- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: نكهة الزنجبيل - مقطع روائي*

  1. #1
    تاريخ التسجيل : Jul 2002
    رقم العضوية : 849

    نكهة الزنجبيل - مقطع روائي*




    أيُُّها السلطان..

    ذي أنا أمسك باليراع لأخُط لك، أنا التي لم أفعلها عندما كنت تشهق وتزفر..
    كنتَ تسألني:
    - لمَ لا تردين على خطاباتي كتابةً..؟
    كنتُ أجيبك:
    - لم تكن اللغة صديقتي يوماً؛ لذا أخاف أن تخذلني معك ولا تعطيني ما أريد.
    وكنت عندما أحاول أن أخترق الحاجز المنتصب بيني وبينها، وأتجرأ عليها تتساقط الكلمات من ذاكرتي كلمة.. كلمة.. كل الكلمات التي أعرف تهرب مني وأبدأ ألهث لألحق بها، ليخرُج ما كتبته لك مجرد تأتأة على الورق أحاول وصلها فلا تتصل.
    كنتُ أستصعب الكتابة، أُهزم دائماً أمامها، وأجدها فعلاً لا يسعني القيام به، وأسأل بجهل كبير أيّ عبء كان ملقىً على عاتق “نسابا” إلهة الكتابة عند السومريين في الأسطورة السومرية..؟
    وكانت طريقتي الغريبة في الرد على ما تخاطبني به، وتعبر لي عنه كتابةً، تدهشك وتثير عجبك وإعجابك في ذات الوقت، فتقول وأنت تحدّق في الصورة: يا لجنونكِ وجبروت كاميرتك!
    كنت عندما تكتبني بحب كبير وأخاف أنا من قدرتي على تطويع عصيّ الكلمات؛ تظل عيني وكاميرتي تدوران في كل اتجاه، ويظل حسّي يدور بين جنبات نفسي، إلى أن أقتنص لحظة تظل خالدة ما لم يَطَلْها التمزيق، وتاه عنها عود ثقاب. فأهديك صورة بجمال كبير يوازي حبك المسكوب على أوراقك الملونة البهيّة.
    أقول لك:
    - كل ما عجزت عن قوله بالكلمات تمكنت من صياغته هنا، وإن كانت الكتابة ورق وقلم وحس، ففي صوري أيضاً تتشارك كاميرتي وعيني وحسي. وإن كانت الكتابة قدرة إنشائية وبلاغية؛ فالصورة قدرة استكشافية وجمالية وانتزاعية، أنزع بها المشهد وأخطفه من بين آلاف المشاهد. وإن كنا نعبّر بالبلاغة عن الجمال، فإن الصورة تدَلِّل عليه.
    وإن قلت لي: إننا نحدُّ بهذا الخيال ونسوّره بصورة. أقول لك: التقاط المشهد والتمعن فيه وربما صنعه ووضع تصوره لا يخلو من الخيال.
    وكنتُ أجد فعلاً تطابقاً مذهلاً بين إحساسي وبين بعض الصور. لم تكن كل الصور تقولني بصدق وعمق؛ لذا أختار أكثرها صدقاً وأقدرها على البوح لك. وتكون الصورة التي يختلف ما بداخل إطارها ترجمان لحسّي.
    كثرت الأوراق بيننا وكثرت الصور، سألتني جَذِعاً ذات يوم عندما أهديتك مجموعة كبيرة:
    - أين أضع كل هذه الصور..؟
    قلت لك:
    - تماماً حيث أضع أنا أوراقك.
    ثم سألتك بخبث:
    - ألا تعرف أين أضعها..؟
    ضحكت وأنت تمسك بإحداها وقلت:
    - أعرف.. أعرف.


