لقراءة الجزء الأول اضغط هنا


[ALIGN=CENTER]لم أمت بعد[/ALIGN]


الجزء الثاني


كثيرة هي الأشياء التي لا أعرفها, من ضمنها, لماذا كان أبي يشرب؟ هل شربها لينسى, أم ليتخذها عذراً وتصريحاً ليضرب أمي؟ كان يضربها كل ليلة وهو مخمور, فقد عاد ليواصل مسلسل العذاب وليتلذذ بشهواته الدموية. لم يكن هناك شيء بيدي يمكنني أن أفعله سوى أن أعود إلى ما كنت أفعله, أن أنصت إليهما, لكن حينها, كنت لا أسمع سوى صراخ أمي وأصغي لصدى آهاتها, أما هو, فكان يهذي بكلام لا معنى له, لا يفهمه أحد سواه, وربما المخمورين مثله... لا أعلم لماذا لا يتركنا ويرحل, ويرحل معه جحيمه...
وحدث ما أردت, رحل, وأخيراً, ومن دون سابق إنذار, أما أمي فانزعجت من رحيله, رغم أن ضرباته كادت أن تهشم جسدها الرقيق, لأنها مجنونة, كانت الجنون عينه. أنا عن نفسي لم أكن سعيداً, ليس لأن أبي قد رحل, ولكني كنت مؤمن بأنه سيعود ليعكر صفونا, ليبعثر كل أحلامي التي صنعتها في غيابه, وليمزق كل خططي التي نسجتها. سيعود, هذا ما أعرفه, لكن متى, هذا من اختصاص القدر. تدريجياً, عدنا إلى حياتنا الطبيعية, أقصد عدنا إلى حياة تشبه حياة الآخرين الطبيعية, فالحياة الطبيعية بالنسبة لنا هي الألم والعذاب, هي الأسى والحسرة, هي الظلم والقسوة.
مضى شهران وعاد, لم يعد بجسده, ولكن بأخباره التي كانت أشد ألماً من ضرباته الموجعة, وأشد قسوة من لامبالاته المستمرة. عاد ليطعن أمي بخنجر الغدر والخيانة, ليرميها في جحيم تعجز النساء عن تحمله. تزوج بأخرى, وليته كان سراً وانكشف, ولكن تزوجها جهراً ليطعنها بكل وقاحة, ليجعلها تنتحر بغيرتها, لتموت أحدى موتاتها.
كان عليها أن تنهض, أن تدعي الحياة, لأجلنا, كما كانت تفعل دائماً. واصلنا حياتنا, كما تعودنا أن نواصلها بعد كل أزمة نتعرض لها. عشنا في الواقع, لحظات عجزنا أن نعيشها من قبل, لحظات كانت تفيض بالسعادة وطيب العيش, مفعمة بالأمان والطمأنينة, رغم أن حالتنا المادية كانت تتجه من سيء إلى أسوأ, حتى إيجار البيت لم يعد بمقدورنا دفعه بالكامل.
وكان عليها أن تركع, أن تخضع للذل, لأجلنا, كما كانت تفعل دائماً. ذهبت إليه تسأله بعض المال, فلا تزال على ذمته, ولا نزال أبناؤه. أعطاها مبلغاً لا بأس به من المال, مدعياً الكرم أمام زوجته الأخرى, وخلف وجنتيه كان يكمن غضبه. كان يريد أن يبدو كالحمل الوديع, كالملاك أمام ضرتها, وربما صدقته, متناسية بأن من بمقدوره التخلي عن الأولى, بمقدوره أن يكرر ذلك مع الثانية ومن يليها!
لكل طريقته في التشاؤم, بعضنا يتشاءم من رؤية البوم, بعضنا يكره يومه إذا رف جفنه الأيسر, وبعضنا الآخر يتخذ من أي شيء آخر موضعاً للتشاؤم, أما أنا فلم أجد في ذاك اليوم المشوؤم شيئاً محدداً يدعو للتشاؤم. ربما كل ما حولي كان يدعوني للتشاؤم.
