بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أوجد وخلق..والصلاة والسلام على من بلغ وصدق.. نبينا وحبيبنا محمد..صلى الله عليه وسلم
أما بعد..،
بداية أود أن أشير إلى أن (( صُنـاع الحياة )) برنامج يعرض على قناة اقرأ للأستاذ الفاضل/ عمرو خالد يوم الثلاثاء من كل أسبوع..ويعاد في أوقات متفرقة من الأسبوع..
حقيقة..هو أكبر من كونه برنامج يعرض على الشاشة..لأنه مشروع صناعة حياة..وإعادة بناء مجد الأمة..وحضارتها من جديد..وهذا ماجعلني أدعوكم للمشاركة فيه..
تعالوا معًا نفهم فكرة برنامج (( صُــنــّــاع الحياة ))..
مليار وربع المليار هو تعداد المسلمين..أي ما يعادل 20% من سكان الأرض ، هؤلاء يأخذون ولا يعطون، يستهلكون..ولا ينتجون..ولا يضيفون شيئا..إلا من رحم ربي
كل شيء استيراد..حتى سجادة الصلاة التي نصلي عليها.. المسبحة التي نسبح بها..نحن مع الأسف ( عالة على البشرية )..واعذروني اخوتي
يقول المفكر مصطفى صادق الرافعي: (( إذا لم تزد في الحياة شيئًا..تكن انت زائدًا عليها ))
يجب أن يسأل كل واحد منا نفسه: ماذا أضفت للحياة؟؟ أين بصمتي التي تركتها على جدار الحياة؟؟
نعم هناك صحوة إسلامية ( شباب..ورجال..نساء..وأطفال ) مقبلون على دينهم..وعلى العبادات ( صلاة..وصوم..وحج..الخ ) العبادة إذن تتحقق..لكن الدين ليس عبادة فقط.. إنما هو عبادة وعمارة في الأرض..ونــــجـــــــاح في الحياة..
يجب علينا إعادة النظر في تصرفاتنا..وسلوكنا..في فهمنا لكتاب الله..
من وصل نفسه بالله..عليه خطوة تالية..عليه أن يعطي..يقدم، ينجح، يشغل عقله..
المخ كالعضلة إذا لم تعمل..تضمر!!
الصغير يقول: مازلت صغيرا..وسأعمل عندما أكبر..وأمامي متسع من الوقت..
والكبير يقول: لم يعد لدي متسع من الوقت لقد..فاتني القطار..!!
نعم هذه هي الحقيقة!..للأسف
لا بد لنا من بذل الجهد والتمسك بفكرة..نعمل نجد من أجل تحقيقها وبلورتها..
إرادة + إخلاص + دعاء + تخطيط سليم = نــــجـــــــاح أكيد بإذن الله
لأن الله تعالى يقول: (( إن الله لا يضيع أجر من احسن عملا ))
ويقول جل وعلا : (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ))
وهداية السبيل هو النجاح في الدنيا..فالمجاهدة مقدمة للنجــــــاح
معًـــــا في صناع الحياة.. نــتــذوق طعم النجاح
وماجعل البرنامج يظهر في هذا الوقت بالذات..هو حـــال الأمة.. ضعفها وهوانها على العالم..ولنعلم أنه لن يتغير حالها..إلا إن تغيرنا نحن..مصداقية لقوله جل وعلا (( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))..وكلنا لن نتغير إلا إذا أفقنا من الغيبوبة الوجودية التي نحياها..بالفعل قد بلغ حال المسلمين..قــــــــــــــاع الحياة..ولا يتصور أحدنا أنه من الممكن بعد ذلك أن يطوي حضارتنا ظلمة أكثر من تلك التي تلف كــــل القطاعات..
