- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: صفحـــــــات كـــــــــــــاتــــــــــــــ ـب

  1. #1
    تاريخ التسجيل : Sep 2002
    رقم العضوية : 1046
    الاقامة : جده
    المشاركات : 1,170
    هواياتى : القراءة _ التعارف
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 25
    Array

    صفحـــــــات كـــــــــــــاتــــــــــــــ ـب




    [align=center]
    لا زال الأمل بداخلي يشدني لتحقيق أمنــية تصارع من أجل تحقيقها

    هي ليست صفحــة عادية .... أنها تحتوي العديد من الصفحات

    بها نتجول بين سطورها ، نقراء أفكارها ونتعرف على كاتبها

    هي ليست صفحة عادية ... أنها تختوي على صفحات لأدباء لست الوحيد الذي أعجب بفكرهم وبعذوبة أحرفهم

    لأ أريد أن أطيل فأنا في لهفة لبداية الخطوة الأولى .


    من سأبدا به هذه الصفحة كاتب من طراز (( إنســـــــان ))

    ومهما كتبت عنه فلن أعطيه حقه ولكن أترك الحكم للقاري الكريم

    مـــــــــــع

    الكــــــــــاتـــــــــــب الإستــــــــــــاذ
    [/align]




    [blink][align=center]عبــــــــــــــــــدالله الجـــــــــــــــــــــــفري [/align][/blink]

    [frame="7 80"]سيرة عبدا لله الجفري

    ولد في مكة المكرمة عام 1358هـ 1939هـ

    كاتب متميز وصحفي صاحب أسلوب خاص




    الأستاذ عبدا لله عبد الرحمن الجفري كاتب غني عن التعريف


    عاصر الحركة الأدبية منذ بدايتها فأعجب برموز الأدب في ذلك الوقت

    لقد استجاب الجفري لميوله وأن يكتب واستمر يكتب ولا يزال


    في سيرة عبدا لله الجفري تجربة صحفية ثرية لذلك فقد اتاحت له مواكبة التحولات الأدبية
    في الحجاز فقد كان اثنا فتوته الأدبية مفتون بالزيدان وبغزارة إنتاجه وحضوره المؤثر
    وكان الجفري قريبا من الحركة الثقافية في الحجاز

    وقد كان
    محمد حسين زيدان أحد رموز الحركة الأدبية في الحجاز وكان الجفري من أشد المعجبين به

    فكتب عنه ( زوربا القرن العشرين )

    أمتاز الجفري بكتابة الخاطرة و القصة والرواية
    وما ميز الجفري عن غيره هو أسلوبه ( الحس الرومانسي ) و ( دفء العلاقات )

    واعتزاز الجفري بهذا الأسلوب فقد تأثر برسائل التي كتبها أديب العربية
    ( مصطفى ألرافعي ) في كتابه ( أوراق الورد)

    كان انتماء الجفري للكلمة في جذورها الإنساني ومصداقية الالتزام بها

    تميز أيضا الجفري بالتميز الرفيع في هندسة الكلمة وتكوين إيقاعها

    كان الجفري مسئول على مس وجدان قرائه واستيعاب همومهم مما يؤكد حقيقته المثالية [/frame]





    [frame="9 80"]الجفري والنقاد :


    في عام 14101هـ صدر له كتاب ( نبض )

    وقد جاء في مقدمة الكتاب ما كتبه ( سباعي عثمان ) حيث يقول

    هوية الجفري ضائعة بين عمق الرؤى والأحلام

    وبين

    دفء الوجدان وشكل الشعر ومضمونه


    كما أعتبر ( منصور ألحازمي ) أبطال مجموعة الجفري ( الظمأ ) فيقول

    ( أنهم يملأ ون الدنيا بصراخهم عن الملل ورتابة الحياة وعبثها وتفاصيلها )

    عبد الله الجفري ( القيمة )

    صاحب مشاعر إنسانية ورمز من رموز الفكر والأدب والوطنية

    هو عاشق للوطن وفي للإنسان وحقوقه


    تسأل الجفري :

    هل في واقعنا الثقافي القائم وليس الممكن ما يشحذ من جديد قيمنا ومبادئنا ويهتم بقيم التواصل وينميها ؟!!
    [/frame]


    [frame="10 80"]
    وفـــــــــاء كـــاتـــــــــــــــب :


    كتب الجفري في تكريم كاتبا وأديبا وشيخا يصدر الحكمة هو :
    ( فهـــد العريفي ) يرحمه الله

    فقال الجفري :

    اما قبل ... فأنني أدخل إلى بها شخصية ( فهـد العريفي ) بكلمات لا أجد حرجا في تكرارها دائما عنه في كل محفل ومناسبة لتكريمه
    لأنها كلمات التقدير الصادق ، أما .التقييم
    فمن يقدر أن يلم شمولا بأبعاد شخصية في ثراء الإنسان / فهد العريفي ؟!
    فأليه أبعث بنشيدي عنه


    (( سلاما أيها الصفي النقي : الصادق أيمانا بالوطن .. الشجي بوحا للإنسان من الإنسان في أعماقك !

    عذرا شيخنا الوقور المتلألئ بهذا الاعتصام

    أن تباعدت مراكب كلماتنا عن شواطئك الهاجعة في هذه المراوحة منا بين : الوصل والفصل

    عذرا أخانا الأكبر المنتصب في خاصرة النخل

    أن جئناك الآن لتحتمل عنا الشوق والوفاء يا أبا عبد العزيز

    ايها الغالي بغير تعالي ... وهذه العبارة ( المازورة ) اقتبستها من نشيد كلمة قالها ذات صباح أستاذي ومعلمي وابي الروحي
    محمد حسين زيدان وهو يصف مشعل السديري قبل أن تتبعثر ذاكرته القديمة في خدوش الحاضر !!

    اما عنك انت.. فقال «الزيدان» وهو يركزك علماً في قمة الكلمة:

    فهد العريفي: بنَّاء مواقف، وصانع معاني.. مواقفه: بيان إنسان، ومعانيه ابواب لحيران.. هو نخلة في ارض لا ترويه لكنه سخي بثمره لها»!!
    فهد العريفي: تسكنه «شرفات» من اصداء تاريخ النبلاء.. ومعراج فكره: قفزة الى اثبات قاعدة التكامل بين المعنى والفعل.. بين الحقيقة والواقع.. بين بصيص الضوء والدعوة إلى المعرفة.
    و الفضاء في مشوار عمر «فهد العريفي»: لم يكن يوماً: مسافة.. بل كان: عبوراً الى الوعي والاكتشاف بكلمة
    حق، وبموقف فارس!
    بوصلته في الفكر: نحن والعالم.. لنعرف، لننهض، لنتمسك بملامحنا.
    ايقاعه في الحس: وطن يعرف كل اماكنه، وان اشاحت عنه بعض مكامنه!
    مجبول بالوطن، وفيه.. وله ضفاف من الخفق والنبض، كل خفقة ونبضة منهم تنتمي الى الوطن الاعز.
    كثيرا ما كان يفرُّ من قلبه محتمياً بعقله الذي يتصدر: دمعته وفروسيته.
    انه هذا «الإنسان»/ المغروس رمحاً مبلوراً من كلمة حق.. يقولها غالباً في اللحظة الفاصلة ما بين الغسق والقسق!


    قلت في هذه الملاءمة بين الابتسامة وتأمل الخفق: إن النفس لا ترفض الملاءمة بين الحزن والفرح، ولا بين القدرة والضعف، ولا بين الغرور والارتطام.. لكن النفس تتطلع إلى تسخير كل هذه الأضواء بلا حدود.. فقط: تتحصن ضد (الكدر) الطاغي على زماننا هذا، تماما كما تحصن (حاتم الطائي) بجبل أجا ضد الغساسنة!!
    [/frame]


    [frame="1 80"]رأيه في قـــــــــــيادة المـــــــرأة للســــيارة :

    "" من وقت طويل - منذ عرفته - وهذا البدوي الجميل النقي ، الكاتب الصحافي المشتعل دائما / محمد الفايدي ...ما فتئ يترنم بأغنيته الوحيده عن : وعي الانسان ، ويبقى شاخصاً نحو اللامدى كأنه يرهف سمعه لأصداء ما غنَّى ... ثم ما يلبث أن يغمض عينيه عن ضوضائنا بطريقة الشاعر الذي قال : " ويسهر القوم جرَّاها ، ويختصموا " !
    وهكذا " وجدته " - كما عودني بين فترة وأخرى - يطرق باب عمودي هذا / ظلال لتحل كلماته من ذلك الوعي : ضيفة في رحابة الحوار ، واتساع صدور " ولاة أمرنا " التي نتوخى من ورائها : الصعود الى الاحسن .. فكتب الاستاذ " محمد الفايدي " :
    * * * * *
    # عزيزي / ابو وجدي - صباح الخير :
    - أراك هذه الايام ... تدق على الوتر "الجميل" وهو : قيادة المرأة للسيارة ، التي لا أرى فيها ما يمنع من ذلك ، أو يخالف الشريعة الاسلامية .. وان الذي يخالف الشريعة بالفعل هو : ركوب المرأة في سيارة .. سائقها غير مَحَّرم لها !!
    وأذكر أني قد كتبت في مجلة " إقرأ " في عهد " عبدالله مناع " مقالا بعنوان : ( في بيتنا ... إمرأة محترمة ) ، وكنت اعتقد أن الدنيا ستتهيج علي بسبب ذلك المقال ... الا أن الذي حصل كان عكس ذلك تماما ، لدرجة أن العائلات المحافظة جدا : أيدت قيادة المرأة السعودية بدلا من السائق ، وقالوا معلقين : إنه أقل الضررين مع أن قيادة المرأة لا ضرر منها مطلقا !
    وحتى يكون الامر واضحا - يا ابا وجدي - فدعني اذكر لك : أنه كانت في بيتنا إمرأة واحدة متحررة ، تقود السيارة ... فأصبح الان في بيتنا : ( إمرأتان ) - أختان لي - تقود كل واحدة منهكما سيارة هناك في " الديرة " ... وانت تعرف رقة المرأة في قيادة السيارة ، فلو سمح لها لتقلصت نسبة الحوادث كثيرا لانها اقل تهورا من السائق / الرجل ، خاصة لو كان في داخل السيارة معها : أولادها الذين تذهب وتعود بهم من المدرسة .
    صدقني - يا ابا وجدي - ان الزمن يتقدم ، يستحيل ان يتقهقر الى الوراء ، ونحن : في مكانك سر ، لانني لم الحظ عيبا في قيادة المرأة للسيارة .. واذكر ان كل الرجال الذين استضفتهم في لقاءات صحافية ، وطُرح عليهم هذا السؤال ، كانت ردودهم : ايجابية .. بل ان بعضهم احتج كثيرا وهو يقول : إن وجود السائق داخل بيته أكثر ضرارا ، لكنه أمام منع قيداة المرأة للسيارة فهو مرغم !
    وحتى لا تفاجأ ... فانني أنقل لك ما يؤيد قناعتي ، فأقول لك هذا الخبر :
    - إنني أقوم هذه الايام بتعليم ابنتي " انتظار " : قيادة السيارة .. وذلك ترسما واسترشادا بالتوجيه النبوي الكريم " علموا أولادكم السباحة ، والرماية ، وركوب الخيل " ..... وفي اعتقادي ان قيادة المرأة للسيارة - في عصرنا هذا وبظروفنا - أهم من : الرماية ، والسباحة ، وركوب الخيل في خلاصة القرن العشرين !
    _ ( حتى الرماية وركوب الخيل : لم نسمح بتعليمها لبناتنا ) !!
    والمرأة : ونصف المجتمع - مقيدة - فتصور بالله عليك : في أزمة الخليج ، والرجال على الجبهة للدفاع عن الوطن ، والمرأة : قابعة في الدار .... فلو كان مسموح لها بقيادة السيارة لارتاح واطمأن زوجها على الجبهة ، لانها ستقوم بتأمين شؤون بيتها ، وأولادها بنفسها ، بدون أن يكون في الدار : رجل غريب كالسائق الذي مهما تدارت عنه ، الا انها لاتستطيع في كل مرة ، وقد أصبح جزءاً من أفراد المنزل ، رضينا أم لم نرض ... فأيهما أحسن ؟!
    أتـــــــرك الاجابة للضميـــــــــــــر الحي !!

    *****
    # آخر الكلام :-
    * " كلما امتلك الانسان أكثر مما يستعمل ...... زادت همومه "
    !!
    [/frame]


    [frame="2 80"]عبـــــــدالله الجفري يقـــــــــــول : الحقيقة امرأة

    الحقيقة إمرأة
    كتب عبدالله الجفري..(متي يصعب علي الكاتب أن يكتب؟!)

    أول الكلام:

    للشاعر البحريني/ قاسم حداد:
    - ما الذي يبقي لنا
    أشياؤنا المغدورة الأحلامْ
    ليل الناس، تقويم النهاية
    غبطة الثَّكلي، تفاصيل الهوي
    وتميمة المجنون؟!
    هل يبقي لنا الدفن المؤجَّل
    واحتمالات المقامر وهو يرهن ثوبه
    وينام في الباقي من الأشياء؟!!

    شيء كالسؤال... لكنه أكثر ألماً، وأكثر إباحة لفواجع أفئدتنا:
    - متي يصعب علي الكاتب أن يكتب؟!
    في استرخائه للتأمل... كأنه يطارد تحليق باقة من بياض النوارس؟!
    في ارتداء رغائبنا الذاتية لعباءات ملونة ومتعددة... بعد ان يغطي (الصدأ) احلامنا الوردية؟!
    في احلام اليقظة، عندما تحوطنا كأغصان شجرة نكتشف أنها زُرعت في أرض لا نملكها؟!
    في ركضنا وراء أبعاد... تستمد شساعتها من: التمنِّي، والاحتياج، والتغيير؟!

    حاولت أن أسرج الأسئلة علي صهوة حوار لا... يتلعثم، لكني - في نفس الوقت - سخرت من محاولة ان أطرح هذا السؤال/ الرديف:
    - ألا يتوقف الإنسان قليلاً عن النفاق لوجدانه؟!
    في البدء: أرجوكم... غيِّروا الكلمات التي تتداولونها هذه الأيام عن (الحب)، هذا المفتري عليه... إنها كلمات صارت تشكِّل فواجع أفئدتكم!
    الشوق: ليس هو الجاني... بل هو القتيل في صدورنا التي أشرعناها علي الجهات الأربع!
    فهل سألنا أنفسنا: ما هذا الذي صرنا (نشتاقه) إنْ عمَّر الشوق صدورنا؟!
    ما طعمه، ما شكله، ما لونه... هذا الشوق العصري، أو لعله: الشوق الحداثي... وكأنه مثل بقرة بني إسرائيل؟!!

    والآن... دعوني أهمس لكم بعفوية خفقي، وصدق قولي: ما زلت أُكرِّس (للأحلام) اشتياقي!

