السلام عليكم ورحمة الله ،،،





السقا.. توصيل المياه للمنازل وري العطش حرفة





السقا من المهن القديمة التي كان كثير من الناس يمتهنونها في الماضي لتوصيل المياه إلى البيوت كل صباح، ليروي

عطش أصحابها وبأجر زهيد يتقاضاه في آخر كل شهر.

وكانت هناك وسيلتان لتوصيل المياه إلى البيوت؛ عن طريق الزفة حيث تحمل على الكتف، والأخرى بواسطة

الحمير "اكرمكم الله " التي تجر العربة وبها برميل الماء.



القربة والزفة والعربة

يقول صالح فته: إن السقا يمر على البيوت كل صباح بواسطة القربة وهي المعروفة التي تصنع من جلد الماشية،

أو الزفة وهي صفيحتان من التنك (تنك السمن)، يوضع فيهما الماء وتتصلان هاتان الصفيحتان بعضهما البعض

بواسطة قصبة من الخشب تسمى عود الزفة أو البومبة، وهي عصا غليظة في طرفيها سلسلتان من حديد لتعليق

الصفيحتين فوق كتفي السقا، أو بواسطة عربات تجرها الحمير" اكرمكم الله " ، وكان ثمن البرميل الواحد لا يزيد

ولا يقل كثيرا عن 100ريال
في الشهر.





وكان عدد الساقيين لا يزيد عن العشرين، وكان كل سقا يملأ الماء من الأشياب ما بين 8 – 10 مرات

(ردود)، وكان الرد الواحد بريال ونصف ولا يزيد عن الريالين، أما الزفة فكانت تباع بـ4 قروش، وكان كل سقا يقوم

بوضع شخط "خط " يكتب على الجدران من الداخل في كل بيت بقطعة من الفحم بعدد براميل وزفات الماء التي أوردها

دون أن يخطر على باله أن صاحب الدار بإمكانه أن يمسح أو يتلاعب بها، حيث كانت الثقة المتبادلة هي عنوان تعامل

السقايين مع أصحاب البيوت.



آبار وأودية

ويقول سالم الحمياني: كان السقا يمر على البيوت يوميا لتوزيع الماء، حيث يبدأ من بعد صلاة الفجر إلى قرابة المغرب،

وكان صاحب البيت ينبه عليه بزيادة الماء إذا كان لديهم غسيل للملابس أو مناسبة، فيحتاج صاحب البيت الى كميات

كبيرة من المياه، وأكثر ما يكون الحاجة إلى الماء يوم الجمعة، لأن أكثر البيوت تقوم بالغسيل في ذلك اليوم.

وأضاف شرف الزايدي: كان السقا يجلب الماء أحيانا من مياه الأودية الجارية بالسيول، والآبار المحفورة يدويا،

وترفع المياه بواسطة الدلو والحبل أو عن طريق السواني أو الفضية التي تحفر على حافة الوادي أثناء جريان السيول،




( السواني )

وكان استهلاك المياه في ذلك الوقت لا يقارن بوقتنا الحاضر، حيث زفة أو زفتين تكفي لذلك اليوم من شرب وغسيل وطبخ.



وايت بدون زحام

أما محمد الهارون فيوضح أن السقا في القدم كان مثل وايت الماء الآن، ولكن في ذلك الوقت لم يكن هناك زحام

أو انتظار أوقات طويلة، فكل سقا يمر على البيوت التي اعتاد توصيل الماء لها بشكل يومي، بدون تأخير أو توانٍ،

وكان إذا مرض أحد الساقيين أو تعرض لظرف طارئ استعان بزميل له في إيصال الماء إلى زبائنه من باب التعاون

بين ابناء المهنة، ولعلمهم بأهمية ما يقومون بعمله.






( زير )


~*~*~*~*~*~

دمتم بخير