[ALIGN=CENTER]
..
يُعتبر " الجواب المسكت " فناً من الفنون
إن الرجل قد يقول لمن يسيئ إليه : " اخرس ! " .. فيكون هذا جواباً مسكتاً حسب اللغة الأولية
ولكنه يختلف عن جواب برناردشو ..
حين قال له كاتب مغرور : " أنا أفضل منك , فإنك تكتب بحثاً عن المال وأنا أكتب بحثاً عن الشرف "
فقال برناردشو على الفور : " صدقت , كلٌ منا يبحث عما ينقصه ! "
..
فهذا الجواب فن .. لأن فيه قلباً لمراد المتكلم.. ورداً لهجومه عليه بطريقة ذكية .
..
هكذا هو الجواب " فن "
فلو صرخ المحب مثلاً : إنني أحب , اقسم بالله أنني أحب
لم يدخل كلامه في باب الفن بعكس لو قال :
وإني لتعروني لذكراك هزة .. كما انتفض العصفور بلله القطــر
..
وماأجمل أن يطلق الجواب المسكت على المغرور أو الساخر ممن أمامه
كالشيخ الذي جلس بين شابين فقالا يسخران منه : ياشيخ هل أنت أحمق أم جاهل ؟
فقال : أنا بينهما .
..
للعرب أبيات هي غاية الفن في الأجوبة المسكته
فتنطلق كرصاصة على الرجل المخطئ وتلقمه حجراً ..
وهنا سأورد بعض ماقاله شعراء العرب :
[poet font="Simplified Arabic,4,purple,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="ridge,4,deeppink" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
إذا نطق السفيه فلا تجبه .. فخيرٌ من إجابته السكوت
..
حتى الكلاب اذا رأت ذا ثروة ..خضعت لديــه وحركت اذنابهــا
واذا رأت يوما فقيرا عابرا.. نبحت عليه وكشرت انيابهــــا
..
ولا تكن كالدخان يعلو بنفسه ... على طبقات الجو وهو وضيع
..
إذا ذهبت رجالُ القوم أضحى ... صبيّ القوم يحلِفُ بالطّلاقِ
..
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله ... وأخو الجهالة فى الشقاوة ينعم
..
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل
..
لكل داء دواءٌ يستطب به .... الا الحماقةُ أعيت من يداويها
..
إذا وقع الذباب على طعام ... رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء... إذا كن الكلاب ولغن فيه
..
ومن نكد الدنيا علي الحر أن يرى ... عدوا له ما من صداقته بد
..
اذا اقبلت الدنيا باض الحمام على الوتد ...واذا ادبرت الدنيا بال الحمار على الاسد
..
لقد أسمعت لو ناديت حيا ..... ولكن لاحياة لمن تنادي
..
أعرض عن الجاهل السفيه .. فكل ماقال فهو فيه
فما شرّ بحر الفرات يوماً .. أن خاض بعض الكلاب فيه
[/poet]
...
جرت الأجوبة المسكته على ألسنة الناس كالأمثال
وحفظها البعض لأن فيها فناً وطرافة .. ولأن أغلبها جزاءاً رادعاً للمخطئ
والخلاصـــــــــة :
على نفسها جنت براقش .. هذا ينطبق كثيراً على من يحرّك الناس ويعرّض نفسه للجواب اللاذع !
ولو التزم أدبه لم يجد غير الإحترام ..
" ومن هاب الرجال تهيبوه .. ومن حقر الرجال فلن يُهابا "
..
كل الشكر لمن وصل بالقراءة إلى هنا
.
رغــد[/ALIGN]