كنت عائداً من مدرستي حين وجدت سيارة غريبة أمام بيتنا. كنت أتوق إلى معرفة من صاحب هذه السيارة وماذا يريد منا بالضبط. هل كان أحد أقاربي الذين لم أعرفهم من قبل؟ إن فكرة من هذا القبيل سرعان ما تمنيت ألا تحدث, فالخير لا يأتي من أمثال هؤلاء. لم يكن أحد أقاربي على كل حال, بل كان موظف حكومي أبلغني أن أسلم هذه الرسالة لأمي, ونهاني عن فتحها مهما بلغ فضولي من مراتب! من رائحتها النتنة أدركت إنها لن تجلب لنا سوى المآسي, من مظروفها المصفر أدركت بأنها كارثة أخرى لم تكن بالحسبان. لم يمر وقتٌ طويلٌ حتى عادت أمي من عملها لأسلمها الرسالة. كانت ملامح الاستغراب بارزة عليها أول ما استلمت المظروف, ودموع الحسرة والقهر كانت تسيل منذ أن قرأت أول سطور تلك الرسالة.
هل تقتل الرسائل؟ قد تنعى الرسائل أناس قد فارقوا الدنيا. أما رسالة تقتل فلم أعهد هذا من قبل! هل بات بمقدوري حينها أن أقول مكابراً "ومن الرسائل ما قتل"؟ كانت تلك الرسالة تحمل كفن أمي في طياتها, لم يكن حبرها الأسود سوى سم أفعى, ولم يكن ورقها سوى ساحة إعدام لا ترضى أن تلوث بدماء البشر. كانت رسالة أبغض الحلال, كانت من القوة إنها استطاعت قتل الأمل الأخير الذي تعلقت فيه أمي برجل أحبته بكل صدق, علاوة على إنها نقطة أخرى في رصيد أمي من الموت.
أيام مأساوية تلك التي عشناها. أكثر ما كان يؤلمني هو إني أشاهد أمي تغرق في بحر الموت أكثر وأكثر, دون أن أجد سبيلاً لإنقاذها وانتشالها بعيداً عن قاعه الذي لا خلاص منه. موت على موت. حتى عندما رحل أبي لم يأخذ جحيمه معه, لقد كان نوعية فريدة من الشر, تلك التي حتى لو تخلصت منها, فإن خناجرها لا تزال مغروزة في جسدك, وبعدما بذلت كل ما تملك من قوى للخلاص منه, تجد نفسك لا تملك أي ذرة قوة لتنزع ولو خنجراً واحداً من جسدك...
كان الوقت عصيباً بحق, فلم أعد أذهب إلى المدرسة بل جلست في المنزل أعتني بأختي وأمي التي تم فصلها بعد غيابها المتتالي عن العمل. لم أكن أجد وقتاً للعب أو لهو, حتى الدراسة كنت أدرس في أواخر الليل بعد أن يناما, وغالباً ما أكون منهكاَ حينها فلا أدرس. نعم تركت المدرسة ولكني لم أترك الدراسة, لأنه لم يكن أملي وحدي, بل كان أملهما أيضاً. أحياناً عندما تضحك أختي بكل تلك البراءة والطفولة أفسرضحكتها كدعوة لمزيد من العمل والجد, رغم إني في أحيان أخرىأعتقد إنها لا تعرف معنى ما تقول وما تحس. ولكن أليست الأحاسيس الصادقة هي كلمات وشفرات لا نعيها ولا ندرك معناها, نخرجها بكل عفوية, ورغم ذلك فإنها تؤدي ما عجزت عنه ملايين الكلمات؟
كانت المصائب تتوالى علينا, وتمر علينا مرور الكرام, فلا تصيبنا سوى بعذابها وآلامها, وتحرمنا بالخير المذيل بها. لم يكن اليأس بالواقع, واقع إن حياتنا لم تكن سوى أزمة تتفجر لتنتج المزيد من الأزمات, أما إحساسنا بالسعادة المنقوصة فلم يكن سوى مؤشر لتعاسة كاملة.
لكن هذه المرة كانت أشبه بالنقطة الحاسمة, المصائب كانت تتوالى علينا بشكل مخيف, كأنها تنبئنا بأننا أمام منعطف هو الأهم في حياتنا, منعطف عنده نضيع أو تتحقق المعجزات, ولأن الأول أكثر واقعية ومنطقية, قررنا أن نتخذ من الأخير أملاً أخيراً, أليس من المنطقي أن نؤمن بأن عالم المعجزات الذي نعيشه قد يحقق معجزات من نوع آخر؟ نحن لا نعترف سوى بمنطق الأمل في مثل هذه المواقف.