    حتي الأحلام... لم نعد نقدر علي امتلاكها ولا معاشرتها.
    إنها مسافات الإنسان الذي ينوء في ذاته الخفية عن الناس بملحمة من الحزن، ويصرخ برغبة في الفرح... مثلما في ذات هذا الإنسان ايضاً: إمكانات القدرة، ودواعي الضعف، وجنون الغرور، وفجائع الارتطام!
    ولا بد ان إنسان هذا الواقع - في أصدق احاسيسه - لم يعد يملك المعني الذي يريد تأكيده... وذلك لسبب بسيط، وهو: أن الأحاسيس اصيبت بالقلق وبالفجيعة في نفوس البعض ممن كان يُسْكِنهم حشاشة قلبه ويحميهم بضلوعه!
    صار الإنسان يحتاج في كل هذه الضغوط من التفاهات الي الدموع... لكنه يكتشف: ان الدموع هي الأخري قد تحجَّرت، أو... لعلها: صدئت!!
    وفي الوجوه: جفون مشرعة علي أنباء القتل، والتصفيات الجسدية، والتدمير، والعنف، والمخدرات، والإرهاب الذي تمارسه الدول الكبري، لبذر مزيد من الهلع والخوف في صدور الأطفال/ الغد!!
    إن بعض القلوب: لم يعد منتمياً الي أفعاله ووظائفه، بقدر ما أصبحت عواطف الناس مهرقة علي أرصفة المصالح والاستغراق في الأنا ... وقد فقدت هويتها وعنوانها!
    و... من زمن أخذ يغذُّ في البعد: أسقطْتُ اعترافي بالشوق، وبِعْت الأشرعة التي لا تملك البحر وتهزمها الأمواج والرياح!!
    [/frame]


    [frame="6 80"][align=center]الأصـــــــــــلاح وما قاله عبدالله الجفري عنه :

    في (إشراقته) يوم 28 رمضان, لفت رئيس التحرير/ د.هاشم عبده هاشم انتباهي إلى (أبعاد) من الحوار عن الدعوات التي ارتفعت عن: (الإصلاح) الذي نريد.. وذلك في عبارته هذه:
    - (إن المجتمع الذي يشغل نفسه بقضايا غير جوهرية, ويُوسِّع دائرة الحوار والجدل بشأنها.. هو مجتمع يحتاج إلى إعادة ترتيب أولوياته, في التفكير.. في التخطيط.. وفي الممارسة أيضاً)!!
    * بمعنى: أن هذه الدعوة الهامة التي ركَّز عليها الكاتب الكريم: (ترتيب أولوياتنا), نحسبها موجهة إلى: المجتمع بكل فئاته وأناسه الذين يطالبون بـ(الإصلاح), مثلما هي دعوة موجهة في نفس الخط إلى: الدولة, وتخطيطها, وأجهزتها التنفيذية والخدمية, و.... تطبيق أولويات الإصلاح المطلوب!!
    * ولعلنا نطرح -هنا- سؤالاً غير هامشي يقول: هل قيادة المرأة للسيارة, مطلب يأتي من الأولويات, حتى وإن أصبح ضرورة عصرية وأمنية في تفاقم مشكلات العمالة الوافدة... أم أن: تقدم المرأة للمشاركة في البناء التنموي, والاقتصادي, والثقافي, والاجتماعي: أهم من ذلك المطلب?!!
    * وهناك سؤال ربما يبدو رديفاً للسؤال السابق: لماذا نحاول -بإصرار عنيف- أن نجعل من ديننا الحنيف/ الإسلام: ضد التطور, وضد تسهيل ممارسة الحياة, إذا كان ما نتطور به لا يتعارض مع البنية الأساسية لقاعدة الإسلام?!!
    * * *
    * وفي زحام ما يُكتب الآن من مقالات, وتنظير, وردود فعل لظاهرة الإرهاب بدوافع الغلو في الدين تحت ما يسمى: (الإصلاح) أو المطالبة به... نلاحظ في قراءاتنا الصحافية- المحلية والعربية- تلاحق, وتعدد, وتكاثر كلمة: (الإصلاح).. حتى انتشر في خناقات و(هوشات) ما يسمى حواراً عبر بعض الفضائيات الناطقة باللغة العربية!!
    * فما هو تعريف: (الإصلاح)?!!
    * وكيف يفهمون معاني: (الإصلاح) من صاروا يتداولون الكلمة صبح/ مساء?!!
    * وهل تقف دعوة (الإصلاح) على قاعدة: الحوار الوطني?!!
    استوقفني سؤال هام طرحه رئيس تحرير صحيفة (الرياض), الأستاذ/ تركي السديري, قال فيه: (أي مستقبل لأمة تعيش هاجس الحذر من العلم والثقافة, لأن أقلية محدودة العدد توحي بذلك)?!
    سؤال جوهري.. وفي المقابل: إذا كان العلم والثقافة قد تحوَّلا في التفسير الديني الأكثر غلواً إلى: خطر, وعلمانية, وتُهم تودي بصاحب الفكر إلى المهالك.. فكيف نحقق: رحابة الحوار الذي يحمل لعقولنا: قناعات هامة بركائز الإصلاح المطلوب في المجتمع?!
    * وفي عنوان ساخر لمقال كتبه وزير الإعلام الأردني الأسبق/ صالح القلاب, قال: (اللهم أحم الإصلاح من أصدقائه) وربط الدعوة ببالونة الرئيس الأمريكي/ بوش التي أطلقها داعياً المجتمعات غير الغربية إلى الإصلاح تحت شعار: (الديمقراطية) الذي يتحلل الآن وتفقد أمريكا إيجابياته ومعانيه بتعاملها الاستعماري الاحتلالي التهديدي بعيداً عن الديمقراطية, وكسراً للحوار... لذلك اعتبر الكاتب الأردني: (أن أقسى إساءة توجه إلى الإصلاح في هذه المنطقة وإلى تطلعات التحول نحو الديمقراطية, هي تصريحات الرئيس بوش التي دأب على إطلاقها)!!
    * * *
    * وإذن... فإن (الإصلاح) يبدأ عندنا من: (البنية التعليمية) التي وصفها/ د.محمد عبده يماني بأنها: ضعيفة للتصدي لمشكلاتنا, ولا ننتظر من الآخر/ الغربي إصلاح مناهجنا!
    ونأمل: أن لا تكون المطالبة بـ(الإصلاح) تأتي على حساب (الفكر) الذي ينتج الإصلاح بالحوار, ولا على حساب صراع التيارات, ولا على ما يمرُّ به الوطن العربي من خلخلة استعمارية لوحدته القومية والوطنية!!
    * * *
    * آخر الكلام:
    * من مقال للأستاذ/ تركي عبدالله السديري:
    - نحن هنا في المملكة: كيف جاز لنا التصديق
    بأننا على صواب إسلامي في عددنا الستة عشر
    مليوناً, بينما ما يقارب الستمائة مليون مسلم
    على خطأ, بدليل اختلافنا مع معظم الأشياء عندهم?!!


    جريدة عكاظ العدد 903 التاريخ 13/10/1424 .
    [/align][/frame]

    [frame="7 80"]
    وطنيــــــــية عبــــدالله الجفري :

