صديقتي عابده لله
اشتقت لقهوتك ورائحة الدفء المنبعث من حروفها مضى يومان لم احتسي القهوة بسبب الإنفلونزا ؛ لا أعلم لمَ يختلف طعم الأشياء وننفر منها رغم اشتهائنا لها.. الليلة بعد صلاة المغرب كان أول فنجان قهوة وبدون سكر؛ شعرت بنكهة لذيذة وارتسمت ابتسامة على شفتاي عندها نظر أخي لي باستغراب، فباغته بالجواب قبل السؤال: لا تسألني لمَ ابتسمتُ ... فقد تذكرت عابدة وقهوتها الطيبة..
فكان رده الله يعوض علينا البنت من أثر الانفلونزا صارت تهلوس معذور فهو لا يعلم عمّن اتكلم، فيشهد الله؛ أني احبك في الله ولله.. ما رأيك بدردشة أثناء ارتشاف فنجانٍ ثانٍ معكِ من القهوة؛ على فكرة أحبها ساخنة ولا أشربها إن بردت ... اليوم في العمل جلسنا نتحدث أنا والبنات عن قصة فتاة تزوجت لفترة أربعة أشهر إلى أمريكا وعادت في رمضان مطلقة..
أنا أعرف البنت وأخلاقها وأحبها في الله ولطالما تمنيتها لأحد أخوتي لكن كل شيء نصيب... الله يعوضها بأفضل مما خسرت..
يؤلمنا حال بناتنا في الخارج؛ خاصة عندما يتم الزواج بطريقة سريعة لرجل قد يكون من نفس البلد والدين لكن اعتاد على حياة أخرى تختلف عن حياة الفتاة وقد تختلف العادات والتقاليد، فيأتي بصورة الملاك الملتزم ويتقدم لخيّرة بنات المسلمين، وبعدها بأيام قليلة يأخذها ويسافر وبعدها تبدأ الصراع الحقيقي للفتاة خاصة إن كانت ملتزمة وذهبت إلى بلد غير إسلامي عندها تواجه الكثير من الصعوبات للتأقلم مع الحياة الجديدة والناس الجديدة الذين ستتعامل معهم، عندها تكون أمام أمرين إما أن تنخرط بالمجتمع الجديد بكل ما فيه من سلبيات وإيجابيات وإما أن تواجه المشاكل في سبيل المحافظة على نفسها ودينها وقد تنجح إن وجدت من يساندها ويعزز صمودها، وقد تفشل وينتهي بها الحال بالعودة إلى بلدها تجر أذيال الخيبة خاصة إن انصدمت بواقع لا تقبله وبعيد عما تصورته وحلمت به ورسمته مع ذاك الزوج الذي انقلب 180 درجة بعد زواجه وتحول لصورة أخرى قد لا تقبلها ولا ترضى بها..
حكايا كثيرة وقصص تدمع لها العين تحدث مع بناتنا في الخارج، ولكن ما الذي يدفع فتاة للزواج برجل لمجرد رؤية صورته أو مشاهدته في فيلم عرس أو ما شابه؟ هل الرغبة بالزواج والسترة كما يقولون هي السبب؟
أم أنها جاذبية الغرب وحياة الرفاهية الموعودة والحرية ووووو؟
ولا أعني بذلك أن كل من يعمل بالخارج يكون بهذه الصورة، بل على العكس هناك حالات كثيرة ومن ضمنها صديقة مقربة جداً لي، تزوجت برجل خلال أسبوع فقط وسافرت ثاني يوم للزواج ولم تكن على معرفة به إطلاقاً، لكن الحمد لله صدق الرجل معها قولاً ونيةً وكان خير زوج تتمناه أية زوجة..
والشيء بالشيء يُذكر؛ ما رأيك بمن يتزوج من أجنبية ولا أقصد بالأجنبية العربية المسلمة ولكنها من بلد مختلف، إنما أقصد الغربية التي لا تدين بالإسلام وليس لها أية علاقة بعاداتنا وتقاليدنا ... بحق أجنبية
لدي قصة سأخبرك بها لاحقاً عن رجل مسلم تزوج بأجنبية وأنجب منها أولاداً ولا يعلم ما مصير أولاده بعد أن طلاقها!!
نسأل الله العفو والعافية والخاتمة بصالح الأعمال
انتهى فنجان قهوتي إنما لنا لقاء آخر بفنجانٍ آخر دعواتي؛؛