[c]بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)
[/c]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
تحية صدق......وأدب

كغيري من المهتمين بالأدب ، لم أكترث للكثير من نصوص تدعي الأدب
حتى بات للنقد بند جديد :- إن لم تجد فائدة في النص تغابى وأسقط هدفاً به !!
ولا أدعي ممارسة النقد من سابق دراسة....ولكن التحليل الفيزيائي سهل لي المهمة كثيراً
فالمحاور المغناطيسية لأوراق من سيرة مظلمة تضطرك لأن تعيد قاعدة اليد اليمنى كيفما أرادها البقالي...
ومطياف الكتلة للصورة الأخيرة تدعك تكترث لكل كتلة أدبية وإن كانت كلمة ذكرها البقالي ...
والنسبية المذكورة في رباعية الخبز قاتلت...بل جاهدت في سبيل ذكر رمزها في قوانين النسبية لأدب البقالي....
والثقوب البيضاء في الفيزياء الحديثة هي عكس الثقوب السوداء المعروفة...
فالثقوب السوداء _ كما تُعرف _ هي بوابة دخول إلى
والثقوب البيضاء _ كما تُعرف _ هي بوابة خروج من
إذن.......هذه بالطبع ما تحدث عنها البقالي في بوابات العصور....
وأخيراً....
مفاعله النووي ......الذي أسقطه في ورطة حذاء !!....

ما أريد قوله وذكره هو محاولة إثبات للفكر الرحم الذي يلد أدب البقالي....

هذا مدخلي......وإلى التفصيل.......دون تفضيل


[ALIGN=CENTER]أوراق من سيرة مظلمة[/ALIGN]
تم طرحها في أربعة أجزاء.....
وقد تساءلت لماذا عنون البقالي الجزء الثاني والثالث والرابع ولم يعنون الأول
فدُمج الجزء الأول بالمقدمة فأختلط ذلك على القارئ...
في بداية النص بدأ البقالي بسؤال......هو كُل القصة.....
((هل جربت أن تعري نفسك؟.. هل فتحت يوماً جبهة ضد ذاتك واخترقت المتاريس التي تختفي خلفها وجعلتها مكشوفة بلا غطاء؟))
لا يا بقالي.......ليس الأمر بهذه السهول.....
السؤال وكيفية الإجابة التي تلته......قاسية ولا ألومك إذ استحضرت أبو لهب .....أو أبو مسيلمة....لا ألومك سيدي...

بعد هذا السطر الذي هو المدخل والمقدمة _ حسب ظني _ كان الترابط ساحر وبإبداع يستحق الإجلال.....
فأنظر كيف بدأ البقالي بوضع نفسه داخل القالب الأدبي......
إليك السطر الثاني...
(ماذا يُصنف فعل كهذا ؟ جراءة؟ خصام؟ تطهر؟ انتحار؟ ثم مالذي يدفع الإنسان على الإقدام على مثل هذا الفعل علماً أن كل ما ترسب في داخله من خبرة وتجارب لم تعلمه غير إخفائه . )

هنا يبدأ الجزء الأول من عمله حيث بدأها بمفاهيم بسيطة أولية تُعبر عن الإنسانية من جانبها القهري....
جرأة......مفقودة
مُصالحة....مرفوضة
تطهر.... من أي قطرة في بحر الإنسان..؟!!!
انتحار.....من كل هذه اللغة

كان الجزء الأول مهد الفكرة التي أرادها البقالي.....فأظهر لنا في هذا الجزء تضارب الفكر ومفاهيم مركبة ومعقدة تتزاحم أمام طفل صغير....في الإبتدائية فقط !!
ماركسية..مناظرات....إشتراكية.. ... ديانات وعقائد وأساليب متصادمة......أدت به لختم هذا الجزء بعبارة طفولية حائرة .....استخدم بها أوصاف طفل تأثر كثيراً بمدرسته........((كان هُناك إجماع على أن الدين مادة قديمة لاتصلح للعصر))

الجزء الثاني....القاطرة المجنونة.
هنا أصبح الطفل الصغير.....فتى....
كما ذكر ذلك البقالي.....(مالذي يمكن أن يشعر به فتى بدوي وهو في طريقه لأول مرة إلى المدينة؟....)
وهنا تبدأ السعة الإدراكية للفتى بالإتساع....فقد دنت منه الكلمات المركبة والمعقدة...فوصفها في نهاية وصفه (الصورة قد تتغير كثيراً إن كان ذلك يعني هجرة نهائية)
كان طِفلاً يعيش أنبوب ضيق بإدراك أولي...فصدمته العبارات الممتشقة وتصادم أكبر المفاهيم في الحياة......العقائد....
ذلك ما كان عليه محيطه......وهو الآن في قاطرته.....للمدينة
أليس حقاً الإدراك في هذه اللحظة أصبح قاطرة....مجنونة!!!
.....أود أن أسأل سؤالاً....
إن كُنت في قاطرة مجنونة.....فأين تتوقع الوصول.....؟

