[align=center]




غــــــــــ/و غــــالية /ـــيث (قصة قصيرة)


ثالث تجربة قصصية ....اتمنى ان تعجبكم






كانت حيية خجولة ، أميرة القلوب و مليكتها ،سميت غالية ....غالية قبل

خروجها لرحابة الدنيا على والديها اللذين لم يهنآ بها ، احتضنتها الجدة ،

لم تنجب الجدة سوى ام غالية و أخيها راشد ابن العشرين ربيعا ، كانت

الجدة شديدة على ابنها ليكون رجلا بمعنى الكلمة إلا أن اخته كانت

تدللـــه كابنها الذي لم ترزق به ، و ما بين نشوة سعادة الطفلة و قلق و

خوف شديد عليها من كل مكروه مضت السنة الأولى لها كصباح يوم من

أيام يناير مستدفئة بحضن حنان الجدة و الخال، تزوج راشد و لكن بعد

عناء ، فشرطه كان وضع غالية في مقلة العين لا الزوجة عله يرد جزءا

من جميل امها ، مضت سنين أعمارهم ، كبرت غالية و كبر معها ابناء و

بنات خالها ، كانت بلسم أرواحهم ، زوجة الخال كانت كأمها و أكثر

كيف لا و غالية بين يديها ، تخرجت غالية بامتياز في تصميم البرامج ،

عالم البرامج الذي أوصلها لعالم آخر اسمه المنتديات ، سجلت في احداها

باسمها الحقيقي غالية ، فقد كانت تعتز به كثيرا ، غالية هي نفسها في

المنتدى هي ذات الروح و ذات الخلق و ذات الحياء ، وقتها كانت غالية

تترد كثيرا على مبنى كليتها فتعاون مع الأساتذة و الطالبات تطوعا و

حبا لأخواتها ، نشيطة في مشاركاتها بالمنتدى ....مضت اللحظات و

الأيام و السنين حتى اصبحت ثلاثا، وقتها كانت غالية تجتهد في لمساعدة

و مد يد العون للغير بالمنتدى و خارجه بكل ما تستطيع ، معها كبر تعلقها

بأحد الأعضاء ، لكنها لم تبح بما في قلبها لأحد و لا له ، عاشت بصمت

وهما و خيالا ، كانت تتساءل أمتزوجا هو ؟ بلا شك ....ألا ترين أنه

ينادى بأبى عمر؟ حتى أيقنت يوما ما انه متزوجا حقيقة ، تراجعت مؤنبة

نفسها ...الى متى ستعيشين على سراب ؟! لكنها في كل مرة حبها

الكبير له يعيدها لسراب اسمه غيث بشغف و لهفة أكثر ، تدعوا له

بالسعادة و الحفظ و هو لا يدري، هو الآخر في بقعة أخرى من الكون

عاش حبه لها بصمت إلى ان جاء ذاك المساء الذي قالت فيه " أعضاء


المنتدى الغالي ...أستودعكم الله....مسافرة إلى البلد الفلاني في هذا

اليوم" ، على أعقاب ترشيحها من الهيئة التدريسية لحضور احد

المؤتمرات العلمية من قبل كليتها ، و ما كانت إلا لحظات حتى تلقت

رسالة سرابها الذي لم يعد سرابا ، غالية انا أحبك و اريدك زوجة لي و


سأنتظرك بقاعة القادمون بالمطار باكليل من الورد ..انتظرك

انت ....انت التي سلبت قلبي ...انت غالية...لا تتسرعي بالحكم

علي....لست مثلهم ....ألم تعرفينِ بعد ....أريدك زوجة لي ...