    في حــديثه لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية

    مشكلة كل الحوارات التي جرت والتجمعات الحزبية.. أنها تضع بعض الرؤى النظرية الجميلة.. وتفشل في وضع الآلية الفاعلة لتنفيذها، ومثلنا على ذلك وثيقة العهد والاتفاق، ومع كل ذلك فالمسؤول عن ضعف المعارضة- علاوة على غياب البرنامج المنهجي والآلية لأدائها وأهدافها - هو غياب التوازن وسياسة "قانون القوة".. الذي لايقتصر على السلطة، فقط، بل بدأ ينتشر ليشمل الأفراد والجماعات.. فكل يسعى لامتلاك "أسباب القوة" ليجعل من تلك الأسباب الحامي لوجوده وحقوقه.. فالسلطة تستخدم ذلك القانون لتحقق الأمن لنفسها في ظل غياب الأمن عن باقي المجتمع فينتج الانفصال بين السلطة والمجتمع.. وفئات المجتمع تتسلح بنفس القانون لحماية نفسها من بعضها البعض ومن السلطة، وهذا أمر خطير حيث يحول كل فئة أو جماعة إلى (جزيرة) تتمترس خلف (قانون القوة) الخاص بها.. مما ينذر بصراعات بين الجماعات في المجتمع وبعضها.. وبينها وبين السلطة.. والجماهير، المسحوقة معيشياً، في المدن ستجعل من المدن (جزرها).. وأسأل الله أن نتمكن جميعاً من التعاون لوضع حد لهذا الامر الخطير المنذر بالفتن والصراعات والتمزق.
    وعلى المعارضة دور كبير في هذا الأمر.. وهو النزول إلى الناس لملامسة همومهم ولتوعيتهم.. وللقيام بدور في وقف الفتن القبلية القائمة.. ومن هنا يمكن لها أن تمهد لدورها المستقبلي في أوساط الناس.. وتساهم في تهيئة الوطن لممارسة ديمقراطية التبادل السلمي للسلطة، التي أعتقد أننا لازلنا على مسافة منها.. ولن نصل إليها طالما (قانون القوة) هو السائد.. وسيقتصر دور المعارضة على الاستخدام المذبذب لـ(هامش الكلام) الذي بدأ يضيق.
    والعبرة في ما نشاهده اليوم في العالم من انهيار لأنظمة (قانون القوة) لإعاقته لأي إصلاح سياسي أو تنمية للديمقراطية.. وبدون ذلك لايمكن نجاح أي مشاريع للإصلاح الاقتصادي.. بل ستدفع الجماهير الفقيرة ثمن تلك الاصلاحات دون مردود أو نجاح.
    - الشرق الأوسط: لماذا لاتتحاور أحزاب المعارضة حتى؟ ؟تستطيع أن تحدد ماذا تريد؟
    - الجفري: دعونا أحزاب المعارضة للحوار لهذا الغرض عدة مرات.. ولكن ظروفها لم تسمح لها بذلك.. وآمل أن تتمكن مستقبلاً من هذا الأمر.. ولنجاح حوار كهذا.. علينا أن نأتي إليه جميعاً دون (تمترس) مسبق خلف مواقف مسبقة.. بل بروح الحوار المفتوح المتقبل للرأي الآخر.. والقابل بوضع شعار (اليمن فوق الجميع.. ولجميع أبنائه) فوق كل اعتبار حزبي أو شخصي ، وأنا على ثقة أن جميع الزملاء لديهم نفس الأمل الذي لدي ولديهم نفس الروح.؟
    - الشرق الأوسط: تبني حكم محلي واسع الصلاحيات وقضاء نزيه مستقل شعارات ومطالب مشروعة لكن لماذا ترفع كمطالب وطنية في الخارج؟ أليس الأمر السليم العودة إلى اليمن ثم تسعون من أجل إنجازها في الواقع من خلال المؤسسات الدستورية والقنوات السياسية المتاحة؟
    - الجفري: طالما هي مطالب مشروعة فلا ضرر إن تم رفعها في الخارج أو الداخل.. فلا نتوقف عند الشكل ونرفض قضية مشروعة، ومع ذلك فنحن نوصل صوتنا إلى ساحة الوطن.. كما أن حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) - وغيره - يتبنى ذلك في الساحة.
    أما موضوع العودة إلى الوطن، لي ولزملائي، فهذا أمر مشروع ووارد عندما تتهيأ ظروف سياسية على أرض الواقع تجعل من تلك العودة إسهاماً ايجابياً لبناء أسس الوحدة القابلة للاستمرار المذكورة آنفاً.
    أما قضية المؤسسات الدستورية والقنوات السياسية المتاحة فلقد أوضحت أنها لم تمكن المعارضة من أداء دورها في ظل سيادة "قانون القوة"، ومع تسليمي بأهمية وضرورة وجود المؤسسات الدستورية، في أي دولة، وإقرارنا بواقعية وجودها في بلادنا.. إلاّ أن (التمترس) خلفها -وحدها- يصبح أمراً معيقاً، لأي إصلاح في ظل أوضاع - كأوضاع بلادنا - جاءت هي والمؤسسات الدستورية نتيجة لتراكم صراعات قديمة وحديثة لم يتم علاج جراحها.. وتأسست في ظل غياب أي توازن.. وفي ظل عنفوان (قانون القوة) وماحدث ويحدث في بلدان أخرى اعتمدت على التمترس خلف تلك المؤسسات، وحدها، يؤكد صحة وصواب طرحنا.. فلم ينتج عن ذلك إلاّ انهيارات اقتصادية وفوضى تأكد للجميع - عند ذلك - أهمية وضرورة إجراء إصلاحات سياسية فعلية.. فلماذا ننتظر حتى يحدث نفس الشيء عندنا.. ولماذا لانبادر، قبل فوات الأوان، ونشرع في بناء الأسس لبناء دولة الوحدة القابلة للاستمرار والمنيعة عن أي تصدع (بمنظومة حكمها المتماسكة وبتحقيق التوازن ونظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات والقضاء العادل النافذ والبدء في إعمال "قوة القانون" وتقليص "قانون القوة").. يتحقق الأمن والاستقرار والتنمية والمصالحة الوطنية الشاملة لعلاج جراح الصراعات السياسية والاجتماعية السابقة والقائمة.. فتضع حداً لتجدد الصراعات.. وعند وجود اتجاه جاد لتحقيق ذلك فيمكن للمؤسسات الدستورية أن تسهم بفعالية في هذا الأمر.
    - الشرق الأوسط: ألا يعد بعدكم في الخارج من الأمور التي لاتساعد على تحقيق هذه الأهداف ثم ألايعني عدم الرجوع إلى الوطن في ظل توفر مناخات العمل من الداخل أن هناك شروطاً ترون الالتزام بها من قبل السلطة؟
    - الجفري: سبق وأجبت على هذا الأمر، وأوضح أن المسألة ليست (شروطاً) وإنما نرى ضرورة توفر ظروف ومناخات، سبق وأوضحتها، وعند ذلك سنكون -كما نحن دائماً- جنوداً في خدمة الوطن.
    - الشرق الأوسط: مامدى استعداد قيادات الرابطة التي تعيش في الخارج للعودة إلى اليمن خاصة وأن هذا من حقوقهم إذ لايوجد أحد منهم محكوم عليه أو مطلوب للمحاكمة؟
    - الجفري: سبق وأن أجاب الأخ الدكتور حسن عبدالقادر بازرعة -الرئيس المؤقت لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي)- عن هذا السؤال.. وأقترح أن تحصلوا من قسم الاعلام في (رأي) على نص إجابته، ويمكنكم نشرها. وصدقني.. لايوجد وطني مخلص يرغب في البقاء خارج وطنه إذا كانت عودته ستسهم في بناء هذا الوطن، ونحن أكثر من جرّب الغربة القهرية عن الوطن ولانحبها لأحد أياً كان.
    - الشرق الأوسط: لماذا التركيز السياسي والتنظيمي على المحافظات الجنوبية وتحديداً محافظة حضرموت؟
    - الجفري: لا أرى تركيزاً سياسياً وتنظيمياً على المحافظات الجنوبية والشرقية.. وإنما يجوز، لحداثة الجراح ونزيفها نتيجة لبعض صنوف المعاناة الجديدة في تلك المحافظات.. فإن عنصري الحماس والتفاعل - أحياناً - يكون أكبر.. كما أن العمل الحزبي، العلني، أقدم في تلك المحافظات.. حيث كانت الأحزاب قائمة لسنوات قبل الاستقلال في 1967م.. ثم مُنعت وطُبق نظام الحزب الواحد.. وفي المحافظات الشمالية كانت الأحزاب موجودة دون إعلان عنها، قبل الثورة وبعدها، رغم تحريمها.. فتم التعود في المحافظات الجنوبية والشرقية على العلنية والسرية في العمل الحزبي.. وفي المحافظات الشمالية على السرية.. لذلك نشاهد مظاهر علنية النشاط أوضح هناك وأقل وضوحاً هنا.. وهو أمر طبيعي.. وعليك أن تعلم أن "حضرموت" كانت السباقة لنشأة الأحزاب السياسية والجمعيات (الخيرية والإصلاحية) وأن أول حزب كان اسمه حزب الإصلاح أسسه محمد بن هاشم و عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف في الثلاثينيات.. وكان يدعو إلى الوحدة مع المملكة المتوكلية اليمنية، أي إلى الوحدة اليمنية، كما أن جذور حزب الرابطة في "حضرموت" عميقة ومنتشرة.. منذ إعلان تأسيس الحزب في "عدن" قبل قرابة نصف قرن.. وللعلم أن عدد أعضاء حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) في المحافظات الشمالية لايقل عن العدد في المحافظات الجنوبية والشرقية إن لم يكن أكثر.. فلايوجد في حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) تجنح شطري أو مناطقي.. ولن يكون بإذن الله.. فتاريخ حزب (رأي) لم يشهد هذا النوع من (التجنحات) ولايهم من أي منطقة يكون العضو أو القيادي أو من أي قبيلة أو أسرة.. المهم أن يكون مقتنعاً بنهج الرابطة وتوجهاتها، بل حتى أثناء الحرب.. وبعدها.. لم تتأثر بنية الرابطة بأي نوازع شطرية.. ويجب أن تظل هذه الخاصية وأن نحافظ عليها.. فإن كانت قد صمدت، في المرحلة الدقيقة الماضية، فلدينا الثقة أن يستمر صمودها وأن يتصلب عودها.
    - الشرق الأوسط: أعاد الرئيس طرح إغلاق الملفات هل تعتقدون أن التجديد في هذا الأمر يحمل مفاهيم جديدة؟ ثم لماذا يقوم حزب الرابطة بجمع التوقيعات لتفعيل هذه الدعوة منذ انطلاقها ألايعني هذا أن الهدف إحراج السلطة؟
    - الجفري: سبق وأن رحبنا بدعوة الأخ الرئيس الرمضانية.. من منطلق أن تتحول إلى فعل على أرض الواقع.. وأن تستهدف بناء أسس للوحدة القابلة للاستمرار المذكورة آنفاً.. وكررها الرئيس بمناسبة عيد إعلان الوحدة دون إشارة إلى تحويلها إلى فعل أو استهدافها لاصلاح سياسي فعلي لبناء أسس الوحدة ...إلخ.. وعوضاً عن ذلك دعا الأحزاب للحوار والاتفاق على "ميثاق شرف للعمل السياسي".. وهذا اختزال لقضية كبيرة لايصلح خللاً ولايبني دولة.. ونحن ندعو السلطة إلى حوار لتحقيق أسس بناء الوحدة القابلة للاستمرار.. ويستهدف إعمال (قوة القانون) لاتكريساً لـ(قانون القوة).
    أما مبادرة حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) لجمع التوقيعات لتفعيل دعوة الرئيس في إطارها الصحيح والمحقق لأسس بناء الدولة.. فلم يخطر ببالي أنهم كانوا يستهدفون إحراج السلطة.. ولماذا يهدفون إلى ذلك؟.. بل لماذا تُحرج السلطة من تفعيل موضوعي لدعوة الرئيس؟ وماذا سيحقق أي حزب من إحراج السلطة؟ في حقيقة الأمر أن انطباعاً كهذا يولد إحساساً - لانود له الوجود - من أن هناك من لايزال يفكر بهذا الأسلوب، أي افتراض المؤامرة، في الوقت الذي يجب أن تصدق فيه النوايا وأن تتجه كل العقول والقلوب والنوايا إلى وضع مصلحة الوطن فوق الجميع.. وأن يدرك الجميع الأوضاع الخطيرة التي يمكن أن تنشأ عن التباطؤ والتسويف والاعتماد على (التكتيكات) والترقيع والمسكنات.. وسنفاجأ، بعد فوات الأوان، أن حتى ما ندعو إليه لم يعد مجدياً.. ولاممكناً.. وسيضيع الوطن ويتمزق.. وكالعادة.. نرفض الحلول الصحيحة في وقتها، ثم يتم قبولها بعد أن تفقد جدواها وفعاليتها.. فنبكي على الأطلال أو نبحث عن (حائط مبكى نبكي عنده) أو نبحث عن شماعة نعلق عليها أخطاءنا وخطايانا.
    - الشرق الأوسط: يتردد أن تواصلاً مستمراً مع الرئيس ماذا يدور بينكم من أحاديث؟ وماهي الأمور التي تكون غالباً محلاً لتبادل الرأي؟
    - الجفري هذا تواصل "للشائعات وأؤكد مرة أخرى.. انه إن حدث تواصل فذلك لا يعيب.. بل من المفروض أن يحدث.. وكون أنه لايحدث مثل ذلك التواصل فهذا يعني أن هناك خللاً.. لأننا نعتقد أن حل الأزمة يستلزم بالفعل تواصلاً جاداً وتوجهاً حقيقياً لاصلاح الأوضاع.. ولتحقيق مصالحة وطنية شاملة.. ولن يجدي ذلك إن تعقدت الأمور أكثر من ذلك.. ومع ذلك فإن كل وطني مخلص سيحرص على أن يسهم في بناء الوطن وإصلاحه في ظل كل الأوضاع والتطورات إلاّ أن الأمور تزيد صعوبة وهذا الإسهام يزداد تعقيداً مع طول مدة استمرار التراكمات والخلل.
    - الشرق الأوسط: لازلتم تتمسكون بوثيقة العهد والاتفاق رغم أنها ليست وثيقة دستورية جاءت عبر هيئة تشريعية معتبرة أليس هذا من قبيل العناد والمكايدات السياسية؟
    - الجفري: وثيقة العهد والاتفاق حققت ،عند توقيعها، إجماعاً وطنياً لم تحظ به أي وثيقة وضعية.. ووقعت عليها كل الأطراف بما فيها رؤساء الهيئات الدستورية آنذاك.. بل إن مجلس النواب، حينئذ، وهو مؤسسة دستورية، قد أقر الالتزام بها وبوضع التشريعات اللازمة لتنفيذها، ثم التزمت بها الحكومة في تعهدها إلى الأمين العام للأمم المتحدة في 7/7/1994م الذي وقعه الدكتور محمد سعيد العطار - القائم بأعمال رئيس الوزراء، آنذاك - ونحن لم نألف العناد ولا المكايدة السياسية.. وكما جاءت تلك الوثيقة نتيجة لحوار فلايجوز إلغاؤها أو تعديلها إلاّ بحوار مماثل.. لقد أعلن الرئيس - نفسه - حينها أنها وثيقة الإجماع الوطني ، وشهد عليها رؤساء دول وممثلون لهيئات ودول كبرى.. وباركها جميع الأصدقاء والأشقاء، فأين العناد والمكايدة السياسية؟! فلنتحاور ولنطورها.. أو نتفق على ما يؤدي إلى بناء أسس الثبات والديمومة للوحدة.. لكن لايجوز أن يلغيها طرف منفرداً.. وتظل قائمة.. لحين الاتفاق عبر حوار إما لاستمرار صلاحيتها أو لتعديلها أو لايجاد بديل يحقق إجماعاً وطنياً.
    - الشرق الأوسط: هل توجد قناة تواصل مع حزب الإصلاح، ومع الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وكذلك مع الأحزاب المعارضة الأخرى؟
    - الجفري: قناة تواصل، رسمية، لاتوجد.. ونكن للجميع كل الخير وأحزاب المعارضة جميعها تربطنا بها علاقات ممتازة.. وتربطني بقياداتها أواصر الاحترام والزمالة والمودة.. والتواصل مع الجميع أمر مشروع.. وقائم.
    - الشرق الأوسط: ماهي طبيعة الاختلافات والانشقاقات في صفوف (موج) خارجياً هل لها صلة أو علاقة بصلتكم بالرئيس ؟
    - الجفري: إن طبيعة (الشائعات) الاستمرار والتي لا أتوقع أن تتوقف.. ولا يوجد أي انشقاق من أي نوع كان في صفوف الجبهة الوطنية للمعارضة (موج) -لا خارجياً ولا داخلياً- وأنا وزملائي في اللجنة التنفيذية، التي تمثل أطراف (موج)، متفقون حول كل القضايا.. ونناقش في اجتماعاتنا كل القضايا ولم يحدث أن خرجنا بخلاف حول أي قضية.. ورؤيتنا السياسية مجمع عليها وتحليلنا للأمور وللأوضاع واحد.. ويتم وضعه من خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية التي كان آخرها في هذا الشهر.. وصدر عن دورتها بيان يوضح ذلك، ونتبادل مع كل الزملاء ونضعهم في الصورة من كل التطورات، وموضوع "شائعات" صلتي بالرئيس يعرف الزملاء في قيادة (موج) حقيقتها.. وتسود الثقة الكاملة بيننا لدرجة أن زملائي، في اللجنة التنفيذية لـ(موج)، قد فوضوني بالتعامل والتجاوب الإيجابي مع أي دعوة إيجابية.. وقبول أي تواصل في هذا الشأن.. ثم طرح ما أصل إليه عليهم، وقد كبرنا وكبرت (موج) على التأثر بمثل تلك الشائعات.
    - الشرق الأوسط: لماذا خف النشاط الدولي لــ(موج) عن أوضاع اليمن؟
    - الجفري: لا أعتقد بوجود أي تغيير، بل حدث تطوير، في اتجاه أو زخم نشاط (موج) في ساحة الوطن أو في الخارج - كمرآة عاكسة لمايجري في الوطن- بل أعتقد أنه في هذا الجانب زاد اتساعاً وعمقاً وتأثيراً وتجذراً، وإن حدث أي تطور فهو إلى تكثيف النشاط النوعي . وخير دليل على ذلك انه في الندوة التي أقامتها جامعة (اكستر Exter) في إبريل الماضي جاء دور الأستاذ (بوروز Buraowes) وهو باحث أمريكي - وإذا به يترك الورقة التي أعدها ويتحدث لـ20 دقيقة عن (موج) ونشاطها وانتشارها ووصول أدبياتها ونشراتها إلى كل الجامعات ومراكز البحث وجهات القرار في العالم وأنها قد نجحت في طرح الصورة من وجهة نظرها (ونشر ذلك الأستاذ علي إبراهيم في الشرق الأوسط في حينه).. وكنت في شهر نوفمبر العام الماضي قد ألقيت محاضرة في جامعة (إكستر) في قسم العلوم السياسية، مركز دراسات الشرق الأوسط، وقامت الجامعة بطبع تلك المحاضرة في كتيب كأحدى وثائق أنشطتها.
    - الشرق الأوسط: ماهو تعليقكم على تأكيدات منظمة حقوق الإنسان بتقدم حقوق الإنسان في اليمن؟
    - الجفري: لم يحدث أن أكدت منظمة حقوق الإنسان أمراً كهذا.. ونأمل ونتمنى أن تتقدم حقوق الإنسان في بلادنا.. فنحن لا نفرح بالانتهاكات القائمة. والحقيقة أن جميع منظمات حقوق الإنسان، غير الحكومية، قد أشارت في تقاريرها بتوسع إلى انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.. بل حتى تقرير الخارجية الأمريكية أشار إلى ذلك، وإن كان قد تجاهل بعض الوقائع الثابتة.
    ويجوز أن ما تتحدث عنه هو لجنة حقوق الإنسان المكونة من ممثلي الحكومات والتي كان اجتماعها في جنيف (إبريل الماضي).. وهي لجنة تمثل الحكومات - في الأمم المتحدة- وحضرها وفد يمثل الحكومة اليمنية، ويمثل لجنة حقوق الإنسان من المجلس الاستشاري ومن الحكومة، وحضر ممثل عن (موج) وعن منظمة حقوق الإنسان اليمنية (أورربا) وعن المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الإنسان.. وألقوا كلمات في هذا الجمع.. وكان التعاطف واضحاً إلاّ أن كون اللجنة تمثل الحكومات فقليلاً ما تحدث إدانة لأي حكومة.. فحكومات الجنوب (آسيا وأفريقيا والدول العربية) بينها اتفاق أن لا تسمح بقرار إدانة ضد أي منهم.. وباقي دول العالم تتحكم في مواقفها علاقاتها الدبلوماسية، وخلافها أو اتفاقها مع الحكومة المعنية. وللعلم.. فقد كان هناك ملف عن اليمن منذ أوائل 1996م.. وهو ماجرى نقاشه في اللجان المختلفة وأجيز ورفع إلى هذه اللجنة الحكومية.. فتقدم ممثل نظام (إندونيسيا) في عهد (سوهارتو) وأقترح أن لايناقش الملف اليمني.. وزكى هذا الاقتراح مندوب (السودان) ومندوب (بنغلاديش) وتم قبول ذلك المقترح!!
    وفي كل الأحوال.. أكرر أملي أن تصان حقوق الإنسان في اليمن.. بل يصان الإنسان نفسه.. وأن لاتكون هناك أي قضية انتهاك للإنسان وحقوقه في بلادي.. وأن تخلو ملفات كل المنظمات الحكومية وغير الحكومية من هذا الأمر المضر بسمعة الوطن. فلقد كرم الله بني آدم.. ولا يجوز لأحد أن يمس هذا التكريم الإلهي أو يخدشه فضلاً عن أن ينتهكه.
    والسؤال موجه لك وأنت الصحفي المتابع والمعايش لكل ما يجري في الوطن هل تقدمت حقوق الإنسان في بلادي؟! سأكون أسعد الناس إن جاءت إجابتك بـ(نعم).

    رابــــــــــط


    [frame="9 80"][align=center] غيـــــــــــــرة الجفــــــــــــــري :

    عبدالله الجفري الجامعات البريطانية وطلابنا

    الكاتب المميز الغيور على البلاد وابناء البلاد عبدالله الجفري كتب مقالة عن الجامعات البريطانية و... طلابنا!? ويرجو ان يصل صداها للمسئولين لنستمع ماذكر عبدالله الجفري في ظلال اليوم( أسم الزاويه التي يكتبها في جريدة عكاظ)
    * خبران شبه متلاحيين: زعقت بهما صحافتنا المحلية, أصداء لما نشرته صحيفة (الأوبزيرفر) البريطانية التي فضحت عمليات احتيال ومضايقات متصاعدة ضد طلابنا هناك.. ومن ثَمَّ: نفي سفارة المملكة في لندن دعوتها الطلبة السعوديين إلى مقاطعة الجامعات البريطانية (جملة وتفصيلاً)!!
    فأين هي الحقيقة?!
    نحسب أن (وزارة التعليم العالي) هي المعنيَّة -أولاً وآخراً- بالإسراع لإصدار بيان يوضح الحقيقة, دون مجاملة على حساب مستقبل أبنائنا وبناتنا الذين تغرَّبوا من أجل العلم!!
    * وإذا كانت (الحقيقة) تؤكد, كما نشرت بعض وكالات الأنباء: أن عدداً من السفارات العربية في لندن: (عبَّرت عن عدم رضاها عن الطريقة الجديدة التي تُعامِل بها الجامعات البريطانية: طلاب دول هذه السفارات, من حيث: المبالغة في التكاليف المادية, والمستوى التعليمي).. فقد أظهرت الإحصائيات: أن عدد الدارسين في تلك الجامعات نحو 270 ألف طالب يدفعون أكثر من (16) ألف جنيه استرليني, وهو ما يوازي ستة أمثال المبلغ الذي يدفعه الطالب البريطاني, ومن بين (33) ألف طالب أجنبي يدرسون هناك: يدرُّون دخلاً سنوياً يصل إلى 600 مليون جنيه استرليني, منهم (2500) طالب سعودي وطالبة!!
    وإذا كانت الملحقية التعليمية السعودية: أكدت على علاقتها الوطيدة (منذ القدم) بالجامعات البريطانية.. فإن (منذ القدم) هذه: تواجه: (منذ التغيُّرات السياسية) تحولاً في تعامل الغرب كله, وليست بريطانيا وحدها, بقيادة أمريكا, وهو التحوُّل نحو الكراهية منهم للعرب والمسلمين!!
    * * *
    * ولعل المناسبة هذه: تُجسِّد لنا (حقيقة) أخرى لا ينبغي لها أن تغيب, ممثلة في نماذج من طلاب وطالبات سعوديين, يدرسون المراحل العليا: (الحصول على الدكتوراه), فيلاقون سوء المعاملة والتطويح بقيمة وقتهم الثمين من قِبَل: المشرف على الرسالة... وفي التعبير عن هذا العبث بمستقبل أبنائنا وبناتنا في بعض الجامعات البريطانية: أذكر معاناة (أب) يتوحَّد مع معاناة ابنته التي تُحضِّر الدكتوراه هناك, وقد أخذ المشرف المباشر على رسالتها يُطوِّح بها طوال عامين.. عام يغيب فيه تماماً عن الجامعة, فيُحبط نشاط الطالبة وحماسها وهي تكتب رسالتها, فيسرق عاماً من تخرُّجها.. وعام آخر: يطلب منها كتابة جوانب أخرى في استكمالها لكتابة الرسالة, ويقول لها بعد ثلاث سنوات من الجهد والتعب, وكأنه لم يكن يقرأ فصول الرسالة:
    - أعتقد أنك قصدت أن تقولي كذا في رسالتك والهدف منها?!
    مما يؤكد أنه لم يكن قد قرأ شيئاً مما قدمته له الطالبة في سنوات ثلاث, وكأنه مشغول بكتابه الجديد الذي يعكف على تأليفه!!
    وقد كتبت الملحقية التعليمية إلى هذا البروفيسور المشرف عن (التطويل) الذي يمارسه مع الطالبة التي بقيت وحدها -مع أهلها- يتحملون الإنفاق على دراستها وإقامتها, بعد أن تخلت الملحقية التعليمية عن دعمها المالي لهذه الطالبة التي تحلم بالدكتوراه لتعود إلى بلدها بحثاً عن الأمان فيه, وفراراً من الخوف هناك في غربتها!!
    * * *هل من مجيب ؟
    * آخر الكلام:
    * من شعر مالئ الدنيا وشاغل الناس/ المتنبي:
    - أُطاعِن خيلاً من فوارسها الدهر
    وحيداً, وما قولي كذا, ومعيَ الصبر



    [/frame]
    [/align]
    [/frame]


    [frame="7 80"][align=center] عبدالله الجفري : الكتابة هي نبضي وصوتي ورؤيتي

    لأنه عاشق دائم فهو متهم بالرومانسية وتعاطي الحب .كلماته "أوراق سفر" بين "الحزن الدافئ" وظلال الرقة، غارس ورد في تربة الكلمات، إنسان يحاول أن يتقي عصراً أدواته ومنطقه القنبلة والرصاصة والسكين ويواجه ذلك بدروع من الشفافية والحلم وصدق الكلمة، وخفقة قلب حتي وإن أعطبه تلاحق الأمواج عليه.