حقيقة أستغرب من الإنسان العربي والمسلم بالذات..حين أراه كثيرا في التحدث عن آلام الأمة ومشاكلها..وهمومها.. والحال الذي هو من سيء إلى أسوأ..ويقول: ( ماذا أفعل ).. ( وما باليد حيلة )..( حسبي الله على اليهود والكفار )..ولا يزال يردد الكثير من العبارات التي إن دلت ..فإنها تدل على ضعفه..ورضاه بالذل والهوان..نعم نرددها كثيرا..ولا نعبأ..!!لا نخجل..ونتفنن في طأطأة الرؤوس..وبكل جرأة نردد ( قمة الذل والمهانة ).. نعلم أننا نعيش في ذل وهوان..مستصغرون يمارس علينا الجبروت الغربي .. يمزقنا .. يفرق وحدتنا..يهدم مبادئنا..أفكارنا السامية..عقيدتنا السمحة الغراء.. وهدفه الأعظم..أن يبيدنا وديننا..وعزنا..وعزتنا..وأمجادن ا وشموخنا..وثرواتنا..ولكن هيهات..هيهات.. فنحن نعلم بأن (( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف )) ..ولن نرضى بعد اليوم بأن نكون ضعفاء..بل سنمضي من الآن.. دم واحد..قلب واحد..جسد واحد..وشعب واحد
سأبدأ .. معكم بإذن الله أيها الدرريون..من اليوم..ومن هذه اللحظة في هذا المشروع.. وأرجوكم..أن تكونوا معي..ولمن يريد المساهمه..والمشاركة في صناعة الحياة..أن لا يتأخر لحظه..فقد مضى الكثير..الكثير..ولا وقت لدينا أكثر..للعب واللهو..ستسأل..أخي الكريم..عن هذا الذي تقرأه..وعن الرد الذي ستكتبه..وعن الخطوه العمليه..الفعليه التي ستتخذها..
أسأل الله العلي العظيم..أن يكلل جهودنا..بالتوفيق والسداد..والنجاح..وأن يرزقنا الرؤية الثاقبة..والنية الصادقة..والعمل الصالح..والنجاح في الدارين.. ( اللهم آمين )إنه..ولي ذلك والقادر عليه..والله على كل شيء قدير
أحبتي في الله..
البرنامج..أو بالأصح المشروع..ليس وعظي..أبـــــــــدا..ولكنه عملي من الدرجة الأولى
هدفه الرئيسي : ( هيــا بنا نصنـــــــع حيــــــــــاة بلادنـــــــــــا )
نساء ورجال..أطفال وشباب..طلاب وطالبات..متزوجون..أرامل..وجميع فئات المجتمع..
شعارنا من الآن & معـــًا نصـنــــع الحيـــــاة &
لأني وحدي..وأنت وحدك..لا يمكننا أن نصنع حياة..بل يجب أن نتضافر كمجموعات..و(( يد الله مع الجماعة ))
في لقاء المقدمة هذا..سنناقش سويا عدة نقاط..بإذن الله..وهي:
1/ ماهي أهداف البرنامج؟
2/ مالنتائج المتوقعة منه؟
3/ كيف نجح الآخرون؟ << نماذج
4/ ماسر تسميته بصناع الحياة ؟
5/ أي نوع من صناعة الحياة؟
السؤال الأول الذي نناقشه معاً :
ما هي أهداف البرنامج ؟
دفع الشباب و الشابات والنساء والرجال إلى أن يكون لهم دور مؤثر فعال ومفيد في خدمة بلادهم .
الدور يجب أن يكون : فعال مفيد ومؤثر ..
السؤال الثاني :
ما هي النتائج المتوقعة منه ؟
أتوقع أن تقل نسبة البطالة بين الشباب كنتيجة طبيعية لهذا الدور الفعال و النجاح له سُنن و مُعطيات ونحن نملكها :-
1/ منهج : ولدينا أفضل منهج على الإطلاق المنهج الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
2/ تاريخ : ولدينا أيضا أعظم وأجل تاريخ.. يُبعث الثقة و الفخر في النفس تاريخ الإسلام وحضارتنا الإسلامية..في شتى المجالات
3/ إمكانيات مادية : ونملك منها الكثير في بلادنا ولله الحمد..ولكن على مستوى الفرد... أقول لا تفكر في المادة..ستأتي والله ستأتي..ولكن اعقلها انت وتوكل على الله..وابدأ..وسترى..!
4/ طاقات شبابية : ونعلم جميعا أن العالم العربي صاحب أعلى نسبة بين شعوب العالم من الشباب .
إذن ما الذي ينقصنا لنحول هذه المعطيات إلى نجاح وتفوق ؟
ينقُصنا شيئين :-
1/ إرادة النجاح
2/ إعادة برمجة العقل ليختار الثمين و يترك الغث و يستجيب للمتغيرات .