إضافة إلى كل المهام التي كانت موكلة علي, كان علي أن أعمل أو أن نموت جوعاً, فلا مبلغ الشؤون الاجتماعية المتواضع بمقدوره دفع إيجار البيت الذي نسكنه, ولا نفقة أبي المتقطعة بمقدورها سداد فواتير شركة الكهرباء ولا حتى الماء. بالنسبة لصاحب المنزل, فقد طفح به الكيل, ولا ألومه على ذلك. إنه ليس مسؤولاً عنا لا بحكم القوانين الرسمية ولا العرف الإنسانية. أتانا بعد يومين ليعلمنا بأن طيبة قلبه, رحمته وشفقته, منحتنا أسبوع واحد لدفع كافة المستحقات والإيجارات المتراكمة.
أدركت أمي حينها بأن انهيارها لن يفيد بشيء سوى أن يعطي الأعداء حق الشماتة فينا, فنهضت مفعمة بالتحدي والكبرياء, نهضت تقف أبية وسط الأزمات كصخرة تأبى الخضوع لصفعات الأمواج. خرجت أمي لتبحث عن أي عمل يحافظ على كرامتنا ويعطينا لقمة عيشنا. إلا أن أمي لم تجد من يوظفها, وانقضى الأسبوع, واقتربت اللحظة الفاصلة, وأصبحنا نفرد ذراعينا للتشرد والضياع, وقبلنا بقدرنا المحتوم, وقبلت أن أعيش بقية حياتي متسكعاً في الطرقات, وأن أنام مفترشاً ظلال الأزقة المظلمة. دق الجرس, وأدركت أن اللحظة الفاصلة قد حلت, وبتنا عند المنعطف الأخير, بل ربما اجتزناه وانعطفنا, فلم يكن مجدياً أن نغير شيئاً من القدر.
كنا قد وضعنا ملابسنا في حقيبة مهترئة هي الوحيدة التي نمتلكها, وكنا قد علبنا أحلامنا في هذا البيت, وكنا قد رمينا تفاؤلنا في سلة المهملات, وكنا قد تركتنا أغلى ما نملك, قد تركنا ذكرياتنا الجميلة بين ثنايا هذا البيت الذي احتضنها؛ لنرحل نهائياً وبلا رجعة.
وكنت أبكي بصمت, كما كانت أمي. وكنت أتساءل, هل أنا مختلف حقاً؟ أكذبت أمي أم صدقت؟ ربما صدقت, فنهايتي المأساوية مختلفة عن كل نهايات أقراني. أكان لفتى مثلي, في تميزي وانفرادي, أن يضيع قبل أن يحقق ذاته, وأن يتشرد قبل أن يثبت نفسه... كنت قد ودعت كل أحلامي وأهدافي, وغسلتها بدموعي, وكفنتها, ودفنتها تحت قدمي. أكان مصيري الموت؟ أكان مصيري الخضوع لسنن هذه المدينة؟
ودق الجرس مرة أخرى, وفتحت أمي الباب, تجمدت كمن رأى شبحاً, وتسمرت أمام الباب. لم يكن صاحب البيت, بل كان شخصاً آخر لم يكن أحداً منا يتوقع مجيئه. كان الشيب مشتعلاً في رأسه, وكانت الأيام قد حفرت أخاديداً في وجهه, ولم أكن قد رأيته من قبل ولكن كم كان مألوفاً بالنسبة لي. كم هي غريبة الأقدار, في لحظة التي تضعنا فيها على حافة الانهيار, تنتشلنا لتضعنا أمام واقعٍ مغايرٍ 180 درجة!!!
احتضن أمي, وهو يجهش باكياً, أما هي فكانت ساكنة من وقع الصدمة. كان جدي الذي لم أعرفه يوماً, جدي الذي عشت كل أيامي أغذي حقدي وبغضي تجاهه. الآن هو منقذنا الوحيد, وقدرنا الذي لا مفر منه. كان علينا أن نختار, ما بين عرضه, وما بين الشارع. ما بين العيش في غرف قصره أو التعفن في طرق هذه المدينة المشؤومة. ولم يكن أمامنا سوى قبول عرضه, على الأقل كان سيعوضها عن كل السنوات التي ضاعت من عمرها.
