[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT]
أبها - تحقيق وتصوير أحمد السلمي:
في وضح النهار وأمام مرأى الجميع وفي منظر مثير للدهشة والاستغراب تفاجأ سكان قرية العصان بني مالك عسير، في مدينة الأمير سلطان بالمحالة، بأصوات وهدير للعدد من المعدات والجرافات، التي انطلقت تحت حراسة أمنية من (قوى الأمن الوقائي)، تدك الأرض، وتهدم المنازل وتقتلع المزارع المحياة بأنواع مختلفة من الأشجار المثمرة، المتمثلة في الرمان، والمشمش، والعنب، والبر شوم البلدي، وغيرها، وتطمر الآبار، وتخفي في سرعة كبيرة معالم الأرض ،وسط ، ذهول ومقاومة من أهالي القرية، الذين طردوا - كما يقولون - بواسطة قوات الأمن التي تواجدت في الموقع بكثافة، وأمام هذه القضية لجأ مجموعة من أصحاب القرية إلى صحيفة "الرياض" بمدينة أبها، بعد أن أغلقت الأجهزة الحكومية، والشرعية الباب في وجوههم (كما ذكروا ذلك ل "لرياض") وبالفعل اتجهت عدسة "الرياض" للموقع بصحبة الأهالي، ورصدت عن كثب عدداً من الجرافات تعمل دون كلل أو ملل وفي سرعة لإنهاء تسوية الموقع، والذي كان عبارة عن مزارع محياة فعلا ومنازل تهدم جزء منها، وآبار خاصة بسقي المزارع قد تم دفنها، بالإضافة إلى تواجد أمني ملحوظ في الموقع، كان الهدف منه كما يبدوا هو تنفيذ المخطط، ومنع الأهالي من الوصول إلى المعدات أو الاشتباك معها...
ولأهمية القضية توجهت "الرياض" إلى منزل أحد المواطنين القريب من الموقع، وهو المواطن، عوض بن محمد بن مريع، البالغ من العمر (120) عاما، والذي تحدث للرياض وعيناه تزرف الدموع، قائلا، لقد تفاجأنا باجتياح هذه الجرافات لمنازلنا وأرضنا الزراعية، دون سابق إنذار، وقيامها بهدم وطمر الآبار، وعند محاولتنا لإيقافها تدخلت قوى الأمن المصاحبة لها ومنعتنا، بالقوة، وعند سؤالهم عن السبب، قالوا لنا إن هذه الأرض قد تم بيعها من أحد الأشخاص ويدعى، خالد آل مسبل، وأن علينا أن نخرج منها فورا، ولم يستطع إكمال الحديث معنا نظرا لتأثره صحيا، كما ذكر ذلك أبنه (محمد) والذي واصل الحديث قائلا، إن الإقدام على هدم منازلنا بهذه الطريقة العشوائية وتخريب مزارعنا وإخفاء معالم أرضنا لا يرضي قادة هذه البلاد الطاهرة، وأشار إلى أن والده الطاعن في السن قد تعرض لأزمة صحية تم نقله على إثرها إلى مستوصف النميص الطبي، حيث أمضى هناك (24) ساعة، ثم عاد إلى المنزل وامتنع عن الأكل والشرب لمدة تجاوزت ل (48) ساعة، وذلك لتأثره الشديد بما رأى وصمت الأجهزة المعنية في المنطقة إزاء هذا الاعتداء من المدعو، خالد آل مسبل، بل ومساندة ووقوف الأجهزة الأمنية إلى جانبه لتنفيذ جريمته، على حد تعبيره، وطالب، الشيخ الطاعن في السن، وأبنه الجهات ذات العلاقة بسرعة إيقاف ما أسموه بالمهزلة، وقالوا إنهم لن يتركوا أحداً يعبث بحقوقهم وممتلكاتهم.
من جانبه قال المواطن، محمد بن سعد بن سعيد صوقع، إن هذا الاعتداء على أرض مملوكة بحجة استحكام تعد سابقة خطيرة، وأضاف يقول إن الشرع أقوى من كل المخططات والأوراق التي خرج بها المدعو خالد آل مسبل، وطالب بتشكيل لجنة من كافة الأجهزة الحكومية، للوقوف على طبيعة الأرض، وعلى هذا التدمير والتخريب لأراضي زراعية وهدم منازل عامرة، ودفن آبار وإخفاء معالم قرية كاملة دون وجه حق يذكر، وقال إننا على ثقة كبيرة من تجاوب المسئولين في المنطقة وعلى رأسهم الأمير خالد الفيصل، وسمو نائبه، اللذين لا يرضيهما الظلم أيا كان مصدره أو جهته.
فيما طالب المواطن، أحمد بن عوض بن محمد بن مريع والبالغ من العمر (70) عاما وهو أحد المتضررين وممن طرد من أرضه، بتدخل وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي، الأمير، نايف بن عبد العزيز، لإيقاف هذا الظلم، الذي وقع على أرضهم وممتلكاتهم، وقال، لقد طردنا في وضح النهار من بيوتنا ومزارعنا، وأخذت الجرافات تقتلع وتدمر كل شئ أمام أعيننا وأمام أعين المسئولين في منطقة عسير، واستطرد يقول ماذا نفعل أمام هذا الجور والظلم والانتهاك الفاضح لأرض محياة بأهلها ومنازلها مزارعها، إلا أن نلجأ إلى سموكم الكريم بعد أن أغلقت البواب في وجوهنا، وأصبحنا مشردين ومطرودين خارج عقر دارنا، بدعوى أن هذه الأرض هي قد أصبحت ملك للمدعو خالد آل مسبل.
