سلام

اليوم أيقظت الشموع المعطرة...

واحدة كانت برائحة الموت....

وآخرى برائحة الوصال...

والأخيرة ....برائحة المنطق..

عشوائية في الترتيب....كعشوائية إدراكي لما يحصل بي !!!

دعوني أرتب لكم أحرفي.......كي يسهل معها حرقي..!!!


كنا نحتفل بوصالنا....فإجتمعنا حول شمعتي...وأصيح بأعلى (*صوتي*) هلموا إلي...فهذه شمعتي...


فإلتم الطيش...والغباء....وطفل *رضيع* !!!

نظرت إليهم بحسرة....!!!

ولكن (*لهفتي*) للإحتفال أكبر من العشوائية التي حدثت!!

أردت أن أطفئ الشمعة.... ولكن الطيش إستوقفني...

وأحضر لنا زجاجات العصير (*الفارغة*)....

فشربنا منها حتى ضحكنا !!!


وبلهفتي الحمقاء إقتربت من الشمعة لأطفئها....إلا أن الغباء إستوقفني !!!!!

وطلب منا (*الرقص*)...

كيف نستطيع الرقص ومعنا طفل *صغير*!!!!!

فأخرجت الطفل الصغير ووعدته بحضور لحفلة آخرى !!!


وخرج !!..

ونظرت بشراسة غريبة إلى ماجن الشمعة الصغير..

ونفخت به...فتراقص قليلاً....وإنطفئ!!


ومرت السنين....وتعلمت أن تلك الشمعة لم يكن لها الإنطفاء...إلا قدر...ولكن أسبابه...لست راضياً عنها...فقد بدأت أحصد نتاجها اليوم!!!

أرهقني التفكير.....وأدمى شعر رأسي شيباً...

أرهقني التفكير....وكم أود التكفير عن شمعة الوصال...

ولكن ...أرض أمسِ......ليست بنفس مكانها اليوم !!!!

فالأرض بمجموعتها الشمسية لها دورة (200مليون)سنة ...فلن ينتظرني شيء......!!

كانت شمعة(*المنطق*) تذوب أمامي منذ تلك السنين....فأصبح شمعها....سائلاً...

كانت تلك .....لحظة (*سائلة*)....

تسرب بها المنطق من قالب شمعته.....وبقي الفتيل منتصباً..!!!

وكأن العدم إنشق في كيانه وظهر ذلك الطفل *اليافع* ...وجلس بقربي..!!!

وأسعده منظر الفتيل....فقبل يده .....

ثم لمس الفتيل ليطبع به قبلته المرسولة...

فإنطفأ الفتيل!!!

وا مصيبتاه!!!!!

وهذه شمعة المنطق...وقد إنطفأت أيضاً !!!


جمعت اللوم في نظرة...وسددتها لهذا *الشاب*...

ولأول مرة بدأ يتكلم!!!

وقال : ( الآن أنا رفيقك...دون حاجة لشمعة الوصال)!!!

ماذا تريد ....؟؟؟

ماذا تعني؟؟

بقيت تلك الأسئلة ...أشباه أسئلة سُلبت حنان الإجابة!!!

نظرت *للرجل* مرة آخرى...

فوجدت في عينيه عالم عجيب.....!!!

ياللهول !!

إن عينيه مسرح لتاريخي منذ بدايته !!!


وأصبحت أنظر لعينيه طيلة (*الزمن*)

وظللت على حالي هذا.....

لست أدري كم من (*الزمن*)...

نظرت ليده...

فإرتجفت في خوف شديد...

فقد كانت يديه البريئتان دقيقتان في رسمها...

جميلة جدا..

بدأت أتحسسها في خشوع عظيم....

وتنهدت بعنف شديد حينما لمست سبابته...

فالآن لاحظت فقط....أن سبابته تشير إلي !!!

وبكيت.....!!!

نعم........بدأت أمارس (*أسلوب المرأة*)..و..(*حيلة الطفل*)...

وبكيت...!!

ثم حملت *الشيخ* لغرفة بعيدة.....في آخر الحياة..!!!

كم هي بعيدة جدا !!!

كانت هناك شمعة كبيرة..... شمعها يذيب فتيلها على عكس بقية الشمع !!!!

أمسكت بالشيخ من سبابته وألقيته على الشمع...

وسبابته ما زالت بإتجاهي...

وإبتسامة صفراء عنيفة إعتلت محياه...

وبدأ جلده يتغير في لونه لأحمر دموي..

بدأ يضحك ضحكات مخيفة ...وكأن سبابته أصبحت في (ضحكته)!!!

ونزع الفتيل من الشمع...فكان كالرمح في يده...

كي يرميني ....!!!


هنا.....إنقلب العقل والقلب رأساً على عقب!!!

فظهرت من صلب الشمعة الغريبة شمعة تشبه شمعتي القديمة!!!

نعم إنها هي !!!!

إنها شمعة (*المنطق*)....!!!

وها هي أيضاً...شمعة آخرى تخرج من ضلع شمعة المنطق...

إنها شمعة (*الوصال*)


وبدأ *الشيطان* بالإشتعال قهراً!!!

وزهقت روحه مع ماجن الشمعة...

فتلك شمعة (*الموت*)...

ولم يكن ذلك *الإنسان في فصوله*....سوى (*الوحدة*)..

فهكذا أخبرني وصالي مع المنطق.........
[c]---------

لو تعلمين عن حالي يا أمي....لما نزفت الحرف...فقد جرحني القيد!!

----------[/c]