(5)
السيارة قادمة ...
انها امي ...اخيراً وصلت ..
سلمنا عليها وجلسنا معها ..فاضطر الكل التجمع في الخيمه التي تجلس فيها امي ..لانها الكبيره..
فرحت كثيرا بوجود أمي ..
لعله يكون لي أدنى اعتبار او اثبات وجود..
بادرت بوضع مايلزم من قهوة وحلوى
دخل الاطفال فجعلت اوزع عليهم مايشتهوون من انواع الحلوى ..
جلسنا جميعا ..
لفت انتباهي ابن اخي ذوالاربعة اعوام ..
طفل خجول .. لا يكلم احدا ولا يطلب شيئا ..
بادرت باعطاءة شي من المكسرات ..
فاختبأ خلف امه ..مددتها له ...سكت!!
قلت لزوجة اخي : ان سمحتي اعطيه هذا ..
فبدون سابق انذار .. وكالريح العاتيه .. صرخت بوجهي امام الملأ ..
اووووووه انتي انسانه متفرغه
واخذت ما مددته ورمته!!!
ارتسمت على شفتي ابتسامه صفراء ..
احسست بوخزه في قلبي ..الكل لاحظ ..
كتمت دموعي ..خنقتها في نفسي تحت ستار التجهم والتقطيب ..
قطع علي رنين الهاتف الاشتغال بجرحي الذي نزف ..
انه طليقي..!!
نعم انه يريد التحدث مع ابنتي..
خرجت من االخيمة وانا اشعر ان من حولي يسمعون دقات قلبي المجروحه ..حاولت اجتذاب شهقاتي ..
قدماي لاتحملاني ...
اوه ..انقطع رنين الهاتف قبل ان اصل الى روان ابنتي..
ناديتها ..حسنا روان..خذي هاتف خالتك واتصلي على والدك ,, فهاتفي مفصول !
(6)
وقفت بجانب روان وهي تحدث والدها وتلح عليه: اريد كرت اخضر ..
ضحك ابوها متسائلا ..كرت اخضر ؟؟
قالت له : اريد كرت اخضر مثل عائشه بنت خالتي سارة..تأخذ من ابوها كرت اخضر ..
>>>وهو كرت معنوي يعبر عن اعطاءهم الموافقه بالذهاب لاي مكان
كنت واقفه بجانبها واحاول تجاهل خضم الجراح والاحزان
وكنت اسمع ضحكات والدها من وراء الهاتف وهو يحاول معرفة ماهية الكرت الاخضر..
اغلق الهاتف بعد ان اتفق معها على موعد النزهه..
نظرت اليها وهي فرحه ..
انها ... انها تعطيني أملا بابتساماتها اتعلق به...واتحدى به نفسي وجراحي لأرتقي للافضل..
انها كالسحابه المشبعه بريح المطر ..كالطهر كالصفاء..
خالج حبها روحي حتى استقر في شغاف قلبي ..
قبلتها وتركتها لتذهب مع الاطفال ...ما أجملها..