وأوضح للرياض المواطن، سعد بن عوض بن مريع البالغ من العمر، (68) عاما وأحد سكان قرية لعصان بني مالك عسير، وممن يملك أرض زراعية داخل القرية، أن هذا الاغتصاب لأراضيهم قد سبب لهم الكثير من القلق والخوف والتوتر، وهم يرون هذه المعدات، التي لاتبقي ولاتذر، تطمس معالم القرية، وتحولها إلى مساحة فارغة من كل معاني الحياة، وأن على الأجهزة المسئولة في عسير التدخل لا لحماية المعتدي كما هو الحال الآن، ولكن لاحتواء المشكلة التي قد تتفاقم مع إصرار المدعو خالد آل مسبل ومواصلته في تنفيذ مخططه المزعوم على أراضي الأطفال والأرامل من النساء..
من جانب آخر، تحدث للرياض، المواطن، محمد بن عوض بن مريع والبالغ من العمر ) 73( عاما وأحد المتضررين من هذا الاعتداء، قائلا، إنه قد تم في اليوم الأول تدمير أكثر من عشرة آلاف شجرة مثمرة وغير مثمرة، وردم أكثر من أربعة آبار، وطمر مساحة واسعة من الأرض الزراعية وفي سرعة كبيرة، تحت حراسة مشددة لأجهزة قوى الأمن الوقائي، ونحن نعلم حرص سمو أمير المنطقة على الغطاء النباتي في المنطقة، ولكون عسير من أهم مناطق الجذب السياحي في المملكة، فهل يرضي سموه هذا العمل، والأهم من ذلك هل يرضي سموه أن تشرد أسر كبيرة من منازلهم دون سبب يذكر، أجزم أن الإجابة هي النفي مطلقا، وطالب سمو أمير المنطقة بالاطلاع على حقيقة ما يحصل، والضرب على الأيادي التي تعمل في الخفاء وإعادة هؤلاء المواطنين والأطفال والنساء مكرمين معززين إلى أرضهم المغتصبة بقوة الأمن..
فيما ناشد المواطن مريع بن عوض بن مريع، البالغ من العمر (60) عاما وأحد المطرودين من أرضه، برفع قضيتهم إلى جمعية حقوق الإنسان، وقال إن هذه الجمعية، التي وافق ولاة الأمر حفظهم الله على إنشائها، هي من أجل الوقوف إلى جانب المظلوم عندما يكون الظلم الواقع عليه هو من الأجهزة الحكومية، ونحن نطالبها بالتدخل في قضيتنا العادلة ضد أسرة آل مسبل ومن يقف معهم، فنحن تعرضنا لهتك أرضنا واغتيال الحياة فيها تحت القوة الجبرية، ولم يبق أمامنا سوى هذا الباب لإعادة الأرض لأصحابها أو مثول أسرة آل مسبل إلى القضاء الشرعي للفصل بينا...
شريط فيديو
فيما عرض على "الرياض" المواطن، إبراهيم بن محمد بن عوض، شريط فيديو، يوضح فيه الاجتياح الآثم للأرض الزراعية وما تحتوي عليه من آبار مياه عذبة، وأشجار مثمرة، وهدم أكثر من خمسة منازل مؤثثة، وأيضا احتوائه على صور لرجال الأمن عندما قاموا بمنع المواطنين من الوصول إلى الجرافات، ويبدو أن هذا المنع كان بهدف عدم اشتباك المواطن مع المعدات أو منعها من إكمال ردم الأرض وتسويتها، ("الرياض" تحتفظ بنسخة من الشريط).
أما المواطن عبد الله بن عوض بن مريع والبالغ من العمر (55) عاما وهو واحد من مئات المواطنين الذين طردوا من أرضهم، فقد قال ل "الرياض"، إن الإنسان حينما يظلم يلجأ إلى الله ثم لحكومتنا الرشيدة لمنع الظلم، وقال نحمد الله فمهما حصل من تجاوز واعتداء إلا أننا واثقون من عدالة الشرع في بلد الأمن والأمان، فيما قال، ل "الرياض"المواطن، فيصل سعد عوض عسيري، إنه قد لجأ إلى إمارة منطقة عسير بعد ما هاجمت المعدات أرضه، وأضاف يقول إنه قد ذهب لأمير المنطقة في قصر الضيافة وقدم لسموه طلباً برفع الظلم عن أرضه وممتلكاته أو إحالة دعوتهم إلى الشرع وقال قد تم إعطاء سموه صورة من الصك، وبهذا أصبح كما يقول أكثر من خمس وأربعين رجلا و خمسة وسبعين امرأة يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، طردوا من أرضهم تحت تهديد السلاح، ولم يبق لنا إلا سمو وزير الداخلية، لإنصافنا من ظلم تكالب علينا من كافة الجهات المسئولة، وأملنا كبير في حكمة سموه في معالجة مثل هذه الأمور التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر..
لقطات من موقع الحدث:
@ تواجد أمني لقوات الأمن الوقائي.
@ تذمر واسع لدى المواطنين من تدمير أرضهم الزراعية والسكنية.
@ بعض المواطنين رفض الخروج من بيته بالرغم من تهدمه كليا.
@ إصرار كبير لدى سكان القرية بضرورة رفع قضيتهم لجمعية حقوق الإنسان.
@ مزارع محمية قائمة في طريقها للإزالة.
@ نظرات ذهول واستغراب من صمت الجهة المسئولة في عسير [/ALIGN]
مصدر الخبر
[/align]
[/align]
