السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كل عام والجميع بخير
لعلنا الليلة نصطف جميعا في صلاة التراويح .. لننعم بنسائم رمضان جديد ..
اسأل الله تعالى أن يعيننا على قيامه وصيامه ويتقبل من الجميع ..
في أول ليالي التراويح يستفتح الأئمة سورة البقرة ابتداء بختم القرآن الكريم من أول جزء ...
وتلك هي الطريقة الصحيحة عند ختم القرآن ..
أن يُبدأ بالجزء الأول .. لا الثلاثين ..!
فقد سئل الحسن البصري عمن يقرأ السور بعكس الترتيب *التوقيفي* للسور ..؟
فقال ذاك امرؤ منكوس القلب !
فسورة البقرة مدنيه تتحدث في أوائل آياتها عن الطوائف الثلاث التي وجدت إبان تلك الفترة ..
من مسلمين .. ثم منافقين .. ثم الكفرة ..
ثم تشرع الايات في الحديث عن آدم عليه السلام وبداية خلقه ..
فأحببت أن أسلط الضوء بمزيد بيان قد يغيب عن العامه ..
لعلك تتدبر قراءة الامام الليلة أو غد ..
قال الله تعالى { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون }
كيف علمت الملائكة بأن أي مخلوق سوف يسكن الأرض سيسفك الدماء وسيفسد فيها ؟؟
سؤال يسأله كل متدبر لهذه الايات الكريمة !!..
خلق الله تعالى الجن قبل أن يخلق آدم عليه السلام ..!!
وأسكنهم الأرض .. فعاثوا فيها فسادا وسفكوا الدماء على ظهرها ..
لذا قدم الجن على الإنس في قوله تعالى :
{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } ...
فارسل الله تعالى الملائكة تقاتلهم بسبب فسادهم في الأرض .. ونفتهم إلى البحار والمحيطات فأصبحت المقر الرئيسي للجن والشياطين منذ ذلك الحين ..
ثم يقول جل وعلا { وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني باسماء هؤلاء إن كنتم صادقين } ..
سبحان الله ( إن كنتم صادقين ) في ماذا يصدقون ؟؟
عندما أخبرهم لله تعالى عن خلقه لآدم قالوا لبعضهم :
وإن يخلق الله عز وجل خلقا آخر فلن يكون (أكرم) على الله تعالى ولا (أعلم) منا ..!
فكان قوله تعالى ( إن كنتم صادقين ) في أنكم أعلم من هذا المخلوق .. ؟!!
{ قالوا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم }
فهكذا ثبت أن آدم عليه السلام *أعلم * من الملائكة الكرام .. ثم ثبت أنه عليه السلام * أكرم *بعد الأمر الالهي الذي وجه للملائكة بالسجود
لأبينا عليه السلام ..
لكن العجيب سبحان الله ..أن يكون إبليس مع الملائكة وهم ملائكة من نور بينما هو شيطان من نار !!!
ألم يتبادر لكم يااهل القرآن هذا السؤال ؟؟؟
جاء في كتب التفسير أن الله تعالى رفع إبليس إلى الملائكة كرامة لأنه كان الشيطان الوحيد المطيع لله رب العالمين ..
فكان مع الملائكة تكريما له !!!
فإذا قيل إنه لم يكن عاصيا بالامتناع عن السجود لتخصيص الأمر بالملائكة في قوله تعالى { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا } ؟؟
أجيب على ذلك بأن الله تعالى قد وجه له الأمر بعينه بدليل قوله تعالى : { قال مامنعك ألا تسجد إذ أمرتك } !!
وملأ الحسد نفسه من الخليفة المرتقب .. !!
فبعد أن خلق الله تعالى آدم من طين بقي أربعين يوما جسدا لم تنفخ فيه الروح .. فكان إبليس يمر عليه ويدخل في جوفه ويخرج من دبره ويقول له :
(والله لئن سُلّطـــتُ عليك لأهلكنك .. ولئن سُلّطـتَ علي لأعصينك .. ! )
يقول الدكتور طارق السويدان :
( وعندما بدأ الله تعالى بنفخ الروح في آدم عليه السلام دخلت الروح في رأسه.. فعطس .. قالت له الملائكة : قل الحمد لله ..
فقال الحمد لله ..
فرد الله تعالى : ( يرحمك ربك )
لتتم الرحمة عليه قبل تمام الروح .. !
فعندما نزلت الروح عينيه أبصر ثمار الجنة ولكنها لما وصلت جوفه شعر بالجوع وأراد الوقوف لأخذ الثمر ليأكل .. لكن الروح لم تكن بلغت قدميه ليقوم ..
فقال تعالى : { خلق الانسان من عجل } ...)
ثم تتوالى الأحداث إلى أن يخرج آدم بحكمة المولى جل وعلا من الجنة فيهبط الأرض .. لحكمة أرادها الله تعالى فصلها ابن لقيم في مقدمة كتاب ( عدة الصابرين )....
فحي على جنات عدن فإنها ** منازلنا الأولى وفيها المخيم ..
*جيـــــــاد *