ها أنتِ وأنا ... قد جللَنا اليأس بعباءته ، فخلع من قلوبنا كل أماني البقاء ... حتى صار ذكري عند قلبكِ كلسعة العقرب في رجل الحافي الخائف ... بل كنشيد الموت في أذن المرتقب لخفقة البَين ... بل كصوتي الآن لو اقترب من أذنكِ !يلذ لناظري منها جمال *** وقلبي في محبتها شهيد
أواه من دنيا تلتذ بسقيا الأكدار ، وتزف للحاضر فيها قدرًا لا تجافيه الأسقام ...
ثم يظل ينبض يومي ببقايا الذكريات !
أليمة هي ... كآخر نفَس لغريق ... كمصافحة شفرة القاتل لصفحة الهناء المتهالك !
لكن ... ليس عليكِ من عتب ... ولا على الزمن من شيء ...
ولو أني فقدتُ من الأيام ساعاتها ، وأمسى التساؤل لا يفي بمكنون الفؤاد ، وعادت هشيمًا تلك الأحلام ... واقترب الوعد الحق !
وإنما يكفيني منكِ بسمة في خاطرات الغيب ... أو لمحة في سكنات الضمير ... أو دعوة عند الرحيل ... بل يكفيني تكفيني بذكراكِ ...
تذكريني فقد كنتُ يومًا ...