سأعرفك بقلبي و انادي أكليل الورد سيبقى لك ....فان سمعت جملتي

هذه ....فأنا غيث...غيث الذي عاش حبه بصمت مذ عرف

غالية ....غالية التي لم يعرفها لكن عرف حقيقة حبه

لها ....أرجوك ....أرجوك ثم أرجوك ....لا تحرميني زواجي اياك " ،

، تمايلت غالية نشوة باعترافه لها .....ثم أجهشت بالبكاء ....بكاء حقيقة

السراب و سراب الحقيقة ، و جاء اليوم الذي اتجه فيه غيث للمطار بأزهى

حله كأنه ابن العشرين ذاك الذي سيزف إلى عروسه القمر ، نظر بقلبه بين

افواج القادمين ، فلم يشعر بقلب حبه بينهم ، كانت يترقب بلهفه و قلب

يزداد في نبضه ، فشعر بنفس النتيجة لم تكن بينهم ، فعاود انتظاره في

مقهى المطار محتسيا قهوته التركية التي يعشقها ، ، مرت 12 ساعة و

هو في انتظار للرحلة الأخيرة لهذا اليوم حتى دخل فوج القادمون الأخير

القادم من دولتها ، بحث بقلب المحب حتى شعر ان تلك القادمة بصحبة

رجل يقارب الخمسين هي غالية لم ير فيها شيئا ....غير السواد....لكنه


أيقن قلبها المحب، فنادى متلعثما محاولا .... تذكر الجملة التي


سيردهها ليسمعها محبوبته ....متعلثما ناسيا... : انا ......انا .....يا

رب تذكرني.....انا غيث.... غيث ....

الودر .....الجوري.....اكليل


الجوري....اكليل الورد... اكليل الورد لها .....لها....،


كان .....لها " تسمرت غالية و اختلطت عليها كل الوجوه و كل

المشاعر قرابة الثلاث دقائق ، مشى الخال و لم يدرك أن غالية لم تدركه

ثم التفت فاذا هي تناديه محاولة مد كفها الايمن الذي تجمد كتلكة جليد

القطبين مجتمعين فأبى : "خــ خــــ".....أغمي على غالية ، أسرع


الخال بخطى سريعة ...اسرع من نبض قلبه الموشك على التوقف خوفا

على وردته الغالية خوفا على غالية ، غيث الآخر سقط اكليل ورده من

يديه المرتعشتين كأنه لم يأت به ، تابع القادمون مسيرهم للبوابة ساحقة

أقدمهم اكليل الورد ذاك ، امتلئت عيناهما بالدموع ، وصل غيث لها بعد

خطاه ...خطى كخطى المسن الكهل الذي يتعلم السير .. قال لخالها

متوسلا اياه و هو لا يعرفه : "... أنا طبيب يا ريت تبقيني


بقربك ...علني....علني ....أساعدك " نقل المسعفون غالية و الخال و

غيث ، في سيارة الاسعاف و لأول مرة رأى غيث حبيبته تلك القمر، تلك

التي صانت جمالها و لم ترِ رجلا قط وجهها ...بثوبها الأبيض البسيط


مسجاة بين الحياة و الموت ، ذاك الثوب الذي ارادت ان تراه مزدانه به

كانت نبضات قلبها تقل تدريجيا ، فتحت عينيها ....فاذا هي ترى خالها

يمسح سيل دمعه الجارف مستغيثا بالله ...متوسلا له راجيا اياه " سلمها

يا رب....يا رب سلمها" ثم التفت لغيث فإذا هو الآخر ذاك القمر ذاك


الذي امتلأت عينيه بأحاديث حب لها ماسحا دموع الآتي المجهول بتتابع

يكاد لا يرَ منه ملامح

وجهه....تمتت ..."خـــ.....خــــ.....خـــا.. ..خــــالي" ..."عمري ..


..انت .... " خــــ" خـــالي... لا تبك علي.....قله له لا يبك .....فانا

الليلة عروس" ثم جهش غيث بالبكاء.... كان هذه الجملة الأولى و

الأخيرة التي سمعها غيث من غالية ، انهار الاثنين بالبكاء ، حاول

المسعف مواساتهم ....بقي غيث بقرب قلبه غالية حتى صلي على

جثمانها و المصلون في اشفاق عليه من خورج روحه من شدة البكاء....

و قبيل انتهائهم من الصلاة فاضت روح غيث و خر بجسده هاويا على الأرض .



[/align]