أبولهب...........هذا هو الجزء الثالث...
وكالعادة....بدأ البقالي كل جزء بسؤال حائر بدافع المقارنة والبحث عن المتشابهات في تاريخه المادة التي أحبها أو أُجبر على حبها....
فقال.....( هل كان أبولهب يعيش صراعاً مع ذاته قبل أن يعيش صراعاً مع الآخر ؟)
أي سؤال مجنون......حملتك له قاطرة إدراكك يا بقالي .....؟
أهذا السؤال......بنفس البساطة التي طرحها فتاك في نصك هذا...؟
سيدي.....لو لم تكتب سوى هذه....لكفتك !

الجزء الأول كان لطفل فطري.....والجزء الثاني لفتى لدغته أفعى فأنكمش على ذاته يتحسس موضع ألمه....
الجزء الثالث......عرف من خلاله معنى الكراهية لأفعى.....لدغته!!
ولكن خبرات هذا الفتى أقل من مواجهة أفعى لدغة مئات من قبله.....فنمت كراهيته لتصبح حقداً......فلم يجد شبيهاً له في التاريخ سوى أبولهب.....
كراهية ممزوجة بحقد في قالب من العجز.....
معارك شرسة في هذا الجزء أغلب ساحات القتال كانت في نفس هذا الفتى اليافع
وآخر الإحساس الذي تحدث عنه البقالي في هذا الجزء كان (الإنغماس)
فآخر ما ختم به هذا الجزء سطر قاطع.....بالسواد ساطع
(مجريات الأيام بعد ذلك كانت أشد سواداً...حين حاولت الهروب لم أجد سوى بابا واحداً ظل مفتوحاً في وجهي....إن المخدرات)
والآن.......الجزء الأخير....
الرابع....كما يحب البقالي التقسيم الرباعي للحياة.....وربما قصد بذلك البعد الرابع.....
وكان هذا الجزء بعنوان....التوبة
مضت الطفولة.....وولى الشباب .... أو كما قال ( حل زمن الجزر...كل مخلفات ورواسب وأصداف الدهور كانت هُنا)
إنه آخر النضج.....الشيب
وأكثر ما يعمر المساجد شيب القوم....وأخرهم عمراً...

التوبة....آخر رقصات الطير المذبوح...

لم يصل للتوبة تسلسلاً فكرياً....وإنما وصلها لأن المساحة بدت له خالية بعد الضياع....
ولأول مرة استخدم البقالي روحانية الدين وعطف الله ورحمته....حينما وصف نفسه بعلة التدخين
(ولئن كانت حياتي قد استمرت بعد نوبتي الرابعة فلأن الله أراد ذلك فقط)

البقالي لم يتحدث عن التوبة بالسهولة المتصورة......لدى كثير من الفتيان
بأنها ممحاة سريعة....
قد تمحو حقاً....ولكن آثارها بالنفس لن تختفي أبداً...
وإلا ما بكى تائب قط.....

وختم البقالي عمله متأثراً بقول الشيخ العجوز له ( بكيت من التأثر وطمأنني بأن الله عفو غفور)....



تلك كانت رؤيتي التحليلية لـ (أوراق من سيرة مظلمة)
عمل وجهد وقبل كل هذا....فكر قدمه لنا البقالي
ومن خلال تقييم الكثير من القراء....كان جزء أبو لهب الأبرز ...

.............
عذراً سيدي البقالي إن خدشت دراستي ألماس فكركم.....
ولكني فقط أردت أن أقول لك ما قلته لك قديماً...
(كل سطر تكتبه درس أتعلمه....وكل نص تقدمه مدرسة جديدة لي)
ستُعرض جميع قراءاتي (لكل) أعمالك هنا في هذا الموضوع بإذن الله.....
نسخة للذكرى....أهديها لك....



ابنك المحب.../


ثامر بن عابد المغذوي الحربي


[ALIGN=CENTER] وميض الإنفلات[/ALIGN]
الفكر القادم......رباعية الخبز...........بإذن الله
[c]---------

أوراق من سيرة مظلمة.... بقلم عبدالله البقالي (إضغط هُنا)
----------[/c]
ثـامـر الـحـربـي