    أذكرُ تلك الصورة التي أريتك إياها في آخر زيارة لك لودمدني. كان داخل إطارها قُمرية فاردة جناحيها موشكة على التحليق.
    أخبرتك أن هذه القُمرية تداوم على زيارتنا في وقت الظهيرة، عندما تبدأ أمي في تحضير القهوة ببرنامجها المحبب وبخور تيمانها، وتعرف أنت خصوصية شرب القهوة وطقوسها في بلادي. فالسودانيون لا يستطعمون البن الجاهز في العلب ولا قهوة البوتجازات، تلك الفاقدة لنكهتها، لأن البن إما أن يحترق بشعلة الغاز، أو يحرمها غليان الماء – لذات السبب – نكهة الزنجبيل ورائحة الهبهان أو القرنفل؛ فغليان الماء السريع كما تقول أمي – لا يعطي الزنجبيل وقتاً للتنفس وزفر رائحته في عظم الماء..
    ورائحة تحميص البن على موقد الفحم أو (القلية) هي مزاج في حد ذاتها وكيف من نوع آخر، فهذه (القلية) التي تشم رائحتها من أول الشارع أو حتى قبله تدخل من الأنف لتصعد إلى الدماغ مباشرة، البعض يكتفي بها خاصة النساء، وتزعم جارة أمي أن القهوة (قلية)، وإذا تأخرت لسبب ما ولم تحضرها أو تتخلل رائحة البن خلايا دماغها، تحلف أنها لن تشرب ماء البن، ويكون حينها لزاماً على أمي أن تحمص لها بناً من جديد وتمد لها (الطوة) لتتنشقه ملء رئتيها، كما تجدد الجمرات في المبخر لينطلق ويتحرر منه بخور التيمان بكل عنفوانه وكثافته.


    وفي هذا المناخ كانت القمرية تحط على المظلة التي يقع عليها جزء كبير من ظل شجرة النيم الشامخة في قعر بيتنا من الخارج، نحتسي فيها القهوة وتقضي أمي كل الظهيرة في ظلها، وتقول إنها أكثر راحة وبراح من الغرف المغلقة التي يدور هواؤها حول نفسه.
    كانت أمي تقول لي: إن البُن هو ما يدعوها؛ لذا تحط على المظلة بشكواها تابعة رائحة البُن.
    أخبرتك أن هذه الصورة أخذت مني أسبوعاً إلى أن استطعت أخذها كما ترى. كان يشارك القُمرية في الظهور داخل الإطار بعض أغصان شجرة النيم في الزاوية العليا، وجزء من سقف المظلة الذي تَهِمُّ القُمرية على مغادرته، وفي جزء أكبر من مساحة الأغصان والحصير كانت تظهر السماء بلون أزرق ملكي كأنها ملتحمة بالكل.
    كلفتني هذه الصورة عدداً كبيراً من لقطات الفلم إضافة إلى الأيام، فيوماً لا أحسن التوقيت؛ فألتقط صوراً قبل أن تحلق أو بعده.. ويوماً تحتل أغصان النيم الجزء الأكبر من حجم الصورة.. ويوماً يسرق الحصير في سقف المظلة الضوء من القمُرية، ويُنَحِّيها جانباً فيبدو كأنه هو المراد ظهوره وليس هي.
    رابطتُ في ذلك اليوم تحت الشمس مثل الجنود في الثغور، يديّ وعيني على الكاميرا لا ينقصني سوى ضغط الزر. وأخيراً تمكنت من التقاطها كما أردت.
    أذكر إعجابك الكبير بها، وقراءتك العميقة لها.. قلت لي وعينك لم تشبع منها:
    - هذه الصورة ليست مجرد قُمرية في لحظتها الأولى من التحليق، هذه الصورة تجسِّد لي التحرر والانطلاق.
    لقد كانت متحررة من كل قيد في لحظتها تلك، حتى عين المراقب المرابط في مجال النظر لديها وفي يده آلة، الذي هو أنتِ. فردتْ جناحيها حالما أرادت ذلك دون أن يعوقها شيء، ودون أن تضع حسبان لهذه العين التي تراقبها وتريد أن تحبس لحظاتها في إطار.
    إرادتها في الانطلاق والتحليق تعاظمت على كل شيء آخر، لذا هي فاردة جناحيها هامّة بالطيران.
    أتعرفين تصلح هذه الصورة كشعار لمناسباتنا الوطنية، بدلاً عن السيف والكلاشنكوف في بعضها.
    قلت لك:
    - رغم كل ما قلته عنها فهي تعيش مأساة..
    وعندما رأيتُ الدهشة على عينيك، قصصتُ لك القصة التي روتها لي أمي عندما حطت القُمرية على المظلة وبدأت في الحداء. وكانت تلك القصة البسيطة هي ما دعاني لأفعل ما فعلت، قالت لي:
    - القُمرية دي عمرها ما تفتر من الشكية..
    - تشكي منو..؟
    - تشكي نسيبها.. أسمعيها.. اتصنتي(1) ليها بتقول في شنو.
    تظل أمي تردد نص الشكوى كل يوم، وهي تدعوني لأسمعها جيداً.
    تقول أمي: إن القُمرية لا تغرد، بل تتحدث إلي الناس عن نسيبها البخيل الذي يمنعها من الأكل. وما إن تحُط حتى تبدأ في الإخبار:
    نسيبي فسل(2)..
    بقتلني قتل..
    بحميني الأكل.


