________________
قالوا عنه :
فكان عبد الله بن عمرو حين ضعف وكبر يصوم الايام يصل بعضها إلى بعض ليتقوى بذلك ثم يفطر بعدد تلك الايام قال وكان يقرأ من حزبه كذلك يزيد احيانا ويتقص احيانا غير أنه يوفي العدد أما في سبع واما في ثلاث قال ثم كان يقول بعد ذلك لان أكون قبلت رخصة رسول الله. صلى الله عليه وسلم أحب إلي مما عدل به لكني فارقته على أمر اكره ان اخالفه إلى غيره
( مجاهد )
لحظات من حياته :
قال له الرسول عليه الصلاة والسلام:
" ألم اخبر أنك تصوم النهار، ولا تفطر، وتصلي الليل لا تنام..؟؟
فحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام..
قال عبدالله:
اني أطيق أكثر من ذلك..
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
فحسبك ان تصوم من كل جمعة يومين..
قال عبدالله:
فاني أطيق أكثر من ذلك..
سيرته رضي الله عنه :
القانت، التائب، العابد، الأواب، الذي نستهل الحديث عنه الآن هو: عبدالله بن عمرو بن العاص..
بقدر ما كان أبوه أستاذا في الذكاء والدهاء وسعة الحيلة.. كان هو أستاذا ذا مكانة عالية بين العابدين الزاهدين، الواضحين..
لقد أعطى العبادة وقته كله، وحياته ملها..
وثمل بحلاوة الايمان، فلم يعد الليل والنهار يتسعان لتعبّده ونسكه..
ولقد سبق أباه الى الاسلام، ومنذ وضع يمينه في يمين الرسول صلى الله عليه وسلم مبايعا، وقلبه مضاء كالصبح النضير بنور الله ونور طاعته..
عكف أولا على القرآن الذي كان يتنزل منجّما، فكان كلما نزلت منه آيات حفظها وفهمها، حتى اذا تمّ واكتمل، كان لجميعه حافظا..
ولم يكن يحفظه ليكون مجرّد ذاكرة قوية، تضمّ بين دفتيها كتابا محفوظا..
بل كان يحفظه ليعمر به قلبه، وليكون بعد هذا عبده المطيع، يحلّ ما أحلّ، ويحرّم ما يحرّم، ويستجيب له في كل ما يدعو اليه ثم يعكف على قراءته، وتدبّره وترتيله، متأنقا في روضاته اليانعات، محبور النفس بما تفيئه آياته الكريمة من غبطة، باكي العين بما تثيره من خشية..!!
كان عبدالله قد خلق ليكون قدّيسا عابدا، ولا شيء في الدنيا كان قادرا على أن يشغله عن هذا الذي خلق له، وهدي اليه..
اذا خرج جيش الاسلام الى جهاد يلاقي فيه المشركين الذين يشنون عليه الحروب والعداوة، وجدناه في مقدمة الصفوف يتمنى الشهادة بروح محب، والحاح عاشق..!!
فاذا وضعت الحرب أوزارها، فأين نراه..؟؟
هناك في المسجد الجامع، أو في مسجد داره، صائم نهاره، قائم ليله، لا يعرف لسانه حديثا من أحاديث الدنيا مهما يكن حلالا، انما هو رطب دائما بذكر الله، تاليا قرآنه، أو مسبّحا بحمده، أو مستغفرا لذنبه..
وحسبنا ادراكا لأبعاد عبادته ونسكه، أن نرى الرسول الذي جاء يدعو الناس الى عبادة الله. يجد نفسه مضطرا للتدخل كما يحد من ايغال عبدالله في العبادة..!!
وهكذا اذا كان أحد وجهي العظة في حياة عبدالله بن عمرو، الكشف عما تزخر به النفس الانسانية من قدرة فائقة على بلوغ أقضى درجات التعبّد والتجرّد والصلاح، فان وجهها الآخر هو حرص الدين على القصد والاعتدال في نشدان كل تفوّق واكتمال، حتى يبقى للنفس حماستها وأشواقها..
