اولا...

((والأغاني دوم بيك يذكرني
والليالي شوق سكتة يذوبني))

وتسافرين..... وتتركين قلبي يتيم للمرة الألف
وتسافرين..... و أبقى متعلق بأهداب الخوف والحنين القاسي
يا لك من طفلة أتقنت تعذيب من هم اكبر منها!!!
كم أهواك....
متى تنتهي العطلة والتدريب اللعين ....وإذا انتهت فأية حجة سأملك لزيارتك؟
احبك و اتمناك يا حبيبتي ...ابتعدت جدا...ويح قلبي المثقل بهذا الحب المتكبر
اصبح الباص يلوح بالأفق وأخيك هذا المتعجرف يرافقك كظلك كأنه حارس آلهة....متى تعودين...؟

((وعلى الشواطي ارسم عيونك مكاتيب و صور))

و فؤاد سالم يميتني آلاف المرات واشتاق لك وأنت تبتعدين..ايه أيتها “السماوة| افرحي اليوم بمقدمها..إنها آتية بعد نهاية النصف الدراسي الأول..كيف سينتهي هذا الشهر ..ليتها رسبت بدرس أو درسين حتى تبقى لاداء الامتحان قبل الدوام الفعلي..و لكن من أين يأتيها الرسوب هذه المتشيطنة التي تدخل بين شعر رأسي وغلاف جمجمتي...
كيف سأسلو غيابك يا ترى؟!
سأحاول….
اكتب لك قبل أن نتوجه إلى الهور لقص القصب والبردي..يقولون أن هناك آلاف الألغام التي زرعها الإيرانيون في مياه الهور..لا أريد أن أموت..أموت و لا تكوني لي..لا لا لا ..قمة الظلم.
سأستبسل لكي أكون “جبانا” و أعود لك !!!
ماذا تفعلين الآن يا ترى في ساعات الصبح الأولى..أنا ..أفكر بك..و هل توقفت عن التفكير بك..كيف تمكنت مني وأنا ألف كل فتيات الهندسة والصيدلة والعلوم والتربية والزراعة و أعطى مواعيد بالجملة..و أين سيجدن شبيه حسين فهمي كما تنعتيني استهزاءا ..إذن لماذا حسين فهمي هذا لم يجذبك أنت؟ مترفعة؟ أي والله حقك..و هذا الترفع..كسرني..خذلني..حين يأتي من طفلة جاءت للجامعة قبل عام..أعوامها الثمانية عشرة مبعثرة بين الطفولة والانوثة و تعشق السندباد واعتقد إنها ما تزال تشرب حليبها الصباحي مع البسكويت..كيف وأنا بأعوامي الأربعة وعشرون تفتك بي خيالاتي نحوك؟
"يالله إخوان...وصلنا..انزلوا..و لا تنسون تنزلون اليطغ وياكم.."(اليطغ..فراش الجنود المتنقلين وغطائهم)
نزلت الباص..
المرة الأولى التي أرى فيها الاهوار...إنها ساحرة كالبندقية الإيطالية...لا والله أحلى..لابد أن اصطحبك إليها يوما..و من ثم اصطحبك للبندقية الفعلية..سنزورها معا..أعدك .. وهل للاماكن الحلوة طعم بدونك؟
"يالله يا معود ..د تحرك..شبيك وقفت مثل الصنم؟"
"هاي شبيك ؟ منو صنم؟"
"انتة؟ ما تشوف روحك شلون تضرب صفنات..؟"
"زين يابة بس لا تدفع ..على كيفك"
خطوت نحو العريف موفق..
غمغم العريف...
"آووه..طلاب الجامعة... النستلة و الجكليت..هذولي وين والجبهة وين..هسة إذا صرخ يمهم عتوي يبولون على أرواحهم.."
سمعته ..و غضبت و ركبني عفريت
أمسكت بمعصمه...
"نحن لا نخاف..اسمع ..لا عتوي ولا بزون..افتهمت..؟ وهذا الكلام عيب..مثل ما انتم رجال هم احنه رجاجيل"
بيني وبين نفسي قلت :
"اوهوو..هاي أولها..الله يستر من تاليها..."
أنت..أنت..أنت..في بالي..اعتقي..دماغي ولو لثواني..ما بالي لا أخطو إلا نحوك...هل أنت لغم..ربما..ليتني أتفجر بك فأختلط بك..فأموت بك..وانتهي وتنتهين
تلوحين لي..من بعيد بشعرك الصبياني...وقوامك الأرق بين كل إناث الجامعة..أريد أن أتغلب على ذاكرتي فأمحوك منها ولكن هنا السؤال كيف؟
ماذا تفعلين الآن..اقترب الظهر..تطبخين..تتثاءبين كقطة بيتوتية..أموت في تثاؤبك..ماذا أنت فاعلة الآن
"حبيب..يالله قوم اجة الآمر"
"وإذا اجة الآمر..منو آنا؟ ..قابل ضابط التوجيه السياسي...؟؟"
"اوهوو..لا تتعيقل علي..قوم يريدون يسوون بينا تعداد"
نهضت ..نهضت وأنت تربضين على صدري ولا تدعيني أحرك رجلا
نهضت متثاقلا...كان الآمر حاد التقاطيع...عميد ركن عواد عبد المجيد المعروف بقسوته و أكيد اخبروه إن هذه الوجبة من المتدربين من طلاب الجامعات المتميعين..و كانوا فعلا هناك مجموعة من المتأنقين والمهندمين..و أنا لا ادري أين أغلقت الزر الأول من الأخير من القيافة...أنت في بالي تقتحمين التسلسل فلا اعرف مواقع الأزرار كالأهبل

