أحد المساجد في مصر
القاهرة - أميرة فودة
عاد الجدل من جديد في مصر حول مدى شرعية استخدام مكبرات الصوت، "الميكروفونات"، في رفع الأذان في المساجد، وذلك بتأكيد وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق قبل يومين على أن الدعوة الإسلامية انتشرت في كافة ربوع العالم على مدار 13 قرناً ونصف دون الميكروفونات.

وبينما اعتبر زقزوق انتشار الظاهرة "بدعة ليست من الدين وتمثل إساءة بالغة للإسلام، وتقدم أسوأ صورة له ولحضارته"، أكد عدد من كبار العلماء وفقهاء الدين أن رفع الأذان من شعائر الإسلام، وأن الهدف منه هو إعلام المسلمين، ومن ثم وجب استخدام مكبرات الصوت لتحقيق ذلك الغرض.

وكانت وزارة الأوقاف قد أقرت مشروعاً لتوحيد الأذان، وأعلنت تطبيقه في عدة مناطق في محافظة القاهرة مع حلول شهر رمضان المنقضي، إلا أن ذلك لم يتحقق رغم تأكيدات وكيل أول وزارة الأوقاف المصرية لشؤون مكتب الوزير عادل مجاهد على نجاح التجربة وتطبيقها فعليا، وهو ما نفاه سكان حيي مصر الجديدة ومدينة نصر، اللذين شهدا تجربة وزارة الأوقاف في بدء تطبيق الأذان الموحد، وقالوا إن الأذان انطلق من كل مسجد على حدة دون توحيد.

غير أن زقزوق لم يتطرق في خطابة للأئمة مساء الإثنين الماضي على الإطلاق إلى فشل تجربة تطبيق الأذان الموحد.
رفع الأذان من شعائر الإسلام
رفع الأذان من شعائر الإسلام
وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا الفقيه الدكتور محمد رأفت عثمان لـ"العربية.نت" إن إقامة الأذان في أوقات الصلاة يعد واحداً من شعائر الإسلام، وليس بدعة كما يقول زقزوق، حيث أن وظيفة الأذان هي إعلام المسلمين بحلول وقت الصلاة، ومن ثم لا بد أن يرفع صوت الأذان حتى يتمكن المسلمون من سماعه بوضوح.

إلا أن عثمان أكد أنه يصح منع الميكروفونات من إذاعة الصلاة نفسها ويكتفي بإذاعتها داخل المسجد، بحيث يسمعها جيداً من أتوا لإقامة الصلاة جماعة، حتى يتمكنوا من متابعة الإمام في أقواله.

وأشار عثمان إلى أن هناك بعض الممارسات الخاطئة في عدد من المساجد، منها تشغيل الميكروفونات أثناء الصلاة، مؤكداً أن تلك الممارسات لا يمكن أن تكون حجة لمنع رفع الأذان في كل صلاة من الصلوات الخمس.
فوضى الأذان
من جانبه، أشار المفكر الإسلامي والأستاذ بجامعة الأزهر الشريف الدكتور عبد الغفار هلال إلى ضرورة تحديد مسجد واحد في كل منطقة، على أن يكون أكبر المساجد، لرفع الأذان بمكبرات الصوت، على أن تكتفي باقي المساجد الأخرى في نفس المنطقة بسماع أذان المسجد الكبير دون الحاجة إلى استخدام مكبرات للصوت في الأذان، وذلك حرصاً على توحيد المصلين في وقت واحد والقضاء على ظاهرة تتابع المساجد في رفع الأذان بما يسبب تشويشاً وضوضاء.

وقال هلال إنه يوجود أكثر من ألف مئذنة في محافظة القاهرة وحدها، كما أن بعض المساجد لا تتجاوز المسافة بينهما 100 متر. لكنه أكد أيضاً عدم جواز منع إقامة الأذان بالميكروفونات في الصلوات الخمس، وحث على أن يكون ذلك فقط في أكبر مساجد المنطقة.
"لا تغلقوا أبواب الرحمة"
إلى ذلك، قال وكيل الأزهر الشريف سابقاً الدكتور محمود عاشور إن كلام زقزوق غير شرعي، مؤكداً أنه لا بد أن يرفع صوت الأذان في سماعة خارجية ومكبرات للصوت لإعلام الناس بوقت الصلاه ودعوتهم للصلاة في المساجد، وذلك على أن تكون شعائر ما بعد الأذان بسماعات داخلية فقط يسمعها المصلون داخل المسجد.

وأضاف عاشور أن "ترك صوت الله يرتفع في الأذان سوف يرفع عنا العذاب، فلا تغلقوا أبواب الرحمة".