وسنـــــــنــــــــجــــــــــ ــــح بإذن الله
بالمناسبة..سنستنتج..لاحقا..معا دلة النجاح..التي مثلها مثل أي معادلة كيمياء..ورياضيات في الحياة..لا تقبل الاحتمالية أبدا..
إن النجاح يبدأ بحُلم .. فكرة تسيطر على العقل و تدفعه دفعاً لتحقيقها تنطلق به في طريق صناعة الحياة لنفسه ولغيره ولإسمه من بعده بفكرة بسيطة ولكنها عظيمة .
ولنستعرض أمثلة للناجحين _ صناع الحياة _ ونتمعن في أسباب نجاحهم..وماالذي ميزهم عنا ومكنهم من تحقيق هذا النجاح..
محمد الفاتح : كلنا يعرف محمد الفاتح..الذي فتح القسطنطينية..هذا البطل العظيم حينما كان عمره 12 سنة تقريبا..سمع من مدرسه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " تُفتح القسطنطينية فنعم الأمير أميرها ونعم الجيش جيشها "
سيطرت الفكرة عليه : سأكون هذا الأمير ..
لم تكن هذه كلمة قالها ثم أخلد إلى فراشه الوثير و استكمل القتال بين طيات الوسائد .. بل أخذ الحلم يحققه , فتعلم 6 لغات حية منها العربيه..والتركية والفارسيه..واللاتينية وغيرها.. ودرس كل الأفكار الحربية المطروحة فالقسطنطينية استعصت على صحابة وتابعين وأمراء سابقين فهي ليست فتحاً سهلاً .. لوعورة تضاريسها..وصعوبة الوصول إليها..واستحالة ذلك بامكانيات ضعيفه أمام حصونها العظيمه..(( في نظرنا القاصر ))
وظل يبحث ويدرس ويُراقب حتى تمكن من تحقيق الحُلم وعمره 21 عام وأصبح هو نعم الأمير ونعم القائد لنعم الجيش .. في 9 سنوات من المثابرة والعمل الجاد.. نــــــــجــــــــــــــــــــ ــــح
في عصرنا الحديث د. أحمد زويل: من منا لا يعرفه؟
الحاصل على جائزة نوبل وهي أعلى جائزة علمية عالمية معروفة وقصة نجاحه بدأت بأمه التي وضعت ورقة صغيرة..على باب غرفته..كتبت فيها
" هذه حجرة الدكتور أحمد زويل " وكبر الحلم معه واستقر في وجدانه..عاش به وجرى في دمه.. فاجتهد فيه حتى وصل لما وصل إليه..ونـــجـــــح
وأمثلة أخرى كثيرة
الإمام البخاري ..أتعلمون كم هي جميلة قصة نجاحه .. ومساهمته في صناعة الحياة..
الإمام البخاري رحمه الله..رأى في منامه ذات ليله..أنه يمشي في طريق قد شقه الرسول صلى الله عليه وسلم من قبله ..وكان يرى نفسه يتتبع آثار أقدامه عليه السلام تماما فوق قدم النبي صلى الله عليه وسلم..وهكذا..
استيقظ على حقيقة الحلم..وفسره بأن يتتبع سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم..فاجتهد كثيرا وحفظ مليون حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دوَّن منها سبعة الآف فقط ووضع علماً جديداً لم يعرفه العالم من قبل هو " علم الرجال " وهو علم يُفند مصداقية القول وما يؤخذ منه ..
توماس أديسون..
الذي اخترع 1093 اختراعا..في 10 سنوات..فقــــط..(( تخيل ))..انسان عادي جدا..مثلك مثله..في كل شيء..
إلا أنه..ذو عزيمة وهمة عالية.وإرادة للنجاح..!!!
أديسون..جرب في اختراع المصباح..805 تجربة نجح في آخرها..كثيرا ماكان من حوله يقولون له.. كفاك تخيلات يارجل.. فشلت 804 مره.. لم يهتم وبكل فخر كان يقول: أنا لديَّ 804 طريقة..أتحدى ان يخترع بها أحد في العالم..مصباح كهربائي..!! نعم هذه هي الايجابية..وهذه هي قوة الإرادة والعزيمة..ونـــــــجــــــــــ ـــح
أمية جحا.. العربية المسلمة.. امرأة حصلت على لقب أعظم رسامة كاريكاتير في العالم العربي
ولا يقتصر الأمر على الشباب فقط
يوسف بن تشفين..