((تحنن دوس فوق الروح
واحسبها علي منة))

تحنني و دوسي فوق روحي....تعذبني كلمات فؤاد وخيالاتي التي تحملك كأمراة حامل لا ادري متى تضع حملها...اخرجي من دماغي وألا دست لغما...و لا ادري أين نهايتي أو نهايتك
لماذا أخوك لم يلتحق بالمعسكر التدريبي..هذا المتعجرف ..؟
"عبالك أبوه قائد قوات ذاك الصوب..هذولي الطلاب المستجدين ينراد الهم واحد يلوي أيدهم و يردعون"
هكذا رددت مع نفسي ..حتى لو كنت ستقرئين هذه الأوراق فيما بعد أخوك متعجرف و متعجرف ومتعجرف

((الي الله بعد عيناك يمسافر على الغربة..الي الله
و يلي ما حسبت احساب فرقتنا اشكثر صعبة ...الي الله))

أهواك يا طفلتي.. ولا ادري متى سأراك..هذه الساعات الأولى يهدني الشوق فيها وأنت بعيدة و لا ادري ما أنا فاعل بباقي الأيام
وقفنا طابورا..استلمنا الملابس والرشاشات...
أحببت المشاكسة قليلا..وقفت بميلان...وجاءني صوت صارخ من الخلف ...
"أوقف عدل..لا اجي اعدلك"
واستعدلت...لا أريد أن أصاب بأذى لاجل أن أعود إليك ...
تراءى لي أن هذا الصوت خلفي بمسافة ملميتر
استلمنا ملابسنا وسنبدأ بعملية قص القصب والبردي من الغد...الجو بارد بعض الشيء..لماذا لم تكوني ضمن الطالبات المودعات..لكنت الآن اكثر قدرة على تحمل بعدك والبرد وهذه المنطقة النائية من الاهوار...تتفننين في تجاهلي...لماذا؟ قد يكون كرها..لكن لا ..قلبي يقول عكس ذلك...انت لا تكرهينني ولن تفعلي...

