحن عندما نتألم نصبح أكثر عطفاً على الآخرين أكثر تسامحاً معهم أكثر أحساساً بوطأة آلامهم وبالتالي أكثر أنسانية(F)
لكل منا عيوب وأخطاء فالنحاول جاهدين بكل ما أؤتينا من قوة لعلاج تلك العيوب والأخطاء .لنقف وقفة صدق مع أنفسنا ونصارحها بتلك الأخطاء لنتغلب عليها .