***
الحكايات لا تتشكل كما نريد, ولا تنتهي كما نشاء. إننا مسيرون كما نحن مخيرون. إذا استطعنا فيما مضى الهروب من الماضي, فإنه ليس بمقدورنا الهروب من مواجهته. مرت السنين, ونسينا أبي, ونسينا الماضي الأليم, وكبرت أختي وأصبحت تعي ما يدور حولها, وأصبحت تسأل عما حدث وماذا حدث, ويا لسخرية القدر, وكأن أبي عاد ليذكرنا به ولكن في صورة ابنته التي كان يكره.
أما أمي, فقد شرع مرضها المجهول ينهش في جسدها ويمزق أوردتها, حتى اصفرت بشرتها وبهت وجهها, وباتت كجثة لم تتعفن بعد؛ وكم جزعنا لها وهلعنا لحالها, وكم كنت أدرك بأن ساعتها اقتربت كما كنت مدرك بأن الشمس ستشرق من جديد غداً.
وحدث أن زادت حالة أمي سوءاً فاضطررنا ننقلها إلى المستشفى, واستوجب سوء حالها أن تمكث هناك. ورغم أن الأطباء كانوا يمنحونها وعوداً منقوضة, وعوداً بالحياة قد ماتت قبل أن تولد, وكانوا يحدثونها عن تحسن حالتها منذ أن أدخلناها المستشفى؛ إلا أنهم كانوا يؤكدون لنا بأن أيامها باتت معدودة, وأن حالتها في تطور مستمر.
لم تحدثني أمي عن موتها, ولم أتحدث عن ذلك أيضاً. كنا نتحاشى التحدث عن أمر الموت حتى لا ينال كل منا من عزيمة الآخر. إذا كانت هي أمي, وعليها أن تقول لي وصاياها الأخيرة وتنصحني بنصائحها الثمينة؛ فإني والدها وكنت كذلك حتى بعد أن انتقلنا إلى السكن مع جدي. حتى بعدما عادت أمي إلى السكن معه, لم يتغير كثيراً على حد قولها, لقد كان أشبه بمن انتصر في معركة, ربما كان يعتقد بأن الجولة الأخيرة كانت في صالحه, ولكن ما اكتشفناه فيما بعد أثبت لنا كم كان مخطئاً.
لا أزال أتذكر ما حدث في آخر يوم من أيام حياتها. كنت أنا وأختي جالسين بالقرب منها, نتطلع إليها, ونزرع في وجوهنا ابتسامات مصطنعة, ونحبس دموعنا ونكبت كل مشاعر الحزن والألم والضياع التي كانت تراودنا. بين الدقيقة والأخرى, كانت أختي ترمقني بنظرات حزينة عاتبة وغريبة لم أعتدها منها, كأنها كانت تلومني على ما حصل, كم كانت نظراتها مؤلمة, كانت كافية لتقتلني, كأنني أنا المسؤول عن مرض أمي.
دخل جدي وجدتي فيما بعد, وكانت وجوههم مظلمة, لكني لم ألمح فيها أي إحساس بالذنب تجاه ابنتهم التي تخلو عنها ذات يوم, ظنوا أنها تحدتهم حينها, ولم يفهموا أنهم هم من بدأوا بالتحدي. جلسنا نتحدث قليلاً, وأحياناً نصطنع الظرافة وننشر الفكاهة, علنا نحارب بذلك رائحة الموت واليأس والاستسلام التي كانت تحوم حولنا. كانت أمي تبتسم بكل رضا ونقاوة, تبتسم بكل صدق, كانت تبتسم وكأنها كانت تعلم بأنها ستموت في ذاك اليوم.
بعد ساعة تقريباً سلمني جدي رسالة في مظروف مغلق وطلب مني قراءته على أمي, ثم خرج ومعه جدتي وأختي. كم كان غريب أمر تلك الرسالة, وكم كانت قاتلة.
أخذت أقرؤها بغصة, أقرئها وكأني أنفث سمومها, لتموت تأوهاً وندماً, أخذت أقرئها وكأني أشرع أنصال سيوفها في وجه أمي, لتموت ألماً وحسرة, قرأتها وما كان مفر من الموت على كل حال...