((ترافة
و ليل
ودق ريحان
يا اسمر لا.... لا تواخذني
يلن كل دقة من حسنك
شتل ريحان... شتل ريحان للجنة))

أية ترافة تحملين في صفحة وجهك الطفل وأي تساؤل دائم تحمله عيناك وأية فرص ضيعتها أنا دون انظر فيهما عميقا

((ليالي و دق نحر حدار واحنة الشوق ناحرنا))

وينحرني شوقي إليك..اتلفني..أخاف أن اذوي..أنا الصلب..أمامك...لا اظن سأقوى على بعادك يوما اضافيا..يا الله رحماك...بعضا من القوة يا رب..يا رب لا تدعني اكون هشا امام نفسي فأحتقرها..يا الهي انها فتاة كباقي الفتيات ..فلا تدع سبلا تفتح في مخيلتي وتعذبني..يا الهي عبدك ..هذا عاشق و مكابر...فأرحم به

((تحنن دوس فوق الروح ..واحسبها علي منة
اطكن ورد من تجزي و ألف نمام يتحنى
من أشوفك انذر النجمات ترجية لسوالفنا))

انتهى الأسبوع الأول..أخذت كفاي تتصلبان و تمتلآن قروح..أريد أن أحس بالجروح الجسدية لانك استمرأت تجريح روحي يا بعيدة
رفقا بقلب ذائب بحبك ومسؤول عن ثلاث نسوة...رفقا بقلب يخطو نحو ثلاثينياته يا عشرينية!
المساء جاء متهللا...بالبرد الاهواري..وأنا التحفك في مخيلتي فانام دون حاجة للغطاء الذي يسحبه شيئا فشيئا "عليوي الخبيث...اللي الله جابه وياي"

"حسافة سقيتك بروحي و حسافة العمر ما ورد"

اقرأ ولهك لي بعيونك..احفظه..افهمه..و أخيك..كقائد الكوماندوس حتى في نادي الطلبة يرافقك...لا يترك لي فرصة ولو لقول صباح الخير...متعجرفين أهل السماوة..
"عبالك نازلين من السما بقفة...أهل ثورة العشرين هذولي يخوفون"
آنا من السماوة ..بس بعد مو مثلكم..كل الناس صحباني من فراش الجامعة إلى رئيس الجامعة..شنو يعني هو التعجرف حلو..بس هم هذولي الطلاب الجدد يبيعون كشخة و بوزات..وتالي يطلعون كلهم راسبين
بس هاي الشيطانة لا ..ما راسبة..سألت عنها..قالوا لي إنها شاطرة..و مستنتجة كبيرة...ربما هذا ما حببني بك..
كيف أميل لك..و كيف يعطيك قلبك أن لا تودعيني في هذه العطلة الربيعية..الآن الرميثة أتخبل أكيد..لا لشيء ألا لأنها تحتويك..و قلبي يخبل..لانه يحتويك

"حبيب..حبيب...أقلك تعرف سلمى المناصير..؟"
اي اعرفها ... شبيها؟ (اي سلمى ..و ألف من سلمى يروحون فدوة لعيونك!)
"اجت تسأل عنك أول أمس ؟"
"وين يعني تسأل عني..؟"
"بشؤون الطلبة..الموظفة سناء أخبرتني؟"
"شتريد؟"
"وين ادري..عيني انتة معجباتك بالكوم واحنة و لا وحدة اتقلبنا...!!!"
"امعود ..د روح..قابل انتة مثلي...؟"
"لا يا عمي منين لي مثلك...؟"

الكل يسألن عني وأنت لا؟ ليش؟ تنازلي ولو قليلا...
و أنت من أريدها..وأنت من ابتغيها...شئت أم أبيت اليوم أو غدا بعد سنة بعد مليون سنة ستكونين لي..
المسألة مسألة صبر ووقت لا غير..و منو بقدي يعرف يصبر..وعلى شنو..على مرة..ولا مو مرة..طفلة "ازغيرونة..."
انتظرك ولو كان آخر يوم بالعمر..أنت لي...أهواك وهذا النخاع يلفظها قبلي وبألف طريقة
تهوينني واعلم انك تكابرين
تهوينني وتخافين أخوك
تهوينني وتخجلين من خوفك من أخوك
أهواك و أهوى خوفك الاحلى

سأعود لك بعد هذا التدريب بكم هائل من الأوراق التي سترفع من منسوب الغرور لديك..لا توجد امرأة لا تصاب بالغرور لمجرد اعترافات رجل أمامها..و مو اي رجل..حبيب الشيخ إبراهيم؟
سأعود بعد العطلة..وتعودين وقد امتلأت بهواء السماوة الحبيبة وامتلأت دماءك قبل معدتك من تمرها الألذ..
تعودين لقلبي ولجدران الجامعة التي أصبحت الآن خرائب دون أن تمسحها عيناك الغاليتين
سأتأنق لك...
ستتأنقين لي
أنت لا تتأنقين؟لماذا؟
ناقمة؟
أم مغرورة؟
أم مكتفية بما وهبك الله..لقتلنا جميعا بلا تأنق؟
لا أدريك ..و لا اعرف كنه تفكيرك..حادة الطباع كنمرة مستشرسة ومستذئبة ..علي أنا فقط..الفقير لله
ذات مرة رأيتك تكلمين مجموعة من الطلبة وتبتسمين,
وأنا يا بخيلة..ابن ولايتك..ابن السماوة تقترين علي بابتسامة...يا بخيلة يا بخيلة..أقولها بحنق
اليوم هو الأخير في التدريب..كل قسوة التدريب و قص البردي وما اعتمل في أيدينا من جروح لم يجعلني أتوقف لحظة عن التفكير بك...
سأعود لك غدا..سأذهب للقسم الداخلي ..سأنظف غرفتي..(لماذا انظف غرفتي..هل ستزورينني؟..يا ليت؟)
سأكوي ملابسي..احلق ذقني..انزل للعشار و احلق شعري..ما هي المودة الجديدة للحلاقة..
"اوهوو ..حبيب؟..شبيك؟..رجعت مراهق؟"
عاد الباص...قاطعا الطريق من هور العمارة إلى العزير إلى القرنة..الى البصرة الحبيبة..البصرة النائمة الملتحفة جراحاتها و جرحاها..لم تنم البصرة..ليلة سليمة..دائما كان هناك من يئن في أرجائها...البصرة التي صارت في قلبي البطين و السماوة الأذين..عشقتها كما لم يفعل السياب أو الخليل ابن احمد الفراهيدي...
وصلنا التنومة..الجسر العسكري مغلق..ليلا..تحسبا من هجوم ..يغلق الجسر...
"انزلوا"..صاح بنا العريف..
"انزلوا روحوا بال(طبقة)" ..
العبارة (الطبقة)..كانت كعجوز تغفو في هذا الليل المتأخر...أيقظنا العامل عليها..و نحن رائحتنا النتنة تنبعث مننا..و الطين الملتصق بأحذيتنا..عبرت الطبقة شط العرب بتهاد اخرس و مقدس كأنها لا تريد أن توقظ السمكات الساكنات بالأعماق..
كنت اقرأ فرحا غريبا يتقافز بين عيون زملائي إذن لم اكن لوحدي من يحسب لك الأيام لملاقاتك..كلهم..يحسبون لك..آووه يا حبيب..انهم لا يحسبون لك..كل يبكي على ليلاه..و أية ليلى املك...ليلى لم تقل لي على مدى سنة سوى صباح الخير أو مساء الخير..بخيلة أنت..قمة الشح يسكن بين إرجاءك
وصلنا الى الطرف الثاني لم ننتظر العبارة أن تستقر على حافة الشط..قفزنا هرولة..ركبنا الباصات التي كانت بانتظارنا...وصلنا الجامعة..كانت التنومة بريفيتها وحنينها نائمة تتوسد شط العرب من جهة والراجمات من جهة أخرى ....يقولون لحمايتها من الإيرانيين!
التنومة الحبيبة...الجامعة الحبيبة..وهذا البناء الذي اصبح يشكل بيتنا واسمه القسم الداخلي للطلاب ويقابله القسم الداخلي للطالبات..هل وصلت اليوم صباحا..هل نائمة في القسم الداخلي
ليت الأبنية تتلاشى...و تتبخر وينكشف ما بداخلها..و أراك
نمت بملابسي القذرة ورائحتي النتنة.. نمت و لم أفي بأي من وعودي لنفسي فيما يخص النظافة والتنظيف

