صبــاحكم جوري
الجوري الذي اعشق
فقـــط ..
وهـاهي الجمعة الثانيـة بكل خيراتها أتت ..
وبجمال أرواحكــم أشـرقت ؛؛
هذا الصباح أنا متفائلة جداً فقد مررت
بـ أيامٍ عصيبة جعلتُ فيها السواد ردائي
فـ تفكرت ملياً وكثيراً فوجدت بأن الخير
كـــل الخير في :
التفائل ؛؛ وفي الرضـا ..
بســم الله نبــدأ
مقيـاس
صديقك هو كفاية حاجتك ؛؛ هو حقلك الذي تزرعه
بـ المحبة وتحصده بـ الشكر وهو مائدتك وموقدك
لأنك تأتي أليه جائعاً وتسعى وراءه مستدفئاً ...
قال ميخائيل نعيمة في الصديق ...
الصديق هو الذي تتضخّم في عينه محاسنك
وتتقلّص معايبك والذي لا يحسدك إذا كنت
أغنى منه في أي ناحية من النواحي بل
يتمنى لك المزيد ولا يكبر عليك إذا كان أغنى
منك بل يجعلك تشعر كما لو كنت أنت الغني
وكان هو الفقير...
والصديق هو الذي يخدمك ولا يستخدمك
ويعطيك ولا يستعطيك والذي إذا خطرت في
باله كان في حالة النزع تقبّل الموت بالرضى
لأنك عشت فيه ولأنه عاش فيك ...
والصديق هو الذي يفهمك بغير كلام وتفهمه
بالإشارة فـ روحك وروحه زهرتان أو ثمرتان
على غصن واحد ...
فـ ليس الصديق الذي طابت لك مجالسته
ومحادثته ولا كل من حمل إليك الفرح عند
الضيق بالصديق ؛؛
بل الصديق هو الذي يأتيك لحاجة في
نفسك إليه وفي نفسه إليك مثلما تأتي
النحلة الزهرة لحاجة فيها الى الزهرة وفي
الزهرة إليها فـ تكسب الزهرة من النحلة
اللّقاح الذي لولاه لظلّت زهرة عقيمة
وتكسب النحلة من الزهرة الرحيق
الذي لا حياة لها إلا به ...
قـل خيراً أو ... أصمـــت
كانت في أسرتنا امرأة بلغت سن الشيخوخة غير
أنها ظلت تحتفظ في روحها ونشاطها بالكثير من
شباب الجسد والروح معاً ...
وكان والدها محافظاً متعصباً حتى أنه رغم يسره
رفض أن يدخلها مدرسة أو كتّاباً على الأقل ..!
إذاًَ فإن هذه المرأة المسنة تربت تماماً في
مدرسة الحياة الكبيرة ...
وعلى الرغم من أنها لم تحمل شهادة ؛؛ أي شهادة
فقد كانت تعلمنا تارة على نحو مباشر وتارة أخرى
على نحو غير مباشر ...
أذكر أنها قالت مرة :
هناك أشياء لا يعلمونكم إياها في المدارس على
الرحالي والمقاعد وربما كان بين أساتذتكم من
لا يعرفها وهي هذه التي أسميها أنا :
علم السلوك
وفي الحقيقة فإن المرأة أدهشتني ذلك أنها حين
شرحت فكرتها حاولت أن أجد لها عنواناً آخر فلم
أوفق ورحت أسأل نفسي :
ترى أليس في تراثنا المكتوب أو الشفوي
ما يمكن أن يدخل تحت هذا العنوان ؟
بلى ..
إن ثمة آداباً كاملة للسلوك الإنساني قد نقرأ
بعضها في هذا الكتاب أو ذاك ؛؛وفي الآيات
الكريمة أو الأحاديث الشريفة وفي المأثور ؛؛
وفي الشعر أيضاً ؛؛
أقول هذا وأنا أرى الكثيرين من أبناء جيلنا والأكثر
من الأجيال الناشئة يكاد الواحد منهم لا يعرف
الحد الأدنى من هذه الأبجدية السلوكية
للأســف ... !
لا يرحمون صغيراً ولا يوقرون كبيراً
وإذا دخل أحدهم مجلساً ما عرف
كيف يُحيي الناس فإن غادر جهل
أيضاً آداب الخروج...
