الحمد لله الرحمان وله الحمد علم القرآن خلق الإنسان علمه
البيان، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير سيدنا
رسول الله وعلى ءاله وصحبه وكل من والاه،
ربنــا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب
لنــــا من لدنـك رحمة إنـك أنــت
الـــــوهاب ربنا إنك جامـع
النــــاس ليوم لا ريب
فـــــيـــه إن الله
لا يــــخـلف
الميعاد
أما بعد
فهذه
إطـــلالـــة
جديدة أذكر فيها
بتوفــيــق من الله عـــز
وجل جملة من المسائل المتعلقة
بالإقراء عند أهل المغرب عموما وأهل
تونس خصوصا بشكل مبسط دون تفصيل ممل
ولا اختصار مخل ذاكـرا من أمور القراءة ما جرت به
العادة واللهَ أسأل أن يبلغ بها المنافع ويجعل الناظر فيها ممن
يسـابق إلى الخيرات ويسـارع وبالله حولي واعتصــامي وقــوتــي
القـــراءة والروايـــة والطريق
جرت عادة أهل المغرب على اعتماد قراءة الإمام نافع بن عبد الرحمان المدني في قراءة القرآن الكريم، حيث كان لهذه القراءة المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الانتشار الواسع في الأمصار المغربية واهتموا بها أكثر من غيرها وأفردوها بالتأليف والنظم والإقراء وتميزوا بأخذها بمجموع رواياتها الأربعة وطرقها العشرة حتى أنهم ألفوا ما يعرف عندهم بـ" العشر الصغير " وهي مجموع الطرق الصحيحة الموصلة لقراءة الإمام نافع رحمه الله.
فالمشهور أن للإمام نافع راويان فقط ( الإمام عيسى بن مينا " قالون " والإمام عثمان بن سعيد المصري " ورش " ) وهو مقتضى اختيار الإمام عثمان الداني في تيسيره وتبعه في ذلك الإمام القاسم بن فيره بن خلف الشاطبي في حرزه، واختارا لكل واحد من الأيمة طريقا فأصبح للإمام نافع راويان يتفرع عن كل منهما طريق، ثم جاء بعد ذلك الإمام ابن الجزري فزاد لكل إمام طريق فأصبح لكل رواية طريقان، لكن رواة الإمام نافع وطرقه أكثر من ذلك، فعكف المغاربة عليها إلى أن اعتمدوا للإمام نافع أربعة رواة يتفرع عنهم عشرة طرق، وهي التي سموها بـ" العشر الصغير " حتى لا تختلط بالقراءات العشر المشهورة سواء الصغرى منها أو الكبرى.
وهذا رسم توضيحيّ للرواة والطرق وكيفية توزيعها:
فالمشهور من طرق الإمام قالون المعتمدة هما طريقا أبي نشيط والحلواني، والمشهور من طرق الإمام ورش المعتمدة هما طريقا الأزرق والأصبهاني، لكن - وكما هو موضح في الرسم - الطرق أكثر من ذلك بل إن الرواة أوسع من الاقتصار على الإمام قالون والإمام ورش.
يتبع بإذن الله...