فى يوم الرابع من سبتمبر عام ألف و تسعمائة و أثنين و أربعون قررنا نحن الملك فاروق ملك مصر و السودان منح شرف تفصيل و تزيين الفستان لقرية طهطا / محافظة سوهاج على أن يتم الأنتهاء منه خلال عام من تاريخه و يقوم بالأشراف عليه أحمد باشا ...............
تصفيق حاد من المتواجدين بالقصر الملكى بعابدين و أثناء التصفيق وقف أحمد باشا و توجه للملك و شكره و الدموع تملأ عينيه من الفرحة .........................
أنصرف الحضور و توجه أحمد باشا الى القطار المتوجه لطهطا ليزف لهم الخبر......................... .
بمحطة طهطا بعد حوالى 12 ساعه أنتظر كبار البلد وصول القطار و ما أن وصل حتى أصطفوا أنتظارا للباشا ليزف لهم خبر قال برقيا أنه أعظم عمل ممكن أن تقوم به القرية .............................. .................... ..........
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... حمد الله على السلامه يا باشا
... الله يسلمكم
... الجميع سكوت
... يا عمده بلغ أهالى البلد أنى متكفل بطعامهم و شرابهم و ملبسهم و زواج أولادهم خلال العام بالكامل ..........
... ربنا يخليك لينا يا باشا
... جلالة الملك من علينا بتفصيل و تزيين الفستان
... الله أكبر ... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... زغاريد... ضرب نار فى الهواء ... تصفيق
.... هو فيه كام خياط فى البلد
... تقريبا 20 يا باشا
... ما ينفعش أنا حجيب عليهم كمان 60 من خيرة خياطى مصر و السودان و الشغل حيكون فى العزبه بتاعتى
... أحنا عايزين كام كيلو ذهب و كام فضه
... نحسبها و نقولك
... و عدد المشاعل و الجمال
... كتير يا باشا ماتعدش
... عظيم
... من بكره يا عمده يكون الشغل تحت أشرافك و تجيب كل مصممى مصر عشان يصمموا الفستان ..
أنقسمت القرية الى مجموعات عمل مثل عش النمل أو خلية النحل كل مجموعة تعد شيء مختلف عن الأخرى فمجموعة تشمل الحدادين تقوم بتصنيع المشاعل و الفوانيس للكبار و الصغار ... و مجموعة تقوم بتفصيل جلاليب جديدة لجميع مواطنى القرية ...و مجموعة تقوم بتصنيه المزامير و الطبل و كلها من الذهب الخالص ...و مجموعة تقوم بالتنسيق مع القرى و المدن المجاورة لشراء طعام يكفى حوالى عشرة ألف ضيف تشمل خضراوات و ماشية و أبقار... ألخ ....
مضى العام سريعا كأنه يوم و أنتهت القرية من الفستان و تم تحميله على هودج جمل مزين بالورود و الذهب و الفضة ...
تم تحميل الطعام الجاف على ألف جمل و تحميل المياه على خمسين جمل بالأضافة الى عدد كبير من الماشية لذبحها ...
بدأ الركب بعد صلاة العشاء و أرتدى كل أهل القرية الجلاليب الجديدة و أصطف الرجال أمام و على جانبى الجمال يحملون المشاعل و أشعلت النساء و الأطفال الفوانيس و أصطفت فرقة الموسيقى الضخمة على صفوف فى المقدمة و ما أن أمر أحمد باشا بالتحرك إلا و بدأ التحرك على أنغام الموسيقى و زغاريد النساء و غناء و لهو الأطفال ...
تحركت القافلة و كلما وصلت الى قريه جديدة يجدون أهل القرية جميعا منتظرين فى مظاهرة حب للعروسة التى يتمنون أن يرونها فيكتفون برؤية فستانها ...
مضت القافلة حتى وصلت الى القاهرة كان فى أنتظارهم الملك شخصيا و معه حاشيته و فرقة موسيقية ضخمة و جميع سكان القاهرة انتظروها محتفلين بوصولها...
أمر جلالة الملك أن يقوم بتوصيل الفستان الى العروسة رئيس وزراء مصر و معه عدد من كبار موظفى و بشوات مصر و نائبا عن طهطا أحمد باشا ...
تحركت القافلة متوجهة الى فلسطين عبر سيناء و كلما مروا على مدينه أو قرية ينتظرهم أهلها بأحتفال و بالزغاريد و الطبول و المشاعل ليلاً ثم مروا على الأردن ... نفس الحال ... ثم دخلوا الأراضى الحجازيه ... أستغرقت الرحلة حتى وصلوا الى العروسة فى أطهر جزء على وجه الأرض بمكة حوالى ثلاثة أشهر ....
أنتظرهم ملك السعودية و هلل ضيوف الرحمن ... الله أكبر لقد وصل المصريين ...
و ما أن حطت أول ناقه على الأرض حتى بدأت مجاميع الأحتفال العظيم بالتكبير و التسليم و فتح المخازن لأدخال الطعام ....
و بدأ موسم الحج و فى أخره بدأت مراسم تغيير الفستان القديم للعروسة (( الكعبة المشرفة )) ...
فقام البعض بخلع الستائر القديمة و وضع الستائر الجديدة ....
و أنتهت الزفة و عادت القافلة الى مصر مرة أخرى و معها الستائر القديمة و سلموها الى الملك الذى أمر أن يتم تقسيمها الى قطع صغيره جدا و يتم إعطاء كل مواطن من مواطنى طهطا قطعه ........
اليوم فى عام 2006 تجد جميع عائلات طهطا تحتفظ بتلك القطعة الصغيرة - التى لا يتعدى حجمها عقلة الأصبع- فى صندوق من الزجاج مكتوب على إحدى جانبية تاريخ خلعها من على الكعبة المشرفة ...(((((((( فعلا شرف عظيم جدا )))))))))
شكرا لطول بالكم