بسم الله الرحمن الرحيم
رفع اليدين بالدعاء في خطبة يوم الجمعة

هذا جزء من بحث رفع اليدين في الدعاء، متعلق برفعهما أثناء دعاء الخطيب يوم الجمعة.

في الباب حديث وخمسة آثار تستنكر رفع اليدين بالدعاء أثناء دعاء الخطيب يوم الجمعة، وللأسف كثير من الخطباء لا ينكرون ذلك، ولا يُعرّفون الناس أنه خلاف فعل السلف، بل ربما فعله بعضهم، والنبي صلى الجمعة بأصحابه عشر سنين في المدينة، فلم ينقل لنا ولا بخبر ضعيف أنهم رفعوا أيديهم أثناء دعائه حال الخطبة، بإستثناء رفعه يديه أثناء طلبه الإستسقاء.
وأول من أحدث رفع اليدين يوم الجمعة على المنبر بنو أمية. وقد رأى الصحابي الجليل عمارة بن رؤيبة بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه، فقال: قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه.
أخرجه مسلم (الجمعة ح 874).
أما الأحاديث والأثار فهي:
1
. حديث سهل بن سعد
(ما رأيت رسول الله شاهرا يديه قط يدعو على منبر ولا غيره، ما كان يدعو إلا يضع يديه حذو منكبيه ويشير بإصبعه إشارة).
أخرجه أحمد بن حنبل (5/337)، وأبو داود (ح 1105)، وأبو يعلى (13/545)، وابن حبان (3/165)، وابن خزيمة (2/351)، والطبراني في الكبير (6/206)، والحاكم (1/536) وصححه ووافقه الذهبي، وابن أبي شيبة في المصنف (2/320) ولم يذكر إشارة الإصبع. من طريق: (عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية عن بن أبي ذباب عنه..)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/167): "فيه عبدالرحمن بن إسحق الزرقي المدني وثقه ابن حبان وضعفه مالك وجمهور الأئمة وبقية رجاله ثقات". وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (ص 105 ح 240). و لشواهده صححه الأرنأوط محقق الإحسان، وحسنه حسين أسد محقق مسند أبي يعلى.
قال البيهقي في سننه (3/210): "من السنة أن لا يرفع يديه في حال الدعاء في الخطبة ويقتصر على أن يشير بأصبعه".
2.
أثر طاوس
(كان يكره دعائهم الذي يدعونه يوم الجمعة وكان لا يرفع يديه).
إسناده حسن. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/475). قال: (حدثنا جرير بن عبدالحميد عن ليث عن طاوس…).
علته: (ليث هو ابن أبي سليم).
قال في الميزان (3/420): "قال احمد: مضطرب الحديث، ولكن حدث عنه الناس، وقال يحيى والنسائي: ضعيف. وقال ابن معين أيضا: لا بأس به. وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره. وقال الدراقطني: كان صاحب سنة، وإنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد حسب. وقال عبدالوارث كان من أوعية العلم". قال في التقريب: "صدوق أختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك". والأثر يشهد له ما قبله.
3.
أثر مسروق
(رفع الإمام يوم الجمعة يديه على المنبر، فرفع الناس أيديهم فقال: مسروق قطع الله أيديهم).
إسناده صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/475). قال: (حدثنا ابن نمير وأبو معاوية عن الأعمش عن عبدالله بن مرة عن مسروق…).
4.
أثر الزهري
(رفع الأيدي يوم الجمعة محدث، وأول من أحدث رفع الأيدي يوم الجمعة مروان).

إسناده صحيح.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/475)، قال: (حدثنا عبدالأعلى بن معمر عن الزهري…).
عبدالأعلى هو ابن عبدالأعلى بن محمد وقيل ابن شراحيل القرشي قال في التقريب: "ثقة".
5.
أثر غضيف بن الحارث الثمالي
(قال: بعث إِليّ عبدالملك بن مروان فقال: يا أبا أسماء إنا قد جمعنا الناس على أمرين! قال: وما هما؟ قال: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد الصبح والعصر. فقال: أما إنهما أمثل بدعتكم عندي، ولست مجيبك إلى شيء منهما. قال: لم؟ قال: لأن النبي قال: ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة، فتمسك بسنة خير من احداث).

إسناده حسن. أخرجه أحمد في المسند (4/105) قال: (ثنا سريج بن النعمان قال: ثنا بقية عن أبي بكر بن عبدالله عن حبيب بن عبيد الرحبي عن غضيف بن الحارث الثمالي…).
علة الحديث:
1- بقية هو ابن الوليد. قال في التقريب: صدوق كثير التدليس عن الضعفاء. وقد عنعن وشيخه.
2- أبو بكر بن عبدالله هو ابن أبي مريم. قال في التقريب: ضعيف وكان قد سرق بيته فاختلط. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/188): "رواه أحمد والبزار وفيه أبو بكر بن عبدالله بن أبي مريم، وهو منكر الحديث".
والحديث إسناده ضعيف، لكن يشهد له أحاديث الباب فيرتقي إلى درجة الحسن بالشواهد.
6.
أثر محمد سيرين
(أول من رفع يديه في الجمعة عبيد الله بن معمر).
إسناده صحيح. أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/398)، وابن أبي شيبة في المصنف (1/475). من طريق (ابن عون عن محمد بن سيرين…). وابن عون، هو عبدالله بن عون بن أرطبان. قال في التقريب: ثقة ثبت فاضل.
أما ابن معمر ففي الجرح والتعديل (5/332): "والى البصرة وكان يحسن الثناء عليه روى عنه بن سيرين قال أول من رفع يديه في الجمعة عبيد الله بن معمر سمعت أبى يقول ذلك".

الحمد لله على توفيقه

منقوووول للفائده العظيمه.............