[align=center][align=center]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من فضلك أضغط هنـــــا
للحفظ
بسم الله الرحمن الرحيم
..
* مدخـل :
السنة 12 شهراً يمنح الله عباده فيها شهراً ليرتقوا ! و كأنها بمثابة غُسل العام حيث نستطيع أن نتوب من أخطائنا كلها و ننقي أنفسنا و كذلك ننظف قلوبنا و نجتهد لنكون من عتقائه سبحانه و تعالى ..
سؤال :
و ما الفرق بين رمضان و غيره من الأيام ؟! .. ألا نستطيع التوبة في أي وقت ؟!
جواب :
سبحان الله ! الهمـ في رمضان تُشحَذ حيث تصفد الشياطين و تملأ الملائكة الأرض .. فالله سبحانه و تعالى يهيئ لكَ كل الظروف لتَقبل .. أفلا تقبل يا عبد الله ؟!
- الإنسان بطبيعته ( و نفسه الأمارة بالسوء) يميل دائما إلى التسويف فقد يسوف التوبة / الإقبال على عمل / الكف عن ذنب ... و هكذا .. و حينما يأتي رمضان تجد لسان حالك يقول : قد حان الوقت ! إلى متى سأسوف فأبواب الجنة مفتوحة أمامي أفلا أذهب ؟!!
ففي رمضان تسمو الروح و تقوى الإرادة و توقظ النفس و تربى مشاعر الرحمة في دواخلنا ..
سمعت في إحدى المحاضرات .. " مهم جدا في رمضان ما ترجع به أنت من تجربة الصوم يوماً فيوما !. أنظر إلى نفسك حين تفطر هل عدت من يومك هذا الشاق المحروم بنفسية أكثر رقياً أكثر نقاءاً أكثر ثباتاً هل تركت ذنوبا كنت تفارفها هل تركت فواحش كنت ترتكبها هل صالحت من قاطعته و صرمت وداده هل اعتذرت ممن أخطأت في حقه ......هل فعلت هذا ؟ .. فإن فعلت فأنت صائم !
في نهاية المطاف ستجد نفسك بعد شهراً كاملا قد عدت و انفردت إنسانا آخر تندهش و تعجب من نفسك هل كان لديك كل هذه الإمكانية و كل هذه الفرص و كل هذه القدرة !
و لذلك رمضان إن تجوهرنا به إن تحققنا بمعناه بسره سيقييم برهانا على أننا كنا في غيره كَذبَا ( في عزائمنا ليست ماطية كنا متلاعبين في نواينانا ...) .. جاء رمضان ليكون فرصة إلزامية لمن أراد و أصح منه العزم فرصة إلزامية لكي يقيمنا على النهج ... رمضان جاء ثلاثين يوما لكي يلزمن الإنقلاع عن سئ اعتادته أنفسنا , فما هو سر الثلاثين لماذا ثلاثين ؟! قرأت هكذا بالنص و الفص في بعض الدراسات الأجنبية أن على المرء إذا أراد أن يقتلع جذور عادة سيئة أو ينبت بذور عادة جيدة سهلة ميسورة عليه أن يتكابد ذلك و أن يتعاناه شهراً كاملاً ! .. "
* أطلق لقلبك العنان لنتهض/ لترقى .. و زيل عن فكرك القيود و تأمل !
في شهر رمضان نفحات عظيمة وأعطيات جزيلة يحسن بالمسلم أن يتعرض لها و ينتفع بها ..
عن أبي هريرة : ( اطلبوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة ربكم ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يستر عوراتكم ، ويأمن روعاتكم ).
و في رواية الطبراني : ( إن لله في أيام الدهر نفحات فلعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى أبداً ).
يقــول الله تبارك و تعالى .. " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ
"
تفسير الجلالين_ مختصر_ : الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَة مِنْ رَبّكُمْ وَجَنَّة عَرْضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض } يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره بِقَوْلِهِ : { وَسَارِعُوا } وَبَادِرُوا وَسَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَة مِنْ رَبّكُمْ , يَعْنِي : إِلَى مَا يَسْتُر عَلَيْكُمْ ذُنُوبكُمْ مِنْ رَحْمَته , وَمَا يُغَطِّيهَا عَلَيْكُمْ مِنْ عَفْوه عَنْ عُقُوبَتكُمْ عَلَيْهَا { وَجَنَّة عَرْضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض } يَعْنِي سَارِعُوا أَيْضًا إِلَى جَنَّة عَرْضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض , ذُكِرَ أَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ : وَجَنَّة عَرْضهَا كَعَرْضِ السَّمَوَات السَّبْع , وَالْأَرَضِينَ السَّبْع , إِذَا ضُمَّ بَعْضهَا إِلَى بَعْض .
[blink]- أكثر شئ نستفتح به أبواب الجنان هو الصوم ..[/blink]
العبادة الوحيدة الفذة التي أضافاها الله لذاته لا إله الا هو قال : " .. إلا الصوم فإنه لي .. " ,, لآنه تشبه بالرب الجليل .. انقطاع عن كل الشهوات _ ليس البطن و الفرج فقط!_ شهوة العين شهوة الإنسان ان يتكلم و يخوض في الناس ( فالصخب الذي تشغلك به حواسك من الطعام و الشراب و الجماع ينتهي هذا الصخب الى صوم الى هدوء ) لذلك يجب أن يتميز يوم صومنا عن اليوم الذي نكون فيه مفطرين ..