الذي بدأ بعد 500 سنة من وجود العرب في الأندلس في تخطيط لإحياء نهضتهم من جديد . كان عمره 90 سنة (( تخيـــل ))
سنان المعماري..
المسلم التركي المولد الذي لولا روائعه وتُحفه المبنية في اسطنبول لدكتها المانيا في الحرب ..(( أتذكروا القصة؟ )) كان عمره 50 سنة .
إن هذا البرنامج أحبتي.. يهدف لتحويل الطاقة الموجودة في الإنسان إلى عمل إيجابي مفيد للمجتمع .. بدل تسريب هذه الطاقة وتفريغها في ما لا يُفيد ..
هذا هو الهدف الأول
أما الهدف الثاني فهو:
بث الأمل في النفوس ..ودفن اليأس والإحباط..وعدم الرضا والقبول بالذل والمهانة.. والعيش تحت أنقاض الفكر الغربي..بأي شكل من الأشكال..وتحت أي ظرف
هناك قاعدة حياتية..مهمة جدا..نقراها كثيرا في كتاب الله الكريم: (( إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ))
فإذا تبنى الإنسان فكرة ..وعاش من أجلها.. عمل مخلصاً جاداً في الاتجاه الصحيح باذلاً كل الجهد اللازم .. لابد أن يُحققها .. وهذا هو ما نرمي إليه .
لا زال الخير الكثير موجود..ولازال ضياء الأمل يبث في أرواحنا الحياة من جديد..بمزيد من الإرادة والقوة..والعزم على النجاح.. والانتصار
لن نهتف بالكثير.. ولكننا بقليل من القول..والتذكرة ..سنعمل جاهدين الكثير المثير
سننطلق من الآن..لا نعرف لليأس لونًا..ولا للذل طريقًا..وســــــنــــنــــــجـ ــــــــح..بإذن الله..وسنرفع راية الدين الأغر..الأعظم..
الهدف الثالث من هذا المشروع :
تثبيت التدين المكتسب والبعد عن المعاصي ..وسنلحظ ذلك بإذن الله تعالى
فنفسك التي بين جنبيك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر.. والفراغ عدو الاستقامة اللدود .. وصديق الفشل الحميم وكلاهما يؤدي إلى المعاصي والعياذ بالله.
نــجـــــــاح المرء أحسن من ألف درس وعظ .. لآن الناجح لا وقت لديه للتفاهات .
اخوتي في الله..
تعالوا نصنع أنفسنا لربنا .. وصناعتنا ليست بذلة و سيارة على أحدث طراز..أو قصة شعر جديدة..وقلم فاخر.. بل نصنع أنفسنا لنصبح قيمة مُضافة لإفادة المسلمين وإفادة بلادنا..
أخيــــرا..
سبب تسمية المشروع بــ صُناع الحياة:
قال رب العزة والجلال لسيدنا موسى : "ولتصنع على عيني " ..ثم قال له "واصطنعتك لنفسي... " أي أن صناعة الإنسان من أهم وأرقى الوظائف والتي تجعل الإنسان يرتقي لمصاف الأنبياء و الصالحين ..
وأما أي نوع الصناعة؟
فهي تلك الصناعة التي ترفع قدر الأمة وتُعلي شأنها .
لنحقق انتماءنا لإسلامنا..
لنبدأ من الآن ..نضع أيدينا في أيدي بعض..حتمًا سنــنــجح..ونصنع الحياة
لم تنتهي كل مناقشاتنا.. وبصفتنا شُركاء في هذا المشروع ونتوقع جميعاً منه النجاح المؤثر في انتظار مشاركتكم وآراءكم ... وإلى المُلتقى لنتابع مناقشة المشروع .
الفكرة..والمادة العلمية..للأستاذ عمرو خالد
مجرد..صياغة..وترتيب وتنسيق..وإضافة بعض الرؤى..
هو ماقمت به
والله من وراء القصد