    ضحكت أنت وقلت لي:
    - يا لهؤلاء النساء! يستطعن إيجاد قافية لكل نغم.




    ______________________________
    *من رواية (فلاش أخضر) الشركة العالمية للطباعة والنشر - القاهرة

    (1) أنصتي
    (2) بخيل

  2. #2
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 161



    رانيا، أهلين

    المقطع دعائي


    ممكن أعرف إن كانت الرواية موجودة في السعودية؟

    وأين؟



    دعواتي القلبية لكِ بالتوفيق، قرأت عن الرواية في أماكن أخرى كثيرة
    You are wrong to think that (I) don't take it personally
    [/indent]
    After all, it's about (ME) and how (I) look at it



  3. #3
    تاريخ التسجيل : Jul 2002
    رقم العضوية : 849



    Petals

    حبابك عشرة .. كما نقول في بلادي للترحيب
    لا أدري كان تم توزيع الرواية في السعودية أم لا.

    أشكرك اختي على دعواتك، وأتمنى لكِ أيضاً كل توفيق..
    إن عملت بأنها توزعت في السعودية سأخبرك إن شاء الله

    ودي..

  4. #4
    الصورة الرمزية زاد الركب
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    رقم العضوية : 2000

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..




    ما أجمل رائحة القهوة و نكهة الزنجبيل وطائر القمري وشجرة النيم ..
    وما أجمل هذا المقطع الروائي .. !!

    رانيا مأمون ..
    شكراً لك على ما قرأت هنا و تهاني لك بصدور روايتك الأولى ..
    أ توق حقاً للحصول على نسخة منها ..
    .
    .
    زاد ( ... )

  5. #5
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    رقم العضوية : 5179
    الاقامة : مصـــــــر
    المشاركات : 1,700
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 121
    Array



    رائع يا رانيا

    أسلوب رائع وتصوير مدهش

    تحملين عدسات الكاميرا بين حروفكِ

    لتنقل لنا أعذب اللحظات

    مبروك مرة ثانية على صدور روايتكِ

    وأرجو ألا تغيبى علينا طويلا

    وفقكِ الله تعالى إلى كل خير

    تحياتى لكِ
    عندما تلامس عيناك وجه السماء فى الصباح .. فلتحمد الله لوهبك الحياة ليوم جديد ..

    ولتبدأ من جديد .. فالحياة فرص مستمرة فلا تضيعها هباء ...
    *** أرجوكم إدعو لجدتى بالمغفرة والرحمة ***

  6. #6
    الصورة الرمزية ألنشمي
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    رقم العضوية : 5557
    الاقامة : جـــ في احضان ــدة
    المشاركات : 16,959
    هواياتى : السفر 000 والسياحة
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 523
    Array

    :006:




    000
    00
    0
    رواية 000 جميله 000رائعة
    ابدعت في نسج وسرد كلماتها
    حفظك الله
    تحياتي
    [align=center]

    لزيارة موقعي اضغط على الصورة

    اللهم من أرادني بسوء فأشغله في نفسه، اللهم إني ادرأ بك في نحره واعوذ بك من شره ،
    اللهم إنك تعلم سرى وعلانيتى فأقبل معذرتي وتعلم حاجتي فأعطني سؤلي،
    اللهم إنى أسألك إيمانا يباشر قلبي ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني
    إلا ما كتبت لي وإن ما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني 0 [/align]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بطاقات بلا " نكهة "
    بواسطة نور الفيصل في المنتدى دُرة الأدب العربي والإبداع المنقول
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 17-09-2005, 10:39 AM
  2. مقطع صوتي لا يقارن بمقطع الحقير برجس ؟
    بواسطة روافــد في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-10-2004, 11:57 AM
  3. مقطع فيديو .جزء 2.. الجفري ومشايخه وعبادة القبور
    بواسطة الفارس13 في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-11-2003, 07:19 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط