[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحمن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
لكم أفرحني وأسعدني قول المولى جل جلاله
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ "
ليس هذا فحسب بل زاد ربنا مؤكداً فقال
" إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا "
وأضاف إلى التوكيد توكيداً فقال عز من قائل
" إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
وأدخل السعادة والطمأنينة إلى قلبي قول الله جل جلاله
"وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ"
وأفرحني أيضاً علمي بأن رحمة الله سبقت غضبة ،،
وتلك المرأة التي مر الرسول بها وهي تحمل رضيعاً لها عند تنور لها فسلم الرسول الرسول صلى الله عليه وسلم فردت وقالت : يارسول الله آالله أرحم بهذا – وأشارت إلى الرضيع – مني ؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :نعم.قالت والرحمة تنطلق من عبارتها :
فإني لا أرميه في النار.
فعرف البني مرادها فبكى صلوات ربي وسلامه عليه .
و عندما رأى امرأة في السبي تبحث عن رضيعها فلما وجدته حضنته وألقمته ثديها في رحمة متناهية فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أترون هذه رامية ولدها في النار"
فرد الصحابة : لا يارسول الله .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لـا لله أرحم بعباده من هذه بولدها "
وأفرحني قول النبي صلى الله عليه وسلم
" كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين"
فما من إنسان إلا وقصر في حياته وأخطأ سواء كان هذا الخطأ كبيرا أو صغيرا , وهذه من صفات ابن آدم التي جبله الله عليها فقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تشجع على التوبة والإنابة والاستغفار
" إن الحسنات يذهبن السيئات "
و النبي صلى الله عليه وسلم قال
" إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها "
وما ورد بأن نفراً من الصحابة رضوان الله عليهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إن أحدنا ليذنب ذنباً فقال صلى الله عليه وسلم : يكتب عليه ،قالوا ثم يرجع فيتوب ويستغفر، قال: يغفر الله له ،
قالوا : ثم يرجع فيذنب ،قال : يكتب عليه ، قالوا ثم يرجع فيتوب ويستغفر، قال: يغفر الله له ،
فكرروها في الثالثة فقال صلى الله عليه وسلم :
" يغفر الله له ولا يمل الله حتى تملوا "
وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد إذا أذنب الذنب فذكر الله واستغفر قال الله جل جلاله " علم عبدي أن له رباً يغفر الذنوب أشهدكم أني قد غفرت له " فيعاود العبد الظالم لنفسه الذنب ومايلبث أن يستغفر الله فيقول الله جل جلاله " علم عبدي أن له رباً يغفر الذنوب أشهدكم أني قد غفرت له " فيتكرر هذا مرة ثالثة فيقول الله " علم عبدي أن له رباً يغفر الذنوب أشهدكم أني قد غفرت له ولعبدي ماسأل فليفعل عبد ماشاء" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وأفرحتني أيضاً قصة الرجل الذي قتل تسعاً وتسعين نفساً فاشتعلت في نفسه الرغبة الجامحة في التوبة والإنابة بسبب شعوره بالذنب فذهب إلى عابد فقال له : إني قتلت تسعاً وتسعين نفساً فهل لي من توبة ؟
فقال له العابد الذي لا يملك علماً ينير له ولغيره الطريق : ليس لك من توبة ،فأكمل به المائة .
فلم يثنه هذا عن التوبة ونار الذنوب تشتعل في جوفه فذهب هذه المرة إلى عالم فاهم واعٍ أنار الله بصيرته بالعلم فقال له :إني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة ؟
فقال العالم : نعم وإنك بأرض سوء فاهجرها .
فذهب الرجل إلى أرض أخرى عرف عنها الخير وفي منتصف الطريق وافته المنية
فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فاحتكموا لأن يقيسوا المسافة من الرجل إلى كل من القريتين فإن كان إلى أرض الخير أقرب قبضته ملائكة الرحمة وإن كان غير ذلك قبضته ملائكة العذاب .
فأوحى الله الرحمن الرحيم إلى أرض الخير أن تقاربي ويا أرض الشر تباعدي فقاسوا المسافة فإذا هو أقرب إلى أرض الخير فقبضته ملائكة الرحمة . .
فأي رحمة هذه الرحمة ،، إنها رحمة الرحمن الرحيم ،، رحمة أرحم الراحمين ،،
وأي رحمة أعظم من هذه الرحمة ،،رجل أفسد في الأرض وسفك الدماء وقتّل ونكّل بالناس والعبّاد وما أن يُقبل عليه يَقبله ..إنه أرحم الراحمين .
كيف لا وهو القائل في الحديث القدسي
" ماتقرب إلي عبدي شبراً إلا تقربت منه ذراعاً وما تقرب إلي ذراعاً إلا تقربت منه باعاً وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة "
وهو القائل جل جلاله
"وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى"
وهو الذي ينزل كل ليلة في الثلث الأخير منها إلى السماء الدنيا فيقول
" هل من داعٍ فأجيبه ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟"
وفرحت كثيراً من قول النبي صلى الله عليه وسلم
" لـالله أفرح بتوبة عبده من أحدكم كان بأرض فلاة وكان معه راحلته فانفلتت منه ومعها طعامه قد أيس من الحياة فبينما هو كذلك ، إذ هو بها قائمة عنده فقال (( اللهم أنت عبدي وأنا ربك )) أخطأ من شدة الفرح ".
اللهم ارحمنا برحمتك ياأرحم الراحمين
اللهم اغفر لنا ذنوبنا ياغفور يارحيم
اللهم أنت ربي لاإله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك مااستطعت أبوء لك بنعمتك علي أبوء لك بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
منقووول
اشراقة أمل[/ALIGN]