"عمي يهل بلام
حدر و أخذني وياك للي اوده
طوله نبع ريحان وقليبي عنده
حنينا هزنا الشوق ولشوفة اجينا"

هزني شوقي يا حبيبتي...
هزني و دمرني وجئت هرولة الى الأرض التي تضمني وإياك
أتنفس معك هواء واحدا.....لابد انك نائمة

نمت
صحوت فجرا..نهضت للحمام قبل أن يسبقني اليه أحد استحممت..أديت صلاة الفجر..حجزت المكواة..كويت ملابسي...حلقت ذقني..تسللت لغرفة امجد (المدلل)..سرقت شيئا من عطره..استيقظ اللئيم...
"الله يأخذك...ما تشتريلك عطر وتخلصنا...يعني آنه خلفتك و نسيتك؟"

"حدر يهل البلام
بالخورة ذبني
عمي يهل البلام
بالبصرة ذبني
وبفية الصفصاف
ذاك اليحبني
تفارقنا من سنين وهسة التقينا"

اووه ما تزال الساعة السابعة..ما به الوقت لا يمشي..السابعة والربع..يا ربي شأسوي...يالله خلي أروح يم المشرف ..و اسولف وياه شوية..الى أن يمشي الوقت وهم بالمرة أشوف البنات اللي يطلعن من القسم رايحات للمحاضرة ..عسى ولعل التقيك بدون قائد الكوماندوس مالتك هذا...
انتهت الساعات.. ولا طيف منك يبدو..هل تبخرت؟
ألم تعودي من السماوة؟
الكل يعلم اليوم بداية الدوام..وأنت ..أوه صاحبة شعار "خالف تعرف"..أعرفك جيدا...لن تأتي اليوم
لا تجعليني أحس بوجع الانكسار ..لا تزيدي انتظاري لك يوما إضافيا ..فوالله لم اعد أقوى...امشي واهذي و أكلمك..كالمجنون تماما..فأصطدم..بأنيقة كلية الزراعة..منال محمد ..صاحبة السيارة الفارهة..والثراء الموروث ...اخذت تكلم الفقير لله حبيب...
حبيب؟ اشلونك؟
هاي شنو كلش ضعفت....شلون كان التدريب؟
ممتاز...تونسنا...
بس والله صرتوا كلكم زلم خشنين..لازم القصب والبردي ضاف لكم كم سنة..
ليش احنة من يمتة مو زلم خشنين..؟
هاي شبيك ؟ زعلت؟
لا
المهم...انتظرناك بالنادي قبل شوية وما اجيت ..ويمكن الجماعة بعدهم هناك ينتظرونك..أياد..و أمل..والشلة التعبانة إياها..روح والله كلهم مشتاقين لك
والله ما لي خلق..يمكن بعد شوية أمر على النادي

"ليلة عن ليلة اذوبن وانتظر جيتك إهلال
شوقي يكبر يلحبيبة شما غيابك عني طال
طول ما انتي بعيدة
حبك بروحي قصيدة
واحسب الساعة بشهر
يالحبيبة لا تطولين السفر"

اي نادي وأي شلة؟
هل أتأنق و أتعطر و اتحمم وانتظر ومن ثم التقي منال محمد...؟
و أنت؟
أين أنت؟

"بعيدة لكن صدقيني انتي بين اشفافي غنوة
والمسافة مهما تبعد هية هية فرد خطوة"

فات النهار كله دون بارقة أمل بعودتك تلوح..ذهبت لدكتور عبد الرزاق..تناقشنا حول الجدول وضرورة تغييره...وبداية النصف الثاني من العام الدراسي عادة ما يكون الطلاب كسالى بعد عطلة ربيعية ونحن خصوصا بعد أن قضيناها في التدريب العسكري...والعاشقين أمثالي متعبين أصلا بدون تدريب عسكري...
وأنت غائبة و لا ادري أين
سأذهب لاسأل عنك...وليكن ما يكن...يممت صوب القسم...طالبات الصف الثاني..امتلئن ثقة بأنفسهن بعد أن كن في العام الماضي مجرد مستجدات مراهقات قادمات من الثانويات لا يعرفن كيف يتصرفن و أنت..أنت الأكثر ثقة بينهن...لا ادري من أين تستمدين هذه الثقة..لم تتصنعي..تقبلين على محدثك كأن لا غيره في الكون..فيكون ملكا في ثواني...فيتقاتلون للحديث معك..وتلك نبرة الصو ت التي تحمل شيئا من جرس الريف في السماوة..و تلك القصة الغريبة التي تتبعينها في شعرك واستغربها من بنت قادمة من أطراف صحراء السماوة (الرميثة) واعجب..ويعجب كثيرون بك..و أنت لا تبالين..كان ميزانك ذو كفة واحدة..تحشريننا بها كلنا..و أنا ...أنا من سيقفز من هذه الكفة ويجعلها تهبط للارض...
سألت..التقيت عبد الله السعدون..الطالب الراسب في قسمكم و الأكثر تملقا لك...سألته عنك..مط فمه..كفتاة مدللة.."ما ادري..."
فقط..جاوبني بهذه الكلمة.. وقفلت عائدا لالحق بالمحاضرة التي كانت ستفوتني بعد دقيقتين والطريق الى القاعة بعيد جدا..أردت أن امشي هرولة..لكنني حسبت حساب معجباتي (اي عندي معجبات و أنت تعرفين ذلك جيدا!!) مشيت مسرعا..كان هناك منعطف كلية الزراعة علي اجتيازه..وحين أردت عبوره.. .برزت لي كأحدى اشياء السحرة التي نبرز فجأة....شهقت
آآآآه..رجاء
كنت تمشين بتثاقل وهدوء مع شاب اعتقد من قسمك..تحتضنين كتبك..و قمصلتك الشتائية تكاد تجعلك تبدين كالدب..و شعرك أمعنت في تقصيره ..لا بل لم يكن لديك شعر..
شهقت بدون تخطيط
شهقة غدرت بي وخرجت لتسمعينها
شهقت حبا لم يعد بإمكاني إخفائه
رددت ببرود وابتسامة خبيثة حملت معنى واحد فقط
"اعرف كل ما بك..و أريدك أن تذوي حبا .."
ابتسمت...رددت
"بسم الله الرحمن الرحيم ..هاي شبيك .؟ شفت جني؟"
رددت عليك بقسوة...غلفت ولها و حبا
"لا و الله..شفت جنية"
"شكرا..شوي أفسح الطريق"
أفسحت الطريق لك ولمرافقك هذا
ومشيت باتجاه القاعة
وقفت ارقب خطواتك..ارقب كيف تلتفتين كل ثانية لتوجهي الحديث لمحدثك
وقفت اعد نبضات الفرح بقلبي وهو يتهلل بملقاك
هل يا ترى سأنالك..سأثأر من كل هذه اللحظات بك
سأثار لهذه الشهقة التي استهزأت بها
مسألة وقت..أعدت ترديدها مع نفسي..مسألة وقت لا غير يا حبيب...مسألة وقت لا غير يا بنت جمعة...اقسي اكثر..أنصحك..اقسي قدر ما تستطيعين...الحلبة بيني و بينك اوسع مما تتصورين..فأختاري اركانك بدقة..و تأهبي!


ملاحظة : هناك ثانيا....لطفا


مودتي

رجاء جمعة سلمان