ما أجملها مدينتي,,وتزداد جمالا حين يكسوها الضباب ,لازلت أتذكر ذلك اليوم وكأن زخات المطر الخفيف تداعبني الساعة,, ضجيج السيارات وضجيج أصوات الناس المرتفعة وذاك لقرب منزلي من هذا الضجيج لازلت أتذكر هذا تماما....
حينها كنت في السادسة من عمري يتبعها بضعة أشهر كنت وعلي ابن عمي تؤم روحي وظلي الذي لايفارقني(( إطلاقاً )) رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.. كنا نلعب سوياً في مزرعتي الصغيرة التي أحطتها باحجار ليعلم الشاردين في الذهن حين مسيرهم إن هذه مزرعة ,,في ذلك اليوم وفي صباحه الجميل أتى أخي الأكبر ليخبرني وبن عمي أن هذا اليوم هو أول أيام الدراسة لنا, واننا سنلتحق بالمدرسة..لم يرق لي كلامه في الوقت الذي راق له ابن عمي وحثني على الذهاب أخي لايريد ان يغضبني.. أتذكر جيدا انه وعدني أن يمر بي الدكان قبل أن ياخذني إلى المدرسة لم اقاوم كثيراً راق لي وعده الذي وعدني إياه !
جيدا أتذكر تلك اللحظات أتذكر ايضاً ساعة دخولي الفصل الدراسي أستقبلنا الاستاذ بالآلة الموسيقية كان على معرفة بأخي الاكبر أعطاني الآلة ساعة دخولي الفصل وطلب من أخي ان يذهب داعبت تلك الآلة الموسيقية وأنا في غبطة وسرور أخذ الأستاذ الالة وبدأ يلاطفنا في الكلام عشت اللحظات وكأنه قد مر عليّ وقت كثير مرت الايام والأشهر وذات يوم اخذني مدرس الرياضيات إلى الصف الثاني وخاطبهم قائلا اتيت لكم بطالب من الصف الأول ليحل المسألة الرياضية التي عجزتم عن حلها سألني واعطاني الطبشور ووفقت في حلها وطلب من الجميع ان يحييني بالتصفيق وعادني إلى فصلي....
أذكر ايضاً أن الإدارة طلبوا من أهلي ان ينقلوني إلى الصف الثاني لأني لم أعد بحاجة الى الصف الاول كنت أسمع هذا الحديث بين أخي وأمي ولازالت ترن في أذني حتى الساعة كلمات أمي التي قالت فيها لا,,لانقبل ذلك دعه في فصله وبن عمه علي!
أنقضت السنين وبعد مرورها أي السنين وبالضبط في الصف الخامس فوجئت بشيء قلب فكري رأس على عقب وجعل عاليه سافله.
كنت أحتل المركز الأول في المراحل الأربع التي مضت فمن الصف الاول وحتى الرابع ومركزي الأول ليس على فصلي فحسب بل على المدرسة كاملة!
مدرستي جميلة هي ليست جيملة فجمالها كان طبيعي... فقط كان أسمها(جميلة )!
كانت تدرسنا اللغة العربية ومادة التاريخ!
مادة التاريخ أول سنة ندرسها في الصف الخامس بطبيعتي كنت أكره الحفظ ولا أحبه إطلاقاً ,,,في الوقت نفسه كان أسلوب الست جميلة فيه غلظة ولا تجيد التعامل مع الطلاب كذلك طريقة شرحها مملة جداً وتبعث بالغثيان.. واكثر من ذلك أنها كانت فلسطينية الجنسية وتخاطبنا باللهجة الفلسطينية التي كنت أراها تختلف كثيرا عن لهجتنا! فكنت بين عوامل عدة..تجبرني على عدم الفهم..لهجة جديدة ومدرسة غليظة ومادة جديدة وفوق هذا وذاك المادة تتطلب الحفظ الذي لا استسيغه!
كنت أحرص كثيراً على التركيز أثناء الشرح واتذكر جيداً أنها كانت تقرأ لنا قراءة عادية وسطحية لا اذكر يوماً انها لاطفتنا بالشرح أو ضربت لنا الأمثلة وكنت كثيراً ما أوقفها مع انني كنت اخافها كثيراً اخاف سطوتها إلا أن صفة العناد كانت تساعدني على إيقافها والطلب منها الشرح مرة أخرى.
أذكر صراخها حين أطلب منها الشرح للمرة الثالثة واذكر تعنيفها لي ووصفها لي بالغبي والحمار.. لم أسمح لها بذلك مع صغر سني وخوفي وهلعي منها إلا أنني خرجت من الفصل غاضبا والعبرة تخنقني,,مع محاولتها لإعادتي إلى الصف إلا أنني لم أرضخ لمحاولاتها.. وخرجت غاضباً شاكياً إياها لمدير المدرسة
وحين دخلت الادارة
يتبع .. والقصة قابلة للتنقيح بأي شكل كان