وقد أرجع العلماء السبب فى ذلك إلى أن المواد الكيمائية التي تحتويها نفايات التصريف السائلة التي تضخ إلى المحيط ، ربما تكون ساهمت في التأثير على الجهاز التناسلي للأسماك.
ويشير خبراء البيئة إلى أن هذا الاكتشاف هو واحد من أوائل الاكتشافات التي يسجل حدوثها في الوسط الطبيعي للمحيطات، كما ورد بجريدة الشرق الأوسط.
وكان علماء من مؤسسات فيدرالية قد أعلنوا العام الماضي عن اكتشاف ذكور من الأسماك في حوض نهر بوتاماك في ميريلاند، تنتج البويضات مثل الإناث، وأشاروا إلى أن سبب هذه الظاهرة الشاذة ربما يعود إلى الملوثات التي تحتويها مياه التصريف من منشآت معالجة النفايات ومن المعامل.
وأكد العلماء الذين قدموا دراستهم الجديدة أمام جمعية السموم والكيمياء البيئية في بالتيمور أنهم عثروا على 82 من ذكور أسماك "انجليش سول" المسطحة البنية اللون، وأسماك التربوت أو الترس ذات القرون المسماة "هورنيهيد تاربوت"، بالقرب من سواحل لوس انجلوس ومقاطعة اورانج في الولاية.
ومن جانبها، أشارت دوريس فيدال الباحثة في مشروع أبحاث مياه الساحل في كاليفورنيا التي أشرفت على الدراسة، إلى أن فريقها رصد أنسجة للمبيض في خصية 11 من تلك الأسماك، إلا أن العلماء لم يحددوا حتى الآن السبب المباشر الذي يقود إلى مثل هذا التأثير.
ويصرَّف نحو المحيط الهادئ مليار جالون من مياه التصريف المعالجة يومياً عبر ثلاثة أنابيب ضخمة في عدة مناطق من كاليفورنيا. ورغم ترشيح المياه وتصفيتها، فإنها تظل حاوية على مواد ملوثة تترسب على قاع المحيط.
وعلى صعيد آخر، كانت دراستين سابقتين قد أشارت إلى أن ثلثي ذكور الأسماك التي تعيش قرب أنبوب التصريف في ساحل مقاطعة اورانج، تملك خصائص بيولوجية تتيح لها إنتاج البويضات.
وأثبتت تجارب مختبرية أيضاً أن ذكور السمك التي تتعرض إلى ترسبات تم جمعها من قاع المحيط تلاحظ لديها أيضاً خصائص إنتاج البويضات، لذا فإن ستيف ويزبيرغ رئيس المشروع يؤكد أن الأمر يتطلب إجراء المزيد من الدراسات حول هذه الظاهرة.