في الآن ذاته فإن تراثنا يحفل بالكثير من
القواعد السلوكية بل إن الرسول الكريم وضع
قواعد كاملة لأصول التحية مثلاً ؛؛ ومن منا لا
يذكر القصة المشهورة التي دارت أحداثها بين
الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وعدد من
الشبان انتبه إليهم فيما كان يعس ليلاً فإذا
هم يرتكبون بعض ما نهى عنه الإسلام وما
كان من عمر إلا أن اقتحم مجلسهم فقالوا له:
نحن ارتكبنا واحدة وأنت أتيت ثلاثاً ..
فقد قال تعالى :
( ولا تجسسوا )
وأنت تجسست ؛؛
وقال أيضاً ( لا تدخلوا حتى يؤذن لكم )
وأنت دخلت دون استئذان ؛؛
وقال جل وعلا ( ادخلوا البيوت من أبوابها )
وأنت دخلت من النافذة ؛؛
لقد أُسقط في يد عمر فـ عفا عن الشبان ...
الحكمـة
من يؤتى الحكمة في هذا الزمان فهـو بلا
شك انسان ذو معايير ومقاييس أضحت نادرة ..
فـ ليس كل ذو لُبٍ فهيـم ..
من ذلك مثلاً ما حدث قبل شهور قليلة حين ذهب
رجلان لعيادة صديقهما في أحد المشافي بعد أن
ضربته أزمة قلبية كان المريض لايزال في غرفة
العناية المشددة ولذلك فإن زوجته استقبلتهما
وراح أحدهما يستفسر عن ملابسات الأزمة
فما إن فرغت المرأة من كلامها حتى قال :
والله ؛؛ هذا ما حدث لخالي رحمه الله
الأزمة ذاتها ؛؛ وغرفة العناية المشددة نفسها ؛؛
هناك جاءته أزمة ثانية كانت القاضية والعياذ بالله
اتعجـب بحق ألم يأمرنا رسولنا صلوات الله عليه بـ :
( قل خيراً أو اصمت )
حقيقة
لاشك في أن عمر الانسان ليس سوى
لحظة ضئيلة أمام عمر الكون أو عمر النجم
أو عمر الكوكب ؛؛ وهذا العمر ذاته له
سيمفونيته الخاصة..
فـ عمر الانسان يبدأ بالتراكم منذ ولادته ..
انه التقدم المستمر للماضي على حساب
المستقبل انه يتورم كلما تقدم بالانسان
العمر ويتكدس الماضي ...
والعمر ينقضي وهو عدو عجرفة وتكبر الانسان
وغروره فـ مهما حاول مكافحة الشيخوخة بشد
الجلد أو الأصباغ فإنه سـ يشيخ وسيصل الى
مرحلة تنتهي فيها حياته ويتفسخ جسمه
ويصبح جسده جزءاً من تراب الأرض ...
اجابات ذكية
* التقى يوماً الشاعران احمد شوقي وحافظ
ابراهيم فقال حافظ مداعباً شوقي:
يقولون أن الشوق نار ولوعة فما بال شوقي
اصبح اليوم باردا ؟
فـ أجابه شوقي على الفور قائلا :
وحملت إنساناً وكلباً أمانــــــة فضيعها
الانسان والكلب حافــــظ ..
* سُئل سيدنا علي بن ابي طالب كرم
الله وجهه ورضي عنه :
كم بين السماء والارض ؟
فقال :
دعوة مستجابة ..
* اتى رجل ثقيل يوماً الى الجاحظ وقال له :
سمعت ان لك الف اجابة مسكتة
قال : نعم
قال الرجل :
فما اقول اذا قال لي احدهم يا ثقيل ؟
قال الجاحظ قل له صدقت
فالجم الرجل وذهب ..
مقاييس عقلانية
* اشد الاشياء رسوخاً في العقل هي اشياء لا يصدقها ..
* ليس العقل السليم في الجسم السليم بل
الجسم في العقل السليم ..
* العزلة تملأ عقل الانسان بالافكار وتطلق العنان لاخلاقه ..
* تزيد قوانا العقلية وقدرتنا على العلم بـ ازياد
ما في قلوبنا من محبة ..
* كثير العقل قليل الكلام ..
* لا يمكن لقوة فوق الارض ان تستبعد
تستبعد قلب الانسان وروحه ..
الخاتمــة
اللهــم آمـــــيــــن
أعتـذر أحبتي عن الإطالة كما أتمنى
أن يرقى كوكتيل اليوم الى ذائقتكـتم
فـ معظمــه مجهــودٌ شخصــي ..
.
.
عابده