"تحية طيبة,
إلى امرأة عشقتها ذات يوم ولا أزال.

اذكر قبل أعوام مضت, قد عقدت معك عهداً ألا ينسى أحدٌ منا الآخر, وألا يتوقف حبنا مهما طال الزمان أو بعد المكان. وأنا لم أنسك قط, ولم أكرهك قط. كم كنت أتعذب وأنا أنهال عليك بالضرب, كم كنت أتألم وأنا أراك تظلمين من قبل من تعشقين.

قرأت ذات مرة:"الحب الرومانسي هو أن تريد الآخر, والحب الحقيقي هو أن تريد مصلحة الآخر". وأنا أردت مصلحتك.

إحدى عشر عاماً مضت, دون أي تحسن في وضعنا المعيشي, دفعتني إلى أن اتفق مع أبيك على أن أتركك –وأنتِ أغلى من روحي- مقابل أن يرعاك ويقدم لك ما عجزت عن تقديمه كل هذه السنين.
كنت أدري بأني لو أخبرتك بشأن الاتفاق ما رضيتِ ولا هان ما بيننا, لذلك لم أجد سوى أن أجافيك وأعذبك وأظلمك لتنفري مني ومن معاشرتي, وكم كان ذلك صعب علي وكم كنتِ صابرة!
اعلمي إني لم احتسي قطرة خمر من قبل وحتى الزجاجات لم تكن سوى زجاجات عصير الشعير. كان صبرك واحتمالك هو ما دفعني إلى تمثيل هذا الدور, ولكن كم عجزت عن مقارعتك! ثم لم أجد إلا أن أتزوج, فكان ذلك وبدعم من أبيك, ألم تتساءلي يوماً من أين لي المال للزواج بأخرى وأنا لا أملك ما هو كفاف يومنا؟!؟

أكتب هذه الرسالة, لا لشيء سوى أن تعرفي كم أحببتك, وأن تدركي حتى في آخر أيام حياتي إني أحببتك بكل صدق وإني لم أخنك قط. ربما في هذا اليوم الذي استلمتِ فيه الرسالة, أكون قد فارقت الحياة, لا يهم ذلك بقدر ما يهم إنك قد قرأتِ الحقيقة.

المحب المخلص،
أحمد"

حينها نظرت إلي وهمست:"أختك!"
ولفظت أنفاسها الأخيرة, ونبض قلبها للمرة الأخيرة.
***

عذراً مدينة الموتى, حيث يتنفس العفن فيهم هم يتنفسون, حيث يأكلهم الدود وهم يأكلون...
عذراً لأني,
لم أمت بعد...




[ALIGN=CENTER]*** تمت ***[/ALIGN]