وحتى تبقى للجسد عافيته وسلامته..!!
لقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عبدالله بن عمرو بن العاص يقضي حياته على وتيرة واحدة..
وما لم يكن هناك خروج في غزوة فان أيامه كلها تتلخص في أنه من الفجر الى الفجر في عبادة موصولة، صيام وصلاة، وتلاوة قرآن..
فاستدعاه النبي اليه، وراح يدعوه الى القصد في عبادته..
قال له الرسول عليه الصلاة والسلام:
" ألم اخبر أنك تصوم النهار، ولا تفطر، وتصلي الليل لا تنام..؟؟
فحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام..
قال عبدالله:
اني أطيق أكثر من ذلك..
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
فحسبك ان تصوم من كل جمعة يومين..
قال عبدالله:
فاني أطيق أكثر من ذلك..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فهل لك اذن في خير الصيام، صيام داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما..
وعاد الرسول عليه الصلاة والسلام يسأله قائلا:
وعلمت أنك تجمع القرآن في ليلة
واني أخشى أن يطول بك العمر
وأن تملّ قراءته..!!
اقرأه في كل شهر مرّة..
اقرأه في كل عشرة أيام مرّة..
اقرأه في كل ثلاث مرّة..
ثم قال له:
اني أصوم وأفطر..
وأصلي وأنام.
وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي
فليس مني".
ولقد عمّر عبدالله بن عمرو طويلا.. ولما تقدمت به السن ووهن منه العظم كان يتذكر دائما نصح الرسول فيقول:
" يا ليتني قبلت رخصة رسول الله"..
رأينا اذا كيف كان عبدالله بن عمرو مقبلا على العبادة اقبالا كاد يشكّل خطرا حقيقيا على حياته، الأمر الذي كان يشغل بال أبيه دائما، فيشكوه الى رسول الله كثيرا.
وفي المرة الأخيرة التي امره الرسول فيها بالقصد في العبادة وحدد له مواقيتها كان عمرو حاضرا، فأخذ الرسول يد عبدالله، ووضعها في يد عمرو ابن العاص أبيه.. وقال له:
" افعل ما أمرتك، وأطع أباك".
وعلى الرغم من أن عبدالله، كان بدينه وبخلق، مطيعا لأبويه فقد كان أمر الرسول له بهذه الطريقة وفي هذه المناسبة ذا تأثير خاص على نفسه.
وعاش عبدالله بن عمرو عمره الطويل لا ينسى لحظة من نهار تلك العبارة الموجزة.
" افعل ما أمرتك، وأطع أباك".
وبينما هو يتوغل الثانية والسبعين من عمره المبارك..
واذ هو في مصلاه، يتضرّع الى ربه، ويسبّح بحمده دعي الى رحلة الأبد، فلبى الدعاء في شوق عظيم..
والى اخوانه الذين سبقوه بالحسنى، ذهبت روحه تسعى وتطير..
والبشير يدعوها من الرفيق الأعلى:
( يا أيتها النفس المطمئنة..
ارجعي الى ربك راضية مرضية
فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)..
من هو الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص :
عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي. صحابي أسلم قبيل أبيه (عمرو بن العاص)، و كان من العلماء العباد.
تعريفه :
هو الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص كان من أكثر الصحابة رواية للحديث الشريف وكتابه له فهو صاحب صحيفة قد جمع فيها الكتير من احاديث الرسول (ص) بعد ان استاذن النبي في ان يكتب عنه فاذن له قال أبو هريرة ليس أحد من اصحاب الرسول اكتر حديثا عن الرسول مني الا عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه كان يكتب وكنت لا اكتب " توفي سنة 65 للهجرة أو قبلها بسنتين.
صفته :
قال قتادة: كان رجلا سمينا وروى حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن العريان بن الهيثم، قال: وفدت مع أبي إلى يزيد، فجاء رجل طوال، أحمر عظيم البطن، فجلس، فقلت: من هذا؟ قيل: عبد الله بن عمرو.
إسلامه :
أسلم عبد الله بن عمرو بن العاص ما قبيل أبيه، ومما يُذكر عنه أن اسمه قبل إسلامه كان العاص، فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله. وقد كان يصغر عن ابيه الصحابي الجليل عمرو بن العاص بأحد عشر عاما.
ذكر شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني في الإصابة: (قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا الليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحارث بن جزء أنهم حضروا مع رسول الله جنازة فقال له ما اسمك، قال: العاص، وقال لابن عمرو ما اسمك؟ قال: العاص، و قال لابن عمر مااسمك؟ قال: العاص، فقال صلى الله عليه وسلم: أنتم عبيد الله، فخرجنا وقد غُيرت أسماؤنا)
يروي احمد بن حنبل في مسنده. وعبد الله بن عمرو كان في معركة صفين مع جيش معاوية ضد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب في ايام خلافته .
عبد الله راوية النبي صلى الله عليه وسلم :
كان عبد الله الصحابي الوحيد الذي يكتب الحديث خلف رسول الله . روي عنه أنه استأذن النبي فقال: يا رسول الله أكتب ما أسمع في الرضا والغضب ؟؟ قال: نعم فإني لا أقول إلا حقا.
وقال أبو هريرة : ((ما كان أحد أكثر حديثاً مني عن رسول الله ، إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب )). وتُعرف صحيفة ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم بالصادقة.
وابن عمرو ما أحد أكثر الصحابة حديثاً، إذ رُوي عنه في كتب الحديث المشهورة ما يزيد على سبعمائة حديث.
عبادته :
أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا نافع بن عمر، وعبد الجبار بن ورد، عن ابن أبي مليكة، قال طلحة بن عبيد الله: سمعت رسول الله يقول: نعم أهل البيت عبد الله، وأبو عبد الله، وأم عبد الله. وروى ابن لهيعة; عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر، مرفوعا نحوه.
ابن جريج: حدثنا ابن أبي مليكة، عن يحيى بن حكيم بن صفوان، عن عبد الله بن عمرو، قال: جمعت القرآن، فقرأته كله في ليلة، فقال رسول الله : اقرأه في شهر. قلت: يا رسول الله، دعني أستمتع من قوتي وشبابي. قال: اقرأه في عشرين. قلت: دعني أستمتع. قال: اقرأه في سبع ليال. قلت: دعني يا رسول الله أستمتع. قال: فأبى.
عبد الله في مصر :
خرج عبد الله مع أبيه ما في فتح مصر، ولشجاعته ومهارته كان يضرب بسيفين، وكان أحد شهود الصلح مع المقوقس، وابتنى داراً بجوار المسجد، ويُعد عبد الله بن عمرو ما مؤسس المدرسة العلمية المصرية، إذ كان يحدث عن رسول الله ويفتي في جامع الفسطاط مسجد عمرو بن العاص، وأخذ عنه خلق كثير من المصريين والشاميين والحجازيين.
وفاته :
توفي في مصر أيام فتنة مروان بن الحكم مع الأكدر سنة خمس وستين للهجرة المشرفة على أرجح الآراء، ومن كثرة الهرج لم يستطع أهله الخروج به للقرافة، فدُفن في داره، وبذلك يكون موقع قبره شمال المسجد بحري جدار القبلة، وقيل مات بالشام، وقيل بمكة.
قال أحمد بن حنبل: مات عبد الله ليالي الحرة سنة ثلاث وستين. وقال يحيى بن بكير: توفي عبد الله بن عمرو بمصر، ودفن بداره الصغيرة سنة خمس وستين وكذا قال في تاريخ موته: خليفة، وأبو عبيد، والواقدي، والفلاس وغيرهم. وقال خليفة: مات بالطائف، ويقال: بمكة. وقال ابن البرقي أبو بكر: فأما ولده فيقولون: مات بالشام.
___________________
رحم الله الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص وأسكنه فسيح جناته ,,,