كما قال أبو الدرداء : " فلا تجعلن يوم صومك و يوم فطرك سواء " ..
* نفسيتك في رمضان ( كيميائك الرمضانية ) :
يقول د. على التويجري
إنني أظن أن هناك العديد من الدراسات التي تناولت الحياة الاجتماعية للمسلمين على تنوع أزمانهم وأقطارهم، خلال هذا الشهر.. إلا أنني أظن أيضاً أننا لم نقم بعد بدراسة الحياة الوجدانية والمزاجية والنفسية للإنسان المسلم خلال شهر رمضان، أو بمعنى آخر لم نقم على نحو شبه علمي بمعرفة الكيفية الوجدانية التي ينظر بها الإنسان المسلم إلى العالم والأشياء خلال شهر رمضان المبارك.. إنه يصلي ويصوم ويقوم الليل ويصل الرحم، ويتبتل، ويتهجد.. كل هذا صحيح لكنه ناقص.. هناك شيء ما، كيمياء غامضة أصلها ديني بالطبع، تجعله يرى الأشياء أو تجعل الأشياء تبدو على نحو مخالف. فإذا كان صحيحاً ما يقوله بعض الشعراء من أن لبعض الأيام طعماً أو لوناً أو رائحة فإن أجدر الأيام بذلك هي أيام شهر رمضان المبارك، فكلها أيام عبقة، حلوة، مزدانة بالألوان، تغمرها وتغمرنا فيوض من الخيرات غير المرئية، تعطي للدنيا ذلك المذاق الفريد.
فما أن تثبت الرؤية، رؤية الهلال المبارك، حتى تنطلق في جنبات الليل والنهار مجموعة من الأصوات والألوان والظلال، تتماوج وتتداخل وتتمازج مع مجموعة أخرى من الذكريات والحكايات والمشاعر، لتشكل هذه مع تلك صورة عالم كامل، جميل وأخاذ، يحتويك، ويحيط بك إحاطة السوار بالمعصم.
وهذا العالم، عالم رمضان، عالم قديم، موغل في القدم لكنه يتشكل أمام عينيك في كل عام، وكأنه يولد لأول مرة، بل إنك أنت تتابع انبعاثه قبل أن يصبح هلالاً، وأنت مبهور الأنفاس ممتلئ بالفضول وكأنه من الممكن ألا يجيء.
وما أن تثبت الرؤية حتى يمتد خط وهمي صارم يقسم عالم رمضان إلى عالمين، عالم النهار، وعالم الليل.. وما أن يؤذن لفجر أول أيام رمضان حتى يصبح الأذان، ومن ثم الصلاة ليسا مجرد أداء لفريضة الصلاة، ولكنهما يصبحان مدخلاً إلى عالم النهار. وما أن يؤذن لصلاة المغرب في أول أيام رمضان حتى يصبح الأذان ومن ثم الصلاة، والإفطار، مدخلاً لعالم الليل.. وكلاهما عالم النهار أو الليل، عالم كامل مليء بالرموز والتفاصيل والإيماءات والعلامات، وفي كلاهما تأخذ كل الأشياء طعماً مخالفاً لطعمها في سائر الأيام.
* أحاديث عن الصوم ..
- عن أبي همامة الباهلي رضي الله عنه قال : ( قلت يا رسول الله دللني على عمل أدخل به الجنة , قال( صلى الله عليه و سلم ) " عليك بالصوم فإنه لا مثل له " ..
- قال نافع: كان ابن عمر لا يُرى صائماً في السفر و لا يُرى مفطراً في الحضر و لا يفطر وحده الا مع المساكين فاذا منعهم أهله عنه لم يتعش تلك الليلة وكان اذا جاءه سائل و هو على طعامه أخذ نصيبه ..
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان.
إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ، فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
قال المهلب: "وفيه بركة أعمال الخير، وأن بعضها يفتح بعضاً، ويعين على بعض ؛
ألا ترى أن بركة الصيام، ولقاء جبريل وعرضه القرآن عليه زاد في جود النبي صلى الله عليه وسلم وصدقته حتى كان أجود من الريح المرسلة".
وقال الزين بن المنير: "أي فيعم خيره وبره من هو بصفة الفقر والحاجة، ومن هو بصفة الغنى والكفاية
أكثر مما يعم الغيث الناشئة عن الريح المرسلة صلى الله عليه وسلم".
- وقال ابن رجب: "قال الشافعي رضي الله عنه: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً
برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّوم والصلاة عن مكاسبهم "
- و ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء أنه قال للأحنف بن قيس رضي الله عنه : إنك كبير و الصوم يضعفك , قال : إني أعده لسفر طويل !.[/align]
* دعاء ختامي :
يقول يحيى ابن ابي كثير .. (( اللهم سلمنا إلى رمضان و سلم لنا رمضان و تسلمه منه متقبلاً ))
آآميـــــن ..
أرق تحيـــة ...[/align]