    "عبد الله الجفري" قلم تميز بالرومانسية حتي في أكثر الأشياء موضوعية أو أكثرها ارتباطاً بالحياة السياسية أو الحياة اليومية. نال جائزة جمعية مصطفي وعلي أمين للصحافة لأحسن عمود يومي في الصحافة العربية بالإضافة لعدة جوائز أخري.

    صدر له حديثا كتابه في الحب والرومانسية (من كراستها الخاصة(

    .. وعلي قدر سعادتي من إجراء هذا الحوار معه كان خوفي أن أتعثر في فاصلة فأبعثر الحروف أو أخطئ في كلمة فأجرح " عطر الفل" الغافي تحت ظلال كلماته.

    "عبدالله الجفري".. ماذا يقول عن لقائه الأول بالصحافة والأدب؟

    - يلوح لي أن "الصحافة" في مشوار عمري: نبتت قدراً لم يكن لي مناص منه ولا عنه... أو هكذا وجدت اندفاعي نحوها وأنا أشب عن الطوق/ كمحبوبة تغريني سهراً وسُهْداً,وتبدو كأنها أيضا: وجه خريطة عمر!

    أما "الأدب".. فهو: العشق الذي ( تجوهر) منذ احتضنت أول كتاب، وحتي صار الكتاب اليوم يخضع لقمع الرقابة العربية... ورغم ذلك ف الكتاب : منحني الحياة، بعد أن صارت الكتابة هي: تنفسي الحقيقي، وهي: نبضي وصوتي ورؤيتي!

    ماذا حقق "عبدالله الجفري"، بعد مسيرة حافلة علي الساحة الأدبية؟

    - علي الساحة السياسية: لم أكن فارساً فيها، بل شاهد ما شفش حاجة ، وإذا شاف.. فحذوك النعل بالنعل مع واقع السياسة العربية، والمحللين في ساحتها، والمنظرين عن أحداثها!

    كان لدينا صحافي تمتع برؤية سياسية ناضجة ومواكبة، اسمه "أحمد بهاء الدين" رحمه الله.. أما الكثير ممن صالوا (بمنحة النجومية، فكانوا (تابعون) لنظام سياسي أو زعيم!!

    - علي الساحة الأدبية: قلم رصاص، وورقة ناصعة البياض، وحوار في الحزن العربي الذي وصفته في الستينيات بأنه: ( دافئ) حسب عنوان كتابي الذي أخذت عليه جائزة الإبداع العربي من الألسكو/حوار في الحزن الدافئ... هذا كل ما حققته، ممتزجاً ذلك كله بتراكم المعاناة الإنسانية، وباكتشاف "كذبة" يسمونها: الشفافية، وقد جيرتها القوى العظمى للقرن الواحد والعشرين!!

    لذلك... فقد بقيت في الساحة الأدبية -بكلماتي- أشبه ما أكون ب (عصفور الدوري) الذي يختبئ من الشتاء في فرع شجرة (!!) لكن بعض محطاتي داخل الساحة الأدبية: بدت وكأنها: "مربط الفرس" الذي يعلو صهيله ولكن لا ينطلق!!

    وكم كنت أتمني -يا سيدتي - أن تكون "الإبداعات" هي: علامات تلك المحطات، لا أن تكون "المحطات" هي: التي تعرف بإبداعاتي... وعجبي!!

    هل صحيح أن "عبدالله الجفري": ليس لديه شيء يكتبه سوي "الرومانسية.. ولماذا أصبحت الرومانسية تهمة في هذا العصر؟

    - "تهمة" لا أدفعها وشرف لا أدعيه حسب عبارة الزعيم المصري/ سعد زغلول، وقد الصقها بي "حداثيو" وطني ممن نبتوا في الساحة الأدبية/شياطيناً، وأقاموا نظام "الشللية"، وسيطروا علي الملاحق والصفحات الثقافية والأدبية... ولكنهم -بكل أسف- لم ينجحوا في صناعة: "ثورة" التنوير، والتغيير، والإبداع التجديدي.. بل قاموا ب "انقلاب" على التراث، والجذور، ولم يقدموا: البديل من الإبداع والفكر.. بل تكشفوا بعد هذه السنوات: (صَفَار) بيض!!

    هذا أولاً... وثانيا: أصدرت اكثر من عشرين كتاباً: قصص قصيرة وروايات، وميلودراما حوارية، وفضح لسقوط الفكر المنحرف، ومضمون إنساني/إبداعي، ولوحات إنسانية، ورؤية لمنطق الخطاب العربي... وروج سدنة الحداثة مقولة عن كل هذه الإصدارات بأنها: ضرب من الرومانسية.. في الوقت الذي أنصفني نقاد عرب مثل: رجاء النقاش، فتحي العشري، الطيب صالح، ياسين رفاعية، مني سابا رحال، محمد مصطفي سليم، د/ عبد المعطي صالح!!!

    ومنذ أكثر من ثلاثين عاماً: أكتب "العمود اليومي": فكنت أكتب في الصحيفة الدولية (الشرق الأوسط) عمودي: (ظلال)، ولم يكن رومانسياً، بل ولا يقبل القارئ العربي من كاتب عمود يومي أن يصبحه كل يوم بالرومانسية، والعالم من حوله يتخبط، والأحداث تتلاحق وحتي الأخبار الطريفة والمفارقات... ولعلني لا أفتئت إن أكدت ما حققه ذلك العمود، ومن بعده في (الحياة) من تواصل مكثف مع القراء العرب!

    كان "الماضي" شمعة محبة وهمسة ألفة... أما "الحاضر" فإنه تكثيف بشع للأنا وللدمعة الخاوية من القلب... لماذا القديم هو الأجمل والحاضر هو الأسوأ؟

    - يذكرني سؤالك - في أبعاده- بعبارة قالها الشاعر الكبير/ محمد الفيتوري في منتصف التسعينيات: " ترى ما الذي سيكتبه القادمون بعدنا وهم يشاهدون: كيف يتحول المثقفون والأدباء والشعراء إلي: سماسرة، وباعة متجولين في أسواق البيع والشراء"!!

    وأجيبك: لأن "الحاضر" سيدتي صار يطفح بالسماسرة والباعة المتجولين، وبالأقنعة التي تخفي الحقيقة!

    تأثرت "بأنيس منصور"، واتهمك البعض بتقليده.. ما لفرق الآن بينك وبينه..؟

    - نعم.. تأثر أسلوب كتاباتي - في فترةٍ ما- بأسلوب أنيس منصور في عموده اليومي، حتي أن كاتباً تونسياً صديقاً هو الأستاذ/ صالح الحاجة، كتب في عمود له يسميني: "أنيس منصور السعودية"... وربما كنت ( أتلذذ) يومها بتلك الصفة، وقد كان "أنيس" نجماً لامعا في الصحافة العربية، وكاتب يجيد التحدث والقراءة بسبع لغات، وهذه ثروة ثقافية أفتقر إليها جداً، وأعجب بمن حققها... وقامت بيني وبين "أنيس" صداقة حميمة أسرية.. حتي اختلفنا بعد زيارته للكيان الصهيوني وما كتب و ( خبَّص) ليفرج ضلفة لعلاقات عربية / صهيونية.. وهاجمته منذ ذلك الحين في عمودي آنذاك بصحيفة الشرق الأوسط، وتأثر، وخاصمني، وقاطعني... حتي ألتقيته قبل حوالي عامين في مهرجان عسير السنوي، وحرص الأمير خالد الفيصل: أن يصلح بيننا ويعيد المياه إلي مجاريها، وكتب لي " أنيس" أرقام هواتفه وجواله.. وعندما ذهبت بعد حوالي شهرين إلى مصر: حرصت علي الاتصال به والالتقاء، ولكن... اكتشفت أن أرقام هواتفه وجواله قد تغيرت، كعادة المشاهير دائماً.

    آخر مجموعة قصصية لك، كانت قبل أكثر من ثمانية عشر عاماً... فهل هجرت القصة القصيرة؟

    - لم أهجرها.. ولكنه "شح" الناشر/ الذي يطبع ويوزع.. ولدي مجموعات قصصية جاهزة للطبع تنتظر "ناشراً".

    وفي الجانب الآخر: أعترف أن كتابة "الرواية" سرقتني كثيراً، واستهواني هذا الفن الجميل، خاصة وأن بعض النقاد المعاصرين: سمي الرواية بأنها: " ديوان العرب" الجديد بعد غياب الشعر، أو الشعراء المبدعين الملفتين بتجديدهم في غياب: صلاح عبد الصبور، ونزار قباني والسياب ونازك الملائكة، وحتي أحمد عبد المعطي حجازي المنثور اليوم في الأهرام!!

    " الأدب ابن بيئته".. الرواية السعودية لم تأتِ من عمق المجتمع السعودي، فمعظم الروايات كتبت بضمير المتكلم مراعاة لعنصر الزمان والمكان... برأيك لماذا يتجنب الكاتب السعودي الخوض في سلبيات مجتمعه؟

    - قالت " ألفت الأدلبي" في ثمالة الثمانينات: " إن الرواية تشبه بناء بيت كامل بأدوار عدة وحدائق وملحقات... وغير ذلك"... ويبدو أن كاتب الرواية في مجتمعنا: لم يرد بعد علي سؤال المسرحية الكبيرة نضال الأشقر الذي قالت فيه: " لماذا يخاف الناس من أجسادهم"؟! والرواية السعودية التي كتبها تركي الحمد خاضت في سلبيات المجتمع، مثلما خاضت روايات غازي القصيبي في سلبيات العقل العربي عموماً... ومن قبلهما كان عبد الرحمن منيف في "مدن الملح": أسطورياً رمزياً إلي درجة الاستفزاز لقارئ فوق العادي!

    أحسب أن "الرواية" بدأت بشائرها في أدبنا الحديث، ولا ننسى "سقيفة الصفا" التي كتبها "حمزة بوقري" رحمه الله.

    ألا تعتقد أن الخطوط الحمراء أصبحت بالية في عصر الإنترنت والعولمة، وسبب في اختناق الإبداع في المملكة؟ وكيف تتعامل معها؟

    - رسالة الكاتب والمبدع: أن لا ينهزم بهذه الخطوط الحمراء إلا ما كان ينبثق من الأخلاقيات، والقيم التي أرسي المجتمع قدرته علي: التجديد دون التفريط في الأصول والتراث.

    ودائماً.. فإن الإبداع -كتابةً وفناً- ينجح في تمرده علي أية خطوط حمراء، لأن العالم من حولنا: مفتوح عبر الفضاء، وسرعة الاتصالات... ولعل "مهمتنا" اليوم قد تحولت من محو الخطوط الحمراء إلي: صد الغزو الأكثر إحمراراً، متشبعاً بالماديات التي تعتسف (الروح) وتفرط في التدفق المادي البحت، حتي بتنا أكثر خوفاً (علي حرية الفكر). التي تواكب الخوف علي (حرية الوطن)!

    أما كيف نتعامل مع الخطوط الحمراء بأنها: أصبحت بالية في عصر العولمة والفضائيات.. فلا بد أن تتغير المجتمعات العربية -أولاً- من داخلها.. بمعني: أن تتجه فوراً إلي دعوات الإصلاح، ومحاربة الفساد من الداخل، والاعتراف بالأخطاء.. لعلنا نستنبت الشغف بحثاً عن استشفاف المستقبل!!

    رواية "أيام معها" توقع الجميع أن تكون أقوي من ذلك.. فلماذا كانت مخيبة للآمال؟

    - ما الذي تعنيه "بأقوي من ذلك"؟!! أنا أحترم (الرأي الآخر) دائماً ولا أعتسفه ليكون معي.

    أما إن قصدتِ: (كاتباً مرتزقاً، والآخر: ناشره ) فلم يكتبا وينشرا بالتزام فن النقد، بل وجها إلي: شتائم شخصية تدل علي مبدأهما: تأبط شراً!!

    أما "الرأي الآخر" بحق، وفي إطار فن النقد فيبدو قد فاتك أن تقرئيه، مثل: ما كتبه في حلقتين الشاعر اليمني الكبير/ د. عبد العزيز المقالح علي صفحات (الوطن) السعودية، وأشاد بالرواية، وما نشرته صحيفة الحياة حين صدور الرواية، وما نشر في الصحافة المصرية.

    أما "آخراً" فقد كان الناشر لهذه الرواية هي: دار الساقي المعروفة بانتشارها والمعروفة أيضاً بأنها: لا تطبع كتاباً إلا بعد إخضاعه للجنة تجيز للدار أن تتبني نشره، ولو كانت الرواية ( مخيبة للآمال) ما أقدمت الدار أن تنشرها وما قبلت مني نشر أعمال قادمة جديدة لي.. ولست هنا هذا الكاتب (النكرة) في وطني ولا حتي في الوطن العربي فقد حققت كتبي -ولله الحمد- فور صدور كل كتاب منها: نسبة عالية في البيع والتوزيع.

    وآخر الكلام؟

    - في أصداء اتهامي "الدائم" بالرومانسية.. أكتب هذا "الكلام الآخر":

    سؤال قديم تجدد مع إلتفاتة عينيها الجديدة: تري... كم مرَّ علي ذلك الحلم الجميل؟!

    جواب ذاتي: لا أدري... كل ما أعرفه أنني مشيت، تخطيت، غامرت، تفاءلت.. صفت نواياي وتوقعاتي عنك -يا امرأةٍ من فُل- صدقت، وكانت الحصيلة التي أغلقت خلفها أبوابي... هي: غيمة... ترتدي بنطلوناً بلون القمر!


    رابــــــــــــــــــــــط

    [/align]
    [/frame]



    [align=center][frame="9 80"] إصـــــــدارات المبـــدع عبــدالله الجفـــــري


    مجمــوعـة قصــصـــية :

    1- حيـــاة جـــائعـــة
    2- الجــــدار الآخــر
    3- الظمــــــــــــــــأ


    روايـــــــة قصــــــــــــيرة :

    1- جـــزء مـــن حـــــلــــــــم
    2- زمـــــــــــن يـــليــــــــــــــق بنــا


    مضمــون إنســـــــــــانــــي إبـــداع :

    1- نبـــــــــــــــــــــــــض
    2- لحظـــــــــــــــــــات
    3- بـــــــــــرق لجنـــــــــــــون المهــــرة


    حـــــــــــــــــوار فـــــــــي الحــــــــزن الدافــــــــــئ
    ( ميلودراما حوارية / حائز على جائزة الإبداع عن المنظمة العربية
    للثقافة والتربية و العلوم )




    فقــــــــــــــــــــــط
    ( قـراءة نفســـية في أعماق امرأة متميزة )




    رواية إنسـانية عبر الحوار :
    1- أنفـــــــــاس على جدار القلب
    2- حــــــــــوار و صــــــــــدى


    أبواب للريـــح والشمس
    ( نافذة على رحيق الثقافة )

    رسـائل حب عربية
    ( شرائح إنسانية / وجدانية )


    عصــر الكلمة العــــــار
    ( فضح لشرائح فكرية متواطئة )
    [/align]
    [/frame]

    [align=center]مــــن حكــــــــــايـــــات الســـــــــت :[/align]
    [align=center]هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
    هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
    هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
    هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
    [/align]
    [align=center]أن تفصل القطرة عن بحرها
    ففي مداه منتهى أمــــــرهـــا
    تقــاربت يــا ربـــي ما بيننـــا
    مســافــة البعـــد عــلـى قــدرهـا
    يــا عــالم الأســرار عـلم اليقــين
    وكــاشف الضـــر عــن البـــائــسين
    يـا قــابل الأعــذار عــدنـا إلـــى
    ظــلك فأقـــبل تــــوبــــة الـــتــائبين
    [/align]

    (( رحمــتك اللهـم وغفرانك للفقيد العزيز جمال (( المتمرد ))

  2. #2
    تاريخ التسجيل : Sep 2002
    رقم العضوية : 1046
    الاقامة : جده
    المشاركات : 1,170
    هواياتى : القراءة _ التعارف
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 25
    Array

    عــــــــــبدالله الجفـــــــــــري الإنســـــــــان مع الإبــــــداع




    [frame="6 80"][align=center] جوائز حصل عليها المبدع : عبدالله الجفـري

    1 - الجائزة التشجيعية في الثقافة العربية : من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في 20 ديسمبر عام 1984 م ،
    تقديراً على كتابه : (حوار في الحزن الدافئ )

    2- شهادة تقدير من » الجمعية العربية للفنون والثقافة والإعلام التي أسسها الشهيد الروائي / يوسف السباعي،
    وذلك تقديراً لإنجازاته الجليلة وعطائه الوافر للمجتمع « في عام 1986 م .


    3- جائزة » على ومصطفى أمين للصحافة « عام 1992 م : على مقالاته الرائعة .


    4- جائزة »المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين « بإشراف جامعة »أم القرى«: تقديراً لدوره البارز في إثراء الحركة الأدبية والثقافية في المملكة : (1998 م )

    5 - جائزة ( المفتاحة ) لعام 1421 هـ / 2000 م، عن لجنة التنشيط السياحي بعسير، تكريماً لجهوده المتميزة في الكتابة
    والصحافة


    6 - زمالة الفخرية من » رابطة الأدب الحديث « بالقاهرة .



    7 - جائزة تقديرية وشهادة من صحيفة ( الرياض ) عام 1422 هـ،
    [/align]
    [/frame]


    [frame="9 80"][align=center] مـــن روائـــــــــــــع ما كــــــــــتب عبدالله الجـــفري :

    [QUOTE=alkatb][ALIGN=CENTER][/ALIGN][/QUOTE[/align][/frame]]


    [frame="7 80"]ســــطر ... بــدفء الكـــون !؟

    هـــــذه الليــلة لهـا!!

    (1)
    ورغـم هذه " الملكــية " الخـاصـة
    بها فيه ... إلا أنهــا – هذه الليــلة –
    ترفضها ... تهرب منها . تتحاشى
    صــوته ، حتى لا يطلب منها خصوصية الحوار
    وخصوصية النظرة ، وخصــوصــية الوقت الذي
    يضمهما معا ... دون أن ينغص صفوهما ،و توحدهما
    عـزول ، ولا شريك !

    ولكنها – هذه الليلة –لا تريده
    احتارت كيف تصده ... دون أن يغضب
    أو أن يحنق عليها !
    انفعاله ســريع جدا
    وهي الآن تسترجع كلماته لها :

    - صـدقني ... أنا لا افتعل الخصام معكِ
    أكثر من هذا الحرص ..فأنني ألوم نفسي كلما
    أغضبتكِ، أو ألمتكِ ، أو مارست استفزازي عليكِ

    - سـألته : ولماذا تســتفزني ...
    تحطم أعصابي ، فأثور عليكِ

    - أجابها لعله الحب الشديد لكِ
    والغيرة عليكِ ... هذه التي تحرقني
    في اليوم مئات المرات ...

    - قلت : ولكن .. لماذا تغـار .
    ألست تثق في مشاعري الخالصة لك
    آلا تحس أنك " الرجل " المتربع في
    ســويداء قلبـــي ؟!

    يتبع
    ( ســطر .. بدفء الكون !؟ )
    عبدا لله الجفري [/frame]



    [frame="10 80"]ســطر .. بدفء الكون ..(2)

    استرجعت هذا الحوار المبتدأ بينهما ، والمتواصل دوما
    كلما احتدت الكلمات .
    وساءلت نفسها مندهشة في منتصف هذا المساء :
    - حقا .. لماذا ارفضه هذه الليلة ؟!
    لم تقدر أن تفصح عن شعورها المفاجئ هذا في أذنيه .
    وسعلتها الحيرة ، ورمتها في هواجس عديدة ، وفوق أسئلة مدببة !

    أنها تعرف نفسها جيدا ليست هذه هي المرة الأولى التي
    ترغب فيها أن تخلو إلى نفسها ، وتنعزل عن مجتمعها، وصديقاتها وهواتفها .

    مجرد " حس " غير عادي .. يدفعها أن تدخل إلى غرفتها الخاصة،
    وتغلق الباب عليها من الداخل ، وتتدثر بلحاف سريرها جيدا،
    وتشرد بها أفكارها ، وهواجسها ، ومعاناتها ، وهمومها ، وطموحاتها وأحلامها .

    زحام عجيب من الصور والمواقف والأصداء .
    وزحام أكثر كثافة ... في استرجاع جانب من شريط العمر والذكريات
    والتجارب
    وقد شعرت بحميمة لصيقة بأن تعيش هذه الليلة مع هذا الزحام الذي
    توافد على نفسيتها وتذكرها ،وتأملاتها .

    - وعادت تسائل نفسها : هل هذا هو السبب الوحيد الذي جعلني
    أهرب من لقائه، والجلوس معه ، والدفء الذي أحسه دائما بقربه؟!

    ربما كان هذا السبب دافعا منطقيا لرفضها .
    ويخايلها سؤال آخر ... ما لبثت أن ابتسمت لهذا السؤال في أصدائه!

    - ترى ... هل برد حبي له ؟!
    اختلجت قليلا ، وسرت هذه الرعشة تلف جسمها الممشوق ..
    وكانت ابتسامتها مرتبطة بهذا الخاطر الذي فاجأها ، وبتخيلها لشكله
    هو حين يعرف أنها قصدت أن لا تراه هذه الليلة ،
    فيبادر بانفعاله المعهود أمامها ، ليقول لها :
    - لابد أن الملل قد اصطادك ... أصبح حبي عاديا في حياتكِ
    وشعرتِ أن عاطفتكِ نحوي قد أصيبت بالصمم ، وبالثلــج ![/frame]


    [frame="9 80"]ســطر بدفء الكون
    هذه الليلة لها (3)
    --------------------

    حتى الآن ... مازالت تعاني من حيرتها ، أمام هذا الموقف الصعب!
    هو الذي ابلغها بقدومه ، هو الذي جذب إصغاءها، وغسله في
    دفء صوته ، حينما كان يصور مدى اشتياقه لها .

    تذكرت الآن شيئا مهما ... لعله فسره بطريقته المعتادة !
    فعندما كان يتدفق صوته في سمعها ... معبرا عن حرارة اشتياقه لها ،
    كانت هي – على الطرف الآخر – تتلقى هذا التدفق باعتيادية ملحوظة
    لم تكن تتجاوب مع دفء عباراته وتعبيره ، ولكنها كانت تصغي وكأنها
    مذهولة ، أو شاردة بعيدا ، بعيدا عنه !

    - صحيح ... ترى ماذا حدث لها ؟!
    كانت تشتاق إليه كثيرا ... تتمنى أن تراه كل لحظة، تغار عليه
    من وقته الآخر الذي يقضيه بعيدا عنها
    ويتحدث مع غيرها .
    كانت تسأله : متى ستأتي ؟!

    هذه الليلة بالذات ... سقطت الحيرة والاستفهام ، والدهشة .
    هل من المعقول أن عاطفتها قد فترت نحوه ؟!

    أنها تحبه بكل إحساسها ، تفكر فيه كل لحظة ، تتخيله تركض إليه
    كلما دخل عليها ،
    فماذا حدث هذه الليلة ؟!
    لعلها ضاقت ذرعا بأسئلته المتلاحقة ، بغيرته الحارقة
    بملاحقته لها .

    ألمرآة تحب الرجل الذي يغار عليها ، ولكنه – أحيانا – يعذبها
    لا ... بل هو يعذب نفسه أكثر من نفسها ، يتألم ، يثور ، يحترق
    ومرة رأته يبكي !

    قالت له : لا أحب منظر الرجل وهو يبكي ... المرآة – هي التي تبكي!

    - قال لها : الرجل لا يبكي دائما مثل المرآة ، ولأبسط الأسباب ... لكنه
    يبكي في الصدق . يبكي في القهر – يبكي في العجز
    يبكي عندما يحب بأعماق قلبه وهذه الدموع لحظتها تنزلق من اجله
    حتى لا ينفجر .. حتى لا يتسلط ... حتى لا يتحول إلى ألم مضاعف
    لذلك هو يبكي !

    لماذا تتذكر كلماته الآن ... وهي التي أصرت هذه الليلة أن ترفضه؟!
    - يا الله ... أنني أكاد أنفجر .
    أريد الإجابة الحقيقية التي تفسر تصرفي هذا،
    عذاب أن لا نعرف : لماذا فعلنا تصرفا ما! [/frame]


    [frame="1 80"] هــذه الليلة لها !
    (4)
    رن جرس الهاتف بجانبها ...
    بقيت تتطلع إليه ، ما زالت في قمة حيرتها:
    ترد ، أو تصمت ؟!

    لم تستطع المقاومة . اشتاقت إليه رفعت سماعة الهاتف
    فوجئت بصوت صديقتها ، قالت لها مازحة :

    - غريبة ... تليفونك غير مشغول !
    حتى صديقتها القريبة منها ... لا تريد أن تثرثر معها
    أنهت المحادثة بسرعة .

    أطفأت ضوء " الاباجورة " ، وبقي ضـوء التلفاز وحده
    يواجهها ولكنها لا ترى الصور على الشاشة . هنا في رأسها
    شاشة اكبر . صور مختلطة ومتناقضة .

    فشلت أن تنفي هذا الرجل من تفكيرها . وفشلت أن تجد إجابة
    على سؤلها : لماذا لا تريده هذه الليلة ؟!

    كانت مدعوة عند صديقة لها .. تحتفل بميلادها . حتى هذه الدعوة
    رفضتها في داخلها .
    - هل هي متوترة ؟!
    - أبدا ... أنها تنعم باسترخاء نفسي ، فقط ...
    تريد أن تبقى مع نفسها . وحدها وصمت غرفتها
    وحدها وأفكارها وحدها وما ترغب أن تسترجعه من أعماق
    نفسها . ولا تبوح به لأحد !

    تعرف أنه دائم الأسئلة إلى حد الاستفزاز معها .
    يسألها عن شريط حياتها . عن ذكرياتها ، عن ارتباطاتها والتزاماتها .

    - يقول لها : لها ارفض أن أبقى في حياتك نداء تطلقينه حين تريدين.
    وفي نفس الوقت تحتفين بنداءات الآخرين عليك ... تخافين أن يتألموا
    من رفضك لمشاعرهم !

    - تقول له بحدة : المشاعر لا تمنح إلا لشخص واحد ، قلبي لك
    وحدك تسكنه ... فلماذا لا تصدق ؟!

    - يقول لها : ولكن اهتمامكِ بالآخرين يماثل اهتمامك بي
    إصرارك على استمرارهم في حياتك ... مشاركة لي في عواطفكِ !

    - تقول له : أنني لا أطيق أيلام أحد ، أفهم هذا جيدا ، ولا تكن أنانيا.[/frame]


    [frame="2 80"][align=center] رائــــــــــــــــعة عبدالله الجفـــــري : فقــط .. جنونها .....

    ( فقــــــط ..... جنونـها !)
    • وقفت أمام المرآة أحدق إلى وجهي ... بل إلى عينــي !

    جلست .... لأن تحديقي قد طال !
    تذكرت أسطورة " نير جس " وقد كان رجلا ... أما أنا فمثل كل أنثى
    تسترجع أصـــداء الإعجاب بجمالها !
    ضحكت لهذه الخاطرة !
    تصــور أنني أتذكر في هذه اللحظة صفة جمالية في شكلي .

    أعرف أنني جميلة ، وهذا غرور منحه الآخرون لي ... ولكني
    في الفترة الأخيرة لم اعد أتطلع كثيرا مرآتي ... وتعبيرات وجهك ،
    أنني أرى حسني ينعكس من خلال نظراتك ، وتعبيرات وجهك نحوي .

    تذكرتك فجأة وأنا أمام المرآة ... طبعا ، أنا لم أعــد أنساك ، على الأقل في هذه الأيام ، لأنني اشعر بأنك تطاردني ... تحاصرني بنداءاتك ، أو بندائك المحبب إلي حين تقول لي : يا أنا !

    نسيتك في الزمن الهش ، أو في الوقت الفراغ ... ذلك الذي تمدد في سنوات العمر ، فنفي زمننا القديم حين كنا معا ، وأعاق قدوم هذا الزمن الجديد الذي أعادنا ، أو وحدنا ... كأنك تأخرت كثيرا .
    لكنني في ذلك النسيان كنت أتذكرك قليلا .... أتذكرك مثل خاطرة جميلة
    تعبر ، مثل طيف يعيدني للحظات إلى الشفافية ، ويبعدني عن حروب النفس وركضها بحثا عن حلم رائع طالما تمنيته استمرارا في عمري !

    أرجوك ... لا تستغرق في كلماتي هذه فأنا الآن أتقطر حزنا ... ولست أدري لماذا تتجسد أمامي – أنت – وتملا نفسي كلما اعتادني الحزن ؟!

    لا يصيبك الغرور ، فتعتقد هذه اللحظة أنني اعترف بحبي لك !
    أنا مجنونة ... ها ؟! لكن أنا متأكدة أنك أكثر جنونا !

    لا أدري الآن ... فقط أريدك معي ، تحدق إلى عيني .. تزرعهما حبا ،
    وحياة ، وتدعاهما ... تتدفقان ... ليكون هذا التدفق من عيني أكبر
    من معنى النظرة ، ويكبر بمعنى التكامل الإنساني معك .

    تسألني أنت :

    - ماذا يعني هذا التدفق ... أليس هو الاعتراف بالحب ؟!

    جائز ... لكني – صــدقني – أكره التعليل ، والأدلة والشواهد ...
    اكره المنطق أحيانا ، أريد أن أكون عفوية ، طبيعية . أكره أيضا كلمات عديدة مثل : الاعتراف . التبرير . بعض الأجوبة عن الأسئلة التي تهدف من ورائها : التحديد ، أو الإثبات !

    - أنت قلت لي مرة : الحب لا ينبغي أن نؤكده بإثباتات مادية ، أو حوارية ... الحب إحساس يشيع في عمق الإنسان ، وقد يكون بلا تفسير !

    - يا حبي لك !

    - هل هذه الكلمة اعتراف ... أم خفقة قلب مستريح ؟!
    سألتني ، فأجبتك بإصرار : لا تحاصرني من فضلك ، ولا تلزمني بكلمة تريدها مثل الوثيقة ، بل يكفيك ما سمعت مني عفويا ، وهذا الذي سمعته أو فاجأك مني ... هو بلا شك شيء من التدفق الأعمق !
    أنت أيضا مجنون !

    إصرارك علي جنون . مطاردتك لي جنون ، أحيانا أحس أنك سترغمني على أن أقول لك : أحبك ، وهذا جنون أيضا .

    دفؤك جنون ... حنانك معي جنون . غضبك علي أو من أجلي – سيان – هو جنون !
    لحظة .... لم أنته بعد من إحصاء جنونك !

    حافل أنت بالجنون ، ومحتفل به ... حتى قطيعتك لي التي امتدت طويلا ،
    كانت من ألوان جنونك العكسي . لو انك لم توافقني على القطيعة تلك ...
    لو أنك واصلت اقتحامك لي ، ما كان الزمن يضيع منا ، ولم نكن سنضيع فيه !
    ماذا تحكي عن بدء زمن الهشاشة والتفريغ ... ذلك الذي طوح بكل واحد منا بعيدا عن رفيقة ؟!
    تكلم ... إنني أصغي أليك .... الله يخليك احكي ... أرجوك أحكي !

    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،
    احتواني صــوتك عميقا في ذلك المساء ... كنت تحكي بحزن . عمقك يفيض عندما تحزن ... إنني أتوافق معك في هذه الطبيعة ، أو الصفة .
    قلت لي :
    - فوجئت تلك الليلة بصوتكِ يحمل قرارا قاطعا ، وأنت تطلبين إن ننفصل ونفترق .
    وكانت المفاجأة الأخرى إنني شاهدت في عينيك دمعة حائرة ومسجونة ،لا تريدينها أن تنزلق أمامي .

    - قلت لك : وأنا شاهدت مثل تلك الدمعة في عينيك قبل أن تأخذ وجهك معك وترحل من إمامي . تلك الليلة لم أنم برغم قناعتي أن القرار ضروري ، ومريح لنا معا .

    - أنت أنثى جميلة وتملكين الحياة ... في حين أنني رجل صلب ، وتملكني الحياة بظروفها ، وبقوالبها ، وبكل ما فيها من أطر و أحزمة !

    - وماذا فعلت بعدي ، أو بدوني ؟!

    - كنت معكِ أمارس جنوني ، وأطلع به ومنه إنسانا متفائلا ، وعاملا ومشاكسا ... ولكني بعدك . أو بدونك : اكتشفت أن جنوني هو الذي أصبح يمارسني .. فيطلعني ويرتطم بي ، ويطوح بي وأتناثر وانتشر أحيانا .

    - عرفت نســاء أذن ؟!

    - العالم ملي بالنساء ، وما تقولين عنه أو تسألين ... ليس هو المعرفة بمعناها الدقيق ، ولكنه التبعثر ، الجري . المذاق . الاصطدام ، ثم الارتطام بعد ذلك .

    - أظن أن هذه قضية الرجل دائما ؟!

    - لا تعامليني بالجنون حتى في الظنون ... ولكني مضيت بعدك، مثلما أنت مضيت بدوني !

    - كيف ؟ ... احك لي ... لا تتوقف !

    - أللعنة !

    - تلعنني ، أم تلعن نفسك ؟ أقترح عليك أن تلعن نفسك ، لأني أنا لا أستأهل هذا !

    - كنت كمن وضع حذاءه بين اسنانه وركض ... تحت الشمس ، تحت المطر ، في جنح الظلام ... كانت الطرقات متكاثفة ، وعديدة ، ومتفرغة ... بعضها ينظر أليه السائر كبطولة ، وبعضها الآخر يتخذ فعل المغامرة !

    - أوه .... رجعنا لفلسفتكِ !

    رغم ذلك ... أضبط نفسي أحيانا وأنا أصغي إلى كلماتك بكل جوارحي أحبك حينما تحكي . قلت أحيانا ، أما الأحيان الأكثر ... فما زال رأي فيك أن دمك ثقيل !

    لا تغضب مني .... لكني أشتاق إلى إغضابك !

    تصــور .... وقت طويل مضى وأنا أحاورك . أنت متسلط . قل لي : ماذا
    تريد مني بالضبط .... ها ؟!

    حين رأيت وجهي ينعكس على صفحــــــة المرآة ... دخلتني كلماتك ، سددت إلى أعماقي كرمح !
    أنت تحدثني كثيرا عن عيني .... نظرت إلى عيني بعيني !
    هل أنا " هبلة " ؟!

    من فضلك .... لا ترد .. أنا أشتم نفسي وحدي ، وأنت لا تقدر . لا أسمح لك !
    دعني أصحح العبارة .... فأنا لم أكن انظر إلى عيني بعيني . لا ... بل رأيت عيني بعينك أنت ، بكلماتك عنها . يا حلوها العينين !

    - " عيناك غابتا نخيل ساعة السحر ........ أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر "
    رددت في أذني هذا الشعر يوما . يا حبي لشعر السياب ... هل تذكر؟!

    ضحكت . قهقهت ، وأنا استرجع عبارتك لي :
    - وجهك مترف بالجمال ، أما عيناك فإنهما تموجان بالحزن !
    لماذا ؟ كل الناس يقولون لي ذلك . صديقاتي أيضا ... يمكن من الغيظ!
    لا أريدك أن ترى عيني الآن ... أنهما مخضلتان بالدموع !
    - لماذا أبكي ؟!
    سألتني ، وقلت لك : إنني أختار بحثا عن سبب بكائي هذه الأيام
    - ألا تخفين عني معاناة خاصة ؟!
    - فعلا .. الإنسان لا يبكي بدون سبب ، ولو من الملل ، أو الكآبة ، أو وحدة النفس . وقد يبكي في عجزه عن تغيير حياة يرفضها ، فلا يقدر أن يستبدلها بحياة أخرى يرتاح فيها ،أو يتجانس فيها مع نفسه ، أو مع من يحب !
    - أنتِ تحبين أذن اعترفي ؟!

    - لا أدري ... ربما هو الندم ضد حب كان ، حينما أتذكره ابكي لشعوري بالضعف أمامه !

    - وأنتِ ترفضين الضعف ... تريدين أن تبقي قوية دائما !

    - بالعكس .... ربما أضيق أحيانا بقوتي هذه التي تصفها ... اشتاق أن أكون ضعيفة أمام رجل قوته معي في شدة حبه لي . انفر من الرجل المتسلط القاسي ، مثلما أنفر أيضا من الرجل اللامبالي الذي لا يحاسبني ليشعرني بحبه ، أو بغيرته علي ، فكأنه يهملني ، وبالتالي أهمله أنا !

    - وذلك الرجل الذي تبكيك ذكراه .... كان يشعرك بضعفكِ ، وربما ما زال حتى الآن يشعرك بهذا الضعف برغم بعده عنك !

    - أسكت أرجوك .

    - فكيف أذن تعتقدين أنك تحبينني " أحيانا " على رأيكِ؟!

    -أنا أحبك .... صدقني إذا ابتعدت عني الآن : أحتاس !

    - ودموعكِ التي تطاردكِ هذه الأيام ، وشعوركِ بالحنين ... ربما أفسرها ؟!
    - لعلي لا أحن إلى شخص بذاته .... بل إلى ماض متكامل ... إلى ذكريات ... إلى حياة عشتها ، وكنت أجد نفسي في داخلها ، وفي إحداثها ، وفي طبيعة ذلك الزمن . تعرف ؟ أنت تذكرني بنفسي !

    أبكي ... لأني أشعر أن أشياء كثيرة ومتميزة قد فقدتها . كنت أحب الشعر أتغنى به ، أطرب ، وينخلع قلبي من بيت شعر رائع مع كلمة عميقة المعنى . كنت أتذوق الموسيقى ، واختار ، وأفلسف ، وأسخر ... حتى عندما كنت ابكي ، يخيل إلى أنني أبكي بنفس .

    الآن ....أنا أبكي بدون نفس . أبكي لأنني –فقط – متضايقة ، وغالبا بدون سبب مباشر .... وقد لا يبكيني التعامل مع الناس الذين أعيش بينهم ومعهم ، أبكي لأنني أنادي على نفسي الحقيقية ، على داخلي ومحتواه الأعمق ، والمترسب ، والساكن !

    لا أريد أن تغرق نفسي في مثل هذا الصمت ، أو في مثل هذا التعود الممل على حياة أحس إنني فيها أؤدي وظيفة ، والتزم بواجب ، وأخاف من أشياء كثيرة .... كنت في السابق أتصرف بها ، افعلها ، دون أن أسمح لأحد أن يحاسبني عليها ، لأنني كنت منطلقة ... أحيا شبابي كله .

    - لكني ... أنا أحاسبكِ الآن . أغار عليك . أخاف عليكِ . أحميكِ ، أسمو بكِ
    وأنتِ ترتفعين بي أيضا .

    - لا أدري ... حتى أنت ، أعتقد أنك في بعض الأحيان تريد أن تصادر أفكاري وحريتي . أعرف أن الرجل أناني في حبه للأنثى التي يعشقها ، وأنا أرفض القيد . أريد أن أحبك بمزاجي ، وفي الوقت الذي أريد ، مثلما أريد أن ألغيك ولا أفكر فيك بمزاجي أيضا ، وفي الوقت الذي أحدده .
    - هل تعتقدين أن هذا المزاج حبا ؟
    - أظنه قمة الحب ... فعندما أرغبك ، وأريدك ، وأشعر بحبك ينغل في شراييني ... أكون لحظتها في حوزتك كلي .... ملكا لك وحدك . ولن تستطيع أية فكرة ، ولا أي شعور إن يسلباني منك .. بل أنا التي أريد أن أسلبك كلك من إطاراتك ، ومن العالم ، ومن الطقس ، ومن كل المناخات ، لتكون لي وحدي ووحدك .
    - أنتِ مجنونة ... يا أنا !
    - وأريدكِ الآن أكثر جنونا ... يا عمـــــــري !
    - وفي الغد ... نفس السؤال ، ونفس الجواب ؟!
    - وفي الغد سأنسى .... أرجوك لا تذكرني بشــيء !!

    ( فقــط .. جنونها ..... عبدا لله الجفري )[/align][/frame]

  3. #3
    تاريخ التسجيل : Sep 2002
    رقم العضوية : 1046
    الاقامة : جده
    المشاركات : 1,170
    هواياتى : القراءة _ التعارف
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 25
    Array



    [frame="7 80"][align=center]حـــــــوار وصـــــــــدى
    أحدا روائع المبدع عبد الله الجفري
    مجموعة قصصية
    صدرت في عام 1399هـ
    تشتمل على 42 قصة قصيرة

    ( موسم الأسئلة )

    هذه القصة الثانية من هذه المجموعة

    وما أعجبني في هذه القصة هو أسلوبه البارع في الحوار
    كم هي معبرة وصادقة هي أحاسيسك

    هنا يقول :
    أستشف حزنا يتقطر مع نبرات صوتك.. كأنك الدمع، والجرح، وجوع الفرح، كأنك شجرة صفصاف مكسورة!

    * وما هو الحزن؟!

    - إنه جوهر النفس.. إنه حقيقة كل الأشياء الناصعة في أعماقنا. إنسان بلا حزن.. هو زمان بلا قضية، فالحزن قضية الحياة!

    • وما هي قضية حياتك؟

    - أن أعبر عن المستقبل "بالكيف" الذي أجعله تفسيرا لليوم الذي أحياه!

    • وما الموت.؟

    - ألاّ تجد ما هو جدير بأن تحيا من أجله!

    • وما الحياة؟!



    - ألاّ تظلم قدراتك على الإحساس، والانفعال، والفكرة. وأن تعطي من حولك اللحمة المضيئة والدافئة والناطقة،
    فلا تنثر أيامك كالحصى، ولا تقذف الحصى على الناس لأنك ترغب أن تصنع يوما لك!

    • وما الانتظار؟



    - أن تكون صاحب بأس وإرادة، وليس صاحب يأس وتنازل، لا يهدك التعب، ولا تستخدم التعب لتبرير قعودك.


    • وما المحاولة؟

    - ألاّ ترضى بالشك كحصيلة. أن تجابه المرض بالعلاج، والألم بالأمل الذي يصنع منه لذة، والتفاهة بالتفكير الذي يمحيها ويصنع لك فكرة جديدة!

    * وما الارتياح؟!

    • أن تصنع سفينة حنان.. تسع الناس كلهم فتعطي.. وتأخذ منهم غبطتهم بك!


    * وما السأم؟!


    - أن تفشل في تجديد شعور الناس نحوك، فيشيحون عنك ويطمرك النسيان!

    • وما هو الذي يريده الإنسان؟!


    - لغز.. يقضي حياته كلها من أجل التوصل إلى اكتشافه وحل طلاسمه!

    * وما هو الاكتشاف؟!

    موت السؤال.. بمعنى أن يصبح النهار نهاراً والليل ليلا!

    • وما هو الجرح!؟

    - هو أن تبلغ أعلى مراحل الإحساس فتقتنع بالتضحية!

    * ومتى سأتوقف عن طرح الأسئلة هذه؟!

    عندما تكتشف حزنك!!
    [/align][/frame]


    [frame="6 80"][align=center] قـصـة قصـــيرة : ما بعد ( غداً !! )


    مدخل:
    بدأ «الصمت» يلف الكون... يصادر حتى أصداءه!
    يتشقّق «صدره»... من وجع الوحشة، والوحدة.
    كل «ضلع» ... صار عيناً تشخص في دروب رحيلها.
    كل «عين»... فاض دمع الشوق منها، في انتظارها!
    وها هو.. يُخرج دَمْعَه متروكاً... غير ناج!!
    (1)
    صار الشوق «فلة» بيضاء... يُلوِّح بها على امتداد الأفق، في همس الليل... في بوح السْحَر!
    أصابعه ترتعش... حين كان يهمّ بالكتابة إليها!
    شعر أنه يعجز عن تثبيت القلم على الورق الأبيض!
    كان ينظر إلى بياض الورق.. ويردد:
    ماذا سأكتب لك... ويكون أكثر نضارة ونقاء من هذا الورق؟!
    ولكن......
    لابد أن يكتب إليها!
    لابد أن يُرضي رغبتها، ودلالها عليه!
    لابدّ أن يبوح لها... بكل ما يعتمل في نفسه، وما يجرَّح خفقه. وما تنزف به أضلعه!
    قبل أن يلتقيا وجهاً لوجه، وكفاً في دفء كف، ويصنعا في لحظة اللقاء شريان الغد...
    قبل أن يَطْعَنا «الغد» بخصام «الآنيّة»... ويعبثا بلحظة اللقاء... قالت له:
    ـ اكتب إليَّ دائماً... أرجوك لا تتعب من الكتابة، والنداء عليّ!
    اكتب إليَّ قبل أن يُغيِّب «سَفَر» الصمت بيننا كل واحد منا عن الآخر!
    أريد أن أحمل معي كلماتك زاداً في غربتي القادمة.. وبلسماً من كل جراحي القديمة.. وصبابة ارتواء في لحظات عطشي إليك.
    لا خُيِّل إليه، في لحظات حلمه بوجهها. قبل لقاء الغد: أنه يحدث في عينيها الدافئتين. كأعماق بحر!
    خُيِّل إليه أن أصابعه المرتعشة تتسلل إلى رأسها، وتتخلل سواد شعرها الذي يُلقي كثافته على كتفيها.
    قبل أن يلتقيا، ويولد ذلك «الغد» الذي كانا يحلمان به، ليجمعهما ويوحّدهما.. قالت له من هناك... من «البعد» الذي تخاطبه منه:
    اكتب إليَّ ولا تتوقف، ولا تسأم... إنّ كلماتك تُدفئني في البعاد!
    كتب لها متسائلاً: هل تحتاجين حقاً إلى كلماتي هناك... في سَفَرك البعيد؟!
    أجابته: ماذا تقصد؟!... إنني سأرحل عن الأمكنة... لكنَّك ستكون لي الوطن الذي أحمله بين ضلوعي... أنت كل الأمكنة، والأزمنة!
    كتب لها: أنا هذا الحصان الذي تُلهب ظهره سباط السفر المتلاحق!
    وأنت... هذا الدرب الطويل الذي أجري في فلواته... تحت شموسه اللاهبة، وعلى امتداد مسافاته الغامضة... ألهث فيه، ولا أعرف نهايته، ولا مفاجآت منحنياته، ولا أسراره!
    أجابته: أنت كثير الظلم لي... حين أكون أمامك مثل كتاب مفتوح.. تتهمني بالغموض وبالأسرار!
    وحين أعطيك ماء قلبي... تزداد في داخلك عواصف الشك!
    أرجوك... أخبرني: لماذا تفعل بي وبك كل هذا؟!
    كتب لها: أعرف أن الغيرة رصاصة تُسدّد إلى الحب!
    أجابته: أحبك أكثر، وأنت تغار عليّ... لكنك تجرحني!
    كتب لها: أتخيّلك الآن بجانبي...
    ذلك حلم من أحلام «الغد، معك!!
    (2)
    قي من زمن التوّحد بيننا ساعات... وتطل لحظة العناق!
    الطائرة.... تزيده دخولاً إلى مزيد من سحب نفسه، وخوفه، ورجفة أضلعه، ورعود من الأسئلة عن لحظة اللقاء، والعناق!
    لابد أن يكتب إليها، وهو في هذا الوقت المرتجف... يفقد القدرة على التركيز، والكتابة.. ولا يجذبه سوى التخيل!
    كأنه في هذه اللحظات يسمع صوت الأرض من أبعادها تحته!
    وهو «المسافر» إلى هذا الدرب الطويل... حصاناً تُلهب ظهره سباط السفر المتواصل!
    هل «السفر»: بعثرة، والناس يتبعثرون فيه؟... والعالم يستقبل في زحامه آلاف من هذه السحنات الآدمية، المشتاقة «للخروج» من الاعتياد.. المنطلقة إلى المطر، والنسمة الباردة، والفرار بعيداً عن المشاهد المرصودة، والخطوات المرسومة؟!
    ولكنه ـ في انطلاقته إليها ـ لا يشعر أنه من صنف هؤلاء المسافرين!
    إنه يسافر إلى التئام روحين، وامتزاج جوانح وأضلع.. بعضها ببعضها الآخر!
    كأنه هذه اللحظة ـ في جوف الطائرة التي تحلمه إليها ـ عصفور يتيم، على شجرة تتصوح أغصانها... يفتش عن عش!!
    طفل ـ هو ـ فقد حضن أمه، وضلوعه تبكي!
    وما زال صوت الأرض من أبعادها تحته.. يقتحم أرجاء نفسه، وتنبعث أصداء اللقاء ، العناق، الغد: حباً، وموتاً، ونداء روح!
    وماذا يكتب لها الآن داخل الطائرة، وهو في الطريق إليها، ولكل هذه المعاناة؟!
    يده تحولت إلى وجه يحدق من البعيد نحو فراشة تطير!
    ولكنه... لا يراها في هذا الطيران الشاهق.
    لا يريد أن يُمسك بهذه الفراشة... حتى يدعها تطير، وتُحلق، وتسافر بحثاً عن الاكتشاف، والضوء.
    أمسك بالقلم.. ليخُطَّ أول سطر يكتبه في رسالته التي سيسلمها إليها يداً بيد... بعد اللقاء، العناق، الغد:
    أكتب إليك بعفويتي، وشفافية روحي.. وقد رميت خلفي كل هواجس لا تتعاطف مع «الغد» الذي يجمعنا، وأصلّي.. أن لايفرقنا!
    إنني أثق بنفسي، وأثق بك!
    لكنني أخاف أن نعامل «الحب» بسلوك وفهم «الانطباع»!
    قد يغضبك تصوّري هذا. وتصوري الآخر.. حينما أتخيّلك مهرة تلبس بنطلوناً، وتغيب في الزحام العربي داخل شوارع الصيف الأوروبي!
    طلوعك في هذا الزحام لا يضيع!
    ولكن... أتخيَّلك أيضاً، حين تذهبين إلى «الكوافير» وتطلبين منه أن يبعثر شعرك، أحب الشعر الغجري!!
    تدخلين «الكافتيريا» لتناول شاي العصر، وتقضمين قطعة «جاتوه» كأنها قلبي... ونظراتك تمسح وجوه رواد المكان والعابرين!
    تفرُّ من شفتيك المكتنزتين قليلاً المنفرجتين عن ابتسامة «جاتوه».. تلك القضمة الأخرى للوجوه... لا للجاتوه!!
    تبدين ـ لحظتها ـ مثل أية امرأة: سعيدة بالنظرة التي تُختلس منك، وإليك!!
    ياه.... متى تقدر الطائرة أن تختصر الطريق أكثر؟!!
    أريد أن أدع نظراتي تغتسل بابتسامتك.
    (3)
    يدر... كيف تصرف في الثانية الأولى، حين كان وجهها يغمر كلُ شيء فيه... يغمر وجهه، ونظراته، وكيانه، وذراعيه الممدودتين نحوها، وأعصابه؟!
    اندفع نحوها... (...)
    مرة أولى... وأبعد وجهه عن وجهها ليتأملها، فلم يستطع.
    وحده... كان في تلك اللحظة: الذي يمتلك حياة ضحكتها وحيوية وهجها الأنثوي!
    لو كانت نظرتها الأولى إليه حين التقته... هي نظرتها الأخيرة إليه حين ودَّعها...
    لكانت تعطيه للأبد: وجه قلبها، ونبض شرايينها.
    كان الزمن في «الغد» قصيراً جداً... لكنه كان عمر غدهما معاً!!
    الغد الذي انتظره طويلاً، وحلم به... فَأرقه وسهده.. ها هو يتلاشى فجأة!!
    كأن «الغد» الذي كان ينتظرانه، ويحلمان به ليكون (عمر حبهما)... قد اختصراه في تلك الثانية الأولى... ثانية اللقاء: حين كان وجهها يغمر كل شيء فيه... وحين كان حبه يزلزل كل ذرة في مسامها!!
    وبعد تلك الثانية الأولى... انتهى الغد!!
    قال لقلبه: حقاً... هل جئنا إلى «غد» لا يكبر أكثر من ثانية؟!!
    قالت لعقلها: حقاً.. لابد أن أجمله بشعر أن نظرتي الأخيرة إليه حين أودعه، هي «الصعداء» التي أتنفسها... وأنني سراب مسافاته في العمر!
    (4)
    الآن... رحلت تلك الفراشة الزاهية.. المحلقة، المنطلقة نحو الضوء، والرحيق!
    الآن... تقذفه بالنظرة الوداعية الأخيرة في صالة المطار، وترسم على شفتيها المكتنزتين قليلاً ابتسامة «الجاتوه»!
    ابتسمت خواطره لها، وهي تلوّح بيدها... ترميه بالوداع، وبالمجهول.
    كان لا يريد أن يمسك بهذه الفراشة... ليدعها تطير، وتحلق، وتسافر دوماً بحثاِ عن الاكتشاف!
    والآن... لا يريدها تلك الفراشة... بل يريدها «الإنسان» ... المرأة، الأنثى، الناضجة، الواعية، الجميلة... التي تبدو في مشيتها مثل طاؤوس يختال!
    الآن... سيمضي ـ وحده ـ إلى قراءة الوحدة والدهشة من جديد!
    وقبل أن ترحل... مخلِّفة له أصداء، وذكريات، وأبعاد ذلك (الغد) القصير جداً... منحته بضع كلمات «إرشادية» تُعينه على سغب فكره إلى الحكمة والنضج!
    قبل أن ترحل .. إلى ما وراء «الغد»، وما بعده... رآها تأخذ رسالته التي كتبها بقلقه، وفرحه معاً في الطائرة المتجهة إليها، وتضعها في حقيبة يدها مع مرآتها الصغيرة، وعطرها ومشطها الذي كثيراً ما لثمه، ثم شبكه في مؤخرة رأسها.
    ابتسم حزيناً... وهو يلوّح لها بالوداع، ويتساءل:
    تُري... من سكيون الأكثر جذباً لها في اللحظة الأولي، بعد أن تستقر داخل مقعد الطائرة: رسالته التي تبادر إلى إخراجها وقراءتها... أم مرآتها، ومشطها، وعطرها... لتبدو أمام الجميع في زينتها اللافتة... مثل طاؤوس يختال بألوان ريشه؟!!
    في تلك الرسالة الأخيرة.. كتب لها:
    كنتُ وما زلت أخاف على حبنا من النمل.. من السحاب.. من العاصفة.. من الزحام، والبعاد!
    إن قلبي حبة قمح لا تنبت، ولا تطرح إلا في أرضك!
    ولكن... هأنذا الآن، أودِّعك، وأدخل بعدك في زمن «ما بعد الغد»!!
    عيناي لا تنجوان من الترقب للبعيد.. حتى يمر «وقت بين السيف والوردة»!!
    أنت التي حدَّدت الغد، وحبسته في لحظة اللقاء!
    وأنا الذي صار يمكنني... أن أحيا بدونك في «ما بعد الغد»!!
    > > >
    موقف:
    قلبه في «مابعد الغد» ... خلف البحر!
    شموسه مضرّجة في الغروب الذي يلاحق عمره.
    قصيدته: موجة تتكسر عند أقدام الشاطئ الخاوي!
    يحمل جنونه، وأمطاره....
    يطوّح بهما في صمت الأمسيات المغسولة بالطل!
    ها هو ـ أخيراً: نفق بارد... تعبر منه الأيام، ولا ترتَد
    [/align][/frame]




    [frame="9 80"][align=center] زوربا القرن العشرين ( محمد حسين زيدان )

    ماذا يعني للأديب عبدالله الجفري

    وهذا ما قاله الجفري :

    «هو معلمي، الذي أحسن تأديب وعيي.. أحتاجه دائماً، حتى في تأملاتي وسرحاتي، وصبواتي مع الأفكار والخواطر، فأسترجع بعض ما غذى به عقلي، وأروي به روحي ونفسي، من جوامع الكلم، ومن خلاصة تفكيره وفلسفته في الحياة».. ويضيف عبدالفتاح أبومدين: «إذا تحدث تهيب غيره أن يكون بعده خطيباً، لأن الأول لم يترك للآخر ما يقول، مع أنه لم يكن يطيل حين يقول، وحين يكتب، وتلك سمات البلاغة والفصاحة، لأنها الإيجاز من غير إخلال».
    [/align]
    [/frame]


    [frame="1 80"][align=center] عبـــــــــــدالله الجفري متذوق للشعــــــــر

    هذه دراسة في ديوان
    الشاعر محمد فهد العيسى ( ندوب )


    «ندوب» شهقة حِس وحريق!!
    «ندوب» عنوان اختاره الشاعر الرقيق «محمد الفهد العيسى» لديوانه السادس، بعد دواوينه الخمسة: الممطرة شجناً، والنازفة حزناً، والمتدفقة شجى، وهي: «ليديا»، «على مشارف الطريق»، «الحب يزهر شوقا»، «دروب الضياع»، و«الإبحار في ليل الشجن».
    وإذن.. فلماذا الـ«ندوب»؟!!

    يجيب الشاعر عن سؤالي هذا بقصيدة «ندوب» في هذا الديوان السادس، فيقول:
    ـ ياجراحي..
    ياجراح القلب.. ياشهقة حسّي
    ياشقاءً.. غرسته الأيام في أفياء هدبي
    يااشتعالاً ضج في أعماق نفسي
    ياحريقاً في شراييني..
    غيوم البؤس تسبل أعين الأزهار
    في أعماق حدْسي!
    فلماذا؟!
    وأنا مازلت أروي
    لا.. ولا أعرف ذنبي!!
    | \ |
    وفي قراءتي المتأنية لقصائد هذا الديوان.. يتمحور في البدء هذا السؤال:
    ــ هل الشاعر: نهج، أم إبداع خالص، أم لغة مرتبطة بالجماهيرية/ أي بالجمهور والتفاعل معهم.. أم ذاتيّ يشرنق معاناته وتجربته الخاصة؟!
    أعود إلي إجابة في صيغة سؤال آخر، تقول:
    ــ هل انتهى ذلك الشاعر الذي ينقل بوحه، وتجربته الذاتية، ومعاناته كإنسان، بما يطلق عليه نقاد الحداثة: (شاعر رومانسي).. أي أنه شاعر: لا قضية له، ولا يهتم بأحد غيره (إلى ماهو عام مشترك) كما قال الناقد السوري «حنا عبود»؟!
    \ هناك عبارة وردت ضمن دراسة عن الشعر، قال فيها كاتبها: (الشعر العربي القديم متهم بالمديح، وقد أدين الشاعر العربي القديم لأنه رضي أن يكون مدّاحاً)!!
    لكن هذه الحقبة قد تلاشت إلا القليل من شعراء المناسبات والعطايا!!
    \ أما «الأصمعي» فقد عرّف طريق الشعر بقوله: (إذا أدخلته في باب الخير.. لان)!
    وهي عبارة لا تنطبق أبداً على «بترون» الشعر في هذا العصر.
    \ وفي بحث مستفيض قديم، كتبه الدكتور «قاسم المومني» الذي كان يدرس في جامعة اليرموك: قال فيه:
    ــ (هناك مجموعة من العوامل أسهمت في إذكاء حدة الهجوم على الشعر، وظلت تغذي في مهاجميه رغبتهم في تخوّن الشعر والانتقاص من شأنه.. وقد يرتبط بعض هذه العوامل بالشعر بأوثق رباط، وقد يفد بعضها على الشعر من خارج.. وهذه العوامل قد نصادف بعضها عند نقاد التراث)!!

    كل قصيدة .. لها أثر
    \ أما شاعرنا الكبير «محمد الفهد العيسى» فيحدثني عن تعريفه للشعر، وتأثر الشاعر، ثم تأثيره بالبناء الدرامي في القصيدة.. فيقول:
    ــ من قراءاتي العديدة عن الشعر، أستخلص العبارة التي تقول: «إذا أردت أن تكتب قصيدة، فجمّع أدواتها، وعلى رأس هذه الأدوات: القافية»!
    ولكن الشاعر «محمد الفهد العيسى» يكتب الشعر الحديث، أو أن هذا الشعر يغلب على أكثر قصائد دواوينه!
    وهناك القارىء المهمّش للقصائد، الذي يحكم على شعر الأستاذ «محمد الفهد العيسى» بأنه لا يخرج عن تركيبة معينة.. ولكن هذه التركيبة هي بطاقته الشعرية، أو لوازمه، أو صوره المتكررة!!
    وهذا القول ـ كما قلنا ـ تهميشاً وليس تعمقاً في الصور الشعرية وأبعادها في قصائد «محمد الفهد العيسى»!
    \ وكما قيل: (إن القصيدة لا تأخذ طابعاً بنائياً واحداً من حيث الشكل والمضمون، سواء كان خاصاً بها، أم بوصفه عنصراً من عناصر البناء.. فليست هناك قصيدة واحدة، ولكن هناك: مناخ واحد)!!
    \ وقد سألت الصديق الشاعر عن: أقرب قصائد هذا الديوان إلى نفسه أو حميميته، فقال:
    ــ كل قصيدة لها مناسبة وأثر.. ولكن كل قصائد هذا الديوان جاءت مخاض تجربة، أو تفاعل إحساس، بشكل عفوي منساب دون صنعة ولا تكلف مما يتخذ شكل «النظم».. لأنها تصوير وتعبير عن التجربة وتفاعل الحس.
    \ وأضاف: وعلى سبيل المثال تجد في الديوان قصيدة «على الشاطىء» ص97 كتبتها في دقيقتين حين كنت أتأمل البحر على الشاطىء بالفعل.. وقلت في نهايتها:
    ــ «وتجترني نازفات الندوب
    فلا البحر يجيب
    ولا الصخر يجيب
    وارتدّ موجوعاً.. وشِعْري
    على شفتيَّ انتحر
    فلا الحرف يجيب
    ولا البحر يجيب
    ولا الصخر يجيب»!!

    الرمز في شعره
    \ ويكثر في شعر «محمد الفهد العيسى» ما اصطلح النقاد عليه بوصف: (التصوير والترميز).. فالرمز في شعره يكاد يتمحور في أكثر قصائده، إن لم يكن في جميعها!
    فالترميز عنده: من خلال تصويره للحزن، ومن خلال ذكره للمرابع والأمكنة التي تفيض بالذكرى.
    ولابد أن نتوقف عند قصيدته (الحمام الزاجل) ص37، وبقراءتها نكتشف: أن الرمز فيها واضح، فلم يقصد الشاعر «الحمام الزاجل» بالتخصيص، بل قصد شيئاً آخر نستنبطه من قوله:
    ــ «رفرِفا.. بلّغاها اشتياقي
    حلّقا عند قرن الشمس
    وارْويا عن فؤاد مُعنّى
    توقدي.. لوعتي «واحترواقي»!!
    إنه شاعر يفيض شعره بالرومانسية، ولكنه غير كلاسيكي، ويميل إلى الشعر الحديث أكثر من ميله إلى القولبة الشعرية.. مع احتفاظه بالأداة الأولى للشعر: القافية، والموسيقى.
    \ وفي قصيدته من «جبال الألب» يرسم هذه الصورة الجميلة لأنثى الغرب والحضارة المتقدمة، فيقول:
    ــ«أنا بنت الثلج أتوق لدفء الصدر
    ونبض الشعر.. وغناء البدويّ
    بصحراء الدهناء.. بروض التنهات
    بأنجمها وسماها!
    خذني.. ضقت بزلزال التقنية0
    بضجيج الإنسان/ الآلة
    يمشي آلياً.. يأكل آلياً.. يشرب آلياً
    يمشي آلياً، و.... ينام
    كدمية طفل.. آلياً»!!

    الأمكنة والمرابع
    \ يتوله الشاعر بالأمكنة/ مرابع الذكريات، وأصداء السنين.. ونجده في أكثر قصائد دواوينه الستة يصور ويسترجع من أمكنة وشواهد وكلمات معينة في هذه اللوازم في قصائده:
    \ «التنهات، الدهناء، ليمان.. الهيجنة، الوسم، الودق، الحرمل، الحنظل، البطاح».. أي أدوات البدوي الأصيل المتجذر في تربة هذه الصحراء حتى وإن صعد على قمة جبال الألب:
    ــ «بالأمس كنا... رُبى التنهات تجمعنا
    في خيمة الحب.. أينا من روابيه»
    \ «وأنسى الليلة الليلاء»
    من وهج ـ الهلا ـ جاءت:
    كما ـ الوسمي ـ غطرف
    وأغرق بين أحضان الهوى العطريِّ
    في قبُل ولا أحلى
    وتغرق نفسها نفسي.. وتغرقني»!
    \ وهكذا.. فإن اللغة التي تطغى على صوره الشعرية: تمثيل إلى (الغنائية) التي ترتبط كثيراً بتجربة الذات في رابطتها مع الوجدان، والتأمل أو التفكير.. ولعل الشاعر في بدء انتشاره شعرياً يتحبب إلى: انطلاقته كشاعر غنائي من عدة قصائد ترنمت بها أصوات محلية وعربية، وحققت انتشاراً وشهرة في ذلك الوقت، ومن تلك الأصوات: طارق عبدالحكيم، نجاة الصغيرة، فايزة أحمد، سميرة توفيق:
    ــ«ومضيت أجرّ الليل ورائي
    أنحت درباً نحو الشمس
    و ـ أهيجن ـ شعراً حاكته بتوق الحب
    بوهج الشوق العارم: أحلامي»!!

    حكايات القصائد
    \ ولبعض القصائد: حكايات، ومواقف، ومفاجآت!!
    وأسمعه يحكي لنا نحن مجموعة أصدقائه، حكاية أو خلفية إحدى قصائد هذا الديوان التي سمّاها (أكتب على يدي)، فيقول:
    ــ كان خارجاً من مكان بيع.. فصادفه أحد العشاق لإبداعاته، وطلب منه توقيعه.. فأخذ يفتش عن ورقة، أو بطاقة!
    وفجأة.. أبصر كف امرأة غض، وقد مدّت يدها تحت عينيه، وقالت له: أكتب على يدي.. أو.. هكذا «تخيّلت» الصورة التي رسمها الشاعر في هذه القصيدة:
    \ «ياسيدي: أكتب على يدي
    أحرفاً من شعرك النديّ
    بيتاً من العشق.. ترتوي به أصابعي
    وترتوي دقات قلبي الصدّي
    أشدد على يدي، وضمّني إليك
    كي أبوح عن تلهفي، وعن تودّدي»!!
    \ وبعد.. فإن القراءة المتأنية المستمتعة بهذه الإبداعات تتطلب عرضاً أشمل وأرحب ودراسة لأبعاد، وظلال، ومعاني القصائد.
    و... يبقى الحنين ـ دائماً ـ يشدني إلى صديقي الوفي، الشاعر الكبير: «محمد الفهد العيسى» الذي كان يكتب أيضاً بأسماء رمزية: سليم ناجي، الفهد التائه.
    أتذكره في الحنين، حين تتغرب خفقاتنا ونظراتنا معاً في: «غيمة ليل الليل».. وأقول له من شعره الذي أحفظه:
    ــ «ياأيّها الصديق!!
    أتذكر الناي الذي يهدهد المساء
    ونغمة الشوق التي تفجر العطاء
    وتغمر الدّنى سناء»؟!
    [/align]
    [/frame]


    [frame="9 80"][align=center]
    القصيبي للجفري:


    أنت في صدر المجلس
    وصف د. غازي القصيبي أن الأستاذ عبدالله الجفري في صدر الصحافة سواء كتب في الصفحة الأولى أو الأخيرة أو الوسطى أو الربع الأول أو الربع الأخير. وأضاف القصيبي: فمحبو الجفري سيعثرون عليه، فحيث كتب (أبو وجدي) فثمّ صدر المجلس، وكان يعلق د. القصيبي على انتقال الجفري من صحيفة «الحياة» بعد أن غيّروا موقع زاويته من «الأخيرة» إلى الداخل.
    [/align]
    [/frame]

  4. #4

  5. #5
    الصورة الرمزية جف البحر
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 45
    الاقامة : الرياض
    المشاركات : 6,144
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 81
    Array



    يعطيك العافيه ابو معتصم


    سلمت اخي الغالي


    مع حووووووبي،

  6. #6
    الصورة الرمزية موج البحر
    تاريخ التسجيل : May 2005
    رقم العضوية : 3567



    ايها الكاتب الكبير*****حقيقة

    تحيه موقره لعلمك الرائع المتوج دوماًبالإبداع

    والكلمه الذهبيه التي تدل رقي اسلوبك وجماله




    الهــ موج البحر ــادئ

  7. #7
    تاريخ التسجيل : Sep 2002
    رقم العضوية : 1046
    الاقامة : جده
    المشاركات : 1,170
    هواياتى : القراءة _ التعارف
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 25
    Array



    [frame="9 80"]عبدالله الجفري يتعاطف بحميمة مع حديقة الغروب للقصيبي

    نص القصيدة الرائعة للقصيبي:

    "حديقة الغروب
    شعر: غازي القصيبي
    خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ
    أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
    أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت
    إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
    أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا
    يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
    والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ
    سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ
    بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا
    قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري
    ***
    أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى
    عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
    أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ
    وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري
    منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها
    وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
    ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي
    والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري
    إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني
    بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
    وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه
    وكان يحمل في أضلاعهِ داري
    وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً
    لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ
    ***
    وأنتِ!.. يا بنت فجرٍ في تنفّسه
    ما في الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
    ماذا تريدين مني؟! إنَّني شَبَحٌ
    يهيمُ ما بين أغلالٍ.. وأسوارِ
    هذي حديقة عمري في الغروب.. كما
    رأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
    الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ
    والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذارِ
    لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي
    فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري
    وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً
    وكان يمزجُ أطواراً بأطوارِ
    ***
    ويا بلاداً نذرت العمر.. زَهرتَه
    لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
    تركتُ بين رمال البيد أغنيتي
    وعند شاطئكِ المسحورِ.. أسماري
    إن ساءلوكِ فقولي: لم أبعْ قلمي
    ولم أدنّس بسوق الزيف أفكاري
    وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً
    وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
    ***
    يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
    وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
    وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
    علي.. ما خدشته كل أوزاري
    أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
    أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟ "

    "بعد أن أثرى نفسي وروى عطش روحي بقراءتي لقصيدته اللوحة التي نشرتها صحيفة (الجزيرة) صباح يوم 14 من ربيع الآخر 1426هـ 22 من مايو أيار 2005م.. شعرت أن الشاعر الكبير بإبداعه غازي القصيبي: قد انتشل نفسه، وروحه، ووجدانه، وتأملاته من قاع: العمل، والعمال، والعمالة.. أو كأنه في هذه القصيدة كان يفر من: المادة كذا.. ليبدع لنا قصيدة، ذكرتني بعبارة صاغها الشاعر العصر: نزار قباني، قبل مرضه، فقال:
    (اسمحوا لي أن أهرب من السيدة مادونا، لأنام على كتف: رابعة العدوية.. وأن أهرب من مايكل جاكسون، لأجلس تحت قدمي: جدي محيي الدين بن عربي)!!
    * فهل نعرف: أين كان يختبئ (الشاعر) غازي القصيبي، كل هذا الوقت الطويل، ليخرج علينا بقصيدة كأنها الوداع للشعر، وللحلم، وللتأمل.. وينادي في منتهاها: رب العزة والجلال، خاشعاً متبتلاً:
    ( يا عالم الغيب.. ذنبي أنت تعرفه
    وأنت تعلم إعلاني.. وإسراري
    وأنت أدرى بإيمان، مَنَنتَ به
    عليَّ.. ما خدشته كل أوزاري
    أحببت لقياك.. حسن الظن يشفع لي
    أَيُرتجى العفو.. إلا عند غفار)؟!! ***
    * ونتساءل ثانية: كيف استطاع غازي القصيبي أن ينتزع الشاعر في أعماقه من الغرق.. وأن يجفف بلل نفسه من الاستغراق في الأنظمة ويواجه عين الشمس.. وأن يستلقي تحت ضوء القمر ليسكب قصيدة فاجأنا بها، بعد الصبر على هجره للقصيدة؟!!
    ولكن.. يبدو أنه (الخوف) الذي تسرب إلى نفسية الشاعر من: تسرب الشباب وإيغال العمر في الستين وفوقها، خمس من السنين.. كأن (غازي) في هذه القصيدة: يرثي نفسه وهو المازال (حيا)، يشاركنا ما نسميها: رعصة ثمالة الشباب!!
    وكأنها (نوبة) من النزوع للرحيل.
    وكأنها (نوبة) من توجس السؤال عن ال: مقعد الواحد، والسرير المزدوج للزهد في الدنيا وفلسفة البقاء في التلفت، مستحضراً معه مقولة مفكر: (القدمان ثقيلتان لا تتحملهما الأرض، والكتفان كليلتان لا تتحملان السماء)!!
    وهكذا يعكس الشاعر هذه الروح المتصوفة الهاربة إلى انعتاق من حركة مزعجة، لعلها تزهد في واقع كثرت فيه الشكوك، وتزاحمت فيه أصابع الاتهام التي توجه إلى: النقاء والوضوح، وتعجز أن تشير إلى: الغموض، والاجتراء على الحق والعدل:
    (إن ساءلوك، فقولي: لم أبِعْ قلمي
    ولم أدنس بسوق الزيف: أفكاري)!! ***
    * وفي هذه القصيدة: يقف الشاعر أمام القدر وجهاً لوجه، يحاول اكتشافه، سؤاله عما تبقى.. وإن مضى فإنه يقول للدنيا وللناس كلهمو، على لسان مَنْ أَحَبَّ:
    (وإن مضيت، فقولي: لم يكن بطلا
    لكنه لم يقبل: جبهة العار
    وكان يمزج أطوارا بأطور
    وكان طفلي، ومحبوبي، وقيثاري)!!
    * ولن تكون هذه التنهدات تفاعلاً مع الصمت والتأمل، بل ما يشبه الغدو والرواح.. وما يشبه أن يغدو الشاعر وحده: هو وهو.. بكل ما في أعماقه ومراحل عمره وأفكاره من كثرة!
    فإذا هو يتخلص من التعلق بالماضي، ويحتحت منه ما كان مشرئباً إليه كأمنية أو حلم. ليحصر التطلع والتأمل في: رجفة إيمان، ليس دافعها الخوف، بل غارسها أمان النفس وهدوؤها.
    وهذه المشاعر: لا نحسب أن باعثها ال خمس وستون في أجفان إعصار).. لكن الشاعر فيما يلوح يقترب من ذلك (السأم) الذي وصفه في ذات رواية البرتومورافيا، فقال عنه:
    (الحياة.. هي الشيء الأهم الذي أحبه بكل جوارحي.. ويتعالى حبي ليبلغ أشده حين أكرهها وأمل منها)!!
    ووصفه سعد زغلول فقال: (غطيني يا صفية.. مفيش فايده)!!
    وعندما يشيع السأم في النفس، فذلك إنذار يعلن عن: وهن الحوار وهزيمته.. فكيف إذا بلغ السأم مبلغه في الروح، حيث لا ينفع الإنذار، وإنما تلقى (النتيجة) التي تبلور: الإعجاب الحميمي لحظة الغروب و(حديقته)، كما سماها الشاعر عنواناً لقصيدته:
    (بلى اكتفيت، وأضناني السُّرى، وشكا
    قلبي العناء!!.. ولكن تلك أقداري)!
    ***
    * فهل قصيدة الشاعر هذه: (حديقة الغروب)، تعبر عن (هزة) أحدثها في أعماقه: الإحساس بتكون إنسان آخر؟!
    لن يكون السؤال جارحاً، بقدر ما فيه من تفتيش عن أبعاد هذا البوح غير العادي، والسهل غير الصعب، والاستفهام غير الغاية.
    وفي بعض أسس الشعر الحديث: التصوير الماورائي لعلنية سر النفس وما تمور به.. يأتي في نسيج كأنه التعبير عن عصر بات يلبسنا فيه الخوف والقلق.. عصر: تخوف منه الشاعر الكبير محمد الفيتوري في عبارته هذه التي تساءل فيها:
    (ترى.. ما الذي سيكتب القادمون بعدنا وهم يشاهدون: كيف يتحول المثقف، والأديب، والشاعر إلى: سمسار، وبائع متجول في أسواق البيع والشراء)؟!!
    وفي قصيدة (غازي) هذه: كتابة تحفل بأبعاد وألوان صورة من البلاغة السهلة، أو المنسابة بدون مؤثرات صوتية خارجية، إلا ما قرعت به طبول نفس الشاعر، وتاقت فيه روحه إلى النقاء، والشفافية، والبياض الناصع.
    ثمة شعراء مبدعون والقصيبي نجم فيهم تتجوهر لديهم (التجربة) عمرا كانت أو موقفا، أو حتى لحظة عابرة.. لتتحول إلى: فعل يسيطر حتى على الإحساس!
    فعل.. كأنه الزمن الذي يكتظ بالشعف، ويتظلل بالرفض لشمولية المعاناة (بما هو أقسى من جهل المحبين)!
    ***
    * وفي قصيدة (حديقة الغروب): لوحة.. كأن الشاعر قد صور فيها: ذروة الشعور في نفس تجرعت مصل التعب، ولكنه لم يشخ روحاً.. بدليل: كل هذه (الألوان)، والأبعاد، والظلال التي رسمها في لوحته القصيدة هذه.
    لكن (الذروة) الأهم في أبعاد معاني وصور القصيدة: سببها بعض (الأقواس) التي رفض الشاعر في داخلها: الانحناء، والتربيع، والتدوير.. كأنه على امتداد دربه الشعري قد تشكل: شاعراً يحن ويراعي نبوءات خفقه، وقرعات عقله.. حريصاً أن ينثر على هذا الدرب: عطوراً تعبق بالحب، وبأغنية الحنين الدائم للحب، وفيه!!
    ***
    * غازي القصيبي: شاعر قرأناه.. و(أحياناً) معه في لوحاته الشعرية وهو يلملم زهرات: سيقانها من الحلم الذي لا يبرد ولا يترمد.
    والسؤال: كيف سمح الشاعر لشعوره أن يتبرج في هذه القصيدة، مفصحاً عن تأثير الخمسة والستين؟!
    هل هو: تبرج السأم فيه؟!
    هل هو تبرج الخطو الذي يكاد يتثاقل على درب إصراره، وهو يحمل السنين؟!
    أحسبه (الولع) ما زال وقد طغى عليه حزنه الماثل اليوم حتى يكاد يجفف الروح. وهو (الخوف) من انحسار الحقول التي أنبتت له مئات الحور العين، وصبايا الحلم!! "[/frame]
    [align=center]
    المصــــدر[/align]

  8. #8
    تاريخ التسجيل : Sep 2002
    رقم العضوية : 1046
    الاقامة : جده
    المشاركات : 1,170
    هواياتى : القراءة _ التعارف
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 25
    Array



    [frame="7 80"]
    الدكتــور غازي القصيبي إلى الأديب عبدالله الجفري


    السطور:

    هذه لسعادة الأستاذ عبد الله الجفري

    العزيز أبا وجدي/

    قرأت كلماتك الدافئة في (ثقافية) الجزيرة عن (حديقة الغروب)

    فقرأت قصيدة نثرية جميلة فيها كل ما في

    الشعر من ألوان وظلال ومشاعر. لقد تمكنت من النفاذ إلى أعماق

    (حديقة الغروب) ووضعت يدك على

    كل المواجع والمسّرات ! التي كانت وراء القصيدة. (لا يعرف الشوق).. وانت تعرف الشوق جيداً، (ولا الصبابة).. وانت

    من ضحايا الصبابة، شأنك شأن كل مخلوق رزق قلباً يخفق وروحاً تعشق.

    لك الشكر

    العميق، فبقراءتك أعدت كتابة القصيدة مجدداً، وهكذا القارئ المبدع

    يجعل من النص القديم نصاً جديداً

    مع كل قراءة، حفظك الله ومن تحب... وسقى الغيث العقول التي

    تنجب صبايا الأحلام[/frame]


    المصدر

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط